لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-08-10, 01:58 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- صقيع في القلب

كانت دينا ترقد في الفراش وقد شدّت الأغطية حتى عنقها , ولكنها كانت تعرف أن البطانيات لا تستطيع تدفئة البرد , شعرت بأنها باردة خاوية في داخلها , وهي تحملق الى أعلى في ظلام الغرفة , وتجمّدت دمعة فوق أهدابها , كان بليك قد أشبع رغبتها ولكنها لم تحس بأنها سمت الى السعادة القصوى التي لا يبعثها ألا الأنسجام الروحي ولا يمكن أن يحدث هذا ألا عندما يوجد الحب , وفي هذه الليلة كان عناق بليك النهم يعبر عن الرغبة فقط , ولذلك لم تشعر دينا بالدفء الذي طالما شعرت به من قبل مع بليك.منتدى ليلاس
بليك يرقد بجانبها بدون أن يتلامسا , وقد وضع أحدى ذراعيه على الوسادة فوق رأسه , كانت تستطيع أن تسمع صوت أنفاسه المنتظم , ولكنها شكّت في أنه نائم ,وبنظرة جانبية رأت جانب وجهه في الضوء الخافت , ولاح خط متجهم على وجهه وكأنه هو أيضا يشعر بنفس رد الفعل؟
وقال بصوت خافت جامد يشعر بنظراتها ويسمع تساؤلها :
" هناك شيء واحد لم تقوليه يا دينا , ولو أنك قلته لكان من المحتمل أن يمنع خيبة الأمل".
" ما هو؟".
هكذا سألته بصوت مشدود مختلج وهي تتمنى أن تعرف الشيء الذي يمكن أن يمنع هذا من أن يحدث ثانية.
" أن أستجابتك لا تعادل عامين ونصف من الأماني والتوقعات".
"لا........"
هكذا وافقت في صمت , فلم تكن هناك كلمات حب متبادل متبادلة ,ولا أنسجان بين قلبيهما وروحيهما , كانت لمسته تعبّر عن رغبة فقط أثارها الغضب والأحباط ,
وتمتمت قائلة:
" أن الرغبة البحتة لا يمكن أبدا أن تجلب السعادة يا بليك".
وأزاح جانبا البطانية عن جسمه ونهض واقفا على الأرض , وألتفتت برأسها فوق الوسادة لتحملق فيه في الظلام وسألته بهدوء:
" الى أين تذهب؟".
منتدى ليلاس
وأحسّت بصوت يقول لها لو أن بليك ضمّها بحنان بين ذراعيه فأن الفراغ المؤلم بداخلها قد يهدأ.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-08-10, 05:28 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت هناك ومضة جمال في بشرته التي لفحتها الشمس في الضوء الباهت , وأستطاعت أن تلمح كتفيه العريضتين والعضلات السوداء التي يقل عرضها تدريجيا الى خصره , كانت خطاه بدون صوت مثل خطوات الحيوان الصامتة!
" يوجد أكتشاف مزعج آخر فوجئت به منذ عودتي الى الحضارة , وهو أن الفراش ناعم أكثر مما يجب!".
منتدى ليلاس
كان يتكلم بصوت خافت ونبرة مؤلمة ساخرة , وأضاف:
" لقد أعتدت الفراش الصلب , وهذا ما ينتج عن قضاء ليال كثيرة جدا في الأشجار وعلى أرض صلبة".
ولم تستطع أن تراه في الظلام , وتقلبت في فراشها وأستندت على أحد مرفقيها وهي لا تزال تحتفظ بالأغطية محكمة حول جسمها .
ومرة أخرى سألته:
" الى أين تذهب؟".
" الى حيث أجد بطانية وأرضا صلبة !".
وسمعت صوت الباب وهو يفتحه وأضاف بنبرة حادة مؤلمة :
" لقد حققت رغبتك يا دينا , الفراش أصبح لك وتستطيعين أن تنامي وحدك!".
وعندما أغلق الباب سرت رجفة متقلصة في جسمها , ودفنت رأسها في الوسادة وتحوّل جسمها الى كرة مشدودة من الألم , وأغمضت عينيها وهي تتمنى أن تنام وتنسى كل شيء!
