لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-10, 11:42 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

زوجة وأم..... وقفت غايل على المنحدر وقد تطاير شعرها وبدت خائفة والكآبة في عينيها , لقد أنقضى شهر على دخولها منزل دنلوكري , بيد أنها ما زالت غريبة عن زوجها كما كانت في الأمسية الأولى , زوجة وأم , لقد قالت هيذر أنها لن تنعم بشيء من ذلك ,وها هي كلماتها تبدو صائبة الآن.

صحيح أن روبي أزداد منها قربا ,لكن شنا كانت صعبة المراس كما قال والدها , وحافظت على برودتها وأنطوائها , وبالنسبة الى موراغ..... كشفت أبتسامة غايل المليئة بالمرارة وأحزن أفكارها , فموراغ تكرهها , ولا تبذل أي جهد لأخفاء كراهيتها لها.

وفي حين حذرت غايل من موراغ , فأنها لم تحضر لمقابلة حماة آندرو , التي سمح لها بدخول البيت لزيارة أحفادها مرة في الأسبوع على الأقل , فقد كانت السيدة دافيز بقامتها الطويلة وعظامها البارزة وملامحها القاسية وشعرها الفاحم السواد نوعا مخيفا وبغيضا من النساء , ولم توفر فرصة ألا وأظهرت فيها كرها لغايل , التي تساءلت كم سيمر من الوقت قبل أن تجبر على الرد عليها , فهي بالرغم من طبيعتها المسالمة وتجنبها للشر , تثور على نحو عنيف عندما تستفز.

" هل عرفت آندرو منذ وقت طويل؟".
هذا أول سؤال طرحته السيدة دافنز على غايل بعد أن تركهما آندرو أثر تعارف وجيز وبعد وصول غايل الى منزل دنلوكري بيومين
فأجابت غايل متملصة:
" ليس لزمن طويل".
سددت اليها عينا السيدة دافنز السوداوان المتعجرفان نظرة أحتقار:
" كم هي المدة؟".

" الحقيقة أنني تزوجت آندرو يا سيدة دافنز لأنه طلب الي ذلك , ولأنني أقتنعت أن بوسعي مساعدة طفليه".
" ولدي أبنتي؟".
" لم يكن بوسع غايل الرد على هذا الكلام , فظلت ساكتة
وأستطردت السيدة دافنز:
" وهل أستطعت مساعدتهما؟".
"لم يمض على وصولي الى هنا سوى يومين , والزمان وحده سيثبت قدرتي على مساعدة روبي وشنا".

برز طيف أبتسام خفيفة مليئة بالسخرية على فمها النحيل القاسي :
" وماذا عن موراغ ؟ ماذا تظنين أنك ستفعلين بها؟".
" موراغ صعبة المراس لكنني آمل أن أصادقها في المدى البعيد".
لقد مر شهر على هذا الحوار , وها هي غايل الآن تقر بصحة أعتراف آندرو أن ليس بالأمكان أصلاح موراغ.

وفجأة ظهرت الفتاة فوق مرتفع صغير وهي تركب حصانا جميلا وتقوده بسهولة ومهارة , ثم أنحدرت عن المرتفع وقد تدلى شعرها الذهبي الطويل على ظهرها بلا نظام , وقد أتسخ , وللحال وضعت غايل يدها على رأسها لترتب شعرها المتطاير عن جبهتها والذي كشف جرحها.

وتوقفت الفتاة وهي على ظهر الجواد ,وبدت متكبرة بطبيعتها المتمردة , فيما أعطت أنطباعا بأنها لم تغسل وجهها المحمر في الصباح , وقالت ساخرة والمرح يلتمع في عينيها:
" عسى أن تكون زوجة أبي بخير بعد ظهر هذا اليوم".
ردت غايل بغضب:
" أنني بخير يا موراغ".

