لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-10, 10:30 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7_ لم أعد طفلة
***********************
لم تكن الرحلة الى جامايكا سيئة كما تصورت سارة , خاصة وأن جون ماثيوز كان أحد ألطف الرجال الذين ألتقت بهم في حياتها
وكان حضوره المسالم أفضل حل للحد من مشاحناتها مع جارود , ثم أن جارود نفسه كان مختلفا , فمنذ لحظة مغادرة الطائرة لمطار هيثرو تغيّر سلوك جارود كلية , أذ بدا مهتما ومنصرفا تمام الأنصراف الى أوراقه وملفاته ولم ينطق بشيء بأستثناء بعض الملاحظات السريعة أبداها لماث

وقضوا ليلة السبت في نيويورك , حيث تناولت سارة وجبة العشاء مع ماث بينما ذهب جارود للقائه الموعود مع تشارلز جفرسون , بعد العشاء , أخذ ماث سارة في جولة سياحية , بواسطة التاكسي , حول مدينة نيويورك , ألا أنها لم تحب ناطحات السحاب وذهلت لأزدحام المدينة وصخبها.

صبيحة يوم الأحد , توجهت مع ماث الى التنزه ثم تناولوا وجبة الغداء وتوجهوا بعدها الى المطار حيث أستقلوا الطائرة الى مونتيغو ووصلوا هناك الساعة السبعة والنصف مساء .
منتدى ليلاس
تمتعت سارة برحلتها الأولى خارج بريطانيا , كما أنها لم تخدم بمثل هذا الشكل من قبل , خدمة تقبلها جارود بلا مبالاة , ولم تثر أهتمام ماث أطلاقا مع ذلك قدرت سارة ما أحاط بها من أبهة وجو فخم ورعاية فائقة في كل مكان حلّوا به.

كان المطار الدولي شبيها لبقية المطارات الدولية , مكيفا بالهواء ولا شيء غيره , ولكن ما أن خطوا خارج المطار حتى أدركت سارة طول المسافة التي تبعدها عن لندن , كان هواء الليل نقيا ويعج بأصوات غريبة لم تسمعها سارة من قبل ,ولدهشتها اشديدة ,لم يتوجهوا لأستلام حقائبهم فأمسكت بذراع ماث وسألته:
" سنذهب الآن؟".

" لم ننه مرحلة الطيران بعد, أذ علينا الطيران الى كنغستون بطريقة خاصة هذه المرة".
" ما الذي تعنيه؟".
وسمعت سارة دقات قلبها المتسارع , فعلق جارود متكاسلا:
" أنه يعني , أنها طائرتي , وسأكون أنا الطيار".
" ماذا؟".

وبدا عليها الرعب فتنهد جارود ضجرا:
" لم أخبرتها ذلك؟ كان في أمكاننا دخول الطائرة أولا ثم أخبارها بعد ذلك , لندع لها فرصة أظهار رعبها فيما بعد".
تصلبت سارة غضبا وقالت:
" كيف تجرؤ على مخاطبتي بمثل هذه الطريقة؟ أنني بخير وفي نيتي البقاء هكذا ولا يهمني من هو قائد الطائرة".

ضحك ماث قائلا:
" أنك رائعة , لا تهتمي بجارود أذ أنه يمزح معك فقط".
وشكّت سارة بما قاله ثم زادت شكوكها عند رؤيتها لطائرة جارود الصغيرة , وعند مقارنتها لها بما تعرفه عن طائرات النقل.

ساعدها ماث على دخول الطائرة , فأكتشفت أن داخلها يماثل صالة صغيرة مزودة بالمقاعد الوثيرة ومنضدة صغيرة أضافة الى عدة رفوف صفت عليها الكتب , أما كابينة القيادة فكانت ذات مقعدين وتساءلت سارة في قرارة نفسها عما سيكون عليه الحال أذا ما جلست الى جانبه
طلب منها ماث الجلوس في أحد المقاعد وربطت حزامها كما فعل هو ذلك, أما جارود فقد بدأ قيادة الطائرة بسهولة , ولم تشعر سارة بسرعة الطائرة , فز ماث مقعده ففعلت سارة الشيء نفسه , ولاحظت وجود حقائبهم مرتبة عند مؤخرة الطائرة فخاطبت سارة نفسها قائلة بأن هذا شيء آخر يعتبره جارود وأمثاله واحدا من حقوقهم الطبيعية في الحياة.

