لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-10, 02:34 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأبتسم صاحب المرسى ونجح في مد أبتسامته الى خديه المترهلين وأضاف:
" أعتقد أنك حضرت الى هنا لأخلاء زورقك ستارفش , لقد أسفت جدا عندما أخبرني محاميك أنك سوف تؤجرينه".
" أعرف , ولكن لم تكن هناك فائدة من أبقائه هنا بدون أستعمال".
وأختفت أبتسامتها , كان التخلص من الزورق أشبه بأغلاق الفصل الأخير حول بليك من حياتها .
وقال صاحب المرفأ بأصرار:
" أنه زورق جميل , من يدري , لعلك تحتاجين اليه في يوم من الأيام".
وسعل قليلا وهو يدخل الغرفة الصغيرة ليأتي بالمفتاح.
وقالت دينا وهي تضحك :
" أنت تعرف أنني لست سباحة ماهرة يا كابتن تيت , وأحتاج الى زجاجة كاملة من حبوب دوار البحر لمجرد أن أخرج بها من المرسى من غير أن أصاب بالدوار!".
منتدى ليلاس
وقهقه قائلا:
" وأنت تنامين طوال الوقت! لن أنسى تلك المرة التي جاء بليك من الزورق وهو يحملك وقد أستغرقت في نوم عميق , وقال لي فيما أنك لم تستيقظي حتى الصباح التالي".
" كانت هذه آخر مرة أقترح فيها أن أركب معه الزورق".
وأخذت المفتاح الذي أعطاها أياه , وبدأت الذكريات تتوارد على ذهنها وهي تحاول أن تزيحها بعيدا , وقال لها:
"هل تريدين أية مساعدة في أخلاء الزورق مما فيه؟".
" كلا , أشكرك , أستطيع أن أتولّى الأمر وحدي".
قالت هذا وهي لا تستطيع أن تتصور نفسها في القمرة الصغيرة مع كابتن تيت وكرشه البارز , ولوّح بيده المجعّدة وهو يقول:
" يجب أن تستدعيني أذا أحتجت الى أي شيء".
" أجل".
ولوّحت دينا بيدها وهي تسير في المرسى الطويل.
كانت الأعمدة الطويلة والقصيرة والمتوسطة تقف في صفوف متقطعة على طول المرسى , وقد طوى الشراع وأستقرت الزوارق ساكنة على صفحة الماء الهادىء , وقادت الذكريات خطواتها , وبرغم أنها لم تكن قد أبحرت مع بليك ألا نادرا بعد أول محاولتين فاشلتين لها في الأبحار , ألا أن دينا كانت غالبا ما تأتي الى المرسى لتنتظر عودته , أما الآن فأن بليك لن يعود.
كان أسم ستار فيش مكتوبا بحروف بارزة على ظهر الزورق الأبيض , وتوقفت دينا وأحسّت بضسق في حلقها , ثم خطت نحو ظهر القارب وهي تلوم نفسها , كان ظهر الخشبي قاتما ولم يعد لامعا متألقا كما كان بليك يحتفظ به , كانت هناك عقبات فانونية كثيرة تحيط بأختفاء بليك , ثم تحوّلت الى تعقيدات , عند أعلان نبأ وفاته , كانت مزرعته لم تتم تسويتها بعد , ولذلك لم يكن في أستطاعتها بيع الزورق حتى تصدر المحكمة قرارا بالتصرف في ممتلكاته.
كان الزورق ستارفيش مهجورا منذ أختفاء بليك , وكان كل شيء على ظهره في نفس المكان الذي تركه فيه صاحبه بعد رحلته الأخيرة , وفتحت دينا القمرة لتحزم كل حاجياته.
وعندما فتحت الأدراج والأبواب أدركت أن على ظهر الزورق أشياء أكثر مما توقعت , كان منظر أكوام الأطعمة المعلبة في الصوان يبعث السرور في نفس أي شخص يحب الطعام الجيد , فقد كان بليك دائما دقيقا في طعامه وفي الطريقة التي يعده بها.