أكفهر وجه الفتاة:
" يا لك من سيدة مصون يا حضرة حرم لورد دنلوكري المتعالية ".
نظرت غايل ثانية الى موراغ وقالت بسرعة:
" قولي لي لماذا تعاملينني بهذه الوقاحة , ألا تعلمين أن من الممكن أن نكون صديقتين؟".
عقدت الفتاة حاجبيها الأشقرين:
" أصادقك؟ أنا أشكر سخاءك , لكنني لا أجهد نفسي في أكتساب الأصدقاء".
منتدى ليلاس
وترجلت موراغ عن الحصان برشاقة حين لمحت سيارة لاندروفر عند منعطف الطريق الذي يلف العزبة الشاسعة , وقالت:
" سينكلاير , أطلب من أحد العمال أن يعيد رستي الى الأسطبل".
" حاضر يا آنستي".

وقللت سيارة اللاندروفر سرعتها , وأختفت على الفور وراء منعطف آخر , وراقبت موراغ بعبوس السيارة حتى توارت ,وصاحت , وهي تهبط التل وتجتاز الممر المؤدي الى المنزل بسرعة دون أن تلتفت الى غايل:
" سأسمع هذا الوغد كلاما يرضيه".

لحقت غايل بموراغ على مهل وهي تشعر بأنقباض في معدتها , ماذا سيحل بالفتاة وهي تعامل جميع من في العزبة بوقاحة , وتعاشر هذا النمط من الأصدقاء والأصحاب , وتعيش على هذه الطريقة.........؟
لقد جربتها غايل ,ولو أظهرت موراغ أي أستعداد للتجاوب معها , لأستمرت في بذل الجهود , ألا أن غايل تقر الآن بالهزيمة أمام موراغ.

ولما وصلت غايل الى المنزل , سمعت أصواتا مرتفعة تنبعث من قاعة الجلوس , فوقفت تتنصت قليلا , فسمعت موراغ تصيح:
" أنا أتحدث الى سينكلاير بالطريقة التي تعجبني , فهو ليس ألا خادما , وعليه أن يعرف مكانه هنا".
" عليك أن تظهري للخدم الأحترام نفسه الذي يظهرونه نحوك.....".

" أنهم لا يبدون نحوي أي أحترام......".
رفع آندرو صوته بطريقة مهددة:
" لا تقاطعيني أثناء الحديث , حاذري غضبي يا موراغ , فأنا على أتم الأستعداد لأرسالك بعيدا".

أطلقت الفتاة ضحكة ساخرة مدوية:
" الى أين؟ الى مدرسة داخلية؟ تعلم أنني طردت من مدرستين حتى الآن ,وسأعمل على أن أطرد من الثالثة بأقصى سرعة , فليس بوسعك أو بوسع أي شخص آخر أن يسجنني , هل زوجتك المغرورة المدعية هي التي ترغب في أزاحتي من طريقها.........؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:45 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخرس موراغ حالا , وجفلت غايل كأنما هي التي صفعت
ففتحت الباب مستأذنة:
"آندرو , أرجوك ....هل .... هل يمكنني التحدث الى موراغ؟".

سكتت غايل وقد أرعبتها نظرة آندرو الغاضبة والمليئة بالدهشة , بينما سترت موراغ يدها بوجهها , ألا أن آثار صفعة آندرو لم تختف كليا , وزمجر آندرو غيظا:
" أخرجي من هنا , أخرجي , وأهتمي بشؤونك".

صعدت غايل السلم مرتجفة , لقد عرفت خطأها منذ تفوهت بكلماتها الأولى , فآندرو عاجز عن التأثير على موراغ بالرغم من شخصيته القوية ... ولذلك يجب أن يقاسي الذل والهوان المعيب وحده سرا , ولا بد أن يستشيط غضبا أن رآه أحد في لحظات معاناته , ولم تلبث غايل أن أكتشفت حنقه عليها , أذ شرع بابها على مصراعيه بعنف في غضون دقائق معدودة , وأقتحم آندرو غرفتها وقد أكفهر وجهه سخطا وتطاير الشرر من عينيه وهو يركز بصره عليها , فتلعثمت وهي تتراجع:
" آسفة يا آندرو , كان يجب ألا أتدخل , ولكن.....".

