وأسرعت سارة بالدخول مما دفع ماث للقول:
" لا تستعجلي أن جارود طيب ومجنون فأمنحيه بعض الوقت ليتخلص من غضبه".
" ولكن لماذا؟ أعني لماذا غضب؟".
" أعتقد أنه يتصرف بأعتباره وصيا عليك , وأظن أن من حقه معرفة الأماكن التي تذهبين اليها , لأنك فتاة جذابة ويخشى أن يخدعك الشباب , ربما يعتبر نفسه أبا لك".
"فهمت الآن , حسنا سأراك فيما بعد وشكرا لليوم الرائع".
أجابها ماث :
" شكرا لك".
ثم دخل غرفته.
وجدت سارة ملابسها مكوية ولم يعد أمامها غير الأغتسال وتغيير ملابسها فذهبت الى الحمام , لأعداد الماء ثم ألقت نظرة متأملة على باب الغرفة ,حيث لاحظت وجود مفتاح في قفل الباب , بالتأكيد لم يكن المفتاح هناك من قبل , من وضعه هناك ؟ ليس جارود أذ ليس هناك ما يدعوه لمعرفة رغبتها في أغلاق الباب في وجهه.
منتدى ليلاس
ولأن المفتاح كان موجودا الآن , أقفلت سارة الباب قبل دخولها الحمام , عند خروجها تفحصت ملابسها حيث أرادت أختيار شيء جذاب ترتديه , شيء يكشف عن أنوثتها ويخفي صغر سنها , فأختارت فستانا من الحرير الأزرق , تبدأ تنورته من أسفل صدرها وتحت حافة غطتها لآلىء , كان الفستان بلا أكمام وكشف عن لونها الخمري بتأثير تعرضها للشمس.
وصلت العائلة المدعوة عند نزول سارة السلم فوجدت الجميع يتحدثون في الصالة ,كان هناك ماث وجارود وهيلين وزوجين آخرين , فرانك ولورنا ماكي , ثم أبنتهما وأبنهما مارك وفرجينيا , عرّفت هيلين سارة بالجميع , بينما ناولها جارود عصير تفاح وليمون مخلوط بكمية من الثلج.
" شكرا".
قالت سارة ثم أنطوت على نفسها متنهدة , كم هو بارد ومهذب هذه الليلة , هل كان يفكر بشيء معين؟ هل لاحظ وجودها؟ هل أعجب بفستانها؟ أو ربما كان وجودها جزء من ديكور المكان؟
كانت فرجينيا ماكي فتاة أخرى تنجذب الى جارود, ووجدت سارة الأمر محتما ما دامت هيلين صديقة مقربة من لورنا ماكي , أما مارك فكان شابا شاحبا ,أكبر سنا من سارة ....
ألا أن سارة لم تشجعه حين حاول التحدث اليها , فبعد مصاحباتها لماث وجارود بالطبع ,وجدت مارك مملا , ربما لأنها قضت طوال حياتها في صحبة رجال أكبر منها سنا.
تناولوا العشاء في غرفة الطعام الصغيرة وكانت الطاولة مغطاة بقماش أبيض من الدانتيلا , أكلت سارة قليلا رغم مظهر الطعام الشهي ,ورغم أن جارود لم يتحدث معها , ألا أنها أحست بمراقبته أياها
وعند أنتهاء العشاء أرتاحت لفكرة الهرب من المكان كله واللجوء الى الشرفة , أستخدمت هيلين ماث لفرش السجادة في الصالة أستعدادا للرقص, أما فرجينيا فقد أنشغلت مع جارود في النظر الى بعض الأسطوانات والأشرطة , وسمعت سارة صوت الموسيقى.... أيقاع رتيب لفرقة عزفت موسيقى الجزيرة المحلية , وسمعت كذلك صوت الضحك في الداخل ألا أنها لم ترغب العودة والمشاركة.
وتمتعت بوقوفها في الشرفة حيث تأملت المشهد الساحر وشمت عطر الليل الغريب.
ذهلت لسماع صوت خلفها أذ ظنت أن لا أحد يعرف بمكانها , ألا أن ظلها فضحها , وعرفت فورا أن القادم هو جارود وراقبته أثناء تقدمه منها.
" حسنا؟ أظن أنك وجدت صحبة ماث ممتعة؟".
" ألا يحق لي ذلك؟".
" لا أدري , ما الذي فعله لك".
" ما الذي تعنيه بسؤالك؟ لم يفعل شيئا أطلاقا , سبحنا أولا ثم أستلقينا على الرمل وتوجهنا بعد ذلك الى كنغستون لتناول الغداء , ولم أكن أعلم بوجوب تقرير مفصل عن تحركاتي لك وألا لأخذت معي دفتر ملاحظات أسجل فيه كل شيء".
" لا تستفزيني يا سارة أذ قررت تجاهل مشهد الأغراء الصغير الذي قمت به الليلة السابقة , ألا أنني لن أسمح لك بالتصرف بطريقة بلهاء , بحق السماء يا سارة ألا تعرفين أن الرجال خطرون أذا ما أثيروا؟".
تنهدت سارة:
" أوه, رجاء , دعنا لا نبدأ الحديث عن هذا مرة أخرى".
" حسنا , ليس في نيتي أثارة ذلك الموضوع مرة أخرى , أريد أن تعرفي أن لا داعي لخوفك مني , آسف لأنني وبلا عمد أثرت تحفظك معي , ولكنني قررت بأن السبب هو عدم معرفتنا الجيدة أحدنا الآخر , خاصة وأنني وصيك, ولم أجد الفرصة سانحة حتى الآن لأبداء بعض الأهتمام بك , وفي نيتي معالجة خطأي وسأبدأ ذلك غدا".
أحست سارة بتسارع دقات قلبها وقالت:
" ليس ذلك ضروريا".
منتدى ليلاس
" نعم , أنه ضروري , سأبدأ غدا بتعليمك الغوص ثم التزلج على الماء , أعرف بأنك ستتمتعين بذلك ,هل توافقين؟".
" هل أستطيع الأختيار؟".
فدمدم بغضب محذرا أياها:
" سارة!".
" حسنا , يا سيد غايل سأوافق على أقتراحك ولكن لا تتوقع مني الخضوع لرغباتك لأرضائك فقط كما تفعل مع الأخريات".
كانت ملاحظتها غبية مما دفعه الى الأستدارة والأبتعاد عنها ثم وقف عند مدخل الغرفة قائلا:
" أتوقع رؤيتك مستعدة في الساعة الثامنة والنصف صباحا".
وبدون أن ينتظر جوابها , غادر المكان.
*********نهاية الفصل الثامن********