7- بذور الشك
كانت يده تربت برقة على أعلى ذراعها ,ولمسته مهدئة على نحو يبعث السعادة , ثم أطبق أصابعه حول ذراعها وهزّها بلطف وقال آمرا:
" هيا يا دينا ..... أستيقظي ".
وأنطلقت أنة من حلقها وهي تتكوّر أكثر في وسدتها , ولكنها لم تكن وسادة كان هناك نبض منتظم تحت رأسها , كلا......لم تكن وسادة , أنها راقدة بين ذراعي بليك , وقد أستقر رأسها على صدره , وأستطاعت أن تشعر بشعر جسمه المجعد يدغدغ خدها وأنفها.
في وقت ما من الليل كانت قد تركت صلابة الفرشة لتتكوّر قريبا من صلابة جسمه الدافىء , وأتسعت عيناها دهشة من الألفة التي نتجت عن النوم , حاولت دينا أن تبتعد عنه ولكن ذراعه حولها شدّت من قبضتها لتظل في مكانها لحظات قليلة أخرى , ورفع ذقنها بأصبع خشن حتى تنظر اليه , وخفق قلبها من الدفء الكسول في الوجه الخشن , وتمتم بليك قائلا :
" كنت قد نسيت طعم النوم مع أخطبوط , عندما تمتد الأذرع والأرجل في كل مان".
منتدى ليلاس
وشعرت دينا بحرارة من وضعها الغريب من بليك , كان النوم قد خدّر ردود فعلها , وعندما لمس بأبهامه شفتيها وتابع حدودهما كانت دينا بطيئة جدا وهي تحاول أبعاده , وعندما أحست بلمس أصبعه لأول مرة فقد ت الرغبة في الهروب منه , وأخذ أصبعه بجلده الخشن يستكشف كل ثنية من فمها , وأصبح من الصعب عليها جدا أن تتنفس وخاصة عندما كانت نظرته تستوعب كل حركة مر حركاتها بأهتمام يثير الأضطراب , كانت دينا وهي في مكانها تضع أحدى يديها على عضلات صدره الصلبة وتخشى أن تتحرك , وشعرت وسمعت سرعة خفقان قلبه , ولم تكن دقات قلبها أبطأ , وضمها اليه بقوة وتدفق الدم في قلبها , ألتهبت حواسها وجعلتها تستجيب لعناقه , وملأت رائحته الدافئة كل حوايها وخدرت ذهنها , وعندما أبتعد عنها وضعت يدها حول عنقه لتعيده ,وبدت السعادة في بريق عينيه الداكنتين لأنه أستطاع أخيرا أن يثيرها , وأخذ ينظر الى جسمها في قميص النوم القصير ....... وأمام نظراته المفعمة بالرغبة السافرة فقدت دينا أعصابها لدرجة أنها لم تستطع أن تسمح له بأن يظل يحملق فيها , ومرة أخرى أنتابها الشعور بأن عيني رجل غريب تنظران اليها لا عينان زوجها! وأطلقت دينا شهقة وحاولت أن تبتعد عنه ولكن بليك أحبط محاولتها وأرغمها على البقاء حيث كانت راقدة فوق الفرشة الصلبة التي كانت قد أحدثت كدمات في عضلاتها وعظامها.
وقال بليك في صوت أجش مفعم بالرغبة :
" كلا يا دينا ..... أنني أريد أن أنظر اليك , لقد تصورتك هكذا عدة مرات........ لا تلوميني أذا أردت أن أتذوق متعة هذه اللحظة .....في هذه المرة لن تبعد صورتك صرخة طائر في الأدغال , أنك لي يا دينا.......لي أنا".
وضغط على الكلمات الأخيرة بشدة بينما أنحنى رأسه وتغلبت العاطفة المتأججة على محاولتها القصيرة في المقاومة , ونسيت دينا غرابة ذراعيه ,وصلابة الفرشة التي مثل الصخرة تحتها , نسيت كل شيء ألا أنها بين ذراعيه , وأستكانت دينا ووضعت رأسها على صدره وأغمضت عينيها , وأدركت أنها أقتربت جدا من أكتشاف حبها لبليك ثانية ,وكان نور الحب يتألق في الأعماق البعيدة من قلبها , وأنتقل بليك الى شعرها ........ وتمتم قائلا:
" كنت قد نسيت كم أنت فتاة مثيرة صغيرة".
وفجأة هبطت كلماته بالعاطفة الى مستوى حسي , فجأة أصبح الحب رغبة ........ وأضاف:
" لقد أستمتعت .....عفوا ......لقد أستمتعت بك".
وعاد النور يضيء قلبها!
وأحمر وجه دينا وتخلصت من ذراعيه ولم يحاول أن يمنعها , وأثارت الحركة أنّة ألم في الحال , كانت كل عظمة وكل جزء في جسمها يؤلمها ويذكرها بالليلة التي قضتها في السرير الصلب مثل الصخر! وأرادت دينا أن تغير الموضوع فسألته:
"كيف تحتمل النوم على هذا السرير ؟ أنه فظيع".
" سوف تعتادين النوم عليه".
منتدى ليلاس
وعندما تكلم بليك أدركت دينا أنه قد قفز من السرير بدون صوت بينما كانت تستكشف أوجاعها وآلامها , وألتفتت اليه وهو يرتدي بنطلون بيجامته الحريرية , وعندما شعر بليك بعينيها ترقبانه ألتفت وقال:
" أنني أرتدي البيجاما هذا الصباح من أجل ديدر وخجلها!".
وأبتسمت دينا وسألته:
" كم الساعة الآن؟".
أجابها وهو يحك الشعر الذي نبت في ذقنه.
" الساعة السابعة".
" لقد تأخرنا".
ونسيت آلامها لحظة وبدأت تنهض وقد أستولت عليها فكرة واحدة وهي أنها ستتأخر في الذهاب الى المكتب , ألا أذا أسرعت , ثم تذكرت أنه لم يعد هناك أي سبب لتذهب الى المكتب ,وغاصت في السرير ثانية وقد أجتاحها القلق والأضطراب.
وسألت نفسها بصوت مرتفع :
" لماذا أستيقظ؟ لقد أستغرقت وقتا طويلا جدا حتى نمت الليلة الماضية , لما لم تتركني أنام؟".
لو أنه تركها لما مرت بكل هذا الأرتباك والشكوك حوله وحول نفسها.