كانت سارة مسرورة جدا الآن , وأختفى تعبها كله , ها هي موجودة في طائرة سريعة وفي طريقها لقضاء أسبوعين ممتعين في جامايكا ولا هم يشغل عقلها وما عليها غير الأسترخاء والتمتع بوقتها , وبدأت تحس بأرتفاع معنوياتها , وصح ما توقعه جي كي عما تحدثه الرحلة فيها من تغيير.
منتدى ليلاس
ناولها ماث قدح عصير فواكه ثم ذهبت معه لألقاء نظرة على حجرة القيادة.
وحين ألتفت جارود رآها واقفة قال:
" كيف تشعرين الآن ؟ دائخة؟".
" كلا , بل بدأت أشعر بالتحسن , عقليا على الأقل".

نظر جارود الى ماث قائلا:
" أنها صحبتك بالتأكيد , أذ أن رفقتي تحدث العكس دائما".
أحمر وجه سارة فقال بسرعة:
" تعالي وأجلس هنا , ألقي نظرة على لوح السيطرة".

وبدأ يشرح لها تفاصيل ما موجود أمامها من أزرار وعملها وكيفية التحكم بها.
ذهلت سارة لشرحه المبسط لها , ورغم أنها لم تكن ذات ذهن يتقبل التفسيرات الآلية , ألا أنها فهمت كل ما قاله لها ووجدت نفسها مصغية بأهتمام

وبدا لها من الرائع الطيران على أرتفاع آلاف الأقدام وتبادل الحديث بهذا الشكل كأنهما يتحدثان عن تطور الأحوال الجوية , وواصل جارود حديثه عن الأعاصير الجوية والدوامات فراقبته متمتعة بكل ما قاله لها , أذ أنها لم تعلم أن في أمكانه الحديث عن شيء بأستثناء عمله وما يدور في أرجاء مكتبه

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-08-10, 10:31 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت بالخجل لأنها لم تحاول من قبل معرفته بشكل أفضل , كانت تعرف مدى ذكائه ونجاحه في عالم الأعمال , ألا أنها أكتشفت جانبا جديدا في شخصيته , ربما كان جي كي محقا , ربما كان جارود شخصا أفضل كلما أبتعد عن تأثيره.

وسرعان ما أنتهت رحلتهم لتحط الطائرة في بالبسادوس , مطار المنطقة الجنوبية من جامايكا , وفكرت سارة بأنها لم تر من قبل السماء بهذه الزرقة المختلطة بأحمرار الغروب.

وحطت الطائرة بهدوء فأدركت سارة بأن شخصية جارود شخصية معقدة , أذ ها هو يتصرف ببرود وبلامبالاة رغم مهارته كطيار محترف ومع ذلك لم يشر من قبل الى هذا الموضوع , ثم بدأت الأحساس بالقرب منه أكثر وأكثر مما زاد من أضطراب مشاعرها وولعها به , الأمر الذي أثار خوفها منه.

كان مطار باليسادوس بعيدا عن مدينة كنغستون , وبعد أنتهاء أجراءات التفتيش والجمارك , أكتشفت سارة وجود سيارة في أنتظارهم خارج المطار , الى جانبها وقف رجل أسود , أهتم بنقل الحقائب الى السيارة ثم رحب بجارود معبرا عن فرحته برؤيته مرة أخرى.
" ها هو أرستوتل , أنه سائق ومساعد والحارس الخصوصي لأمي".
منتدى ليلاس
علّق جارود معرفا الرجل بسارة.
" لا أظن أن والدتك بحاجة الى حارس شخصي".
ضحك ماث قائلا:
" لا تهتمي بما يقوله , يؤدي أرستوتل الكثير من المهام , ألا أنه ليس حارسا شخصيا بالتأكيد".
" لكن في أمكانه ذلك أذا أراد".

أجاب جارود متكاسلا.
فأبتسمت سارة أذ أعتادت الآن سلوك جارود الجديد معها.
تولى جارود قيادة السيارة بينما جلس أرستوتل الى جانبه وأحتلت سارة مع ماث المقعد الخلفي , وتحدثوا طوال الطريق عن السباحة , المناخ , وصيد السمك فأدركت سارة بأن أرستوتل رافق جارود في كل تحركاته في جامايكا.

وبدأت الأرض بالأرتفاع بعيدا عن خط الساحل وأنتابت سارة النشوة لوجودها في عالم جديد , عالم لم تعرف بوجوده وصممت على التمتع بكل لحظة وبأفضل طريقة ممكنة , وأن تعيش للحظتها بدون تفكير بما سيجلبه الغد.

