كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت الثلوج تتساقط خارج نافذة مكتبها من سماء رمادية لؤلؤية , ولاح بريق سعيد في عيني دينا وهي تبتسم الى سماعة التلفون التي وضعتها على أذنها ووعدت قائلة:
" شكرا .....سوف أخبره ... عيد سعيد".
وبعد أن وضعت السماعة حوّلت أهتمامها الى الأوراق على مكتبها وهي شاردة تردد أغنية عيد الميلاد ..... ورن جرس التلفون الداخلي وأمسكت بالسماعة ثانية ,وما كادت تقدم نفسها حتى سمعت صوت بليك يأمرها بحدة قائلا:
" أريدك في مكتبي فورا".
" لماذا؟".
" سوف نبحث الأمر عندما تأتين".
ووافقت دينا بهدوء وقالت:
" حسنا جدا ...... أمهلني ربع ساعة".
ورد قائلا:
" قلت الآن".
وذكّرته بجفاف قائلة:
" نسيت أن المسافة بين غرفتي الصغيرة ومكتبك تستغرق هذه المدة؟".منتديات ليلاس
" الآن يا دينا".
وتنفست بعمق وحملقت في السماعة قبل أن تعيدها الى مكانها , ثم خرجت ألى الردهة وأغلقت باب غرفة مكتبها.
وبعد ثماني دقائق كانت آمي ونتورث تنظر اليها من فوق آلتها الكاتبة وتشير أليها بالدخول الى مكتب بليك , وطرقت دينا الباب مرة ثم فتحته لتدخل , كان بليك يجلس خلف مكتبه ويتكىء على ظهر كرسيه عندما دخلت دينا و والغضب يبرق في عينيه الداكنتين ولم تعرف السبب.
" أردت أن تراني يا بليك".
هكذا قالت وهي تتقدم نحو مكتبه وتبتسم برقة لزوجها , ولكن الأبتسامة لم تخفف من حدة غضبه فمضت تقول:
" هل أستدعيتني لتعاقبني على شيء؟".
" تماما كما تقولين".
وأشار الى ورقة على مكتبه ونظرته النافذة لا تغادر وجهها لحظة , قال:
" ما هذا؟".
وتناولت دينا الورقة وألقت عليها نظرة , وأجابت وهي تعبس :
" هذا طلب الميزانية الذي روجع , من أين أتيت به؟".
وقال بليك:
" من شت".
وتحول فمها الى خط مستقيم من الكآبة وقالت:
" لم يكن من المفروض أن يعطيك أياه , كنت أريد أن أراجعه معك عندما أقدمه".
" أنه لم يعطني أياه , لقد أخذته , وتستطيعين أن تراجعيه معي الآن , أنها المراجعة الثالثة أو الرابعة للميزانية؟".
" الثالثة".
كانت دينا مصرة على ألا تجاريه في اللهجة اللاذعو وأضافت :
" ولو قلت لي لماذا أردت أن تتحدث معي لأحضرت بعض المستندات".
" لا أهتم بالمستندات , أريد توضيحا , ما سبب الزيادة هذه المرة ولا تقولي لي أنه التضخم".
وبدأت تقول :
" أنها مجموعة من العوامل ...لقد أضطررنا ألى تغيير وكالات الأعلان للحملة لأن الشركة الأولى لم تستطع العمل بسبب مشكلة داخلية , ومعنى هذا زيادة في السعر".
وقال يؤنبها :
" كان يجب أن تتأكدي أكثر من الشركة الأولى".
وأجابت بحدة على نقده :
" لقد حدثت مشاكلها بعد أن وقعنا عقدا معها".منتديات ليلاس
وبدا عدم التصديق في نظرته ولكنه لم يتابع هذه الناحة وقال:
" وماذا أيضا".
" أضطررنا ألى مراجعة التكاليف بالنسبة ألى تجديد الفنادق".
وقالمن بين أسنانه:
" نعم , أعرف , أن نفقات أعادة ديكور الفنادق زادت في كل مرة تقدمين فيها الميزانية , هل تعيدين الديكور أم تعيدين بناء الفنادق؟".
وقالت وقد بدأ الغضب يعتمل في نفسها:
" في بعض الأحيان لا أعرف أنا نفسي , هل رأيت ذلك الفندق في فلوريدا ؟ أنه أشبه بمستشفى, وحاولنا أن نغيره بالطلاء والصور , ولكنه يحتاج الى واجهة جديدة تماما ".
ورد بغضب:
" لماذا لا تقررين هدمه وبناء فندق جديد؟".
" أن هذا أفضل أقتراح سمعته حتى الآن , لماذا لا تعرض الفكرة على قسم التوسع؟".
" قد يكون هذا أرخص قرار أذا تذكرت نسبة الزيادة التي تقدمينها كل مرة ".
|