كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
8_أوامر من كل الجهات
***************************
أستيقظت سارة صبيحة اليوم التالي شاعرة بالتعب والترقب
لم تستطع في البداية تذكر سبب ذلك ثم أستعادت ما حدث الليلة الماضية , وأذ لم ترغب بأستعادة التفاصيل نهضت من فراشها بسرعة وتوجهت الى النافذة.
كان المشهد رائعا وكما توقعته , والمنزل محاطا بما يشبه الغابة , ورأت بعض سقوف البيوت القريبة , كانت الأشجار والنباتات غريبة فتساءلت في قرارة نفسها عن أسمائها وطبيعتها , لمحت وجود حوض سباحة في الحديقة تحيط به أكاليل الزهور , أضافة الى الكراسي المتناثرة قربه والمظلات لتحمي من يرغب بالأستلقاء هناك من أشعة الشمس الحارة , كان المشهد جميلا الى حد رفع معنوياتها , فنظرت الى الساعة لتعرف الوقت , كان الوقت مبكرا لم يتجاوز السابعة والنصف , ألا أنها لم تستطع العودة الى سريرها.
ألقت نظرة سريعة على حقائبها فأختارت تنورة قصيرة مع فانيلا بيضاء بلا أكمام تتناسب معها , تحممت بالماء البارد بسرعة ثم مشطت شعرها وأرتدت ملابسها , ثم فتحت باب الغرفة بهدوء لتتجنب أيقاظ بقية النائمين.
منتدى ليلاس
تسللت عبر الممر ثم نزلت الدرجات الى الصالة , وتوقعت عدم وجود أحد هناك , ألا أنها سمعت ضجة منبعثة من الزاوية البعيدة فخطت بهدوء محاولة أستقصاء مصدر الصوت , عبرت الصالة الى غرفة الطعام ومنها الى الصالة حيث وجدت الطاولة معدة للأفطار وماث جالس يستمتع بقراءة جريدته الصباحية بعد أن أنهى أفطاره.
أقتربت منه سارة فرفع رأسه منتبها الى وجودها:
" أهلا سارة , هل تودين تناول الأفطار؟".
" نعم , شكرا".
أومأت برأسها ثم عادت لتلقي نظرة من النافذة فأطلقت صيحة أعجاب مفاجئة , حين رأت مياه البحر الكاريبي قريبة الى حد بدا وكأن المنزل مبني على البحر , كانت غرفتها واقعة على جانب البيت لذلك لم تر البحر من تلك الجهة , وأبتسم ماث لحماسها.
" أنه مكان رائع لتناول الأفطار , أليس كذلك؟ ".
ثم طوى صحيفته متأملا أياها.
" أنه يبدو كمشهد مأخوذ من أحد الأفلام , كيف يتحمل جارود ترك هذا المكان والعودة الى بريطانيا؟".
أدركت سارة حالما تلفظت جملتها الأخيرة بأنهما لم يكونا الوحيدين الموجودين في الغرفة , فأستدارت لتواجه هيلين كايل , وتذكرت ما أجبرت هيلين مساء اليوم الماضي عن مخاطبتها جارود بأسم السيد كايل وها هي الآن تقول جارود كما لو أنها فعلت ذلك طوال حياتها.
" صباح الخير يا سيدة كايل".
" صباح الخير , أنك مبكرة في نهوضك".
" نعم , أذ أن الجو جميل الى حد يأسف فيه الأنسان على البقاء في الفراش".
ثم حاولت النظر مرة أخرى الى البحر لتستعيد أهتمامها.
جلست هيلين على الطاولة وحين جاء الخادم سألت سارة:
" ما الذي تودين تناوله يا سارة؟ لدينا الأفطار الأنكليزي التقليدي والخبز والزبدة , عصير الفواكه.... فما الذي تختارينه؟".
" سأتناول الخبز مع عصير الفواكه".
" هل سمعت ذلك يا ريموس؟".
|