كان الهواء نقيا والروائح عطرة , روائح النباتات البرية
نظر ماث اليها وتساءل:
" هل أثارك الجو؟".
" نعم , لم أكن كذلك حين غادرنا لندن".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-08-10, 10:32 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ألتفت جارود ونظر اليها ثم قال:
" كما قلت من قبل يا ماث , أنها معجزة حضورك".

وسرت سارة لأنه لم يستطع رؤية أحمرار وجهها فقالت:
" كلا , أنه ليس ماث".
وتظاهر ماث بالأنزعاج قائلا:
" شكرا جزيلا".
" ما عنيته هو أختلاف المكان والأحساس به , أنه عالم مختلف تماما".

" أنها جاذبية الجزر".
" ربما........".
" أضيفي الى ذلك السحرة والسحر الأسود في الغابات المظلمة".
" لا تسخر مني , أنت تعرف ما أعني".
" حسنا , أعتقد أني أفهم ذلك , أرستوتل هل لدينا بعض المعدات الجاهزة لتعليم سارة الغوص؟".
منتدى ليلاس
أرتجفت سارة:
" الغوص تحت الماء؟".
" بالطبع , ستحبين ذلك ".
" نعم , ولكنني لا أعرف الغوص".
قال أرستوتل:
" لا تقلقي سيعلمك السيد جارود , هناك مكان معين نعرفه , مكان صالح للغوص".

أبتسم جارود فبانت أسنانه في الظلمة وقال:
" نعم ستتمتع سارة بذلك".
ووافقته سارة الرأي في داخلها.
كان منزل والدة جارود يحمل أسم( فلامنكو لودج) ويقع على قمة مرتفع.

وأحاطت به الأشجار والنباتات الجميلة وبدا وكأنه مبني وسط الغابة ,ثم بدت لهم الشرفة الفسيحة منارة بأضواء تكشف عن جمال النباتات المحيطة بها.
وأختلطت رائحة النباتات برائحة البحر القريب مما أضاف على الجو الليلي سحره الخاص , لم تكن بدلة سارة ملائمة للمكان , ألا أن الجو في نيويورك كان باردا ورطبا , كما لم تفكر في تغيير ملابسها في الطائرة.

توقفت السيارة قرب باب المنزل ثم غادرها جارود ليساعد سارة على النزول , وأذ لمس يدها أحست بالحرارة تسري في أوصالها بشكل لم تتحمله , فجذبت يدها بسرعة محاولة التخلص من ذلك الأحساس.

نزلت أمرأة سلم الشرفة لترحب بهم, أمرأة طويلة القامة ذات شعر جميل يحيط بوجهها الفتي , كانت تلك المرأة والدة جارود بالتأكيد , لا لأن عمرها دل على ذلك , بل لطريقة مشيها وحركاتها المتعجرفة , نظرت الى أبنها بحب ومودة رغم أنها لم تحطه بذراعيها أو تقبله وبدا من الواضح أنهما يفهمان مشاعر بعضهما بعمق.

قبل جارود خدها قائلا:
" أهلا هيلين كيف حالك؟".
" بخير , وكيف صحة جي كي؟".
وظنت سارة أن سؤالها الأول عن زوجها أثبت لها خطأ رأي جي كي وتوهمه بأنها لاتهتم به.
طمأنها جارود عن صحة جي كي مضيفا بأن حالة قلبه أفضل من السابق
ثم عرفها بسارة قائلا:
" هذه هي سارة , أظن أنك تعرفين كل شيء عنها".

تفحصت هيلين كايل سارة عن قرب ثم قالت:
" نعم , أنك آخر مقتنيات جي كي , أو ربما يجب أن أقول مقتنيات جارود".
ثم نظرت الى ابنها بأعياء , ولم تعرف سارة كيف تجيبها.
غير أن هيلين واصلت الحديث:
" أنني مسرورة بلقائك وببقائك معنا يا سارة , خاصة وأن مجيئك يعني بقاء أبني معي مدة أسبوعين".
منتدى ليلاس
ثم أمسكت بيد سارة وسألت :
" هل تمتعت برحلتك؟".
أسترخت سارة قليلا وأجابت:
" جدا , وخاصة المرحلة الأخيرة , أذ لم أكن اعلم أن السيد كايل ملالح طائر ماهر".
" أنك لا تدعين جارود السيد كايل طوال الوقت ..... أذ أنني متأكدة أنك تسمين جي كي الأسم ذاته.... أليس كذلك؟".

