ولم تزد على ذلك , لأنها رأت أن لا تفاتحه بأمر هويته بعد أن سمعت الحديث الهاتفي.
وكان قد بدأ يخامرها الشك في أنها كانت مخطوفة , ولم يكن لديها دليل مباشر على أن روبن يعرف مكان وجودها.
وحين أستعادت في ذاكرتها الحديث الهاتفي التي أجرته مع والدها بعد وصولها ألى الجزيرة , وكيف تردد في معرفته لكريس هذا , ثم نصحها أن تأتمر بأمره , ألم يكن ممكنا أنه أسدى أليها هذه النصيحة حفاظا على حياتها؟ وهل السماح لها بالتحدث ألى روبن لم يكن ألا لجعله يتأكد أنها مخطوفة حقا؟
وأدركت سامنتا كيف أنها سهلت للخاطفين تنفيذ مأربهم بتصديقها أن الخاطف جاء بأمر من والدها , وكان عليها أن تتحقق الأمر قبل تصديقه , مع أن بيث , زميلتها في العمل , حذرتها من الغرباء!منتديات ليلاس
وخيّل ألى سامنتا أن الرسالة التي تركها الخاطف لهاري ليندسي صاحب الصحيفة لم تكن سوى أنذار بدفع الفدية , وتذكرت كيف أن الخاطف لم يسمح لها بحزم أمتعتها مؤكدا أن أباها أشترى لها كل ما تحتاج أليه في تلك الرحلة , وما كان ذلك التصرف من جانبه ألا للأسراع في الرحيل وللحؤول دون أن يراها أحد برفقته , وتذكرت أيضا كيف كان الخاطف يسرع في الطريق , وكيف كان يراقب الناس في المطعم.
نعم , أسترجعت سامنتا كل التفاصيل فأيقنت أنها مخطوفة وما في ذلك ريب , وها هي الآن في جزيرة مثالية للأختفاء عن عيون جميع الناس , فلا جيران هناك للأختفاء عن عيون جميع الناس , فلا جيران هناك يبصرونها , وما النزهة البحرية التي دعيت أليها سوى من قبيل ذر الرماد في عينيها لتعمى عن الحقيقة , وأدركت سامنتا الآن لماذا كان الخاطف يرفض التوقف هنا أو هناك في أثناء النزهة البحرية بحجة أن الوقت لم يكن يسمح بذلك , والحقيقة قد تكون أن صورتها ربما نشرت في الصحف.
ثم أن الجزيرة كانت على مرمى حجر من الحدود الكندية , وهكذا يسهل على الخاطفين الهرب خارج الولايات المتحدة بعد أن تدفع لهم الفدية .
وتحت وطأة هذه الهواجس أستولى الخوف على سامنتا , فهل يعقل أن يكون روبن قد رفض دفع الفدية , ولماذا لا؟ فقد سمعته مرة يقول: ( لولا دفع الفدية لما بقي خاطفون ) , أم تراه الآن يناور الخاطفين ليربح الوقت , على أمل أن تتمكن السلطات من العثور على مكان وجودها ؟
وأقلق سامنتا قول المدعو كريس بالهاتف : ( سأتصل بك فيما بعد!) , فربما كان يعني بذلك أنه سيتصل به بشأن الفدية , أو سيرسل له رسالة عبر جثتها الهامدة , فالخاطفون لا يمكن أن يخلوا سبيلها وهي على قيد الحياة أذا هي عرفت هويتهم.
وكانت يدا سامنتا ترتجفان وهي تصب القهوة ,ولاحظت أن الرجل يراقبها بأمعان , فهل أدرك يا ترى أنها أصبحت تملك تملك معلومات عنه يجب أن لا تعلمها.
وقال لها :
" هل أنت بخير ؟ يبدو عليك بعض الأضطراب!".
فأجابته بأبتسامة باهتة:
"رأسي يؤلمني , أرجو أن تعذرني أذا ذهبت ألى غرفتي وأسترحت بعض الوقت".
فقال لها:
" هل يمكنني أن أساعدك في أي شيء؟".منتديات ليلاس
فأجابته وهي تسرع ألى الخروج من الغرفة حتى لا يتابع الحديث:
" لا , أشكرك.....".
وصعدت ألى غرفتها وراحت تتمشى فيها ذهابا وأيابا نحو ساعة من الزمن , وهي تفكر في الأمر بعقلانية لا يشوبها هاجس أو خوف ,فرأت أنه من الخير أن تستغل الحرية المحدودة التي يضطر الخاطفون منحها لها , لأنهم يعتقدون أنها لا تزال في نظرها ضيفة لا مخطوفة.
فماذا في وسعها أن تعمل غير الأنتظار ؟ وحتى لو دفعت الفدية , فهل هي متأكدة من أخلاء سبيلها؟
ثم أن الهرب مستحيل , وأذن فلا سبيل ألا بوصول نجدة لأنقاذها , ولكن كيف يكون ذلك ولا أحد يعرف مكانها غير الخاطفين ؟ ولكن , على الرغم من ذلك فلا بد من أن يكون هنالك سبيل ألى الخروج من هذا المأزق بتهريب رسالة ألى خارج الجزيرة , ولكن كيف , ولا أحد يمر من هناك؟ أيكون بالطريقة التقليدية المألوفة وهي وضع رسالة في زجاجة وتحميلها للأمواج المتلاطمة , غير أن هذه الطريقة لم تكن مضمونة النتيجة .
وقطبت سامنتا جبينها ووقفت بجانب النافذة تحدق ألى ظلال الأشجار الخضراء وتفكر في كيفية أيصال رسالة ألى خارج الجزيرة , ربما بالهاتف! أو ربما أستطاعت وهي تتحدث ألى روبن أن تلمح أليه عن مكان وجودها , ولكن هل يعقل أن لا ينتبه ألى مثل ذلك رجل داهية كالمدعو كريس؟ ومن ناحية أخرى , كيف يمكنها أن تتكلم بالهاتف من دون أن يستمع أليها أحد ؟ فأذا كانت مخطوفة , فلا شك أنهم يراقبون حركاتها وسكناتها , والدليل على ذلك تلك النزهة التي قامت بها في منتصف الليل.
وراحت سامنتا تفكر وتفكر ألى أن أنتهت ألى وجوب القيام بمحاولة لأستعمال الهاتف في النهار , لا في الليل , حين يكون خاطفوها الثلاثة منهمكين في أمر ما.منتديات ليلاس
سمعت وقع أقدام في الرواق خارج غرفتها , فخيل أليها أن أحدا جاء لمراقبة ما تقوم به, وفي الحال أرتمت على فراشها وتظاهرت بالنوم ,وتسارع خفقان قلبها حين سمعت الباب يفتح , ومن دون أن تفتح عينيها علمت من هو الداخل ,وحين وقف فوقها يتفحصها بنظراته شعرت بالدم يجري حارا في عروقها.