وشعرت بالجوع , وقررت النزول لتناول الفطور في غرفة الطعام , وفي البهو , ألتقت لوسيا التي صرخت:
" صباح الخير , يا آنسة , لقد أستيقظت باكرا اليوم!".
" نعم , أعرف أنني مبكرة , يا لوسيا , لكن لا أريد أزعاجك".
" ليس هناك أزعاج , فسيدي يتناول فطور الصباح في غرفة الطعام , وفي أمكانك مرافقته".
" السيد دي فالكونيه؟ الكونت؟".
" نعم , يا آنسة , وسيسر جدا أن يكون هناك من يرافقه , تفضلي , سألحق بك".
ولما دخلت بعد أن طرقت الباب رأت صاحب القصر جالسا في مكانه الأعتيادي , في طرف الطاولة , يرتدي قميصا من الحرير الأخضر الغامق مفتوحا على صدره الأسمر , فبدأ قلبها يدق بسرعة .
قال من دون أن يرفع نظره عن الجريدة التي كانت بين يديه:
" أنتهيت , يا لوسيا , شكرا".
لكن أيلينا الجالسة قربه تأكل صرخت تقول:
"لكن , يا أبي ,ليس الآتي لوسيا !".
رفع رأسه ووضع فنجانه على الطاولة وقام في جهد وهو يستند الى طرف الطاولة وقال:
" صباح الخير , يا آنسة".
" آه , المعذرة , يا سيد فالكونيه! لا تزعج نفسك , أرجوك , أرسلتني لوسيا الى هنا وهي تقول لي أنك لن تعارض أن تناولت فطور الصباح معك.........".
جلس وطوى جريدته وقال:
" للمرة الأولى , هي على حق".
" أرجوك , تابع ما تفعله كأنني لم آت , لا أريد أن تغيّر عاداتك من أجلي.......".
قال وهو يسكب لنفسه فندانا آخر من القهوة:
" الأخبار في أمكانها الأنتظار , وأعتقد أن لوسيا ستحضر لك فطور الصباح".
" نعم , شكرا".
لاحظ مارشيللو أن ملامح سوزان متقلصة فسألها:
" هل أمضيت نهارا جميلا أمس؟".
" نعم , شكرا".
" هل أخذك بيترو في نزهة".
" نعم , ذهبنا الى القرية".
" ما رأيك بكاسيل فالكونيه؟".
" أعجبتني كثيرا ".
" آه , نعم , هل لديك معرفة بالهندية الغوطية؟".
منتدى ليلاس
" لا , أبدا , أنني جاهلة في هذا المجال".
قال مارشيللو مجاملا:
" في كل حال , أنني أجهل تماما أدارة الفنادق , لا داعي للخجل يا سوزان".
" كل أنسان له مهنته , أليس كذلك؟".
" أنت أستاذ في علم الآثار , أليس كذلك؟".
" بيترو أخبرك بذلك؟ وأظن أنه أخبرك أيضا عن رأيه في فكرتي في فتح القصر للجمهور , أليس ما أقوله صحيحا؟".
" أخبرني بصورة غامضة وسطحية".
" أنني مستغرب لأن بيترو شديد الدقة".
حاولت سوزان أيجاد موضوع آخر للحديث , لكن بدون جدوى , ولحسن الحظ دخلت لوسيا حاملة صينية الفطور وعليها أبريق القهوة والخبز الصغير الطازج ووعاء مليء بعصير الليمون الطازج , وتذكرت سوزان الوردة التي أرسلها مارشيللو مع الفطور وتساءلت ما أذا كانت الخادمة تنسج حول هذه الحادثة قصصا وهمية.
ولما خرجت من الغرفة , سأل مارشيللو سوزان التي كانت تحتسي عصير الليمون:
" هل لديكما مشاريع لهذا اليوم , أنت وبيترو؟".
أجابت سوزان وهي ترفع نظرها:
" أعتقد أ والدته متكلة عليه ليأخذها الى مونافو صباح اليوم.....و ..... أنني....... أتساءل ما أذا كنت تسمح لي بأن أزور القصر........".
قطب مارشيللو حاجبيه , فخشيت سوزان أن تكون قد أغضبته, لكنه سرعان ما قال:
" حسب رأيي , في أمكان عمتي لويزا أن تنتظر رحيلك لتطلب من بيترو أن يقودها يمينا ويسارا ! أمس كان القداس , واليوم موفانو وغدا ماذا؟ ربما القداس من دون شك؟".
" لكن , لا أهمية لذلك , أؤكد لك ذلك , لست مستاءة من الوضع أبدا , أعني أنني......".
ترددت لحظة أمام نظراته الحادة ثم أضافت:
" أنه لطف من بيترو أن يدعوني لقضاء بضعة أيام مع عائلته,لكنني ....... أننا صديقان , لا أكثر وبيترو ليس مرتبطا بي".
" تريدين أن تقولي أنك لا تحبينه؟".
" بلى , أحبه , وأحترمه , وأصر على صداقته , لكنني لست مغرمة به , أذا كان هذا ما تريد معرفته".