صرخ بصوت حاد كلدغ السياط:
" هل تجسرين على تكرار فعلتك هذه؟ سأطلب مساعدتك ونصيحتك عندما أحتاجها , والى أن يحين الوقت , ألزمي مكانك".
ردت بصوت خفيف متهدج:
"أجل.... أنني آسفة , لقد ظننت .... ظننت أنني بأمكاني أن.... أن أساعدك".

" أخبرتك أنني عندما أحتاج مساعدتك , فلن أتردد بطلبها , هل تفهمين كلامي؟".
أطرقت غايل بحزن من دون أن تنبس ببنت شفة , ثم شاهدت طيفها في المرآة , ولاحظت أن وجهها حاكى بلوزتها بياضا.
أغلق الباب , وجلست غايل على السرير ويدها على قلبها الذي خفق بشدة.

نهضت غايل بعد قليل , وأعادت تسريح شعرها , وكان عليها أن تحضر الأولاد من المدرسة بعد مدة قصيرة
فأستقلت السيارة الصغيرة ثم قصدت القرية لشراء بعض الحاجيات , فأبتاعت لنفسها سترة صوفية وتنورة من قماش التويد , وجذبت بعض أزهار الربيع المعروضة في واجهة أحد المتاجر نظرها ,فأشترت لنفسها باقة كبيرة وضعتها على المقعد المجاور لها , وفي طريقها الى المدرسة , كانت تنظر اليها فتنتعش نفسيتها وترتفع معنوياتها , فالأزهار دائما تريحها , وهي لا تشعر بالتعاسة عندما تجد أزهارا في الغرفة حولها.
منتدى ليلاس
خرج الأولاد من المدرسة , وأسرعوا في الجلوس على مقعد السيارة الخلفي , فعرض روبي بفخر بطاقة الفصح التي أعدها:
" أنظري ماذا صنعت , لقد كتبت عليها (الى أمي وأبي) كما أمرتني المعلمة".
" هذا رائع".

دب الدفء في كيان غايل وهي تتناول البطاقة وتتفحصها وتقرأ الكلمات المكتوبة بداخلها بخط أنيق , ثم سألت شنا:
" ألم تعدي واحدة مثلها يا شنا؟".
أجابت الطفلة بسرعة:
"لم أفرغ من أعدادها , لقد كان علينا أن نترك بطاقاتنا الى الغد لأن دهانها لم ينشف بعد".

" لا شك أنها أستعملت كمية كبيرة من الدهان , فأنا نفسي كنت أفعل ذلك عندما كنت صغيرا , وكل الأطفال يستعملون كمية كبيرة من الدهان".
" لست طفلة".
" لا بد أن تكوني طفلة ما دمت في روضة الأطفال".
علقت غايل بلطف وهي تدير السيارة:
" أن شنا في السنة الأولى يا روبي ,لكنها ليست طفلة".

" سأبلغ السادسة عما قريب".
أعترض روبي:
" بل بعد مدة طويلة , فعيد ميلادك يحل في تموز , أي أثناء عطلتنا الصيفية".
صمتت شنا , وحاولت غايل طوال الرحلة أن تخرجها عن صمتها , فأخفقت , وعقدت جبينها لحظة , ولكن , لم يكن لها غنى عن الصبر خصوصا أن آندرو نفسه أعترف أن شنا طفلة عنيدة.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:46 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما أوقفت غايل السيارة في باحة البيت الأمامية , كانت موراغ تجلس على أحدى درجات السلم المبنية من حجر أبيض وهي ترتدي بنطالا لركوب الخيل , أما روبي وشنا , فأسرعا نحو الأراجيح والروضة فيما أخرجت غايل أمتعتها والأزهار من سوسن وزنبق ونرجس وهي تتأملها , وبينما حاولت أن تتجاوز موراغ لتدخل البيت سألتها الفتاة بقحة:
"من أشترى هذه لك؟".

