" ولكنني لست صاحبة مركز حقيقي".
" بالعكس , أن لك مركزك الخاص بغض النظر عما قاله جارود وستعاملين هنا معاملة أبنة لي , أذ تمنيت دائما أن أرزق بأبنة , لم تستطع هيلين في البداية , أما في النهاية فلم ترغب بذلك- ولم يكن بأستطاعتي عمل أي شيء".
" كان في أمكانك تبني طفلة ما ".
قالت سارة متأملة ما قاله.
" أعرف , لكن الأمر كان مختلفا , حسنا , قد لا تصدقين بأنني كنت أود جفري روبنز كثيرا , صحيح أنني لم أره في السنوات الأخيرة , ألا أنني لم أتوقف أطلاقا عن التفكير به , ومن الواضح أنه كان يفكر بي أيضا".
" وهكذا سلم حفيدته وأعباءها لك".
" لا تشعري بالمرارة رجاء".
وبدا عليه الغضب حينئذ:
" سارة , بحق السماء , أعتقد بأن لموقف جارود تأثيرا واضحا عليك ,أنني الآن الوصي الفعلي وليس في أمكانه , حتى لو أراد ذلك , عمل أي شيء للحيلولة دون ذلك".
وتنهد مضيفا:
" حاولي فهم موقفه , أنه مسؤول عن الآلآف من الناس العاملين معه , وأذا ما أصبح نتيجة عمله , قاسيا فلأنه يجب أن يتصرف بهذه الطريقة , هل تتوقعين وجود رجل في مركز جارود قادر على الأنصات لكل أقصوصة وهمسة؟ أنك حالة أستثنائية لي فقط , أما بالنسبة لجارود فما أنت سوى مسؤولية أخرى تضاف الى أعبائه".
" أفترض أن ما تقوله صحيح".
وصبت لجي كي الشاي مرة ثانية , بينما تناولت فطيرة تفاح ساخنة.
" هل أستطيع طرح سؤال عليك؟".
" بالطبع , لك الحق في ألقاء أي سؤال ترغبين فيه".
" ما هي العلاقة بين جارود والآنسة ماكسويل؟".
" لورين؟ ظننت أن الأمر سيثير فضولك ,لورين تعرف جارود منذ سنوات كما أخبرتك , أنها أصغر منه عمرا , ألا أنها لم ترغب بشخص آخر سواه منذ ألتقت به".
" وماذا عن جارود؟".
منتدى ليلاس
" جارود؟ أنه سؤال صعب يا سارة , أنه رجل له شخصية غير معروفة حتى بالنسبة الي , في لندن , هناك صديقة له تدعى تريسي ميرك والدها طبيب أخصائي في شارع هارلي , وهي عارضة للأزياء , ويبدو أن لديها الكثير من الأجازات أذ تصاحب جارود في كل مكان يتوجه اليه حين يكون في المدينة , وجاءت هنا مرتين مما أثار غضب لورين , يبدو أن جارود يحب كلتيهما , وأن الفتاتين تحبانه كثيرا , ألا أنني لا أعتقد أنه يرغب بالأختيار الآن , أنه في الخامسة والثلاثين من عمره ويجب أن يفكر جديا , بالزواج وتكوين عائلة له ,ألا أنه يحب ويقدر حريته , ذهب في فترة عيد الميلاد الى جامايكا لزيارة والدته هيلين وبقي هناك ستة أسابيع لوحده بدون أن يصطحب أيا منهما , وهكذا أختارت لورين الذهاب الى سويسرا مع والديها لقضاء العطلة هناك".
" ومن هي التي تفضلها أنت؟".
وضع جي كي كوبه في الصحن وقال:
" حسنا , من الطبيعي أنني أعرف لورين , لذلك تستطيعين القول بأنني أفضلها , ألا أنني لا أعرف أيا منهما ستجعله سعيدا , هذه الليلة مثلا سيذهب الى شقته , بالمناسبة يجب أن تذهبي لرؤيتها ذات يوم , يغير ملابسه ثم يتصل بتريسي , حيث يتوجهان بعد ذلك الى أحد الأندية الليلية يقضيان فيه ليلتهما حتى الساعات الأولى من الصباح , ثم يعود لينام ساعتين يتوجه بعدها الى أجتماعه المهم , يا لها من حياة!".
لم تستطع سارة كبح رغبتها في الأبتسام فقالت:
" يبدو لي أنك غيور".
ضحك جي كي وقال بمرح :
" نعم , أعترف بذلك".
******نهاية الفصل الثالث******