" نعم.....".
وأحست سارة بالتوتر ينتابها من جديد.
تسلق جارود درجات السلم حيث ناول معطفه لخادمة واقفة في أنتظارهم.
" تعالوا الآن , هيلين أنني واثق بأن تسمية سارة لي ليست مهمة , بالنسبة الي على الأقل".

ثم دخل الصالة وتبعه ماث , فقالت هيلين:
" أعذريني لألحاحي عليك بهذا الشكل , والسبب هو أحساسي ببعدي عما يحدث في أنكلترا وعدم تفاصيل قدومك الى مالثورب".
" ما الذي تعنيه يا سيدة كايل".
هزت هيلين رأسها قائلة:
" ما علمته هو أن جارود وصيك , هل هذا صحيح؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 02-08-10, 10:38 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هزت سارة رأسها موافقة:
" لكن جي كي أخذ على عاتقه المسؤولية , لماذا؟".
" لا بد أنك تعرفين بأن جي كي هو صديق جدي".
" نعم بالطبع , نسيت ذلك للحظات , خاصة وأنني كلما تحدث الي جارود عنك أعتبرك مسؤولية".
" هل تحدثت الى جارود عني؟".

" بالطبع , أذ أن هناك شيء يدعى الهاتف كما تعلمين... ولكن دعينا ندخل , أذ لا بد أنني أسيء التصرف بأبقائي اياك هنا , ولكن جارود عزيز جدا عليّ أنه لن يستمع الى أي من نصائحي".
عضت سارة على شفتيها وقالت:
" وهل تريدين نصحي الآن بدلا منه؟".

" كلا, كلا.... ليس الآن.... ليس بعد أن ألتقيت بك , أذ أرى بأنك لست طفلة وأن مخاوفي كانت وهمية".
" أي مخاوف يا سيدة كايل؟".
" يبلغ جارود الخامسة والثلاثين من عمره , وأريد أنا وجي كي أن نراه متزوجا ومتمتعا بحياته العائلية , وخشيت حين سمعت عنك بأنك فتاة أكبر سنا وأكثر تجربة , أنك تفهمين ما أريد قوله , فتاة تحاول أعاقة زواج جارود مثلا".

أنتابت سارة الرغبة بالتقيؤ , رغبة تنتابها كلما أحست بالأضطراب .
" ليس هناك ما يدعوك للخوف يا سيدة كايل".
" كلا , كلا , أعرف ذلك ".
أجابت هيلين كايل ممسكة بذراع سارة لتساعدها على أرتقاء السلم:
" بل أظن أننا سنكون صديقتين , الأمر الذي سيفرح جي كي كثيرا".

وأبتسمت للمرة الأولى منذ دخول جارود المنزل.
" يجب أن تفهمي يا سارة , أنني لست قاسية بل كل ما أردته هو توضيح موقفي منذ البداية وبذلك تستطيع أحدانا فهم الأخرى جيدا , ألا توافقينني الرأي".
" نعم يا سيدة كايل , ستفهم أحدانا الأخرى".

وتبخر فرحها بالمكان الجديد , بجمال المنزل والغابة , وأذ دخلت الصالة حيث كان جارود وماث في أنتظارهما , لم تجد القدرة الكافية حتى للنظر حولها وللتمتع بأبهة المكان , بدا عليها الشحوب وأنتابتها رغبة ملحة بالبكاء .

ألا أنها أكتفت بتناول قدح عصير الفواكه من ماث , بينما واصل الثلاثة الحديث عن لندن والعائلة وحالة الجو المزعجة هناك.
لاحظت سارة عدة مرات , مراقبة جارود لها فتجنبت النظر اليه مباشرة مخافة أن تفضحها عيناها.

"تناولت عشائي منذ قليل , وفكرت بأنكم ستفضلون , بعد رحلتكم الطويلة , تناول العشاء في غرفكم , أعدت صوفي كل شيء وستجلبه لكم , ما الذي تفضلينه يا سارة؟".
" هل تعتبرينني غير مهذبة أذا قلت بأنني لا أرغب بتناول شيء؟ أذ لا أشعر بالجوع".

