كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتقدم نحوها خطوة مهددا وقد أسودّت ملامحه من الغضب , ولم يكن هناك مكان لدينا تتراجع اليه , وكان لا بد أن تقف في مكانها برغم عدم قدرتها على الدفاع , وفي تلك اللحظة سمعت طرقا على الباب , وتوقف بليك ونظر الى الباب في غضب وسأل:
" من الطارق؟".
وأنفتح الباب ودخل شت وقال :
" لقد جئت مبكر قليلا , ولكن ديدر أخبرتني أنكما هنا تشربان القهوة , وسوغ تحضر لي فنجانا".
وسكت وكأنه أحس بالتوتر في الجو , ثم أضاف وكأنه يسأل:
" لم أعتقد أن أنضمامي لكما سيزعجكما".
وقالت دينا :
" بالطبع لا".منتدى ليلاس
فقد أستعانت به ليخفف من التوتر , وأكمل بليك الدوعوة فقال:
" أدخل يا شت , كنا ننتحدث عنك أنا ودينا".
وقال شت مداعبا:
" أرجو أن يكون حديثا طيبا".
" نعم!".
هكذا قال بليك ثم وجّه نظرته القاتمة الى دينا وقد بدا في عينيه التجهم والتأمل , ثم أضاف:
" نعم كان حديثا طيبا".
ولكنه لم يفسر ماذا كان موضوع الحديث.
وبدأت تتنفس ثانية وهي تمد يدها الى حلقها , وتنبهت الى أنها ترتدي الروب وأتخذت هذا عذرا للأنصراف فقالت:
" أذا أسمحا لي سوف أترككما لشرب القهوة وحدكما".
وقال شت وهو يقطب جبينه:
" أرجو ألا يكون أنصرافك بسببي ".
" لا , لا".
هكذا أكدت دينا بسرعة وهي تتفادى نظرة بيك الساخرة.
وأضافت:
" كنت سأصعد الى أعلى لأرتدي ثيابي قبل أن تقدم ديدر الأفطار , لن أغيب طويلا".
وعندما غادرت دينا قابلت ديدر وهي تحضر فنجان القهوة لشت.
وبعد أن فرغت دينا من أرتداء ملابسها وضعت خاتم شت في جيب ثوبها , كانت تأمل أن تستطيع في وقت ما خلال اليون أن تتاح لها فرصة أعادته الى شت وهما وحدهما , ولكن هذه الفرصة لم تتوفر لها ألا بعد الظهر.
علمت الصحافة بنبأ عودة بليك , وكان المنزل في حالة حصار مدة طويلة من النهار , جرس الباب أو جرس التلفون يرن بصورة دائمة ,وكان يتعين على بليك أن يحدد موعدا للأحاديث حتى يرتاح , ولكن ردوده كانت مقتضبة وبدون دخول في التفاصيل , ودينا مضطرة بأعتبارها زوجته أن تكون بجانبه بينما قام شت بدور السكرتير الصحفي والمتحدث بأسم شركة شاندلر , وأخيرا حوالي الساعة الرابعة أنتهى الحصار وبدأ هدوء جميل يخيم على المنزل , وأصرت نورما شاندلر على تقديم القهوة والحلوى لكل من يحضر , وأنشغلت بمساعدة ديدر في التنظيف والترتيب بعد أنصراف الضيوف , ورن الهاتف وكان المتحدث يطلب حديثا من بليك في التلفون, بينما دينا بدأت تساعد السيدتين الأخريين في التنظيف , وعندما لحظت أن شت ذهب الى غرفة المكتبة أستأذنت , فقد عرفت أنها قد لا تجد فرصة أخرى لتتكلم معه على أنفراد.منتدى ليلاس
وعندما دخلت غرفة المكتبة رأته يصب بعض الشراب , كان خاتم الخطبة يحرق دائرة في جيبها.
" هل تصب لي بعض الشراب يا شت؟".
قالت ذلك وهي تغلق الباب بهدوء , وهكذا منعت صوت بليك من أن يترامى الى أذنها في غرفة الجلوس .
ورفع شت رأسه الأشقر وتحولت نظرة الدهشة على وجهه الى أبتسامة وهو يقول:
" بالطبع".
وتناول كوبا آخر وقال:
" كان يوما محموما جدا".
" نعم , عتقد ذلك".
وأتجهت دينا لتأخذ كوبها , ورفع شت كوبه ليأخذ رشفة سريعة وقال:
" أن صحفيا أعرفه يعمل في أحدى الصحف المحلية أتصل بي هذا الصباح وأخرجني من الفراش , كان قد سمع أن هناك بعض التغييرؤات في شركة فنادق شاندلر وأراد أن يعرف التفاصيل ,وتظاهرت بالجهل , ولكن هذا هو الذي دفعني الى الحضور الى هنا مبكرا لأنبه بليك الى أن هجوم الصحفيين في طريقه اليه ,كنت أعرف أنهم سيعلمون النبأ بعد فترة".
" نعم".
وأومأت برأسها وهي سعيدة أن نبأ خطبتهما لم يكتب في الصحف وألا كان الصحفيون سيحولون عودة بليك الى سيرك! وقال شت بأعجاب لم يحاول أخفاءه:
" الواقع أن بليك بعرف كيف يقابل الصحفيين".
" نعم أعتقد ذلك".
وأخذت دينا رشفة من شرابها وأضاف شت:
" وسوف يكون هذا دعاية طيبة للفنادق".
" نعم".منتدى ليلاس
وبدأت تشعر أنها أشبه بدمية يشد خيطها لتومىء برأسها موافقة على كل ما يقوله شت , في حين أنها لم تكن تريد أن تتحدث عن هذه الموضوعات .
" أعتقد أن موظفا في الشركة عرف النبأ وقال لزملائه ".
|