10-اثنان في غرفة
" لكن لم........".
رمقها مارشيللو بنظرة ذات معنى , فسكتت.
" لا داعي لأخبارهما عن أسرارنا , يا سوزان! لقد وجدانا معا , وهذا يكفي! هل تفهمين جيدا ماذا أعني؟".
قال كارلو ساخرا:
" طبعا , هي فهمت , أما بالنسبة اليك يا سيد دي فالكونيه , فأنا سعيد أذ أراك تتقبل الأمور بطيبة خاطر , كنت أخشى ردة فعل ......قوية ....... من جانبك".
جابهه مارشيللو في عزة نفس:
" نحن الآن في شقة الآنسة هانت , يا بوتيغا , ولا أريد فضيحة هنا , ومن جهة ثانية , لست مجنونا كي أتشاجر معكما , وكذلك لست جبانا أيضا وسأبره بذلك عندما تريد.....".
" هل هذا تهديد؟".
" فسّر كلامي كما تشلء , والآن , هل ستوضح لنا سبب هذه الزيارة؟".
نادى كارلو قائلا:
" بيتياني؟".
تقدّم المخبر السري خطوة الى الأمام وقال في لهجة شنيعة:
" أنا هنا بأمر الكونتيسة دي فالكونيه , لأوكد...".
قاطعه مارشيللو وهو ينظر الى سوزان التي كانت ترتجف كورقة في الهواء:
" حسنا , حسنا , فهمنا ذلك , لقد قمت بما طلب منك , والآن بأمكانك الخروج في الحال".
منتدى ليلاس
خرج بيتياني وتبعه كارلو , ولما أنغلق الباب وراءهما , تنفست سوزان الصعداء وقالت في قلق:
" آه , يا مارشيللو !".
كان يذرع الغرفة ذهابا وأيابا مثل نسر في قفص.
وبعد لحظة , همست قائلة:
" هل .... تلومني ؟".
" ألومك؟ أنت يا سوزان؟".
توقف عن المشي وراح يتأملها في أعجاب ومحبة وقال:
" ولماذا ألومك؟ ألا تعرفين أنني أحبك؟".
ردّدت في صوت مخنوق من شدة الأنفعال:
" تحبني؟ لكن......... ماذا سنفعل الآن ؟".
" يجب أن أفكر قبل كل شيء.....".
عاد يجوب الغرفة , ثم قال بغضب ساخط:
" صوفيا أمرأة شريرة! لن تتغير أبدا , كان يجب عليّ أن أشك في الأمر .....".
تلعثمت سوزان وهي تقول:
" لكن هي .... أنت .....ليست المرة الأولى ..........؟".
قال حانقا:
" ومن تعتقدين أكون , لقد قلت لك الآن أنني أحبك , يا سوزان! وأنت تتصورين ........".
" المعذرة يا مارشيللو , لكنك قلت الآن أن زوجتك لم تضغ وقتها أنما تعاود الكرة مرة أخرى , لذلك أستنتجت ...........".
" نعم , بالطبع ......يجب أن أفسر لك أمورا كثيرة وهذا ما كنت سأفعله , عاجلا أم آجلا , ولا شك أنك فهمت...........".
" أفهم ماذا ؟".
أظلق زفرة عميقة ونظر اليها في حنان كبير وقال:
" يجب أن أكلمك قبل كل شيء".
دخلت سوزان غرفتها في أضطراب ثم خرجت بعد قليل مرتدية سروال جينز وقميصا قطنيا , فأشار اليها بالجلوس وقال:
" من أين أبدا.؟".
" قل لي لماذا تزوجت صوفيا , هل كنت تحبها؟".
تردد قليلا قبل أن يقول:
" حسنا , سبق أن أخبرتك في أي ظروف وصلت الى روما , هل في أمكانك أن تفهمي حالتي عندما ألتقيت بصوفيا؟ كنت شابا , وحرا للمرة الأولى في حياتي , ولم تكن ..... تبخل عليّ ....بحسنها و......".
" في نهاية الأمر , أستسلمتما لبعضكما , أليس هذا ما تريد أن تقوله؟".
" نعم , كانت جميلة وجذابة , وكنت فريستها المنتظرة , ولما أخبرتني أنها كانت تنتظر مولودا سعيدا , فعلت ما كتب لي الشرف وتزوجتها , لكنني أكتشفت بعد ذلك أنها تزوجتني فقط من أجل أسمي وشهتي , كي تصبح الكونتيسة دي فالكونيه.........".