وهزّت يد كتفها برقة ولكن بأصرار وسمعت صوتا يقول:
" سيدة بليك .... أستيقظي ...... أرجوك......".
وتحركت دينا وعيناها تطرفان وهي تحاول أن تعرف أذا كانت تتخيل صوتا يناديها أم لا ........ ومرة أخرى ترامى الصوت الى أذنيها يقول:
" أنهضي يا سيدة بليك!".
ولكنها لم تتخيّل اليد فوق ذراعها , وشعرت برأسها ينبض ببلادة وهي تفتح عينها وتتقلّب على الجانب الآخر وتشد الأغطية معها , وتركزت نظرتها الناعسة على الوجه المضطرب لمشرفة المنزل وهي تنحني فوقها , وأصبحت دينا متنبهة لعدّة أشياء في نفس الوقت , أدركت الوسادة الملقادة بجانبها حيث رقد بليك فترة قصيرة , وقميص النوم القصير الذي ترتديه , والملابس المتناثرة في أنحاء الغرفة ....... ملابسها وملابسه , وفكرت : يا ألهي ............ أن الغرفة تغرق في الفوضى!
" ماذا حدث يا ديدر؟".
هكذا سألتها وهي تحاول أن تحتفظ برباطة جأشها برغم أحساسها بالحرج .
قالت ديدر:
" أنه السيد بليك!".
وأثارت النظرة القلقة البادية في عيني المشرفة على المنزل رد فعل سريع من جانب دينا , فهبت جالسة وأستندت على مرفقيها وقد طرد الأضطراب ما بقي في عينيها من نعاس , وقالت في فزع:
" بليك؟ ماذا حدث؟ هل أصابه سوء؟".
" لا.....لا ........ أنه فقط نائم في الطابق السفلي على الأرض في غرفة المكتبة".
وأحمر وجه المرأة خجلا وهي تضيف:
" وهو لا يرتدي البيجاما , يرتدي فقط ملابسه الداخلية!".
وأخفت دينا أبتسامة وضاع أرتياحها في شعور بالمرح , مسكينة ديدر شنايدر , هكذا فكّرت , أنها لم تتزوج في حياتها ولم تقترب من حياة زوجية , ومن المحتمل أنها أصيبت بصدمة عنيفة عندما وجدت بليك نائما في غرفة المكتبة بملابسه الداخلية!
وأومأت دينا برأسها وقالت وهي تحاول أن تحتفظ بتعبير وجهها الجاد :
" فهمت".
" أن السيد سترانتون سوف يصل بعد ساعة , وأعتقدت أنك وحدك التي تستطيعين أن توقظي السيد بليك!".
كانت المرأة تحاول جاهدة أن تتفادى لنظر الى ذراعي دينا العاريتين :
" سأفعل..............".
منتدى ليلاس
قالت دينا هذا وبدأت تنهض , ثم خشيت أن تزيد من حرج المشرفة على المنزل أذا بدت أمامها بقميص النوم القصير فقالت لها:
" أرجو أن تناوليني الروب الموجود على السرير هناك يا ديدر".
وبعد أن ناولتها الروب , أستدارت المشرفة على المنزل بلباقة بينما أندست دينا بداخله وقالت المشرفة لدينا :
" لقد أرسلت السيدة شاندلر أشياء قليلة للسيد بليك أمس , منها بيجاما وروب وقد وضعتها في الخزانة الخالية".
" سوف آخذها له ,وغدا يا ديدر أعتقد أنه من الأفضل أن تضعي ترتيبات مع السيدة شاندلر لشراء سرير بفراش صلب جدا ..... جامد مثل الصخر".
" سأفعل يا سيدة بليك".
قالت ديدر ذلك بنبرة وعد كأنها تؤدي قسما ثم أضافت:
" آسفة لأنني أيقظتك يا سيدة بليك".
