كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هكذا وافق بليك بجفاف ,وكأنه أدرك أنها لم تعرف ماذا في الصورة , قبل ذلك وأضاف :
"هيا بنا نذهب الى غرفتينا".
" غرفتينا؟".
غرفتين أثنتين , هكذا سألت عيناها.
وأجاب :
" نعم غرفتان".
ودهشت دينا من تعبير الصبر اللطيف الحاني الذي بدا على مىمحه الصلبة عادة , وأضاف:
" أن غرفتينا متجاورتان , أعتزم أن أعطي نهاية الأسبوع هذه كل فرصة لأثبات أي شيء تشعرين بالحاجة الى أثباته يا دينا".
ولم تستطع أن تجد أي رد , ومن الغريب أن هذا بدا تنازلا أكثر من كل الليالي التي شاركها فيها الفراش بدون أن يقترب منها , لعله أراد أن يوفر لها العزلة لتفكر وحدها بدون أن يزعجها أو يؤثر عليها بوجوده.
وعندما ناولها أحد المفتاحين في يدها أستطاعت أن تقول بهدوء:
" أشكرك".
" عندما يكون المرء يائسا فأنه يجرب كل شيء".
هكذا رد بليك بغموض , ولكن دينا تصوّرت أنها لمحت ومضة من الدعابة في عينيه الداكنتين وقد جعلته يبدو أكثر بشرية.
وسارا الى غرفتيهما في صمت , ولكن الصمت لم يكن مفعما بالتوتر كما كان , وتردد بليك خارج الباب وألتقت نظراتهما لحظة قبل أن يدير المفتاح في قفله ويدخل , وعندما دخلت دينا غرفتها لحظت أن حقيبة ملابسها موجودة ,وسارت أليها معتزمة أن تفتحها ....... وبدلا من ذلك توقفت عند الباب الداخلي الذي يصل غرفتي النوم , كان بليك من الناحية الأخرى منه , وبدون أن تشعر مدّت يدها الى مقبض الباب ولم ينفتح , وتنازعها الندم مع الأرتياح وهي تعود الى حقيبة ملابسها وتفتحها.
منتديات ليلاس
وبعد ساعة كانت قد أخذت حماما وأرتدت ثوبا أنيقا في لون القمح , لم يكن بليك قد أخبرها أذا كان سيقابلها لتناول العشاء ,هل تنتظر في الغرفة أم تذهب الى المطعم , ثم قررت أن تنتظر وجلست على السرير .
ولاحت أبتسامة على شفتيها , كانت الفرشة ليّنة وثيرة , تغوص حتها مثل الريش , ستكون تغييرا رائعا عن فرشة بليك الصلبة كالصخر في المنزل .
وعندئذ سمعت طرقة على بابها , ونهضت دينا لتفتحه والأبتسامة على شفتيها , ووقف بليك في الخارج ونظر اليها وقال معلقا:
" تبدين مسرورة من شيء".
وقالت دينا وقد ظهرت غمّازتان في خديها.
" سريري ....... أنه لين".
وقهقه برقة وهدوء , وقفز قلبها ثم رفض أن يعود الى أيقاع منتظم.
" هل نذهب الى العشاء؟".
كان قرارا أكثر منه سؤالا , بينما مدّ بليك يده ليمسك بيدها ,وتركت أصابعها مستكينة في يده , ولكنه ظل يسد مدخل الباب ولا يسمح لها بالخروج , ورفع يدها الى فمه وتمتم قائلا:
" هل قلت لك كم أنت رائعة الجمال؟".
" بليك........ أرجوك".
هكذا أعترضت دينا وهي تنظر الى حيث لمست شفتاه الدافئتان يدها .
" أنها مجرد مجاملة".
وهكذا قاطعها بأبتسامة جامدة وهي تبعد يدها وأضاف:
" وليس عليك ألا أن تقول أشكرك".
" أشكرك".
هكذا كررت في صوت مشدود ,وتحرك بليك وأفسح لها الطريق لتخرج من الغرفة ومدّ يده لييغلق الباب ثم قال:
" هذا أفضل".منتديات ليلاس
وكان طبيعيا أن يختار طعاما بحريا طازجا من قائمة الطعام , وعندما قررا ذلك جلست دينا في الكرسي المقابل لبليك , وفي داخلها كتلة من الأعصاب المتوترة , ولكنها أرغمت نفسها على أن تبدو هادئة , ولم تستطع قول أي شيء , وكان ذلك دليلا على مدى تباعدهما هي وبليك , وشعرت بلسانها وكأنه مربوط بعقدة , وقال بليك في كسل واضح:
" سأقوم بجولة الى المكتبات قريبا , أريد أن أقرأ أشياء كثيرة فاتتني".
" نعم , أعتقد ذلك".
|