كان أول أجراء هو أن تأخذ فكرة عامة عما يجب أن تفعله , وأستمرت في فحص محتويات القمرة , وبعثت الملابس النظيفة وأن كانت عفنة الآن , أبتسامة الى شفتيها , كان أمرا مضحكا أن تفتر ذاكرة المرء عن أشياء صغيرة على مدى فترة قصيرة لا تتعدى سنوات قليلة , أن نظرة واحدة الى ملابسه بعثت كل الذكريات , كان بليك دقيقا جدا في ملابسه ويبدو دائما نظيفا أنيقا , ولم تستطع طبقة الغبار الرقيقة أن تخفي البياض الناصع لحذائه المطاط ..... ولم تتذكر دينا مرة واحدة رأته فيها يرتدي ملابسه بطريقة يمكن أن توصف بأنها مهملة , وكان ذلك يضفي عليه قليلا من الغطرسة , ولكن هذه السمة لم تفارقه أبدا , وقد أعتاد بليط الأشياء الطيبة , منزلا جميلا وطعاما شهيا وملابس أنيقة خاصة , هل معنى هذا أنه كان مدللا أو متغطرسا؟ ربما هكذا أعترفت دينا ,كان أقرب الى فتى عابث عندما ألتقت به , يتمتّع بسحر مدمّر أذا أراد أن يتعمله , كان ذكيا ذكاء خارقا , منظما الى أقصى حد ومثيرا ومن الصعب الحياة معه , لم يكن مثل شت في أي شيء , هكذا أعترفت مرة أخرى , ولكن ما فائدة المقارنة بينهما ؟ وما الذي يمكن أن تكسبه من مقارنة حذلقة بليك الناعمة بطبيعة شت البسيطة؟ وهزت كتفيها عندما تشوشت أفكارها وأبتعدت عن الملابس حتى لا تفكر في الأسئلة التي لم تجد جوابا؟
منتدى ليلاس
ظلّت تعمل على ظهر الزورق جزءا كبيرا من النهار , تحزم ثم تحمل أمتعة بليك الى السارة البورش , حيث كدستها في كل ركن من السيارة الصغيرة , وبعد ذلك بدأت تزيل آثار الغبار والملح اللذين تراكما على مر السنين , وعرضت الوسائد للشمس والهوا , ولمّعت كل الأجزاء الخشبية في الداخل , وبعد أن أتسخت ثيابها وتصبب منها العرق وشعرت بالأرهاق , أعادت المفتاح الى حارس المرسى المتجهم , ومع ذلك خففت هذه المهمة الشاقة عن نفسها , ومن الغريب أنها تركتها وهي تشعر بالأنتعاش , كانت في الأيام الأخيرة تبدّد كل طاقتها ذهنيا , وشعرت بالراحة في العمل الجسماني الشاق.
كانت تدندن لنفسها ندما أنعطفت بسيارتها البيضاء الى الطريق الذي تقيم فيه مع حماتها.
وعندما لمحت دينا السيارات الكثيرة الواقفة أمام المدخل قطّبت , وهدأت من سرعة سيارتها , وأضطرت الى تركها على مسافة من المنزل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-08-10, 03:14 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يكن هناك أي حفل عشاء , أو لعلها نسيت ....هكذا تساءلت بينها وبين نفسها , كانت السيارات تشبه تلك التي يملكها بعض أصدقاء الأسرة المقربين , والسيارة الكاديلاك الفضي خاصة شت , ونظرت الى ساعتها...... كان قد أخبرها أنه سيمر عليها في السابعة ليصحبها ويتناول معها العشاء في الخارج , والساعة الآن لا تتجاوز الخامسة , زمّت شفتيها علامة على الأستياء , فقد كانت تتمنى أن تغوص في حمام من فقاعات الصابون العطرة لمدة ساعة , ولكن كان واضحا أنها ستحرم من هذا الترف الآن , ولماذا لم تخبرها الأم شاندلر بأنها ستقيم حفلا هذا المساء ؟ لم يكن من طبيعتها أن تخفي عنها شيئا .منتدى ليلاس
وشعرت دينا بالحيرة فأغلقت نوافذ سيارتها , لم يكن الوقت مناسبا لتنقل الحقائب من السيارة الى المنزل , فنزلت وبينما كانت تدخل المنزل سمعت أصواتا سعيدة تتحدث مع بعضها وتنبعت من غرفة الجلوس , كانت الأبواب المزدوجة المصنوعة من خشب الزان تؤدي الى الغرفة مغلقة تخفي أصحاب الأصوات.
