وفي الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة أعلن جوناس أن الوقت حان لها لتذهب ألى فراشها , وأرادت سامنتا أن تحتج , ولكنها أمتنعت عن ذلك لمعرفتها أن ما يأمر به جوناس لا بد أن تنفذه ولو بالقوة , ولم تخف أمتعاضها حين رافقها ألى غرفة نومها.
وترددت , وهي داخل الغرفة , في أستبدال ثيابها بقميص النوم , ثم كيف تدخل ألى فراشها وهو هناك يراقبها ؟فلو لم تكن تحبه لهان الأمر عليها الأمر , أما وهي تحبه فهناك خطر الأستسلام أليه.
وشعر جوناس بترددها , فقال لها:
"عليك أن تلبسي قميص النوم وتدخلي فراشك , وألا جاءت ماغي لترغمك على ذلك , كما فعلت في الليلة الفائتة ...... فأنصحك أن تتولي الأمر بنفسك هذه الليلة!".منتديات ليلاس
فسارعت سامنتا ألى الحمام , وقميص النوم القصير على ذراعها ,فلبسته وعادت لتجد جوناس يتطلع من النافذة , وقبل أن تدخل ألى فراشها ألتفت ونظر اليها , وما أن غطت جسدها جيدا , حتى شعرت به يبتعد عن النافذة ويطفىء النور , ثم يعود ألى قرب النافذة , فأزداد خفقان قلبها حين غرقت الغرفة في الظلام.
ولوقت طويل خشيت أن تتحرك , ولكنها في آخر الأمر أضطرت ألى ذلك , فأخذت تتقلب في الفراش لتجد وضعا مريحا تستسلم فيه ألى النوم , فقال لها جوناس:
" أرجو أن تنامي نوما هادئال هذه المرة , فأنا غير مستعد أن أغطيك من حين ألى آخر طوال الليل".
فقالت بشيء من الغيظ:
" أشكرك على هذه الملاحظة التي لن تساعدني ألا على بلوغ نقيض ما أنت تتوخاه".
فصاح بها بلهجة فظة:
" أقول لك نامي".
فأجابته سامنتا:
" سأحاول, ولكن كيف لي أن أنام بسهولة وأنت هنا في الغرفة؟".
فقال لها على الفور:
" أتفضلين , أذن , أن أكون معك في الفراش؟".
فصاحت به وقد أستولى عليها الخوف:
" كلا!".
فأجابها بحزم :
" لا تخافي , لن أفعل , وثقي يا سامنتا بأنني لن أزعجك , طابت ليلتك!".منتديات ليلاس
وساد الصمت بينهما ,مع أن سامنتا لم تستسلم ألى النوم ألا بعد طلوع الفجر ,وحين أستفاقت عند الظهر وجدت ماغي معها في الغرفة وقالت ماغي لسامنتا أن جوناس ذهب ألى غرفته عند الفجر ليأخذ قسطه من النوم.
وكان ذلك النهار تكرارا للنهار الذي سبقه , والتغير اوحيد الذي طرأ هو مجيء جوناس لينوب عن توم في حراسة سامنتا , فسألته قائلة:
" هل لنا أن نخرج في نزهة؟".
فوافق جوناس على طلبها قائلا:
" نعم , ولكن لمدة وجيزة".
ولما خرجا من البيت , قادتها خطاها , عن غير وعي , ألى مرآب القوارب عند الميناء , فتبعها جوناس على مهل , من دون أن يحاول اللحاق بها , فلعله في ذلك أراد أن يعلمها أن المرآب مقفل أشد الأقفال.منتديات ليلاس
وتابعت سامنتا سيرها , على غير هدى , نحو الميناء ,وقبل أن تصل ألى هناك توقفت عند مرتفع يغص بالشجيرات والركام وحدقت ألى السماء الزرقاء الموشاة بغيمات بيضاء عابرة , وفيما هي تنزل من هناك شاهدت زورقا يقترب من الشاطىء , ففرحت لا لأنها كانت تتوقع منه أن ينقذها وجوناس هناك , بل لأنها رأت شيئا ما يتحرك في ذلك السكون الرهيب.