كاتب الموضوع :
pink dreamz
المنتدى :
الارشيف
اهلين اشلونكم ان شاء الله بخير
هاكم الفصل الخامس
الامبراطور الثاني
5ـ انطلق أدهم بالسيارة الصفراء الصغيرة في الطريق المؤدي إلى الكسندرو بولوس وهو صامت يفكر بعمق فيما جرى من أحداث، وفيما يحتمل وقوعه، أما أيلينا فقد تشاغلت بمطالعة بعض الصحف اليونانية، وعبر أدهم طريقا ضيقا يطل من فوق ربوة عالية على البحر المتوسط، ثم انحنى بالسيارة يسارا، وأطلق من فمه صفيرا متصلا، وقال ساخرا:
يبدو أن صديقنا كارلوس يعيش كملوك العصور الوسطى.
رفعت أيلينا رأسها، وأطلقت بدورها صفيرا مماثلا، فقد طالعها قصر مهيب، بأبراجه الشاهقة يقبع وسط مساحة خضراء شاسعة، وله سور متوسط الطول، يحيط بمساحته الفسيحة.
كان القصر يشبه في مظهره قصور ملوك أوروبا في القرون الوسطى، وسرعان ما توقف أدهم بالسيارة أمام بوابته المعدنية الضخمة، وتقدّم نحوه شاب رقيق القوام، انحنى على نافذة السيارة قائلا بلهجة مهذبة:
السيد أشرف صدقي حسبما أعتقد؟
أجابه أدهم بابتسامة هادئة، وإيماءة رأس تعني الإيجاب، فعاد الشاب إلى البوابة، وضغط على زر صغير بجوارها، فانفرج مصراعا ضلفتيها، وعبرها أدهم بسيارته منطلقا في طريق طويل، قاده إلى مدخل القصر، فرفع حاجبيه مندهشا عندما طالعه ديموس بقامته العملاقة، ثم ابتسم وهو يتمتم بسخرية:
عجبا لهذا الوغد العملاق.. إنه يعمل مع الشقيقين على السواء.
وتوقف أدهم أمام ديموس مباشرة، وزوى هذا الأخير حاجبيه بمزيج من الدهشة والغضب عندما هبط أدهم من السيارة وتبعته أيلينا، فبادره أدهم قائلا:
لم أتوقع رؤيتك هنا يا عزيزي ديموس.
أشار ديموس إلى أيلينا، وقال بضيق:
لم يكن من اللائق أن تحضر صديقتك اليونانية يا سيد أشرف.
ضحك أدهم، وأحاط كتف أيلينا بذراعه قائلا:
إن أيلينا ليست صديقتي فحسب يا ديموس.. إنها شريكتي في هذه الصفقة.
اتسعت عينا ديموس دهشة، ثم عادت ملامحه إلى وضعها الغاضب وهو يقول:
أنت مخطىء في تصرفك هذا يا سيد أشرف، لن يعجب السيد كارلوس .. لن يعجبه على الإطلاق.
**************8**
دار أدهم ببصره في ردهة القصر الواسعة، وتوقفت عيناه قليلا فوق سيفين من سيوف العصور الوسطى تعلَّقا فوق الحائط أسفل درع معدني أنيق، حفرت عليه بعض النقوش القديمة، ويتوسطه حرف الألف باللغة اليونانية، فابتسم بسخريته المعهودة قائلا:
يخيل إلي وأنا أتطلع إلى ديكورات هذا القصر أن السيد كارلوس سيقابلنا في ثياب فرسان العصور الوسطى.
سمع صوتا من خلفه يقول بهدوء:
ليس إلى هذا الحد يا سيد اشرف.
التفت أدهم و ايلينا إلى مصدر الصوت، فاتسعت عيناها دهشة، على حين قطّب أدهم حاجبيه وهو يتطلع على كارلوس، الذي وقف بهدوء مرتديا روبه المنزلي...