وقفت غايل مبتسمة للفتاة:
" أشتريتها بنفسي, هل ترغبين ببعضها؟".
" لا تكوني على هذا القدر من الشهامة , فنحن نملك ثلاثة بيوت زجاجية مليئة بأزهار أفضل ألف مرة من أزاهيرك الصغيرة هذه".
أجابت غايل بغرو وهي تداعب بأصابعها اللطيفة زنبقة صفراء وقرنفلية:
" ليست الأزاهير بالضرورة صغيرة".

" أذا كنت قد ألفت هذا النوع من الأزهار , فأعلمي أن والدي لا يسمح بأدخالها الى البيت , فهو لا يطيق ما هو حقير وصغير".
" أذا لم أقارن هذه الأزهار بغيرها , فلا يمكنني أعتبارها حقيرة أو صغيرة , أليس كذلك؟".
" تقارنينها بماذا؟".
" بالأزهار الجميلة في البيت الزجاجي طبعا".

رمتها الفتاة بنظرة حادة أخرى فيما وقفت وهي تقترب منها وتقول:
" لا شك أن أحدا أشتراها لك , فلو كنت تريدين أزهارا لأمكنك قطع أكبر عدد منها من البيت الزجاجي , لذلك يبدو واضحا أن أحدا قد أشتراها لك".

أنقطعت موراغ عن الكلام , بينما حافظت غايل على صمتها
ثم عادت تقول:
" من هو؟ هل هو وسيم؟ هل هو أسكوتلندي؟ من جهتي , أنا أفضل الأنكليز....".
" ألا تخجلين من نفسك؟".
" لماذا أخجل؟ أنا لست متزوجة مثلك.... ولو كنت زوجة حسب القانون وبالزعم فقط..........".

" أنت لا تعرفين ذلك يا موراغ , لذلك أرجو ألا تكرري مثل هذا الكلام".
أتسعت عينا موراغ الكبيرتان:
" لم يفتح الباب يا سيدة مكنيل منذ قدمت الى البيت".
تطلعت غايل اليها غاضبة:
" هل تدخلين غرفتي؟".

ردت موراغ بلا حياء:
" أحب أن أعرف ماذا يجري من حولي ,فقد ضاع هذا المفتاح منذ سنوات عديدة , ولم يجر تبديله , فوالدي بالطبع قد يأتي من الباب الخارجي لو شعر برغبة شديدة نحوك , لكنه لا يتحمس".
لم تجب غايل بشيء , بل أكتفت بالنظر الى موراغ بأشمئزاز وهي تستأنف حديثها:
" حتى ولو كنت زوجة بالزعم , فلا يحق لك أن تتلقي هدايا من رجل آخر , أخجل من نفسي؟ يعجبني قولك ,أنت التي يجب أن تخجلي من نفسك وأنت التي تسمحين لرجل غريب بشراء زهور لك".

نطقت كلماتها الأخيرة وقد تعمدت أن ترفع صوتها علما بأن كلماتها لم تكن ضرورية لأنها رددتها قبل دقائق بالنبرة نفسها , فتطلعت موراغ وراء غايل التي أستدارت وهي تشعر وخزا غريبا في جسمها , فرأت آندرو يقف على بعد خطوات منها.
وقالت:
" قلت لك أنني أشتريت الأزهار بنفسي".

وعلت وجنتيها حمرة لا يمكن وصفها , فما كان من آندرو ألا أن لاحظ ذلك , وطغا العبوس على قسماته القاسية فجأة , ولحق بغايل الى القاعة , وسألها وهو يراقبها عن كثب:
" لدينا أزهار كثيرة في البيت الزجاجي".

