7- ألى أين المفر؟
كانت تلك المياه التي توجد فيها الجزيرة مشهورة بسمكها ,وكانت قوارب الصيادين لا تبعد كثيرا عن شواطىء الجزيرة , بحيث يمكن السباحة أليها.
هذا ما خطر لسامنتا وهي على الطوافة قرب الميناء تتأمل أحد تلك القوارب , ولكن كيف السبيل ألى ذلك وجوناس يراقبها في كل لحظة؟ يل ها هو الآن يتطلع أليها وهي تتأمل ذلك القارب الذي يكاد يلامس شاطىء الجزيرة , فجوناس لا شك كان يقرأ أفكارها.
فمنذ البارحة مساء لم يتحدثا معا سوى بضع كلمات ضرورية , كان عدوها , ولذلك لم تسمح لعواطفها أن تتحكم بتصرفاتها.
وتوقف محرك القارب عند الميناء , فأمر جوناس توم أن يذهب ويقول للصياد أن يبتعد من هناك.
وفي هذه الأثناء ,وبينما توم في طريقه ألى القارب , وقف الصياد ولوّح بيده , فتجاهل جوناس تلويحه.
وكانت سامنتا تراقب بأهتمام حين رأت توم يصل ألى القارب ويتحدث ألى الصياد بأختصار ,ثم يجذف عائدا ألى الجزيرة , ولما أقترب من جوناس قال له:
" نف1 معه الوقود!".منتديات ليلاس
وحمل بعض الوقود من المستودع وعاد ألى حيث القارب , وحاولت سامنتا أن تغتنم فرصة وجود الصياد لتقوم بحركة تسترعي أنتباهه , ولكن جوناس أنتبه أليها وقال لها بحزم:
" لا تتصرفي بحماقة يا سامنتا!".
ولكن سامنتا لم ترد أن تفوت عليها تلك الفرصة , فأندفعت بالطوافة نحو القارب , غير أن جوناس أسرع وقبض على كتفيها وصاح بها:
" لا تفعلي , أياك أن تظهري أية أشارة!".
فقالت له سامنتا:
" لا تنتظر مني أن أطيعك , فأنت تعلم أن عليّ أن أحاول المستحيل في سبيل التحرر من الأسر".
وحين أطلقت سامنتا صرخة أطبقت يد جوناس على فمها لأسكاتها , وحاولت التملص منه ,ولكن عبثا , فجسمه النحاسي الثقيل كان يغطي كل جسمها ويكاد يسحق عظامها , وفي هذه الأثناء كان القارب قد تزوّد بالوقود وأخذ يبتعد عن الجزيرة , فأفلتها جوناس ووقف على قدميه , والشرر يتطاير من عينيه , وصاح بها:
" هيا لنعود ألى البيت!".
فقالت له:
" هل جاء الوقت لتحبسني في غرفتي؟".
فأجابها:
" لا تكرري هذا القول لئلا يصبح فعلا".
فصمتت سامنتا خوفا من أن يحقق تهديده , ثم قفزت ألى الشاطىء يتبعها جوناس.
وحين جلست في غرفتها وحيدة أخذت تسترجع ما جرى لها ذلك النهار , أيكون الهرب من تلك الجزيرة مستحيلا؟ فوسيل الخروج منها تقتصر على ركوب الموج, وهذا لم يكن في متناول يدها , ألا أذا تسنى لها أن تغافل خاطفيها وتركب القارب الصغير الذي أستعمله توم عندما حمل الوقود ألى الصياد , ولكن كيف السبيل ألى ذلك؟
أيمكن لها أن تفعل ذلك من دون أن يراها أحد؟ ومتى ؟ في النهار لم يكن ذلك ممكنا , فهل يكون ممكنا في ظلام الليل البهيم!
ومشت سامنتا ألى نافذة غرفتها حيث كانت الأشجار في تلك الجهة من البيت أقرب أليها , فلم يكن أمامها ألا أن تجتاز فسحة قصيرة , قبل أن تصل ألى الممر الذي تحجبه أغصان الشجر الكثيفة , والذي يؤدي ألى مكان رسو القارب.
لم يكن ذلك سهلا , فقد تضيّع طريقها في الظلام أو قد تتجرح ساقاها من الشجيرات التي تملأ جوانب الطريق.
ثم كان عليها أن تشق طريقها عبر نافذة الغرفة , وللنافذة شبكة من حديد , فكان عليها أن تزيلها من أداة حادة ؟ وحين فكرت قليلا في الأمر خطرت لها أداة تقليم الأظافر , فجاءت بها وفتحت ثغرة تكفي للخروج منها , ثم بدلت ثيابها ونزلت ألى غرفة الطعام.
وفي أثناء تناولها الطعام لم تتكلم ألا قليلا , تاركة توم وماغي وجوناس يقومون بمهمة الكلام , غير أن محاولة الهرب تلك الليلة أستولت على كل أهتمامها.منتديات ليلاس
وبعدما فرغوا من تناول الطعام أنصرفت ماغي ألى شؤونها المطبخية , بينما خرج توم في جولة تفتيشية ,أما سامنتا فتمنت أن تعود ألى غرفتها , ولكن الوقت كان مبكرا , فأتجهت ألى غرفة الأستقبال يتبعها جوناس .
وقالت له:
" لا لزوم لمجالستي , فما من صياد هنا في هذه الغرفة!".
فتجاهل جوناس ملاحظتها وجلس على كرسي مريح قبالتها , وحاولت سامنتا أخفاء توتر أعصابها , فتناولت مجلة وراحت تتفحصها.