كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وهزت دينا رأسها وهي غير متأكدة وسارت نحوالباب , وسار بليك خلفها بذلك الصمت الحيواني الذي بدأت تربطه به , ووضع يديه فوق كتفيها , وتوقفت من مجرد لمسته , وأمرها بليك متمتما بصوت منخفض:
" أتخذي قرارا الآن".
كان شعرها الطويل الذهبي معقوصا خلف رأسها , وأحست بأنفاسه الدافئة المثيرة تلفح عنقها الحساس , وضغط عليها , وسرت رجفة في جسمها , وأحست دينا بأنه يستطيع أن يصوغها كما يريد , وحاولت أن تتخلص من الأنفعالات التي كانت تعتمل بداخلها فقالت محتجة :
" لا أستطيع يا بليك".منتديات ليلاس
وأنتقل فمه الى أذنها وقال:
" أنك تريدين....... وتعرفين ذلك....".
قالت وهي تلهث:
" لا أعرف أي شيء".
وقال بليك :
" أذا أشعري".
كانت هذه المشكلة , كانت تشعر أكثر من اللازم , وكانت مشاعرها تعوق أفكارها , ولم تكن تريد أن تتخذ قرارا في حرارة عناقه , وبالتأكيد ليس في ذلك الجحيم الذي كان يحرقها الآن".
وأزاحت يديه من حول خصرها وقالت:
" لا يا بليك".
وأبتعدت خطوة عن عناقه المغري , ووقفت وهي ترتجف وقد أحنت رأسها وشعرت بنظرته تنفذ داخل كتفيها .
وقلّد كلماتها ساخرا بلهجة لاذعة :
" لا يا بليك , هذا هو ردك دائما , الى متى ستظلين ترددين نفس العبارة ؟".
وأجابت دينا :
" الى أن أتأكد من أنني أعرف ما أفعل".
وحاول بليك أن يسيطر على أعصابه وقال لها:
" وكم سيستغرق ذلك؟".
قالت وهي تتنهد:
" لا أعرف , أنني أعرف فقط أنه من السهل الأستسلام لعاطفة متأججة الآن وليس من السهل مواجهتها غدا".
" أذن فأنت أقوى مني بكثير يا دينا , لأنني لا أفكر أطلاقا في الغد".
ووضع أحدى يديه تحت مرفقها وتصورت أنه سيتجاهل ما قالته ويعانقها حتى تستسلم , ولم يكن هذا أمرا صعبا , ولكن يده دفعتها الى الأمام وتمتم قائلا:
" هيا نذهب!".
كانت خطواته الطويلة التي تطوي الأرض تجعل من المستحيل على دينا أن تلحق به بدون أن تجري تقريبا , ولم يبطىء في سيره حتى وصل الى مكان وقوف السيارات ,وبدون أن ينظر اليها مباشرة فتح بليك باب السيارة لها ثم صفقه بشدة عندما دخلت وجلست , وسار حول السيارة وفتح بابه وجلس خلف عجلة القيادة ,ووضع المفتاح في المحرك ولكنه لم يدره , وشعرت دينا بتوتر من الصمت وأخيرا ألتفت اليها وقال:
" في اليوم الأول لعودتي زعمت أننا نحتاج الى وقت لنعرف بعضنا , وأن علينا أن نتكيّف مع بعضنا ثانية , وشعرت أننا في حاجة الى أن نتكلم".
قالت :
" يدهشني أنك تتذكر".
وكادت تعض لسانها لأنها قالت هذه الكلمات اللاذعة .
" صدقيني , أنني أتذكر كل شيء قلته".منتديات ليلاس
هكذا رد بجمود جاف , وعاد بنظرته الى زجاج السيارة أمامه ,وتحركت دينا بقلق في مقعدها ولكنها ظلت صامتة:
" المشكلة يا دينا هي أننا لا نحاول أن نعرف بعضنا ثانية , أننا لا نتكلم ,وغرفة النوم هي المكان الوحيد الذي نقضي فيه وقتا بمفردنا , وكلانا نعرف أنه لا يتم أي أتصال هناك".
" أذا ماذا تقترح؟".
كانت لهجة دينا جامدة وقد أسرع نبضها.
وقال بلهجة ساخرة:
" لا...... أنا لا أقترح , برغم أنني أعرف أنك مقتنعة بأن رغباتي أصبحت بدائية بحتة".
وأحمر خدّاها قليلا وقالت:
" أذا ماذا تقترح؟".
" أن نقضي وقتا أكثر مع بعضنا كما كنت تريدين".
" أن هذا صعب لأن كلا منا يعمل".
وذكرّها بليك قائلا:
" ولكننا لا نعمل في نهاية الأسبوع".
" أنك تنسى أننا نقيم في منزل أمك".
والواقع أن الأم شاندلر لم تكن قد تغلّبت بعد على فرحتها بعودة أبنها , وكانت لا تزال تحوم حوله كلما أستطاعت.
ورد بليك بهدوء:
" لا .......لا أنسى ذلك , المهم أن نكون وحدنا بدون أصدقاء ولا أقارب أنا وأنت فقط , وأعتقد أن هذا لا يمكن أن يتحقق في منزل أمي , ولهذا قررت أن نقضي نهاية الأسبوع في بلوك أيلاند حتى نكون وحدنا كل الوقت الذي تزعمين أننا نحتاجه".
" بلوك أيلاند؟".منتديات ليلاس
هكذا كررت دينا أسم الجزيرة التي كانت تقع على مسافة 14 ميلا من رود أيلاند.
" هذا ما قلته , هل لديك مانع؟".
وألتفت اليها وقد بدا بريق من التحدي في عينيه الداكنتين .
" لا مانع!".
كيف يكون هناك مانع بعد أن حاصرها بنفس كلماتها؟
|