كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" يخشى والدك سرقة مقتنياته الثمينة".
قال ماث بينما أوقف جارود السيارة أمام باب المنزل .
" وكل قطعة جديدة يشتريها تضاف الى المجموعة".
" وتزيد من خوفه , آه , أن الجو بارد فعلا , هل سقط الثلج بعد أم لا؟".
" كلا , ولا أظن أن الجو بارد الى هذا الحد , أنها لم تصل درجة التجمد بعد وألا لما تمكنت من القيادة بسرعتك تلك".
" أتراهنني؟".
تساءل جارود مداعبا.
أنحنى كبير الخدم أمامهما بأدب وقال ردا على تحية جارود له:
" مساء الخير يا سيد جارود أرجو أن تكون قد تمتعت بأجازة جيدة".
" رائعة , وكيف صحة والدي ؟".
ثم سار نحو مؤخرة السيارة وسحب حقيبته بسهولة.
تقدم موريس مسرعا وتناول الحقائب:
" أن والدك بخير يا سيد جارود , وهو في أنتظارك في مكتبه , هل تتناول العشاء؟".
" كلا , ليس الليلة , سأراك فيما بعد يا ماث".
أومأ ماث برأسه وتبع موريس الى الطابق الأول , بينما سار جارود عبر الصالة ليدخل غرفة واقعة في النهاية البعيدة .
كانت الصالة مضاءة بشكل جميل , وفرشت الأرضية بسجادة ذات لونين أزرق وذهبي , أما غرفة المكتب فأرضيتها مفروشة بسجادة ذات لون أخضر وجدرانها مبطنة بأكملها تقريبا , بالكتب المجلدة الفاخرة , كتب يعلم جارود أن والده لم يقرأ أيا منها , أذ لم يكن والده محبا للقراءة بل كان رجلا عمليا فضل دائما أنجاز أعماله بيديه , الى أن أصيب فجأة بنوبته القلبية الأولى منذ عدة سنوات وأقتنع حينئذ أن مواصلته العمل بطريقته المتعبة سيقوده الى الموت خلال أقل من عام
لذلك سلم رئاسة مجلس أدارة شركات كايل الى أبنه جارود مع محافظته على دور المشرف الفعال في كافة النشاطات , ألا أنه نسي خلال أتخاذه لقراره ذلك أن لجارود مخططاته الخاصة وأنه حالما أستلم المسؤولية رغب بأن يكون المدير الفعلي بدون اللجوء الى أستشارة والده ألا نادرا , رغم ذلك أحس جي كي بالأعجاب لتصميم أبنه وفكر بأنه كان سيفعل الشيء ذاته لو كان في مكانه.
منتدى ليلاس
كان جي كي جالسا على كرسيه المفضل قرب النار , ورغم أن المنزل كله مزود بالتدفئة المركزية , ألا أنه أحتفظ بالموقد القديم في تلك الغرفة.
أبتسم بحرارة عند دخول جارود الغرفة وقال:
" أهلا , أجلس هناك.... هل الجو بارد في الخارج؟".
" ليس تبعا لما قاله ماث , ولكنني أقول بأنه بارد جدا".
ضحك جي كي وقال:
" أن جو البحر الكاريبي أفسدك , لا أعرف كيف تستطيع تحمل الحرارة , أما بالنسبة لي فأعطني ليلة خريفية وموقدا حقيقيا وسأكون ممتنا جدا".
" أنك متقدم في السن يا جي كي".
وضحك جارود أذ رأى أنكماش والده نتيجة الملاحظة , فتابع بسرعة:
" لنحاول ألا نضيّع الوقت في مسائل سخيفة , ما فحوى ما سمعته عن أختياري كوصي على طفلة ما؟".
" نعم , سارة روبنز , حفيدة جفري".
" لكنها مسألة لا تصدق! ولم أختارك وصيا على حفيدته".
" لم يخترني أنا بل أختارك أنت: جارود كايل مدير شركات كايل".
" أنه أدعاء رسمي فقط , فأنت تعلم جيدا أن الوصي المختار هو أنت ولا علاقة لي بالموضوع , على كل أنت لم توضح الأمر بعد".
هز جي كي كتفيه العريضتين أستهانة ,كان هناك شبه كبير بين الوالد وأبنه, الشعر الكث رغم أن تقدم جي كي في العمر أحال لون شعره الى الرمادي مما زاد في عمق ملامحه.
" حين كنت شابا , كنت وجفري أصدقاء مقربين , وحين توفيت أبنته وزوجها بعد ذلك , أحس بالأضطراب والقلق لمصير الطفلة وخاصة بعد وفاة زوجته خلال فترة الحرب , مما دفعه الى التفكير بمصير الطفلة , أذا ما أصابه مكروه".
" ولكن لم أختارك بالذات ؟ ألأنك غني؟".
|