" يجب أن تدركي أنك بحاجة للعمل , جي كي لا يفهم لم تحتاج فتيات هذه الأيام للعمل , لكنني أعلم بأنك تفهمين ما أعنيه , لذلك أرغب بمناقشة الموضوع معك وليس معه".
ولم تقل سارة شيئا فواصل حديثه:
" لا بد أنك تعلمت الكثير في رحلتك هذه , رأيت أولا جزءا من العالم طالما حلمت به , ولا بد أنه أثار فيك مشاعر مختلفة , وتعلمت ثانيا أن للحياة وجوها مختلفة".
أومأت سارة موافقة:
" صحيح ما تقوله أذ أن السفر يعلم الأنسان الكثير".
" أخبرني ماث بأنك تحبين الرسم وأنك تودين العمل في ذلك المجال".
" هذا ما أفكر فيه أحيانا".
" أستطيع منحك فرصة العمل في أحدى مؤسسات النسيج".
" لكنها ليست مؤسستك أليس كذلك؟".
" كلا , ليست مؤسستي".
تنهدت سارة مرة أخرى أذ كلما ظنت أنها قريبة منه تلفظ بشيء يفصل بينهما.
" حسنا , لا أريد مناقشة الموضوع الآن , كان علي حدس ذلك أذ ليس في ذهنك شيء غير العمل دائما".
قسا وجه جارود:
" ما الذي تعنيه؟ ألم أقضي معك هذه الأمسية؟".
" نعم , لكنني أدرك الآن هدفك الحقيقي , كان جي كي محقا , أذ كل ما تفكر به هو العمل , أنني أشفق على المرأة التي ستتزوجك أذ لا بد أنها ستقع في حب آلة".
أمسك جارود برسغها بعنف:
" حذرتك يا سارة , لا تحاولي قول أشياء لا تعرفين معناها".
حاولت سارة تحرير نفسها:
" أنك تواصل قول هذا دائما , لكنني أفهم جيدا , أعرف أن لورين ماكسويل , تريسي ميرك وفرجينيا ماكي غير مهمات بالنسبة اليك, أذ تحتاج المرأة من وقت لآخر فقط لأرضاء رغباتك وليس لمشاركتك حياتك وحبك , وها أنا أدرك كم كان والدك محقا في رأيه بأستثناء شيء واحد: ظن بأنني سأتمتع بهذه الرحلة لكنني , أكرهها".
منتدى ليلاس
تركته منذهلا وركضت , ركضت لتخفي دموعها حتى وصلت منطقة مشجرة وتعثرت بغصن مكسور فسقطت على الأرض وتمزق جزء من فستانها , سمعته يركض وراءها ثم يقف الى جانبها , حدق في وجهها للحظات ثم أنطرح الى جانبها غير مبال بالرطوبة والرمل وحاولت سارة الأبتعاد عنه ألا أنه أحكم ضمها اليه وعناقها, ولم تحس سارة بشيء غير الرمل والبحر وجارود , غير أنه أبتعد عنها فجأة , فنهض واقفا مشمئزا من سلوكه وأندفاعه , أغلقت سارة عينيها لتتجنب رؤية العالم الخارجي ثم نهضت واقفة بدورها .
" لنعد الى البيت قبل أن أفقد وعيي تماما".
تعثرت وأرادت التحدث اليه:
" جارود.......".
" لا تتحدثي معي , آسف لم حدث , أعرف أن أعتذاري لا يكفي لكنني لا أعرف طريقة أخرى للأعتذار وأبداء أسفي".
تبعته ببطء , ثم أندست في مقعد السيارة وقاد جارود السيارة متوجها الى فلامنغو لودج.
جلست سارة في زاويتها غير قادرة على أستجماع أفكارها المشتتة .
" أسف جدا , أذ قمت بذلك بدون تفكير".
" كان الخطأ , خطأي وأنت تعلم ذلك".
" رغم ذلك كان علي التحكم بمشاعري أذ أنني أكبر منك سنا وخاصة بعد تحقيقي مع ماث".
" أي تحقيق؟".
" قبل مغادرتنا المنزل الليلة , أذ أنني لم أثق به".
وضحك مواصلا:
" أخبرني بأنك لم تشجعيه على مغازلتك , تمنيت لو أنك أوقفتني عند حدي أنا الآخر".
" لكنك لم تحاول مغازلتي.......".
" كلا , أنك محقة.... كان شيئا مختلفا تماما".
"جارود , رجاء.... رجاء".
ووضعت يديها على أذنيها لئلا تسمع شيئا حتى وصلا المنزل.
كانت هيلين في أنتظارهما في الشرفة , كان وجهها شاحبا وأسرعت للقائهما فأنكمشت سارة قلقا.
" جارود مكالمة هاتفية من لندن..... عانى جي كي من نوبة قلبية أخرى".
لم يقل جارود شيئا للحظة ثم سأل:
" ماذا قالوا, هل ما زال حيا؟".
وبدا شاحبا.
تنهدت هيلين :
" أعتقد هذا , أو كان حيا عند أجراء الأتصال ... أوه, جارود , هل تعتقد بأنه سيجتاز الأزمة؟".
هز جارود رأسه:
" لا تسأليني أسئلة لا أعرف أجوبتها ,هل أتصلت بالمطار؟".
" بالطبع , هناك طائرة تغادر مونتيغور عند منتصف الليل , وحجزت لأربعة أشخاص".
" أربعة؟ هل ستأتين معنا؟".
" بالطبع يجب أن أراه".
نظر جارود الى سارة المستندة الى السيارة بضعف والمرعوبة لما سمعت.
" هل سمعت؟".
" نعم.........".
" أذهبي أذن وأعدي ما تحتاجينه بسرعة أذ سنغادر خلال ربع ساعة".
منتدى ليلاس
أومأت برأسها مرة أخرى وأسرعت الى غرفتها , وتذكرت كيف فكرت بجي كي طوال اليوم , أولا حين أستلمت بطاقته وثانيا حين أرادت الأتصال به هاتفيا.
والآن ,قد لا تستطيع رؤيته مرة أخرى.
وأذ حزمت قليلا من متاعها بلا مبالاة فكرت بأنه في الوقت الذي كان جي كي فيه مريضا كانت هي وجارود........ وعضت شفتيها لتوقف أرتجافهما ,ألم يحن الوقت لتتصرف بطريقة عقلانية؟ كل ما حدث لها كان خطأ , لا بد أنه يحتقرها الآن , كم عذبته وأستفزته , محاولة أغواءه وتحطيم سيطرته على نفسه.
وها هو الآن يواجه مأساة جديدة بدون أن يعثر على من يفهمه , كما لم تفهم جي كي من قبل , وكل ما قامت به هو تحطيم صداقتهما.
**********نهاية الفصل التاسع**********