كان البهو خاليا بجدرانه الصفراء الباهتة المحلاة بخشب الزان , وأغراها الدرج العريض المؤدي الى الطابق الثاني , وترددت ثم قررت أن تصعد لتغتسل بسرعة وتستبدل ثيابها قبل أن ينتبه أحد الى عودتها , ولكنهم تنبهوا الى عودتها , فبينما بدأت تعبر البهو وتجه الى الدرج أنفتح أحد الأبواب ببطء وأتسعت عيناها عندما تسلل منه شت , وقد بدا التوتر والأنزعاج على ملامحه الوسيمة و وقال بصوت فيه لمحة يأس:
" أين كنت؟".
ولولا النبرة المرحة للأصوات في الغرفة الأخرى , لكان من المحتمل أن تخمّن دينا أن مصيبة ما , قد حلّت عليهم من تعبير وجه شت , وأجابت:
" في المرسى".
وكرر قائلا وهو لا يصدق:
" المرسى !".
ومرة أخرى بدا ذلك التوتر المخنوق في صوته وهو يقول:
" يا ألهي , لقد أتصلت بك في كل مكان أحاول أن أجدك ,ولم يخطر المرسى على بالي أطلاقا ,ماذا كنت تفعلين هناك بحق السماء؟".
" كنت أفك الزورق وأنظفه".
قالت ذينا ذلك وهي تحاول أن تفكر ما هي الأزمة التي جعلت شت يحتاج الى أن يتصل بها بسرعة.
" ألم تجدي يوما آخر من بين كل الأيام؟".
وقاطعته دينا بحدة قائلة:
" ماذا حدث؟".
كان سلوكه يثير القلق وهي لا تستطيع أن تجد سببا لذلك.
" أسمعي هناك شيء يجب أن أخبرك به".
وبلّل شت شفتيه بعصبية , وجالت عيناه الزرقاوان الرماديتان على وجهها وكأنه يحاول أن يعرف شيئا من تعبيرها , وأضاف:
"ولكنني لا أعرف كيف أخبرك".
" ما هو؟".
هكذا سألت بنفاذ صبر وقد أنتقلت اليه عدوى توتره , وأمسكها من كتفيها , كان وجهه جادا على نحو مفزع وهو يحملق مليا في عينيها , وأصبحت عضلاتها متقلصة وتألمت من شدة قبضته ,وبدأ يقول:
" أن الأمر.........".
ولكنه لم يرد على ذلك فقد قاطعه صوت أجش لرجل يقول:
" يبدو أن شت يعتقد أنك سوف تصابين بصدمة عندما تكتشفين أنني لا أزال حيا!".
منتدى ليلاس
وأهتزت الأرض تحت قدميها , وأستطاعت دينا أن تستدير قليلا على قدميها اللتين تهاوتا تحتها , وجذبها الصوت بقوة مغناطيسية ,وأحست بالدوار عندما رأت صاحب الصوت , ولكنها ظلت واقفة , كانت اللحظة أشبه بحلم غير حقيقي , بل أقرب الى كابوس.......... أنها دعابة قاسية من أي شخص يخطر له أن يقف في مدخل غرفة الجلوس يبدو مثل بليك ويقلّد صوته ,وحملقت بلا كلام في الجسم الطويل الواقف , كان فيه شبه كبير من بليك , الجبهة العريضة والفك والخدان المنحنيان , والذقن القوي والأنف المستقيم على نحو كلاسيكي , ومع ذلك هناك أختلافات أيضا , فالشمس أحرقت هذا الرجل وجعلته قاتما خشنا , وأضفت صلابة على الملامح التي كانت وسيمة في بليك ...... العينان بنفس اللون البني الداكن ولكنهما ضاقتا , وبدت فيهما نظرة خفية وهما تنفذان الى أعماق نفسها , وكان شعره من نفس اللون البني العنبري ولكن كثافته المموّجة أطول من شعر بليك , وقد أعطى أنطباعا بأنه أشعت بدلا من أن يكون ممشطا مرتبا , هذا الرجل له نفس قامة بليك ولكن عضلاته أكثر صلابة , وليس معنى هذا أن بليك كان ضعيفا ....لا ....... ولكن هذا الرجل بدا أكثر نموا من غير أن يبدو أكثر وزنا , لقد سجلت هذه الأختلافات بسرعة الكومبيوتر فقد كان ذهنها يعمل بجد بينما بقية كيانها ينهار من أوجه الشبه , وأستمر الطنين في رأسها بدون توقف وبدأت الحقائق تستقر في مكانها .كان بليك على قيد الحياة! واقفا عند عتبة الباب! وترنحت الى الأمام ولكن قدميها لم تتحركا , وأشتدت قبضة شت عليها لتسندها ووجهت اليه نظرتها المذهولة , كانت الحقيقة هناك في هذا الوجه الذي يراقب بأهتمام , وقالت :
" هذا صحيح".
