كانت دينا تكذب , فلم تكت قد أصبحت أمرأة عاملة لا تتوق الى بيت خاص بها كما جعلت بليك يعتقد , لكن في الوقت الحاضر كانت تشعر بالراحة بالحياة في منزل شاندلر حيث تستطيع أمه والمشرفة على المنزل أن تخففا من حدة النزاع , لم تكن مستعدة بعد لتعيش في بيت وحدها مع الرجل الغريب الذي يعتبر زوجها , وربما لن تعيش معه أطلاقا!
وقالت حماتها وهي تبتسم أبتسامة عريضة:
" لن أتظاهر بأنني لست مسرورة وأنا أسمعك تقولين ذلك , أنك تعرفين كيف أستمتعت بحياتك معي هنا يا دينا و وبعد أن عاد بليك تضاعفت سعادتي هناك شيء جميل في وجود رجل في المنزل أذ يضفي عليه جوا عائليا أكثر".
" نعم".
هكذا وافقت دينا وأن لم يكن من كل قلبها.
وقالت المرأة وقد بدا في صوتها وعلى وجهها شيء من التردد:
" لا أريد أن أتدخل ولكنني أشعر بأن هناك قليلا من التوتر بينك وبين بليك , أذا كنت مخطئة قولي لي هذا , لا أريد أن أكون حماة تتدخل في شؤون أبنها وزوجته ولكن.....".
وسكتت مترددة في أنتظار رد من دينا.
وأتى دور دينا في التردد ...... كانت تشك في أن الأم شاندلر ستفهم ,ولكنها شعرت بحاجة الى أن تبوح بمخاوفها لشخص ما , وأعترفت بحذر قائلة:
" نعم , يوجد شيء من التوتر بيننا , أن بليك قد تغير وأنا تغيرت ,لم نعد نفس الشخصين كما كنا منذ عامين ونصف".
منتديات ليلاس
" أنه شت , أليس كذلك؟".
هكذا خرجت نورما شاندلر بأستنتاجاتها وهي لا تكاد تستمع الى ما قالته دينا , وأضافت:
" أعرف أن بليك تصرّف أمام الآخرين وكأنه تفهّم الوضع وغفر كل شيء........... ولكنه أزعجه أليس كذلك؟".
" الى حد معين , نعم".
هكذا ردت دينا ,وفكرت.... ولكن ليس بالدرجة التي تصورتها حناتها!
" من الطبيعي أن ينزعج عندما يجد زوجته مخطوبة الى أفضل صديق له, ولكنه سيتغلب على هذا الشعور , وبعد سنوات قليلة ستضحكان من هذا الموضوع!".
وأومأت دينا برأسها وقالت:
" ربما".
ولكنها لم تستطع ألا أن تتساءل : ترى هل سيكونان سويا بعد سنوات قليلة؟ بعد شهور قليلة؟
ودخلت المشرفة على المنزل غرفة الجلوس وأعلنت:
" العشاء جاهز عندما تريدان".
وقالت نورما شاندار :
" الآن يا ديدر , بليك في غرفة المكتبة , هل لك أن تخبريه من فضلك؟".
كان جو العشاء في ذلك المساء يتسم بالحرج , ومما زاد الوضع حرجا أن نورما شاندلر بدت مصرّة على أن تقنع بليك بأن تصرف دينا كان سليما أثناء غيابه , وبدا بليك غير مهتم بالثناء الذي ثالته أمه على دينا مما دفع نورما شاندلر الى أن تضيف المزيد منه , وشعرت دينا بالأرتياح في عزلة غرفة نومها بعد أن قدّمت القهوة , كان توتر اليوم والمساء قد شد عضلاتها , وأزدادت توترا عندما رأت السرير , وتذكرت أنها ستنام بجانب بليك ليلة أخرى , كانت أسيرة أضطراب مجنون.
وسارت دينا من غرفة النوم الى الحمام ,وملأت الحوض بالماء الساخن , وأضافت اليه كمية كبيرة من الصابون المعطر , وأحضرت روبها وعلقته على المشجب وخطت في البانيو , وغاصت حتى رقبتها في الفقاعات الساخنة , وتركت الماء الدافىء يزيل التوتر , وأسترخت ببطء في الحمام المهدىء , وأنتشر عطر الفقاعات في الهواء , وكان بلسما لحواسها , وعندما برد الماء أضافت اليه دينا مزيدا من الماء الساخن وقد نسيت الوقت وهي داخل شرنقتها المائية.
وأنفتح باب غرفة النوم وأغلق , وسمعته دينا ولكنها لم تهتم في الواقع بأن بليك قد دخل الغرفة , فقد كان باب الحمام مغلقا وتوقعت منه أن يحترم رغبتها في العزلة , وعندما فتح باب الحمام أعتدلت دينا جالسة في نوبة من الأستياء , وجذب صوت الماء نظر بليك , كان قد خلع سترته ورباط عنقه وفك أزرار قميصه حتى معدته , وكشف بذلك عن كمية من العضل الصلب وشعر الصدر الداكن! وأعتذر غير صادق وقال :
" آسف , لم أعرف أنك هنا".
منتديات ليلاس
كانت الفقاعات قد تبددت ببطء أثنلء حمامها الطويل وبقيت فقط أجزاء قليلة من الرغاوي حول صدرها , ولم يفت ذلك بليك فظل واقفا وأمسكت دينا بمنشفة وغطّت بها صدرها وقالت:
" والآن بعد أن أكتشفت أنني هنا , أخرج!".
وقال بليك ساخرا:
" ظننت أنك قد ترغبين أن أغسل ظهرك , أم أنك لا تعتبرين هذا سلوكا متحضرا ".
" لا أريد أن أغسل ظهري , شكرا".
لم تكن دينا متأكدة من سبب ضيقها بالمنشفة التي أصبحت مبتلة جدا وقالت بحسم:
" أخرج من فضلك , لقد أنتهيت من حمامي وأريد أن أخرج من البانيو ".
" أنني لا أمنعك ...... وعندما تخرجين أستطيع أن آخذ دوشا".
وأستدار بليك ودخل غرفة النوم وأغلق الباب وراءه.