وردت دينا وهي تبتسم :
" لا عليك يا ديدر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-08-10, 07:43 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبأيماءة قصيرة من رأسها غادرت المشرفة على المنزل الغرفة , وأتجهت دينا الى الخزانة الصغيرة التي كانت ديدر قد أشارت اليها ,كان هناك ثلاثة قمصان وحلّة بنية معلّقة , وفي مشجب الباب الداخلي كانت البيجاما والروب من لونين متناسقين من الحرير , تركت دينا البيجاما وأخذت الروب.منتدى ليلاس
وعندما وصلت الى الطابق الأرضي ترددت يدها فوق مقبض باب غرفة المكتبة ,وشعرت بالتوتر وتقلّصت معدتها , وحاولت جاهدة أن تحافظ على هدوئها وتتجاهل نوبة العصبية التي أنتابتها , فتحت الباب بهدوء ودخلت , وتوجهت نظرتها أولا الى الأرض والمكان الشاسع حول المدفأة , وسمعت صوت بيك يقول ساخرا من جانب الغرفة:
" لا بد أن ديدر أرسلت الأحتياطي !".
وألتفتت دينا ناحيته ورأته واقفا , كان يحيط خصره ببطانية خضراء داكنة ,وصدره العاري يلمع بسمرته الداكنة ,وقد مشّط بأصابعه شعره البنب الكثيف حتى أصبح شبه منسق , وهي فكرة أكتسبها من حياة العزلة في الغابات .
ودقّ نبض دينا فزعا ورفعت رأسها وكأنها تتوقع خطرا , وهو يبدو مثل رجل بدائي متكبر نبيل وشرس.
" هل سمعتها وهي تدخل؟".
وأدركت أنه سؤال سخيف بعد أو وجهته , أن تلك الشهور الطويلة التي قضاها في الغابة شحذت حواسه وجعلتها أكثر حدة ودقة , ورد بأحتقار ساخرا :
" نعم ولكنني رأيت أنه من الحكمة أن أتظاهر بالنوم بدلا من أن أصيبها بصدمة! لقد توقعت أن تصعد الدرج قفزا وتخبرك أنت أو أمي بسلوكي الفظيع ".
ووراء نظرته القاتمة تفحص وجهها شعرت بعدم الأرتياح , وتمنت لو أنها أرتدت ملابسها كاملة قبل أن تنزل .
" لقد أتيتك بروب".
ومدّت يدها بالروب وهي تشعر برجفة بسيطة لم تبد واضحة بعد.
" لا بد أن ديدر أقترحت هذا , لقد صدمت أكثر مما توقعت ".
ولكن بليك لم يحاول أن يتقدم نحوها فأضطرت دينا الى أن تسير نحوه :
" أن ديدر لم تتعود رؤية رجال بملابس داخلية نائمين على أرض غرفة المكتبة ".
منتدى ليلاس
قالت هذا مدافعة عن رد فعل المشرفة على المنزل ,وقد أكتشفت في نفسها رد فعل مماثلا عندما بدأ بليك يزيح البطانية من حول خصره , وأشاحت بعينيها بعيدا وأحمر وجهها خجلا وكأنه شخص غريب يخلع ملابسه أمامها وليس زوجها! وسمعت صوت حفيف الروب الحريري ثم قال بليك بلهجة ساخرة قاسية :
" تستطيعين أن تنظري اليّ الآن".
ورمقته بنظرة غامضة لأنه لحظ نوبة الخجل التي أنتابتها ثم أبتعدت , كان عرق رقبتها ينبض بعصبية شديدة , لم تستطع السيطرة عليها ,ولمست يده كتفها وتراجعت من لمسته الباردة.
فقال بصوت مختنق:
"بحق السماء يا دينا...... لن أغتصبك , لعنة الله عليك ألا أستطيع حتى لمس زوجتي!".
كانت عيناها الزرقاوان واسعتين حذرتين وهي تنظر فوق كتفها الى نظرته المتأججة الشرسة , وقالت بضيق:
" لا أشعر أنني زوجتك , لا أشعر أنني متزوجة منك!".
وفي الحال خمدت النيران في عينيه وسيطر على أعصابه بطريقة جامدة باردة على عكس طبيعته عندما كان يغضب ثم قال:
" أنك زوجتيّ!".
وسار بجانبها نحو الباب وفتحه وقال مناديا :
" ديدر أحضري بعض القهوة الى غرفة المكتبة هنا ولزوجتي !".
وركّز على كلمة زوجتي!
" أن شت سيأتي وعليّ أن أرتدي ثيابي".
هكذا قالت دينا معترضة على قضاء دقائق أكثر وحدها معه!