منتدى ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-08-10, 04:26 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم يبد كلامها سؤالا ولا قرارا , وأومأ شت برأسه وقد بدا في عينيه تحذير صامت , وفي تلك اللحظة شعرت دينا بالوزن البارد لخاتم خطبته حول أصبعها وأمتدت يداها لتتسبث بذراعي شت , فقد شعرت على نحو مفاجىء ويائس بالحاجة الى أن تستند اليه حتى تظل واقفة.
" يبدو أن شت كان على حق !".
هكذا قال الصوت البطيء المألوف بنبرة جافة ثم أضاف:
" عودتي أصابتك بصدمة أكبر مما توقعت".
منتدى ليلاس
وحرّك بليك زاوية رأسه قليلا الى جانبه حتى يوجه كلماته التالية بدون أن يخلّص دينا من نظرته الثابتة.
" أنها تحتاج الى قليل من القهوة الحلوة الساخنة مع شيء منعش".
" بالضبط".
هكذا قال شت موافقا ووضع ذراعه حول خصرها , ثم أضاف:
" دعينا نجد مكانا نجلس فيه يا دينا".
وقبلت مساعدته في ضعف , وهي تلحظ نظرته الى بليك وأستطرد شت قائلا:
" رؤيتك وأنت واقف في مدخل الباب , كانت أشبه برؤية شبح , قلت لك أننا جميعا أعتقدنا أنك مت ".
" ألا أنا".
هكذا قالت الأم شاندلر معترضة وهي تتحرك لتقف بجوار أبنها وأضافت:
" كنت أشعر دائما أنه لا يزال حيا هناك في مكان ما , برغم كل ما قيل عنه".
وبسرعة أدركت دينا الكذبة السافرة في كلام حماتها ,وما كادت تكون الفكرة حتى لحظت أن هناك آخرين في غرفة الجلوس وتعرّفت على وجوه لأصدقاء مقربين للأسرة , أجتمعوا للأحتفال بعودة بليك , كانوا يراقبون جمع الشمل بين الزوج والزوجة أو بالأصح قلة جمع الشمل بينهما ! ففي اللحظة الثانية الفظيعة أدركت دينا أنها لم تلمس بليك وكان المفروض أن تلقي بنفسها بن ذراعيه , ومحاولتها المترنحة الوحيدة أوقفها شت صدفة وهو يحاول أن يساعدها لتظل واقفة على قدميها , ولو حاولت هذا الآن لبدت مفتعلى مصطنعة .... والذي أثار فزعها بنفس الدرجة أنها أكتشفت أنه يتعين عليها أن تتظاهر تفتعل, لأن الرجل الواقف أمامها كان بليك شاندلر بالتأكيد لكنه ليس مثل الرجل الذي تزوجته , شعرت وكأنها تنظر الى شخص غريب غريب عنها تماما , وكان هو يعرف تفكيرها وشعورها , وفي وسعها أن ترى هذا في جمود نظرته الباردة المتباعدة .
وبينما أقتربت مع شت من مدخل الباب تنحّى بليك جانبا ليفسح لهما الطريق , وأبتسم الى أمه ولم يكشف تعبير وجهه عن شيء للآخرين , وربما جعلهم هذا يعتقدون أنه أعتبر سلوكها غير طبيعي في هذه الظروف وقال يعاتب أمه:
" أذا كنت متأكدة من أنني حي يا أمي فلماذا أرتيديت السواد؟".