كان كارلوس صورة طبق الأصل من شقيقه نيقولاس، بوجهه النحيل، وأنفه الطويل وفمه الواسع، وعينيه الضيقتين، باستثناء أن كارلوس كان أصلع الرأس، وله شارب كث..
اقترب منهما كارلوس بهدوء، وصافح أدهم قائلا:
أخبرني شقيقي أنك تود محادثتي بشأن صفقة ما يا سيد أشرف.
ثم التفت إلى أيلينا ، وصافحها ببرود وهو يتابع حواره مع أدهم قائلا:
كان من الأفضل أن تأتي وحدك، فهذا النوع من الصفقات يحتاج إلى ..
قاطعته أيلينا قائلة ببرود:
اسمع يا سيد كارلوس، لقد سئمت من هذا الأسلوب.. إنني شريكة للسيد أشرف في هذا الأمر، وما دمت قد وافقت على إتمام هذه الصفقة فستتحدث إلينا معا.
نظر إليها كارلوس بعينين باردتين، ثم قال:
من أين لعارضة أزياء شابة بمبلغ ضخم مثل هذا يا آنسة أيلينا؟
نظرت أيلينا إلى عينيه بتحد، وقالت:
هذا ليس من شأنك يا سيد كارلوس.. هل ستتم الصفقة أم لا؟
صمت كارلوس لحظة أخذ يحك فيها أنفه الطويل، ثم قال:
ولم لا؟ .. لن يختلف الأمر كثيرا.
ثم جلس على مقعد مجاور، ودعاهما للجلوس وهو يقول:
ما كمية البضاعة التي تحتاج إليها يا سيد أشرف؟
قال أدهم بهدوء:
ما قيمته مليونا دولار من الكوكايين النقي يا سيد كارلوس.
مط كارلوس شفتيه وهو يقول:
فلنحسبها إذن يا سيد أشرف .. إن الجرام الواحد يساوي خمسة عشر دولارا وهذا يعني أنك تريد مائة وثلاثة وثلاثين كيلوجراما تقريبا، وهذه كمية ضخمة.. كيف ستنقلها إلى مصر يا ترى؟
ابتسم أدهم بهدوء، وقال:
إنني أمتلك شركة ملاحية كبيرة يا سيد كارلوس، وكل السفن التي أمتلكها مزودة بخزان وقود إضافي ، وهو يكفي لتخزين الكمية بأكملها.
هز كارلوس رأسه وهو يقول:
فكرة طريفة يا سيد أشرف.
ثم صمت لحظةن وقال:
إنني أوافق على هذه الصفقة.. متى تريد تسلُّم البضاعة، وتسليم المبلغ؟
حرك أدهم كتفيه وقال:
حينما تكون مستعدا لتسليم الشحنة يا سيد كارلوس.
وفي نفس اللحظة ارتفع صوت طائرة هليكوبتر مختلطا بنباح مرتفع، فقطب أدهم حاجبيه، وسألت أيلينا بدهشة:
ما معنى هذا الصوت يا سيد كارلوس؟
ابتسم كارلوس، وقال بهدوء:
أيهما يا آنسة أيلينا؟ إن النباح لكلبي ريكس أما الصوت الآخر فهو صوت الهليكوبتر الخاص بي.
قطع أدهم حوارهما وهو يقول:
حسنا يا سيد كارلوس، أخبرني عندما تصبح مستعدا للتسليم والتسلم.
قال كارلوس بابتسامة ماكرة وهو يتطلع إلى أدهم الذي نهض واقفا:
محال أن أسمح لكما بالانصراف الآن يا سيد أشرف.
نظرت إليه أيلينا بحدة، فاتسعت ابتسامته وهو يقول:
إن تقاليدنا تقضي بأن ادعوكما لتناول العشاء ما دمنا قد اتفقنا على إتمام الصفقة.. أنتما ضيفاي هذا المساء .
*******************
|
09-07-06, 11:21 AM
جديد مواضيع قسم الارشيف
العرض العادي
