بم ستجيبه أن هو طرح السؤال آخر الأمر؟ أنها تتمنى أن تعيش مع الأولاد وتعتني بهم وتحبهم وكأنهم أولادها , وقد أحبّت روبي وأحبها , أما شنا.....
"لم أكن أبحث عن مربية ".
" لم....؟ لقد قالت لي هيذر أنك أعلنت عن حاجتك الى واحدة , ولذلك قصدت لندن".
ما كادت غايل تنطق بهذه الكلمات حتى تذكرت جوابه المراوغ قبل بضع ليال.
" صحيح أنني أعلنت عن حاجتي الى مربية".
سكت طويلا , ثم أضاف:
"لكن أحدا من المرشحات لم تتوافر فيها شروطي".
" لا أفهمك, فأنك قد قلت قبل قليل أنك كنت تبحث عن مربية".
منتدى ليلاس
" أنني أبحث عن زوجة , لكن , من الطبيعي ألا أعلن عن ذلك , وكم تمنيت أن تلائمني أحدى المرشحات ,غير أن أمنيتي لم تتحقق".
" زوجة يا سيد مكنيل؟".
" أن أولادي محرومون منذ ولادتهم من حنان الأم , والمربية لا تقدم حلا حتى لو طالت أقامتها , لذا أريد أما لأولادي".
أنتابتها خيبة الأمل أذ فكرت لماذا يقول لي ذلك؟ الآن فقط عرفت أنها كانت ستعبّر عن قبولها لمنصب مربية بشغف ومن دون تردد , فرفعت عينيها وقد بانت فيهما آمالها المهشمة , قالت بتردد:
" فهمت .... لقد ظننت لحظة.... للحظة .... أنك تعرض عليّ وظيفة مربية".
" هل كنت ستوافقين؟".
أطرقت تعسة:
" أجل يا سيد مكنيل , كنت سأقبل".
تراجع , وأسند ظهره على الدعامة الحجرية , وقال:
" وماذا لو طلبت اليك أن تعتني بهم وكأنك أمهم؟".
بالطبع , كان يجب أن تعرف , ورغم ذلك نظرت اليه وهي مدهوشة , ثم تسارع نبضها , لقد تمنت أن تكون زوجة وأما قبل حصول الحادث , وكان ذلك قدرها المحتوم.
" لا أقدر.... أعني...".
صمتت وقد أرتبكت وأحتارت.
" هذا مستحيل يا سيد مكنيل , فنحن لا نكاد نعرف بعضنا".
" لا ريب أنك رغبت في قبول وظيفة المربية....".
" أجل , سأقبل ذلك بفرح".
" لا يختلف المنصب الذي أعرضه عليك ألا قليلا , فهو ترتيب أداري , لكنه ملزم غاية الألزام يا آنسة كرسلي , فعلي أن أتزوج من أجل أولادي".
توقف وهو ينتظر جوابها , لكنها لم ترد , فتابع حديثه:
" لعلك لا تعرفين شيئا عن أبنتي الكبرى , لقد حرمت من حنان الأم , وكانت نتائج هذا الحرمان مريعة , فهي الآن في حال لا يمكن أصلاحها معه , وأنا لا أريد أن يسير صغيراي سيرتها".
" لا يمكن أصلاحها؟ كيف يمكنك أن تقول ذلك؟".
منتدى ليلاس
" ينبغي علي التصريح بالحقيقة , ولست أدري ماذا سيحل بها , فقد جربت مساعدتها , ألا أن تأثير الرجل وحده لا يكفي , لقد أضعتها ولكنني لا زلت أحتفظ بروبي وشنا حتى الآن على الأقل".
" أنك لن تخسرهما لأنهما يحبانك , أؤكد لك أنهما يحبانك حبا جما".
" صحيح أن روبي يحبني , لكنني لست واثقا من حب شنا التي تحولت الى طفلة عنيدة يصعب التعامل معها".
هنا أنقطع عن الكلام , لكنه عندما عاد الى الحديث تهدج صوته من شدة المشاعر التي أختلج بها صدره.
" لا يجب أن تنهج شنا نهج أختها".
فكرت غايل بما قالته هيذر عن أن موراغ ليست أبنة آندرو , ولما نظرت الى وجهه ورأت ملامح شخصيته المعذبة , تحققت من صحة ذلك أذ لا يمكن أن تصل الى حال لا يمكن أصلاحها معه , يا له من تصريح خطير يقال في حق أبنة خمس عشرة سنة
ثم تساءلت غايل:( هل يسعها مساعدة موراغ؟ هل تستطيع أعادتها الى الصراط المستقيم؟).
أنقضت ساعة قبل أن يدخل آندرو وغايل الى البيت.
******نهاية الفصل الاول*******