هدأت سوزان ورفعت بصرها الى مارشيللو في صمت غريب وقالت:
" ماذا؟ ...... تريد أن تقول..".
" كانت صوفيا على متن الطائرة اتي تحطمت ..... وبرفقة كارلو......".
" آه , يا حبيبي , هذا مؤلم حقا".
تابع يقول:
"في الواقع كنت قد حجزت مكانا لي في هذه الرحلة , لكنني تذكرت أن صوفيا قالت لي أنها ستذهب الى روما , فقررت اللحاق بها , كنت مصرا أن أحدّثها في سرعة كي نقرر مستقبلنا ....لكن القدر شاء.....".
" هل ......هل ذهبت الى روما؟".
" نعم , في طائرة التاسعة صباحا , بينما أقلعت طائرة البندقية بعد ساعتين , ولما لم أجد صوفيا في العنوان المفترض أنها ستذهب اليه , أستأجرت سيارة لأعود الى كاسيل فالكونيه , وفي الطريق علمت بحادث سقوط الطائرة , ولما وصلت الى المنزل , لم أجد صوفيا , فبدأت أشك أنها ربما ذهبت الى لندن برفقة كارلو , وأنتظرتها...... الى أن وصلنا الخبر......".
منتدى ليلاس
ساد صمت طويل ثم تابع يقول:
" وحينئذ أتصلت بك هاتفيا , كنت بحاجة لأن أسمع صوتك , يا حبيبتي , وخاصة أنني كنت أرغب في أعلامك أنني ما زلت على قيد الحياة".
" آه , يا مارشيللو!".
" وأجابوني أنك غير موجودة في الفندق.......".
" صحيح , أصطحبت بعض السياح الى هامتون كورت".
" أتصلت في اليوم التالي , قيل لي أنك لا تريدين أن تتحدثي معي".
" صحيح؟".
" نعم , لم.........لم أكن أريد تصديق ما قيل لي".
" آه , يا حبيبي!".
" وفي الأيام التالية , كنت أتصل مجددا , وفي كل مرة , الجواب نفسه , لذلك طلبت مساعدة مارينا , كان عليّ اللحاق بك ومعرفة ماذا حدث كي....".
" آه , يا ألهي!".
" تتصورين قليلا الحالة التي كنت بها! موت صوفيا........ مراسم الدفن...... أسئلة العائلة ......صمتك...قلقي ...لذلك طلبت من مارينا أن تذهب مكاني الى لندن لتحدثك , وتقول لك الى أي درجة أنا متعلق بك , وأن تشرح لك أن الحياة بدونك لا معنى لها.......".
صمت قليلا عانقته سوزان فقال في صوت مبحوح:
" دعيني أنتهي من الكلام , لما وصلت مارينا الى الفندق حيث تعملين وقابلت المدير......".
" السيد نورتن؟".
" نعم ,لكنه رفض أن يقول لها عن مكان وجودك".
" طلبت منه ألا يخبر أحدا".
" وبالفعل , أعلمها بأنك مريضة وأنك ذهبت في عطلة راحة لبضعة أيام , ولم يعطها أية تفاصيل , لكن مارينا كانت عنيدة , فبقيت في الفندق , ومساء السبت تمكنت من التعرف الى أحد أصدقائك , عبد الفايز , الذي تحدثت عنه مرة , هل تتذكرين؟".
" نعم".
" فراحت تطرح عليه الأسئلة العديدة , وفهمت منه أنه هو المسؤول عن الأجوبة التي كنت أتلقاها على الهاتف".
" لكن كيف ؟ لا أفهم؟".
" هو علم أيضا من قبل المدير أنك مريضة وأنك ذهبت لقضاء بضعة أيام طلبا للراحة , ولم يعرف المزيد لأن مالكوم نورتن لم يعطه أي تفصيل عن سبب مرضك , لكن عبد الفايز قام بأستنتاجاته".
" أي أستنتاجات؟".
" لقد صرّح لمارينا أنك خفت مرّة من رجل أيطالي جاء ليراك في الفندق".
" كارلو!".
" نعم , كارلو , ولما أتصلت بك تلفونيا , لم تعرف الموظفة المسؤولة عن المكالمات الهاتفية أين تجدك , فطرحت السؤال على عبد الفايز الذي كان موجودا هناك بالصدفة ,ولما عرف أن المتكلم أيطالي الجنسية , أعتقد أنني كارلو......".
" آه , يا ألهي , هذا غير معقول!".
" ولما أخبرتني مارينا كل هذا على الهاتف , لم أتردد لحظة واحدة , كان يجب عليّ معرفة مصيرك , فأخذت أول طائرة مسافرة الى لندن وذهبت الى الفندق وقابلت المدير وتكلمت معه بصراحة تامة , وفهمت حينئذ أنك كنت تعتقدين أنني مت في حادث الطائرة , فخفت جدا أن تكوني قد صنعت لنفسك شيئا أندم عليه , لذلك أخبرنا نورتن عن مكان وجودك ومنذ صباح اليوم ونحن نجوب في هذه القرية الصغيرة ,ونبحث عنك في كل الفنادق.....".