قطب جارود جبينه قائلا:
" لا بد أنك جائعة ".
" هل أستطيع الذهاب الى غرفتي, أذ أحس بالتعب".
نادت هيلين صوفي وقالت:
" أرجو أن تأخذي الآنسة روبنز الى غرفتها".

ثم نظرت الى سارة:
" أتمنى لك ليلة سعيدة يا سارة , سأراك في الصباح".
" شكرا".

وتمنت لهم سارة ليلة سعيدة ثم تبعت صوفي الى الصالة , ثم صعدتا عدة درجات قادتهما الى الطبقة الأولى , ثم سارتا الى الغرفة الأخيرة الواقعة عند نهاية الممر
فتحت الخادمة باب الغرفة فدخلت سارة غرفة نوم فخمة أخرى , ذات طراز شعبي شعبي أصيل وألوان زاهية , الغرفة مزودة بحمام خاص , وحقائبها فتوجهت الى الحمام مباشرة حيث أغتسلت وأرتدت قميص نومها الموضوع في الحقيبة الصغيرة
منتدى ليلاس
لم تفارق سارة طوال الوقت , رغبتها في البكاء ألا أنها قررت عدم الأستسلام والبكاء كالأطفال , أذ ستبلغ الثامنة عشر بعد عشرة أيام وقررت أن تتصرف كشابة متزنة , ثم لم أنزعجت من كلمات السيدة كايل؟ ثم ما الذي قالته هيلين؟
كان ما قالته هو أن جارود سيتزوج قريبا وطلبت منها عدم التدخل في شؤونه الخاصة وخاصة في ما يتعلق بمخطط زواجه.

دخلت سارة الفراش بعد أن أطفأت النور وتركت ضوء المنضدة الخافت كما هو لينير الغرفة , ألقت نظرة على الكتاب الذي جلبته معها من مالثورب , كان قصة مغامرات وحاولت القراءة ألا أنها لم تعد تستطيع التركيز, تخلت أخيرا عن فكرة القراءة ونهضت لتفتح النافذة , وأستطاعت حتى في الظلام الحالك , رؤية أنوار بعض المنازل القريبة وشمت رائحة البحر , وأيقنت أن ما يفرح الأنسان أولا وآخرا هو علاقته بالناس المحيطين به أكثر من المكان والظروف المحيطة به.

وعادت الى سريرها وتمنت لو أمتلكت بعض السكائر أذ أرادت التدخين , أذ ربما سيساعدها على النوم , كانت متعبة وقلقة وأصابها الأرق فظلت مستيقظة فترة طويلة , فكرت بجي كي باقيا لوحده في مالثورب , وأرتجفت وتمنت لو أنها كانت هناك , وتذكرت كيف خدعت نفسها في الطائرة وظنت أنها ستتمتع بالرحلة , كانت سخيفة وحمقاء وعليها الآن قضاء أسبوعين كاملين في هذا المكان.... ألم تجرب من قبل حرارة الأنتظار بعد وفاة جدها؟

سمعت صوتا ما قرب بابها وطرقا خفيفا فظنت بأنها صوفي فقالت:
" أدخلي".
ولدهشتها , دخل جارود الغرفة وأغلق الباب خلفه, ثم وقف متفحصا أياها بعينيه الجريئتين , وأحست سارة بالحرج لمظهرها حيث أنها لم تكن ترتدي شيئا عدا قميص نومها.
" ماذا تريد؟".

" لا تصرخي ما لم ترغبي أيقاظ كل من في المنزل , أدخلي فراشك".
غطت سارة نفسها بغطاء خفيف وأنكمشت في مكانها ساكنة , ثم همست:
" حسنا , ماذا حدث؟".
أستقام جارود ثم سار نحو السرير ناظرا اليها:
" ما الذي قالته لك هيلين في الخارج؟".

" لا شيء لماذا؟".
تنهد جارود قائلا:
" ذلك ليس جوابا , أذ تعلمين جيدا أنها أخبرتك بشيء أزعجك , وأريد معرفة ما قالته , ما الذي غيّرك من فتاة فرحة الى مكتئبة صامتة لا ترغب الا بالهرب بعيدا عنا جميعا".
" لم لا تسألها؟".

" أنني أسألك أنت".
" حسنا , لا أستطيع أجابتك , والآن أرجو أن تغادر الغرفة وتتركني".
" لن أغادر الغرفة بدون معرفة الجواب".
" حسنا لن تحصل على الجواب مني , لم لا تذهب للنوم أذ لا بد أنك متعب أيضا".

"أنني متعب فعلا , ولكن كيف أستطيع النوم وأنا أعلم بأنك قلقة الى حد المرض بسبب شيء قالته أمي؟".
أغمضت سارة عينيها وقالت:
"لست قلقة".
" صحيح؟".

ونظر اليها بحدة جعلتها ترتجف في مكانها فتحركت مبتعدة قليلا عنه
ثم قالت:
" آه , لم يحاول الجميع معرفة كل شيء عني؟ لم لا تتركني لوحدي.... أنني لا أسألكم شيئا.... ولا أنتقدكم بأستمرار.... فلم تصرون على معاملتي كطفلة؟".
هز جارود كتفيه بأستهزاء وقال:
" ذلك لأنك طفلة".

" هل أنا كذلك؟ حقا؟ هل هذا كل ما تراه فيّ؟ طفلة غبية؟".
" لم أقل غبية".
قال بأختصار.
" كلا , بل شيئا من هذا القبيل , جارود , سأبلغ الثامنة عشر من عمري خلال عشرة أيام , أتعرف هذا؟".
ألتقت عيناه بعينيها , لم تكن ندا له ألا أنها أدركت مدى أهتمامه بها.

" ما الذي تريدين سماعه مني يا سارة؟ هل هذه لعبة جديد ؟ هل منحك نجاح مغامراتك مع شبان مالثورب الثقة لبدء مغامرة جديدة؟ يتوجب علي , أذن , تحذيرك , أنها لعبة خطرة جدا".
" ألا أنك تمارسها ".
" معك؟ كلا , يا عزيزتي , لن أفعل ذلك أبدا".
" لماذا؟ هل أثير أشمئزازك الى هذا الحد؟ ".

وكانت سارة مدركة عمق الهاوية التي كانت على وشك السقوط فيها.
" كلا , لا أشعر بالأشمئزاز منك ".
وكانت نظراته هادئة ولطيفة ولم تكن ساخرة كما توقعت سارة , ألا أنها لم ترغب فيه مهذبا وهادئا في تلك اللحظة , كما لم ترغب في عطفه أو شفقته.
" أرجو أن تترك الغرفة الآن".
قالت ضاغطة بيدها على شفتيها .

" سارة , أني أبذل غاية جهدي للتصرف بهدوء معك , وأفهم رغبتك في أغوائي, فلا تحاولي رجاء الضغط أكثر مما يجب".
" لماذا؟ لماذا؟ ما الذي ستفعله ؟ ما الذي سيفعله جارود كايل , الرجل الوسيم الرائع؟".
منتدى ليلاس
لم تعد نظرات جارود مهذبة بل ألتمع فيهما الغضب فأحست بالأثارة تسري في جسدها بدلا من الخوف وبطريقة لم تحس بها من قبل , وأدركت أنها ترغب في شيء واحد هو أن يلمسها وأن تحس بيديه تداعبان وجهها.

ولكنه ولخيبة أملها الشديد, نهض واقفا , وبدون أن يفتح فمه بكلمة توجه نحو الباب, فأستدارت سارة لئلا تسمح له برؤية خيبة أملها , فسمعت صوت فتح الباب ثم أغلق بهدوء.

وكان الصمت المحيط بها ثقيلا وأستسلمت أخيرا لدموعها التي كبحتها طوال المساء , ورافق ذلك أحساسها بالمهانة لسلوكها المخزي أذ حاولت جهدها أثارة جارود ودفعه للأقتراب منها , وكل ما حصلت عليه هو السماح له برؤيتها كطفلة لا تتحكم في مشاعرها.

ما الذي سيظنه جي كي أذا ما أكتشف حقيقة مشاعرها وسلوكها؟ جي كي الذي ظن بأنها طفلة وبأن جارود شخص لا مجال للثقة به؟
ثم ما الذي ستظنه هيلين؟ وأخيرا أحست سارة بأنها قضت على فرحتها في قضاء عطلة سعيدة وأنها قبل كل شيء آخر , فقدت أحترامها لنفسها, وبكت فترة طويلة ثم دفنت وجهها تحت الأغطية محاولة أخفاء الحقيقة عن نفسها.

******نهاية الفصل السابع******

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 03-08-10, 12:19 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 




رائعة جدا يا حلوة انت
لك والله بتجنني انت ورواياتك بلييييييييييز لا تتاخري

 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, الارث الاسر, ان مثير, moon witch, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:02 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية