فأشتد غضب سامنتا عند سماعها هذا الكلام ,فقالت بلهجة الأتهام:
" كان في وسعك أن تفهمني , على نحو ما , حقيقة الأمر عوض أن تجعلني أعتقد أنني سجينة هنا عندك وعند توم وماغي , وهما على ما أظن يعملون في جهاز أمن والدي ......... أليس هذا صحيحا؟".
فأجابها كيد:
" نعم ,هذا صحيح........ ولم يكن في مقدوري أن أفعل غير ما فعلت , لأن.......".
فقاطعته سامنتا قائلة:
" لأن تلك هي أوامر روبن ...... ولكن لماذا لم تحاول أقناعه بضرورة أطلاعي على الحقيقة , فلا أقضي أيامي هنا بالذعر والرعب؟".منتديات ليلاس
فقال لها كيد:
" وحاولت ذلك مرارا , ولكن من دون جدوى , فهو كما تعرفين عنيد كالثور ولا يقاوم......... وأظن أنك سمعت مرة قسما من مكالمة أجريتها معه , وأنت أسأت فهمها!".
فقالت سامنتا:
" نعم........... ظننت أن روبن كان يرفض الفدية ".
وتطلع كيد ألى دخان سيكارته مليا , ثم قال:
" كان يجب ألغاء الخطة الأصلية حين لم يتمكن روبن من اللحاق بنا في الحال ...... فهو كان يعتقد أنه من الأفضل أن يكون هنا معنا , أذ لربما غير الرجل المنتقم رأيه وقام بمحاولة ثانية لأغتياله , ولكن السلطات الحكومية أقنعته بالبقاء في نيويورك , حيث يتاح للرجل أن يتصل به........".
فقالت سامنتا:
" ولماذا هو الآن هنا؟".
فأجابها كيد:
" لأن السلطات ألقت القبض على الرجل في الليل الفائت , فزال الخطر".
وأرادت سامنتا أن تستوضحه الأمر , فقالت:
" ومتى عرفت أنت كل ذلك؟".
فأجابها :
" منذ الخامسة صباحا!".
فتذكرت أن كيد في ذلك الوقت ترك حراستها وذهب ألى النوم ....... ولكن هذا لم يكن السبب الذي من أجله ثار غضبها , فصاحت به قائلة:
" وأنت....... مع ذلك تركت يوما آخر يمضي علي وأنا أعتقد أنني كنت مخطوفة ....... فلماذا لم تخبرني بالحقيقة قبل أن يصل روبن ألى هنا؟".
فوافق كيد على كلامها وقال:
" نعم , كان بأمكاني أن أفعل ذلك , ولكنني لم أكن أعتقد أنك تصدقينني ..... بعد كل تلك الأكاذيب التي كنت أختلقها لك....... وكنت أعلم أن روبن في طريقه ألى هنا , ولذلك آثرت أن أنتظر مجيئه حتى يكون برهانا على صدق روايتي ........ هذه هي حقيقة الأمر يا سامنتا!".
وكانت سامنتا تعلم من هو كيد سكوت , لأن روبن كان دائما يمتدحه كرجل قدير يقوم بواجبه خير قيام , غير أن سامنتا لم تقابله وجها لوجه قبل أن جاء بها ألى تلك الجزيرة.
وقالت له سامنتا:
" آه , يا ليتني علمت من أنت, منذ البداية!".
فأجابها كيد :
" أردت أن أعلمك ..... بل أنني حاولت عدة مرات ففشلت".
وأخذت سامنتا تظهر أسفها الشديد لأنها لم تعلم الحقيقة , وألا لكانت تجنبت الشعور بذنب الوقوع في غرام رجل غريب كان فوق ذلك خاطفها , ولما لامت كيد على تقيده بأوامر روبن في هذا الشأن , قال لها بحزم:
" أنا آخذ الأوامر من روبن , فهو رب العمل".
ورأت سامنتا في هذا الكلام مسمارا يدق في نعش علاقتهما الغرامية , ألم يكن كيد مستخدما عند والدها ؟ أذن, فهي غنيمة ثمينة ينالها رجل طموح يسعى وراء ما يريده مهما كانت الوسيلة.
وأبتسمت سامنتا وهي تقول لكيد:
" سأخبر والدي بالمهارة الفائقة التي أظهرتها لحمايتي.......... ولا أنكر أنك بذلت جهدا بالغا للترفيه عني , ولو لجأت في ذلك أحيانا ألى أجراءات عنيفة ولكنها فعالة....... ولم أعتقد – خطأ – ألا في اليومين الأخيرين أنني كنت مخطوفة , واللوم في ذلك لا يقع عليك ......... وأنا واثقة من أن روبن سيكون فخورا بك".
فضاقت عينا كيد وهو يقول لها:
" ما كل ما فعلته كان للترفيه عنك يا سامنتا......".منتديات ليلاس
فأجابته سامنتا:
"طبعا لا , ولكن كل شيء , على وجه العموم , كان ممتعا لكلينا".
فقال لها كيد بكبرياء وتعال:
" أكان ذلك كل شيء؟".
فشعرت سامنتا من عبارته هذه أن وراءها تساؤلا , فقالت :
" نعم , كان ذلك كل شيء , ولا شيء آخر".
فتقدم كيد خطوة نحوها , فأستدارت لمواجهته وهي حذرة من الوقوع تحت جاذبيته الطاغية , فنظر اليها نظرة جعل الدم يجري حارا في عروقها , وقال لها:
" أنت تكذبين يا سامنتا , لم يكن ما جرى بيننا مجرد تسلية لك ولي".