وقال بليك ردا على أعتراضها:
" لن يأتي قبل ساعة".
ثم سار نحو الأريكة المغطاة بالجلد ووقف لحظة بجانب الطاولة التي في طرفها ليرفع غطاء صندوق السكائر المصنوع من السيرميك , وسألها وهو يوجه نظرة ناحيتها :
" سيكارة؟".
" لا أنني لا أدخن , ألا تتذكر؟".
قالت ذلك بصوت يشوبه الضيق , وهزّ كتفيه ورد:
" ربما أكتسبت عادة التدخين أثناء غيابي".
" لم يحدث".
منتدى ليلاس
كان صوت وقع الأقدام في البهو يدل على حضور المشرفة على المنزل وبعد ثوان دخلت غرفة المكتبة وهي تحمل صينية عليها طاقم القهوة وفنجانان من الصيني و كانت لمحة من اللون الأحمر لا تزال بادية على وجنتي ديدر , وهي تتجنب النظر الى بليك مباشرة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-08-10, 08:07 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وسألت دينا :
" أين تريدين أن أضع الصينية؟".
" هناك".
وبعد أن وضعت الصينية فوق المائدة على الطرف المقابل للأريكة حيث كان بليك واقفا , أستقامت ديدر في وقفتها وقالت موجهة كلامها الى دينا ثانية :
" هل تريدين أي شيء آخر؟".
وكان بليك هو الذي ردّ قائلا:
" هذا كل شيء".
ثم نفث خطا رفيعا من الدخان وأضاف:
" وأغلقي الباب وراءك يا ديدر".
" وهو كذلك يا سيدي".
وظهرت بقعتان حمراوان فوق خديها.
وبينما كانت ديدر تخرج بسرعة وتغلق الباب بأحكام سار بليك نحو الصينية ورفع وعاء القهوة وملأ الفنجانين وقدّم واحدا الى دينا وهو يغريها بالطعم:
" أنك تحبينها سادة بدون سكر كما أذكر".
منتدى ليلاس
" نعم أشكرك".
ورفضت دينا أن تعض الطعم وهي تأخذ الفنجان من يده , وتصاعد البخار الساخن من السائل البني , وترك بليك فنجانه لحظة وأخذ يتفحص الطرف المتوهج لسيكارته وطبقة الدخان الرقيقة المتصاعدة , وبدت على فمه أبتسامة ميريرة وقال وهو يفكر:
" كنت قد نسيت كيف يبدو طعم السيكارة طيبا عندما أدخنها في الصباح".
وشعرت دينا بضيق , ولم يسعها ألا أن تقول :
" ظننت أنك لم تنس شيئا".
وأجاب بليك وهو يرفع عينيه لتلتقيا بنظرتها القلقة:
" لا لم أنس الأشياء الهامة".
وبتنهيدة متقطعة سارت نحو النافذة التي تطل على واجهة العشب الفسيحة للمنزل ومدخله , وتذكرت أول مرة حملقت من النافذة في صمت مضطرب ,ومن الغريب أنها شعرت وكأن دهرا قد مضى بدلا من الوقت القصير الذي مضى فعلا.
وقال بليك وكان قريبا منها على مسافة أقدام قليلة:
" ما الذي تفكرين فيه؟".
" كنت فقط أتذكر آخر مرة وقفت فيها بجوار هذه النافذة".
وأخذت رشفة من القهوة الساخنة .
وقال وقد بدا عليه فضول كسول:
" ومتى كان ذلك؟".
وشعرت دينا بنظرته تنفذ اليها وكأنه يلمسها , وأستجمعت قوتها لتقول بصراحة:
" ليلة حفل خطبتي الى شت".
" أنسي كل شيء عنه !".
كان أمرا حادا نافذ الصبر كما خمّنت دينا , وأجابت بحدة:
" أن عودة عقارب الساعة الى الوراء ليست بهذه السهولة".
وكان الفنجان يفلت من أصابعها عندما شعرت بلمسة أصابعه الخشنة لشعرها , وتقلص حلقها حتى كتم صوتها وأنفاسها .
وقال بليك:
" هل أخبرتك أنني أحب شعرك بهذا الطول؟".
كان صوته الخافت أشبع بعناق أجش يسري في جسمها , وأزاح جانبا خصلة من شعرها الذهبي وأبعدها عن عنقها , وأحست بدفء أنفاسه تلفح جلدها , وتوقفت لحظة قبل أن تلمح قتامة شعره المتموج أمام عينيها , وراح يقبل عنقها ثم شعرت بقلبها وكأنه سقط وأخذت تلوي عنقها جانبا والى أسفل , وأهتز فنجان القهوة ولكنها أستطاعت أن تقبض عليه و وأحاطت ذراعاه بخصرها ولثانية واحدة ساحرة عادت الى زمن آخر , وفجأة شعرت بذراعين غريبتين وأمسكت بمعصمه وقالت متوسلة وهي تحاول أن تبعده عنها :
" بليك.....كلا .....كلا".
كان ضعفها لا يضارع قوته , وشهقت عندما تحرك فمه وأحست بضعف يسري في أطرافها , كان شعورا يبعث الدوار وكأن طبولا عنيفة تدق في أذنيها , وهمس بليك قريبا من أذنها:
" هل تتذكرين كيف كنا نتعانق في الصباح؟".
قالت:
"نعم".
وعادت اليها الذكريات.
وأختفى فنجان القهوة من يدها , فقد أخذه بليك بحركة ناعمة من يده ,وضغط عليها قليلا ليديرها نحوه ,ورفعت رأسها , ومرة أخرى شعرت بعناقه القوي وقال لها :
" بعد نفورك الليلة الماضية ظننت أنني لم أعد أرغبك , ولكنني أريدك أكثر من قبل".
منتدى ليلاس
وأطلقت شهقة من حلقها , فلم يذكر كلمة واحدة تدل على الحب , وفي الثانية التالية لم تعد تهتم لشيء في هذا العالم , كان يحاول أن يجعلها تستجيب , وتسللت أصابعها خلال شعره الغزير , وكأنه تعب من خفض رأسه فشدّ بليك من قبضته حول خصرها ليرفعها حتى تصل الى مستوى نظره! كان هذا دليلا آخر على قوته الزائدة عندما حملها بدون أي جهد , ونسيت دينا للحظة هذا الدليل على التغيير فسألها:
" هل عانقك شت بهذه الطريقة؟".
وحاولت أن تطرد ذكرى عناق شت من ذهنها , وتخلصت من قبضته وحملقت فيه بكبرياء جريحة ,وكرّر بليك سؤاله :
" هل فعل؟ هل أثارك بهذه الطريقة؟".
وأجابت بصوت مختنق :
" لن تعرف أبدا ...... ربما جعلني أشعر بأحساس أفضل!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-08-10, 09:05 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتقدم نحوها خطوة مهددا وقد أسودّت ملامحه من الغضب , ولم يكن هناك مكان لدينا تتراجع اليه , وكان لا بد أن تقف في مكانها برغم عدم قدرتها على الدفاع , وفي تلك اللحظة سمعت طرقا على الباب , وتوقف بليك ونظر الى الباب في غضب وسأل:
" من الطارق؟".
وأنفتح الباب ودخل شت وقال :
" لقد جئت مبكر قليلا , ولكن ديدر أخبرتني أنكما هنا تشربان القهوة , وسوغ تحضر لي فنجانا".
وسكت وكأنه أحس بالتوتر في الجو , ثم أضاف وكأنه يسأل:
" لم أعتقد أن أنضمامي لكما سيزعجكما".
وقالت دينا :
" بالطبع لا".
منتدى ليلاس
فقد أستعانت به ليخفف من التوتر , وأكمل بليك الدوعوة فقال:
" أدخل يا شت , كنا ننتحدث عنك أنا ودينا".
وقال شت مداعبا:
" أرجو أن يكون حديثا طيبا".
" نعم!".
هكذا قال بليك ثم وجّه نظرته القاتمة الى دينا وقد بدا في عينيه التجهم والتأمل , ثم أضاف:
" نعم كان حديثا طيبا".
ولكنه لم يفسر ماذا كان موضوع الحديث.
وبدأت تتنفس ثانية وهي تمد يدها الى حلقها , وتنبهت الى أنها ترتدي الروب وأتخذت هذا عذرا للأنصراف فقالت:
" أذا أسمحا لي سوف أترككما لشرب القهوة وحدكما".
