هزت رأسها رافضة:
" لا أريدها , لا أريد بيع مجموعة جي كي النادرة".
رفع جارود الوصية عن المكتب وقال:
" تبلغ قيمة المجموعة ما بين خمسين وستين ألف جنيه , في أمكانك بيعها لي".
حدقت سارة في وجهه:
" لك؟".
" بالطبع هذا ما أراده والدي.......".
واصلت سارة هز رأسها:
" تستطيع أخذ المجموعة كلها , لا أريد شيئا منها , ألا تفهم؟ لقد أحببت جي كي الى حد لا أرغب فيه بلمس نقوده وأتمنى لو كان معنا الآن".
ثم تحشرج صوتها وبدأت البكاء بشكل لم تتوقعه.
فقال الطبيب لاندري:
" يا طفلتي العزيزة.........".
أما المحامي فبدا مضطربا.
نظرت سارة الى المحامي والطبيب ثم الى جارود وأحست بقربهم من نفسها وأرادت أن تقول لهم بأنها أرادت شيئا واحدا في هذه الغرفة , جارود , وهو لم يلحظ حتى وجودها.
فتحت الغرفة وأندفعت خارجها متجاهلة نظرات تريسي ولورين في الصالة الكبيرة ,صعدت درجات السلم راكضة وكأن الشيطان يلاحقها , ولم تتوقف عن النشيج , غير مدركة أن جارود كان يتبعها قلقا ومهموما بدون أن يلاحظ وجود الفتاتين في الصالة.
وركضت سارة الى غرفتها ودخلت بدون أن تغلق الباب متألمة وكئيبة , وتمنت لو تتخلص من آلامها في أسرع وقت.
دخل جارود الغرفة فقالت:
" أتركني لوحدي , أبتعد عني , أريد البقاء لوحدي".
حدق جارود في وجهها متألما:
" أنك مجنونة , بلهاء أتعرفين هذا؟".
منتدى ليلاس
ولدهشتها الشديدة جذبها نحوه وضمها بين ذراعيه:
" هذا ما أردته , أليس كذلك؟ لم تكوني تلعبين طوال الوقت.أذ رأيت الحب واضحا في عينيك , أليس كذلك؟".
جذبها جارود لتجلس الى جانبه , على السرير وقال بهدوء:
"قبل أن تخدعك المظاهر أريد التأكيد بأنني أحبك , ولكنك ستتزوجين رجلا يبلغ ضعف عمرك".
" هل تطلب مني الزواج منك؟".
" هل ستوافقين؟".
" نعم , نعم , نعم".
" لكن أنت مجنونة لم أخترتني بالذات؟ بالنسبة ألي الأمر مختلف , أذ عشت حياة غنية وتمتعت بالكثير أما أنت فلا تزالين يافعة وحياتك كلها ستتغيّر خاصة بعد أن توفر لك المال اللازم لأختيار ما تريدينه".
تنهدت سارة ثم أبتسمت:
" لم تنظر اليّ بعين التقدير منذ البداية".
" صحيح , أنني لم أقدر جي كي ونفسي أحيانا ألا أنني علمت منذ البداية بأنك مصدر للمتاعب الكبيرة".
" لم تكن تحبني في تلك الأيام........".
" كنت حذرا في سلوكي وموقفي منك , ألا أنني أحببتك من البداية......... منذ رأيتك في منزل عائلة ماسون , ثم علمت بقرار جي كي بجلبك الى البيت.......... فأزداد خوفي , خاصة وأنني معقد من ناحية الزواج لأنني عانيت من أنفصال والديّ منذ كنت طفلا".
" عاملتني دائما وكأنك تكرهني".
أبتسم للفكرة:
" حسنا , ربما كنت كذلك , ألا أنني غيّرت رأيي حين سقطت تلك الليلة في بركة الماء والوحل فوجدت نفسي مغرما بك , هل تعرفين ما أعنيه حين أقول أريدك؟".
" أظن ذلك".
" يعني أنني أريد أمتلاكك , الأستحواذ على جسدك وعقلك وفصلك عن كل ما هو خارجي , تعودت دائما الحصول على ما أريد , وكرهت نفسي , لأنك صغيرة السن ولم أستطع أمتلاكك".
" لا أصدق هذا".
" نعم , لذلك أبتعدت رغم أنني أردت رؤيتك ,ولم أستطع تحمل رؤيتك مريضة , ثم أتصلت بي هاتفيا وبدأت الحكاية من جديد , وحين رأيتك واقفة قرب غرفتك , جميلة وصغيرة ولم أستطع لمسك...... أنني عجوز بالمقارنة مع عمرك".
"أستمر أخبرني ما حدث".
" حسنا , ثم رتب جي كي الرحلة الى جامايكا , وعلمت بأنه كان مريضا فحذرني الدكتور لاندري , ألا أنه ألحّ عليّ لآخذك الى هناك فرضخت لطلبه".
" لم تكرهني في ذلك الوقت أذن؟".
" أكرهك؟ أنك لا تعرفين ما عانيته ولو بقينا فترة أطول في جامايكا لأخبرتك الحقيقة".
" آه , لو كنت أعلم , أذ أحببتك منذ البداية , منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها".
عانقها جارود بقوة وقال:
" عزيزتي , يجب ألا نبقى هنا فترة أطول , قبل أن نذهب أريد أخبارك بأن جي كي أراد هذا أن يحدث , لهذا السبب ترك مجموعته الثمينة لك عالما بأنك سترفضين أياها مما يقنعني بصدق عواطفك, كما منحك الفرصة للهرب أيضا أذا أردت ذلك".
ثم وقف واضعا يديه في جيبي سرواله:
" ويجب أن أمنحك الفرصة أنا أيضا".
" ما الذي تعنيه؟".
" يوم أمس أتصلت بمعمل بريدجستر وأخبروك بأنك حصلت على العمل ,أليس كذلك؟".
أومأت سارة موافقة.
" كيف عرفت ذلك".
" أرنولد راد كليف صديق لي وكان يعرف هويتك , ولكن لم يكن هذا سبب منحك العمل , غير أنه مستعد لمنحك العمل ذاته في فرع الشركة في باريس , وأعتقد أن هذا ما يجب عليك عمله".
حدّقت سارة بوجه جارود ببرود:
" جارود؟".
" لا تنظري أليّ بهذه الطريقة يا سارة".
هزت سارة رأسها:
" لكنك قلت بأنك تحبني؟".
" أعرف , ولكن ألا تذكرين حقيقة موقفي؟ أنني رجل مهووس بما أملك وأنت صغيرة السن ولا تستحقين هذه المعادلة.... ما كان عليّ طرح الموضوع عليك الآن".
" كلا , كلا , يا جارود".
منتدى ليلاس
أحنى رأسه:
" أنك تزيدين صعوبة الموقف عليّ".
أدركت سارة فجأة سر قوتها وقدرتها على السيطرة عليه.
فأقتربت منه وطالبته بعنف:
" كرر ما قلته أذن , أطلب مني الذهاب الى باريس".
تصلّب جارود في مكانه ثم أحاطها بذراعيه معانقا فعلمت بأنها حقّقت ما أرادته.
" آه سارة , أنك كما قلت من قبل .... أنك ساحرة".
" ساحرة البحر؟".
" كلا , ساحرة القمر".
أجابها , دافنا وجهه في شعرها الحريري.
النهاية