وتدفّق الدم في وجنتي نورما شاندلر فأجابت:
" من أجل والدك يا بليك".
منتدى ليلاس
كان كل عصب في جسم دينا متنبها لوجود بليك , ولم تكن قادرة على أن ترفع نظرها اليه , كان الشعور بالذنب يحترق بداخلها ويزيل أي رد فعل تلقائي ربما أحست به.
وظهرت المشرفة على المنزل , ووضعت فنجانا وطبقا من الصيني على المائدة الزجاجية الموجودة أمام الأريكة , وقالت:
" هذه قهوتك وقد صنعتها تماما كما أمر السيد بليك".
وتمتمت قائلة:
" أشكرك يا ديدر".
ومدت يدها الى الفنجان الصيني المليء بالسائل القاتم الساخن , ولكن يديها كانتا ترتجفان مثل أوراق الصفصاف ولم تستطع أن تقبض عليه , ومن طرق عينها لمحت بداية حركة من بليك وكأنه يوشك أن يميل الى الأمام ليساعدها , ولكن يد شت سبقته فرفعت الفنجان لتقربه من شفتيها , كان مجرد رد فعل آلي من ناحية شت , أذ أعتاد تأدية أشياء لها في العامين والنصف الماضية تماما كما أعتادت دينا على ذلك".
وأستطاع السائل الساخن القوي الذي أحتسته دينا أن يهدىء من التوتر القوي الذي كان يخنق صوتها , ووجدت في نفسها القوة لترفع نظرتها المترددة الى عيني بليك ,وبدأت تقول وهي تحس بما تقوله:
" كيف. ....... أعني .....متى؟".
وتوقع سؤالها وأجاب عليه بقوله :
" لقد خرجت من الأدغال منذ أسبوعين".
منتدى ليلاس
كان ذلك قبل أن توافق على الزواج من شت وسألته:
" منذ أسبوعين؟ لماذا لم تخبر أي شخص؟".
" كان من الصعب عليّ أن أقنع السلطات بحقيقة شخصيتي , لأنهم أيضا يعتقدون أنني مت".
وسألته المشرفة على المنزل قائلة:
" هل تصر على عدم شرب أي شيء يا سيد بليك؟".
" لا أريد شيئا , أشكرك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-08-10, 04:43 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقطّبت دينا جبينها ...في الماضي كان بليك يشرب دائما كأسين أن لم يكن ثلاثة كؤوس قبل العشاء , لم تكن مخطئة أذا فقد طرأ عليه فعلا أكثر من تغييرات سطحية خلال العامين والنصف , وبدون أن تشعر غطت يدها اليسرى بيدها اليمنى وهي لا تخفي فقط خاتمي الزفاف اللذين كانت بليك قد قدمهما لها وأنما خاتم خطبة شت أيضا.منتدى ليلاس
وقالت أمه مستمرة في الشرح:
" في اللحظة التي صدقوا فيها قصة بليك , أخذ أول طائرة وعاد الى بلده".
وأبتسمت له أبتسامة الأم التي أحبته وهامت به دائما.
ولم تستطع دينا ألا أن تقول:
" كان يجب أن تتصل بنا تلفونيا ".
لو أنها علمت بالنبأ لأستطاعت أن تستعد على نحو أفضل لأستقبال بليك شاندلر الجديد , هكذا فكرت.
" لقد فعلت هذا ".
وفي نفس الوقت الذي كان يتكلم فيه تذكرت دينا صوت رنين التلفون في الفجر عندما غادرت المنزل , لو أنها بقيت لحظات لما فاتها أن تعرف نبأء عودته, ثواني فقط وقالت نورما شاندلر:
" كنت قد حولت الخط الخاص بي , وكانت ديدر تضع ضمادتي أذنيها حتى لا تقلقها الأصوات , هل سمعت رنين التلفون يا دينا؟".
وأجابت دينا :
" لا , لا , كنت قد غادرت المنزل .".
وأستمر شت في رواية القصة فقال :
" وعندما لم يتلق أي رد هنا , أتصل بي تلفونيا".
وقال بليك :
" لقد أصيب شت بنفس ذهولك يا دينا".