وقال شت وهو يقطب جبينه:
" أرجو ألا يكون أنصرافك بسببي ".
" لا , لا".
هكذا أكدت دينا بسرعة وهي تتفادى نظرة بيك الساخرة.
وأضافت:
" كنت سأصعد الى أعلى لأرتدي ثيابي قبل أن تقدم ديدر الأفطار , لن أغيب طويلا".
وعندما غادرت دينا قابلت ديدر وهي تحضر فنجان القهوة لشت.
وبعد أن فرغت دينا من أرتداء ملابسها وضعت خاتم شت في جيب ثوبها , كانت تأمل أن تستطيع في وقت ما خلال اليون أن تتاح لها فرصة أعادته الى شت وهما وحدهما , ولكن هذه الفرصة لم تتوفر لها ألا بعد الظهر.
علمت الصحافة بنبأ عودة بليك , وكان المنزل في حالة حصار مدة طويلة من النهار , جرس الباب أو جرس التلفون يرن بصورة دائمة ,وكان يتعين على بليك أن يحدد موعدا للأحاديث حتى يرتاح , ولكن ردوده كانت مقتضبة وبدون دخول في التفاصيل , ودينا مضطرة بأعتبارها زوجته أن تكون بجانبه بينما قام شت بدور السكرتير الصحفي والمتحدث بأسم شركة شاندلر , وأخيرا حوالي الساعة الرابعة أنتهى الحصار وبدأ هدوء جميل يخيم على المنزل , وأصرت نورما شاندلر على تقديم القهوة والحلوى لكل من يحضر , وأنشغلت بمساعدة ديدر في التنظيف والترتيب بعد أنصراف الضيوف , ورن الهاتف وكان المتحدث يطلب حديثا من بليك في التلفون, بينما دينا بدأت تساعد السيدتين الأخريين في التنظيف , وعندما لحظت أن شت ذهب الى غرفة المكتبة أستأذنت , فقد عرفت أنها قد لا تجد فرصة أخرى لتتكلم معه على أنفراد.
منتدى ليلاس
وعندما دخلت غرفة المكتبة رأته يصب بعض الشراب , كان خاتم الخطبة يحرق دائرة في جيبها.
" هل تصب لي بعض الشراب يا شت؟".
قالت ذلك وهي تغلق الباب بهدوء , وهكذا منعت صوت بليك من أن يترامى الى أذنها في غرفة الجلوس .
ورفع شت رأسه الأشقر وتحولت نظرة الدهشة على وجهه الى أبتسامة وهو يقول:
" بالطبع".
وتناول كوبا آخر وقال:
" كان يوما محموما جدا".
" نعم , عتقد ذلك".
وأتجهت دينا لتأخذ كوبها , ورفع شت كوبه ليأخذ رشفة سريعة وقال:
" أن صحفيا أعرفه يعمل في أحدى الصحف المحلية أتصل بي هذا الصباح وأخرجني من الفراش , كان قد سمع أن هناك بعض التغييرؤات في شركة فنادق شاندلر وأراد أن يعرف التفاصيل ,وتظاهرت بالجهل , ولكن هذا هو الذي دفعني الى الحضور الى هنا مبكرا لأنبه بليك الى أن هجوم الصحفيين في طريقه اليه ,كنت أعرف أنهم سيعلمون النبأ بعد فترة".
" نعم".
وأومأت برأسها وهي سعيدة أن نبأ خطبتهما لم يكتب في الصحف وألا كان الصحفيون سيحولون عودة بليك الى سيرك! وقال شت بأعجاب لم يحاول أخفاءه:
" الواقع أن بليك بعرف كيف يقابل الصحفيين".
" نعم أعتقد ذلك".
وأخذت دينا رشفة من شرابها وأضاف شت:
" وسوف يكون هذا دعاية طيبة للفنادق".
" نعم".
منتدى ليلاس
وبدأت تشعر أنها أشبه بدمية يشد خيطها لتومىء برأسها موافقة على كل ما يقوله شت , في حين أنها لم تكن تريد أن تتحدث عن هذه الموضوعات .
" أعتقد أن موظفا في الشركة عرف النبأ وقال لزملائه ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرار الصعب, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, strange bedfellow, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية