جلس على كرسي مريح قبالتها وقال:
" أرى أن جي كي أشترى لك بعض الملابس أيضا".
وحين أومأت برأسها أيجابا , واصل:
" أن هذا الفستان يلائمك تماما".
كان الفستان عسلي اللون ضيقا , له فتحة جانبية , كان الصدر مطرزا باللون الأخضر.
وأذ رفعت رأسها لاحظته مغمضا عينيه , فنهضت واقفة بهدوء وأرادت الأنصراف لتغتسل وتصفف شعرها
ألا أنه فتح عينيه حالما مرت بجانبه فقال:
" هل ستهربين؟".
" كلا , كلا أطلاقا.... أرجو المعذرة أذ أريد الأستحمام وتغيير ملابسي".
" سأراك عند العشاء أذن".
" وهل ستبقى؟".
" ألا يحق لي ذلك؟".
" هل ستأتي الآنسة ماكسويل؟".
" كلا , ما لم تكوني دعوتها قبل مجيئي".
" كلا , بالطبع لم أدعها".
وضغطت سارة بقوة على يديها .
" رائع , أرتدي فستانا جميلا وسآخذك بعد العشاء الى أحدى الحفلات".
وتسارعت دقات قلبها :
" حفلة؟".
" نعم حفلة , حيث نلعب ونفوز ببعض المسابقات".
" لا أظن أنك تريد مثل هذا النوع من الحفلات , وأنت تعرف ذلك".
" كلا , أورافقك الرأي , ألا أنني أعدك بأنها ستكون حفلة رائعة".
" ماذا عن جي كي؟".
منتدى ليلاس
نهض جارود واقفا وقال بحسم:
" سارة , أنك وصيتي , أذا أحببت ذلك أولا , وأذا ما قلت بأنك ستأتين الى الحفلة فهذا يعني أنك ستأتين".
" حقا؟ ".
وألتمعت عيناها ببريق غريب.
" هل ستأتين؟".
أرتجفت سارة وتركت الغرفة متوجهة نحو الطابق الأول.
أغتسلت في الحمام الفاخر مستخدمة الماء المعطر , غسلت شعرها ثم جففته وأنتبهت الى تزايد أهتمامها بسبب قرب حلول موعد الحفلة , وفكرت بأن من السخافة التفكير بهذه الطريقة ألا أنها لم تستطع التحكم بعواطفها.
بعد ذلك تفحصت ملابسها بأهتمام لم تظهره من قبل , وأختفت من رأسها صورة السيدة ماسون وكلماتها الجارحة , فأحست لذلك بعرفان الجميل لجارود كايل.
أختارت أخيرا فستانا من الشيفون الوردي , فتحة الصدر مدورة ومنخفضة , وأكمام طويلة , ضيق عند الصدر وعريض أسفل ذلك ,كان فستانا قصيرا من طراز حديث أبرز أنوثتها وجمالها , لم تفعل شيئا بشعرها بل أكتفت بتمشيطه وتركه منسدلا على كتفيها , وأخيرا نظرت الى أنعكاسها في المرآة فأبتسمت راضية.
كان جي كي وجارود في الصالة الصغيرة حين توجهت الى هناك لأنها أستطاعت سماع صوتيهما , ولاحظ جي كي قدومها فقام لأستقبالها:
" أنك تبدين رائعة , لم أرك ترتدين هذا الفستان من قبل , أنه جميل جدا".
أبتسمت سارة بأضطراب وسارت معه الى الصالة حيث كان جارود في أنتظارهما.
أرتدى جارود بدلة غامقة اللون وكان لتناقض لون شعره وبشرته جمالا اخاذا
ناول سارة عصير ليمون فتناولته منه بيدين مرتجفتين
أبتسم جي كي وعلّق :
" يجب أن تذهب الى مكان ما الليلة بهذه الملابس الجميلة".
نظرت سارة بأتجاه جارود فأحنى رأسه وقال:
" أنها ذاهبة الى مكان ما يا جي كي , ستذهب معي الى الحفلة".
قطب جي كي جبينه:
" ماذا تعني بقولك أنك ستأخذها الى حفلة؟".
" أعني ما قلته بالضبط".
أستدار جي كي نحو سارة ثم الى جارود مرة أخرى:
" ما الذي تعنيه بأخذ هذه الطفلة معك؟ أنها أصغر سنا من أن ترافقك الى أماكنك المعتادة".
وبدا على جارود الضيق وأحست سارة بالأنقباض في صدرها :
" سأصطحبها الى حفلة عيد ميلاد هوارد لوسون الحادي والعشرين , أذ وعدته بحضور الحفلة منذ عدة أشهر".
" كما وعدت لورين بمصاحبتها الى الحفلة الراقصة ونقضت الوعد بدون أي أهتمام".
" كلا , لم أنزعج ولأضف الى معلوماتك , لم أكن أرغب بمصاحبة لورين الى الحفلة".
" لذلك ذهبت الى مونت كارلو مع تريسي ميرك بدلا من ذلك!".
تحركت سارة بقلق وكرهت جو الخصام العائلي المحيط بها.
" حسنا ذهبت الى مونت كارلو مع فوستر ميرك".
" ألم تذهب معكما تريسي؟".
" كلا.... ما الذي تريد معرفته يا جي كي؟ هل تريد مني وصف ما فعلت تلك الليلة كي تسمع سارة وتفكر جيدا قبل أن توافق على الخروج معي؟ حسنا ,ذهبت الى مونت كارلو مع فوستر توجهنا الى الكازينو وقامرت طوال الليل ".
أنتابت سارة القشعريرة ثم غيّر جي كي موضوع الحديث:
" هل ستذهبان الى حفلة هوارد أذن؟".
" أذا كانت سارة لا تزال ترغب بالذهاب.... هل تظنين بأنك ستشعرين بالأمان في صحبتي؟".
هزت سارة كتفيها ثم تساءلت:
" هل أنت متأكد من رغبتك في الذهاب؟".
ضحك جارود بقوة:
" ماذا تعنين بذلك؟ أنني غير قادر على أمتاع نفسي في حفلة عيد ميلاد صغيرة مثلا؟".
" لم تقل سارة ذلك؟".
" كلا , بل كانت على وشك النطق بذلك , يا ألهي! هل تتصور يا جي كي بأنني سأصطحب سارة الى الحفلة لأني منجذب نحوها؟".
تراجع جي كي عن موقفه وقال:
" كلا , لا أظن ذلك".
" هذه هي الحقيقة , لا تهمني تلك الناحية ,ولنتوقف عن النقاش فورا , أنني الوصي عليها ويحق لي قضاء الوقت معها , أليس كذلك؟".
" بالطبع , حسنا جارود سأصمت , ولكن تذكر كن حذرا في قيادتك السيارة".
منتدى ليلاس
فقال جارود بغضب:
" أنني قادر على التحكم بسلوكي بدون الحاجة الى نصائحك ".
ثم غادر الغرفة.
بعد ذلك نظر جي كي الى سارة بقلق:
"هل تريدين الذهاب معه حقا ؟".
أحنت سارة رأسها قائلة:
" نعم".
" ولكن تذكري جيدا من هو وما هو عمره , أنك طفلة حساسة ولا أريده أن يؤذيك".
تنهدت سارة قبل أن ترد :
" لكنك سمعت ما قاله , أنه يعاملني مثل أبنته".
" أعرف , أعرف , قد أكون عجوزا متشككا , لكنني أعرف مدى جاذبية جارود للنساء , كما أعرف أنه أنسان وسيلتهم الفريسة أذا كانت سهلة".
" ولكن جي كي , لست حمقاء , لست حملا ضعيفا ولا أنوي التصرف كذلك , ألا أنني أرغب بالخروج الليلة كنوع من التغيير فقط".
فتساءل جي كي قلقا:
" هل تشعرين بالملل هنا أذن؟".
أبتسمت سارة مطمئنة أياه:
" كلا بالطبع , ليس هذا ما عنيته , ما أريده هو الخروج الى مكان جديد ,أنك تعرف ما أعني أليس كذلك؟".
أجابها جي كي موافقا وتمنت سارة ألا تكون قد دفعته الى التفكير بأنها ناكرة للجميل.
*********نهاية الفصل الرابع*********