وأبتسم .... ولكن دينا أدركت أنها الشخص الوحيد الذي لحظ خلو صوته من الأنشراح , كانت تعرف أن نظرتها ترتجف تحت نظراته النفاذة , وأكمل شت كلامه قائلا:
" وحضرت بسرعة الى هنا حتى أبلغك أنت والسيدة شاندلر ".
وقال سام ليفسك متبرما :
" أين كنت يا دينا؟".
كان الأب الروحي لبليك , كما كان صديقا قديما جدا لكل من والد ووالدة بليك , وعلى مر السنين أكتسب حق لوم وتأنيب بليك , وأمتدت قرابته الى دينا بعد ذلك , وأضاف:
" لقد كاد شت يفقد عقله وهو يبحث عنك طوال النهار".
قالت:
" كنت في المرسى".
منتدى ليلاس
ثم ألتفتت الى بليك وأستطردت تقول:
" لقد أجّرت زورق ستارفيش لزوجين وهما يعتزمان الأبحار الى فلوريدا لقضاء الشتاء ,وقضيت اليوم في تنظيفه ونقل كل حاجياتك منه".
وقال سام ليفسك بعطف وهو يخبط مسند مقعده :
" مسكين أيها الرجل , كنت داما تحب الأبحار على ذلك الزورق , والآن يعطى الزورق لشخص آخر في نفس اليوم الذي تعود فيه الى البيت".
وقال بليك :
" أنه مجرد زورق يا سام".
كانت في عينيه قتامة غامضة جعلت من المستحيل رؤية أفكاره الحقيقية , أما بالنسبة الى دينا فقد بدا لها أن كلامه يتضمن شيئا آخر , لعله لم يكن يعترض على تأجير زورقه لشخص آخر طالما أن هذا الشخص ليس زوجته ! وزاد فزعها.
وقال الرجل الأكبر سنا وهو يخبط بيده مسند مقعده مرة أخرى:
" أنك على حق , أنه مجرد زورق وهو لا يساوي شيئا أذا قورن بعودتك سالما , أنها معجزة..... معجزة فعلا".
وأثارت هذه العبارة سيلا من الأسئلة وجهت الى بليك , وكلها تدور حول سقوط الطائرة والأحداث التي أعقبت ذلك , وأستمعت دينا الى قصته ,أن كل كلمة تخرج من فمه تجعله يبدو غريبا عنها أكثر فأكثر.
كانت الطائرة الخاصة الصغيرة قد أصيبت بعطل في محركها وسقطت في الغابة الكثيفة , وعندما أفاق بليك كان الأشخاص الأربعة الآخرون على متنها قد لقوا حتفهم ,وحبس بن الحطام بساق مكسورة وبعض الكسور في الضلوع , وفي جبهته قطع عميق يقطر دما الى جانب جروح وكدمات أخرى , وعثرت نظرات دينا على أثر الجراح الذي أحدث ندبة دائمة في جبهته.
ولم يدخل بليك في تفصيلات كثيرة عن الطريقة التي خرج بها من الطائرة في اليوم التالي , ولكن دينا كان لها خيال قوي , وتصورت الألم الذي لا بد أنه تحمله وهو يشق طريقه الى الخارج بجروحه , ويجعل الحطام كفنا لأشلاء جثث الآخرين.
منتدى ليلاس
ولم تستطع دينا أن تتصوره كيف أنقذ نفسه , ففي الماضي عندما كان يحدث أي شيء يتطلب مهارة أو خبرة فنية , كان بليك دائما يستأجر أحدا لذلك كانت عملية أصلاح عظامه المكسورة , بصرف النظر عن الظروف الفظيعة التي لا تناسب طبيعته على الأطلاق ,كانت عملية لا يمكن أن يقوم بها أطلاقا الرجل الذي تعرفه.
وعندما نفذت مؤونة أطعمة الطوارىء من الطائرة أضطر بليك أن يحصل على طعامه , وكان غذاؤه يتكون من الفاكهة وأي حيوان مفترس يستطيع أن يصطاده , هل يعقل أن يفعل هذا بليك شاندلر الذي كان يعتبر قتل الحيوانات وصيدها رياضة مقزة , والذي كان يتغذّى على أصناف رائعة من الأطعمة؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-08-10, 07:13 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مرسي نننتظر التكملة

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرار الصعب, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, strange bedfellow, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية