أشترى الصغيران لآندرو حيوانين صغيرين مصنوعين من الزجاج المنفوخ ليتأملهما أثناء العمل, على حد قول روبي المبالغة اللطيفة , ثم تشاركا في دفع ثمن زجاجة عطر لموراغ , في حين تولت غايل تغطية باقي ثمنها بدون أن يعرفا , وفي حين أشترت شنا لغايل دمية تضعها على منضدة الزينة , أبتاع روبي لها صورة كوخ صغير أنيق سقف بالقش وزينت جدرانه بورود حمراء قانية.
وبعد أن أبتاعت غايل هدايا للأولاد الأربعة , أقترحت على الصغيرين شراء هدية لخالتهما بيث.
وأخيرا تمكنت غايل من زيارة متجر الألبسة المفضل عندها , وأسعدها الحظ بأن مكّنها من أبتياع ثوب نهاري جميل صنع من صوف غنم ناعم , وثوب لحضور الحفلات الراقصة له أكمام طويلة الى حد يغطي جرحها ليس ألا , فهتف روبي متحمسا:
" أنك تبدين جميلة في هذا الثوب , فهل سترتدينه الليلة؟".
" ليس الليلة يا روبي , وربما أرتديه عندما أذهب الى حفلة".
ولما خرجوا من المتجر
سألتها شنا:
" هل تسمحين لي بأن أحمل ثوبك يا ماما؟".
" شكرا يا شنا , فأن علبته كبيرة , وأفضل أن أحملها بنفسي , الى ذلك , فأنت تحملين حزما كثيرة".
فصلتهم عشر دقائق عن موعدهم مع بيث , وفيما أخذوا يتسكعون في الشارع ويتفرجون على واجهات المتاجر
أستدارت غايل فجأة أذ سمعت صوتا يناديها:
" مايكل.... كيف حالك؟".
لاحظت أهتمامه بروبي وشنا:
" أنني بخير يا غايل".
توقف قليلا , ثم قال:
" هل صحيح أنك تزوجت؟".
منتدى ليلاس
أطرقت , وأزدادت أبتسامتها أتساعا , ولم تحس بأي ضغينة أتجاهه , فسلوكه قد ساعدها على تنظيم حياتها , وهي سعيدة لأنها لم تتزوج منه
وعرّفته بالصغيرين فيما تابعت تحديقها اليهما:
" هذا روبي , وهذه شنا".
" هل تزوجت رجلا مطلقا؟".
" توفيت زوجة آندرو الأولى منذ سنوات عدة".
" آه , أنني آسف , وكان طبيعيا أن أستنتج أن أمهما ما زالت على قيد الحياة".
كرر أسفه وهو يضيف:
" آسف , لقد سمعت عن قصة زواجك عرضا , ولم يعرف أحد شيئا محددا عن زوجك سوى أن له أولادا , ثلاثة على ما أظن".
" أن له أبنة أخرى أكبر سنا".
لم تتوسع غايل في الشرح , ومضى مايكل ليقول أنهم مقيمون عند بيث على الأرجح.
" أجل , فقد واتتنا الفرصة لزيارتها لأن الصغيرين في أجازة مدرسية".
" هل صحيح أن زوجك أسكوتلندي؟".
" أنه لورد دنلوكري".
" يا ألهي , أن هذا لفخر عظيم , هل تقيمين في منزل كبير؟".
أبتسم روبي فجأة لمايكل وأجابه:
" هو كذلك , لأن أناسا كثيرين يقيمون فيه , ولأن والدي يستقبل زوارا عديدين , أحيانا , أليس كذلك يا ماما؟".
فسأل مايكل بدون أن يعطي غايل فرصة للرد على سؤال روب:
" هل يقيم كثير من الناس معكم؟".
" أجل ...فالبيت يضم بابا وماما وأنا وشنا وموراغ أضافة الى ثلاث خادمات والسيدة بيرشن.....".
ضحكت غايل :
" روبي , السيد بانكفوت لا يريد معرفة كل ذلك".
" لكنه سأل أذا كان عدد كبير من الأشخاص يقيم معنا , فهل أخبره عن كل الرجال؟".
" لا يا حبيبي".
ثم ألتفتت غايل الى ساعتها
وخاطبت مايكل:
" علينا أن نذهب , فسنلتقي بيث بعد بضع دقائق".
" كنت أنوي دعوتك لمشاركتي الغداء , فأنا أرتاد المقهى الواقع على الطرف الآخر من الشارع".
أعتذرت مبتسمة :
" أشكرك يا مايكل , لكننا لا نستطيع , وبالمناسبة , كيف حال صغارك؟ لم أستطع حتى الآن أن أسأل سؤالا واحدا".
منتدى ليلاس
" بخير".
" حسنا , بلغ تحياتي لجون".
" سأفعل".
" الوداع , علينا أن نسرع , روبي وشنا ودّعا العم مايكل".
" الوداع".
ولوّح الصغيران بأيديهما لمايكل
ثم سألت شنا:
" من هو هذا الرجل يا ماما؟".
" صديق قديم.......".
أختفى صوت غايل وتجهّم وجهها بسبب ذعرها وأضطرابها في هذه الأيام من شكوك زوجها الدائمة , فهل سيشير روبي أو شنا الى هذه المقابلة ؟أعترى غايل القلق علما بأنها تخطىء أن هي قلقت , ولما لم يكن بوسعها فعل شيء هزت كتفيها وهي تقرر أن أسوأ ما قد يحدث هو أن يحدّث روبي أو شنا آندرو بالأمر
وعزمت أن تطلع آندرو على الحقيقة كما فعلت دائما , وتقول أن لقاءهما حدث مصادفة , وقد دام قرابة خمس دقائق , وأذا رغب في أصطناع شجار , فما عليها ألا أن تتحمله كما تحملته في السابق.