هل كان يفكر بزوجته المتوفاة ؟ وهل تساءل أذا كان التاريخ يعيد نفسه؟
" أعرف ذلك يا آندرو , ولو فكرت بالأمر لأنتظرت حتى عودتي لأجمع الزهور , لكنني رأيت هذه الزهور في المتجر ورغبت في شرائها فورا ".
بدا تبريرها ضعيفا حتى في نظرها , فعضت شفتها وتابعت:
" أظن أن هذا يسمى الشراء العفوي , وهذه الأزهار جميلة لذلك وضعتها على المقعد الأمامي حتى أراها طوال الوقت".
منتدى ليلاس
وشعرت بسخافتها , فأشتدت حمرة الخجل في خديها , وكذلك عبوس زوجها , ألا أن نبرته كانت هادئة ورقيقة وهو يقول:
" أرجو ألا تتأخري عن شراء الزهور يا غايل أن أنت شعرت برغبة في ذلك , على أننا ننتج ما يكفينا من الأزهار بقصد أستعمالها في البيت".

أحست غايل بغصة في حلقها ,بينما لان زوجها قليلا وقد نسي , على ما يبدو , ذلك المشهد الذي دفعها بصورة غير مباشرة الى أبتياع الأزهار وعصفت بغايل رغبة جامحة بالتحدث اليه مثل أي زوجة أخرى , وفي أن تشرح له تعاستها وخوفها من المستقبل , وبأن الأزهار أنعشت آمالها من جديد , ألا أنها عجزت لأنهما لا يزالان غريبين عن بعضهما , وهكذا أقسمت وهي تتمتم أنها لن تشتري الأزهار ثانية , وتابعت حديثها ردا على نظراته المستفسرة وقد ألتقت عيناها بعيني زوجها وهي لا تدري شيئا عن بريقهما وأهتزاز شفتيها:
" كان ذلك تصرفا سخيفا من قبلي لا أستطيع له تفسيرا".

ولما تذكرت قول موراغ أنه لا يسمح بأدخال هذه الأزهار الى البيت , سألته :
" هل يمكنني أن أضعها في البهو؟".
عبس ثانية:
" بالطبع يمكن أن تضعيها في البهو , فأنت لست بحاجة لأن تسألي ذلك يا غايل".

أبتسمت وقد زالت شكوكها , وجدت نفسها تردد لحنا قصيرا وهي تعبر القاعة بأتجاه مخزن أقيم في جانبها لتحضر مزهرية تضع فيها أزهارها.

****نهاية الفصل الثاني****

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:47 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- فرح عابر
******************
مر روبي وشنا أمام آندرو وغايل اللذين لحقا بهما على مهل , وكانت تلك المرة الأولى التي يرافق فيها آندرو غايل عندما تصطحب الصغيرين في نزهة بعد ظهر الأحد , وقد سرّ الأولاد , وأدهش غايل بقراره:
" سأحضر معكم".
هتف روبي وقد رفع وجنتيه الموردتين وأبتسم بفرح كأنه يشكر والده:
" أن ذهابك معنا ممتع ومسل يا أبي".

أما شنا فقالت لغايل وهي تبتسم لها:
" أحب أن يرافقنا أبي".
وكانت غايل قد بدأت تتغلب تدريجيا على حالة الأنطواء والشك التي أنتابت الطفلة , ولم تضع ثقتها الكاملة في غايل ,بل أعربت دائما عن عدم رغبتها في أصطحاب زوجة والدها وروبي في نزهاتهما عبر الوديان ومراعي الطيور , ولم تتأكد غايل من محبة الطفلة لها ألا ساعة أيوائها الى الفراش.

وبدا أن النصر قد عقد لغايل ذات مساء حين أسترجعتها شنا اليها أثناء مغادرتها غرفة نوم الطفلة:
" ماما....".
أستدارت غايل وقد غمر قلبها الأمتنان والفرح:
" نعم يا حبيبتي".
منتدى ليلاس
" خرج الغطاء من موضعه لأني تحركت".
" أذن , علي أدخال غطائك الى مكانه ثانية , أليس كذلك؟".
صمتت شنا برهة بينما حدّقت الى غايل بعينيها الزرقاوين الكبيرتين اللتين تشبهان عيني آندرو:
" هل أنت أمي حقا؟".
" لست أمك الحقيقية يا شنا , وأنت تعرفين هذه الحقيقة , أليس كذلك؟".
" بلى.

"أمرني والدي مرات عديدة أن أناديك ماما , ألا أنني لم أرغب في ذلك أول الأمر , أما الآن , فأود أن أفعل مثل روبي".
أنحنت غايل فوقها لتقبلها وقد خانتها الكلمات , وظنت أن جهادها أنتهى.... غير أنها سرعان ما أدركت خطأها , فعلى رغم أن شنا لم تجد صعوبة في مناداة غايل(ماما) منذ ذلك الوقت , فأنها كانت أحيانا تعود الى أنطوائها وسلبيتها , وعرفت غايل بالتالي أن عليها متابعة تعاملها الحذر مع شنا , وممارسة أقصى درجات ضبط النفس نحوها أن هي أرادت تحقيق رغباتها.

قطع صوت آندرو على غايل تأملاتها أذ صاح في وجه روبي الذي قرر تسلق الشجرة:
" روبي ! هيا أنزل فورا".
أطاعه روبي , وقفز عن الغصن المنخفض , ثم وقف ينتظرهما , ولما وصلا قال مازحا:
" لم يكن عليّ أي خطر من السقوط".
" ربما , غير أنك ما زلت صغيرا جدا على تسلق الأشجار".
وكشر بقصد خداع آندرو .

" ربما سمحت لي ماما أن أتسلق الشجرة لو لم تكن معنا".
علقت غايل بتصلب:
" لم أفعل شيئا من هذا".
ردد روبي بلطف ودعابة:
" حسنا , سأنتظر حتى أكبر أذن".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:49 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تجولوا أولا في منطقة تعلو عن الطريق الحيوية للتنقل بين هذه المراعي الواسعة , ألا أن آندرو أستدار الآن ,وبدأوا بالسير نحو بحيرة الصغيرة الجميلة والمحاطة بأشجار البتولا , التي ألتمعت جذوعها تحت أشعة الشمس الساطعة , وتمايلت غصونها المثقلة بالبراعم المنتفخة .
وصاح روبي:
" أنظر الغربان ذات الأعراف يا أبي , ألن تطلق النار عليها؟".
" من دون أن أحمل بندقية؟".

" كان يجب أن تحضر البندقية معك لأننا لا نريد هذه الغربان".
وبينما تكلم روبي , أطلقت النار من الوادي , فسألت غايل فيما توقف الجميع:
" ما هذا؟".
أجاب آندرو بعدم أكتراث:
" يبدو أن ميريديث هبط الوادي ليقضي على أحد الأعشاش".
" عش؟".

" أحد أعشاش الغربان ذات الأعراف التي تبنيها هنا في الوادي , وهي فرصة مؤاتية للتخلص منا , ونحن لا نسمح لهذه المخلوقات بمضاعفة نسلها أذا أمكننا ذلك".
قال روبي بأندفاع:
" أتمنى لو أرى أو أعلم أذا كان ميريديث قد أخرج كل بيوضها".
منتدى ليلاس
" لا شك أنها فقست يا روبي , وأحسبه قد قتل أحد الوالدين ليتمكن من القضاء على الفراخ.....".
شهقت غايل وقد تصورت ميريديث وهو يخنق الفراخ من دون أن يتألم أو يندم:
" هذا ظلم.... أقصد قتل الفراخ".
تحول آندرو اليها وهو يبتسم متفهما:
" أحسب أن شعورك سيختلف لو رأيت نعجة مريضة ومتعبة وقد فقئت عيناها,أن الحياة قاسية وصعبة في منطقة الهايلاند يا غايل ,وقد يبدو لك أننا قساة وغلاظ القلوب , لكنك سرعان ما ستدركين أننا لا نقتل رغبة في القتل ,ولا يمكن لصياد جدير بلقبه أن يسمح لفراخ الغربان ذات الأعراف بالعيش أن هو عثر على عشها".

لم تجب بشيء , فساروا صامتين بعض الوقت , ثم أشارت بيدها وهي تهمس كمن يحدث نفسه:
" هذا كله لك؟ أنني لم أكتشف جزءا من مئة من أملاكك حتى الآن".
" أمامك وقت طويل".
تكلم آندرو بلهجته المقتضبة المعهودة , على رغم رقة مظهره ولينه اليوم , وللمرة الأولى كشف ذاته وخفض جناحه , فأحست غايل بخفقان قلبها .

وبلغوا ضفة البحيرة , فسألت غايل عن المبنى الصغير القائم عند ضفتها اليسرى:
" أنه كوخ للصيد".
" هل تصطاد في البحيرة؟".
أطرق:
" هل تصطاد السلمون؟".
أعلمها روبي على الفور:
" يعيس سمك السلمون في النهر".

وأضافت شنا:
" هم يقفزون , يجب عليك أن تشاهدي سمك السلمون يقفز".
سألت غايل وهي ترفع نظرها الى زوجها:
" هل هي في نهرنا.... نهرك؟".

رد وهو يدير رأسه نحوها ويشدد على كلمة نهرنا:
" أجل , أنها في نهرنا , ألا أن الدوق يحتفظ بحقوق صيد السلمون".
" هل يملك كل الأراضي الممتدة على ضفة النهر الأخرى؟".
" أجل , فالنهر يشكل الحد الفاصل بين أراضينا".
" هل يسعه أن يعرف أذا أصدطدت السلمون من النهر؟".
منتدى ليلاس
عقد آندرو حاجبيه:
" الأرجح أنه لا يعرف , لكننا لم نتعود سرقة السمك".
أحمرت خجلا , غير أن مزاجه المرح دفعها للقول:
"في هذه الأيام , سيرة الأسكوتلنديين في هذا المجال سيئة ومخيفة".
ضحك آندرو , فألتقطت غايل أنفاسها وتذكرت قول لويز أنه أكثر الشبان الذين رأتهم أناقة.

" كنا في أحدى حقبات تاريخنا الطويل نعيش في حالة من الحروب القبلية المتواصلة , وكنا نفضل أن ننهب جيراننا , والأصح أننا كنا نجتاز الحدود لنهب الأثرياء الأنكليز العاجزين".
فردت غايل مقهقهة:
" هذه ليست سيرة حسنة".
ذكّها آندرو:
" أنت تتكلمين عن حقبة موغلة في التاريخ البعيد".

" هل كنتم فعلا أشرارا كما يصوركم المؤرخون؟".
أجاب معترفا:
" أظن ذلك , فأنت تعلمين أن أسكوتلندا تطوّرت في ظل نظام العشائر , وكان شيوخ القبائل المنحدرون من أعرق الأسر النبيلة في البلاد هم أنفسهم متوحشين وهمجيين على رغم صدقهم وشجاعتهم , وقد أظهرت الثأرات المتبادلة أسوأ ما في نفوس المتحاربين , ولم يبالغ في تصوير الأعمال الدموية والفظائع المرتكبة".

ومضى يشرح التاريخ وغايل تصغي اليه بأهتمام شديد , وتفجر التفاؤل في داخلها وهي تفكر كم بدا مختلفا اليوم , لو أن المودة تظل جامعهم , ويبقى بأمكانهما أن يتنزها مع الأولاد ويتسامروا معهم ..... وتطلعت شنا الى والدها بتمن:
"هل يمكننا أن نسير بمحاذاة الغدير؟ لا أحب أن أرجع الى البيت الآن".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, ان هامبسون, dark hills rising, جرح الغزالة, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية