لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-10, 10:34 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9_لم يغب
***************
لم تسهم كلماتها في تحسين موقفها وترطيب الجو , وأعتراها الهلع وهي تراقب السيارة تبتعد بشقيقتها وأسرتها...وتركها وحيدة مع آندرو ,ولم تعرف مثل هذا الخوف والأنقباض في المرة الماضية لأن التفاؤل بالمستقبل ملأ عليها حياتها , وتشبثت بأمل عودة آندرو اليها ذات يوم , وهكذا أجبرت غايل نفسها على قبول الحقيقة بأن السعادة التي تستمدها من شنا وروبي هي كل ما يمكنها الحصول عليه , والحقيقة أنها كانت مبتغاها , آه , لو لم تجن وتقع في هوى زوجها.

لكن غايل أمتنت لأتاحة الفرصة أمامها لتحب روبي وشنا , ويحبها الصغيرين بالمقابل , وأكتشفت مع أنقضاء الأسابيع أن أستسلامها للقدر وقبولها لواقعها أكسبها سلاما داخليا وأحيا فيها قدرة التمتع بالجمال من حولها.

شهر أيلول أحزنها قليلا لأنه يشهد ذروة المواسم الرياضية , أي صيد الأيائل.
على أن غايل بدأت تتقبل تدريجيا فكرة صيد الغزلان خصوصا بعد أن حدثها سينكلاير بجدية عن خطر تزايد الغزلان في منطقة الهايلاند , وينصح الصياد عادة بأستعمال العبوات الجديدة المكدسة لصيد الغزلان الهرمة والمريضة لمصلحة القطيع نفسه , لقد ردد سينكلاير معظم ما قاله آندرو بلطف وصبر عظيمين , فأذا تحلى الصياد بالمهارة والأهتمام , فأن الحيوان لن يشعر بأنه مطارد , ولن يعاني بالتالي الخوف والخشية من الصيد , وأذا تم الصيد بدقة , فأن الحيوان لا يتأمل.
منتدى ليلاس
لكن سينكلاير أعترف بأن الصيد ليس دقيقا دائما , وتحدث عن قاون شفوي يقضي بضرورة ملاحقة أي حيوان مصاب ليقى عليه حتى ولو أدى ذلك الى أفساد بقية النهار على الصياد
ثم أضاف:
" أن الحيوان المصاب يسبب قلقا عظيما للجميع حتى يقضى عليه ,وستجدين أن معظم اللوردات لا يسمحون ألا للصيادين المهرة بدخول أراضيهم".

وجدير بالذكر أن آندرو يصطاد الغزلان في عزبة تقع الى شمال عزبته هذه ,لكنه لم يذهب اليها السنة لسبب لم تستوضحه غايل لأن محادثاتهما لم تتطرق الى أمور شخصية
لكن موراغ وفرت لها الجواب:
" لم يذهب أبي للصيد هذه السنة خشية أن أغادر البيت , أنني أكرهه.... وقد أخبرته بذلك.... فهو يذهب عادة الى العزبة في أيلول ولم أتصور أنه سيضيع فرصة لصيد على نفسه من أجل البقاء هنا ومراقبتي".

مشت موراغ والشرر يتطاير من عينيها بعد مغادرتها للفراش ببضعة أسابيع حتى أستعادت عافيتها التامة , وأحست غايل برغبتها في الفرار ,فأجبرت نفسها على مراقبتها كلما أمكنها ذلك
ألا أن غايل كان لا بد أن تغيب بعض النهار عن البيت وذلك عند نقل روبي وشنا الى المدرسة ومنها , ويبدو أن آندرو أيضا عرف برغبة موراغ بالهرب , فصمم هذه المرة على أحتجازها في البيت حتى ولو على حساب أستجمامه ومتعته , ومع أن آندرو أوقف مخص موراغ
فأنه ظل يقدم لها مبالغ صغيرة من المال بين حين وآخر , فأستعملت النقود لأبتياع ودخنت ما أشترته أثناء غياب والدها.

وتوقفت موراغ أمام غايل , وصاحت مهددة:
" سأفر فور توافر المال الكافي لدي , أذ يستحيل على والدي مراقبتي طوال الوقت".
" أنك تعرفين أن كل ما يفعله والدك هو لمصلحتك الخاصة , فأنت لست معافاة تماما يا موراغ , ولذلك.......".


"أنني في أتم العافية , وأنا أعرف نفسي , وأعرف أن حالي لم تكن أفضل في السابق , لكنني سأمرض أن أحتجزت مدة أطول , سيختل عقلي , وأجن".
أقفلت غايل الحديث لعزمها ألا تنغص العيش على نفسها بسبب نوبات الغضب التي تجتاح موراغ , وأستأنفت حياتهم اليومية الرتيبة , أذ أنشغلت غايل بالصغيرين , وقضى آندرو معظم وقته في العمل , فيما عاشت موراغ وكأنها غريبة في المنزل , فهي قلما تتحدث الى شقيقيها , ونادرا ما تجلس الى المائدة.

لم تلتق غايل روبن منذ شجارها الأخير مع آندرو , وأدركت أن زوجها نفذ تهديده وحظّر على الشاب أن يصطاد في البحيرة , ولم تر غايل روبن لبضعة أسابيع , ألا أنها أدركت أن لا مفر من فعل ذلك يوما ما خصوصا أنه لا يقيم بعيدا عن مكان سكنهم , وخشيت لقاءها به كثيرا , وقد تم ذلك اللقاء بينما خرجت من محل بائع الحلوى في القرية , فحيّاها روبن بينما نظر الى السيارة الواقفة في الشارع ,وطلب اليها أن تقلّه بسيارتها , وحين لم يسعها رفض طلبه بدون سبب ,فأنها أكرهت على دعوته لركوب السيارة , وما أن فتح فمه ليتكلم , حتى أدركت أن طلبه كان بقصد مناقشتها في أمر المنع.

" غايل , ماذا حدث بعد زيارتي الأخيرة لكم؟ فقد كان زوجك صلبا ومقتضبا في حديثه معي أثناء زيارتي التالية , ومنعني من أستعمال البحيرة أو زيارة المنزل ثانية ,ولست أرى أنني أرتكبت أي خطأ , صحيح أنني حادثت موراغ قليلا , ألا أنني تركتها لمتابعة عملي , كما أنني لم أستعمل الزورق بدون أذن من وكيل العزبة".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 30-07-10, 10:36 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لم تجب غايل على الفور
فأستطرد روبن:
" غايل , أنني رجل عادي الذكاء , لكن بوسعي فهم صدور تصرف زوجك عن غضب وأستياء شديدين مني , فماذا فعلت؟".
أدارت غايل السيارة , ثم هزت رأسها رافضة سيكارة قدمها اليها , ثم سألته متحاشية أقحام أي أمر شخصي في حديثهما:
" ألم تسأله؟".
رفع حاجبيه هاتفا:
" أسأله؟ كلا , لم أفعل , فمزاج زوجك لم يسمح مثلي بأستجوابه , لكن , لا شك أنك تعرفين كل شيء ".

ثم ردد:
" ماذا فعلت؟".
فكرت غايل قليلا قبل أن تقرر أن الصدق هو الحل الأمثل خصوصا أنها أعتبرت أن له عليها حق توضيح الأمر , فأخبرته ماذا فعلت موراغ ,ولشد ما دهشت أذ لم ينفجر غاضبا , وفطنت الى أنها أرتكبت خطأ بمصارحتها له أذ عقب:
" حسنا يا غايل , لم تخطىء موراغ , فأنا قد أحببتك مذ رأيتك.....".
" روبن , أرجوك.......".

أستأنف حديثه متجاهلا مقاطعتها له:
" سأكون صريحا معك قدر صراحتك معي , فالقرية كلها تتحدث بأن آندرو مكنيل يفضل أن تقيم في بيته أم لصغيريه على أن توجد فيه مربية وذلك لأنه لم يتمكن من الأحتفاظ بمربية , ولأنه مقتنع بأن شعور ولديه سيكون مختلفا مع وجود أم ترعاهما".
منتدى ليلاس
وأنقطع عن الكلام قليلا , لكن غايل لم تجد ما تقوله لما أصابها من ذل نتيجة هذه الأشاعة المشينة بحقها وبحق مركزها في منزل دنلوكري.
" هل هذا صحيح ؟ ولكني لست بحاجة للسؤال يا غايل لأن آندرو مكنيل لم يحب...... وليس من طبيعته أن يحب , فهو قاس جدا , غايل , هذا النمط من الحياة ليس لك".

وكانوا قد بلغوا شارعا فرعيا منعزلا دخلته غايل , وأوقفت سيارتها بعد أن أمالتها الى جانب الطريق المعشوشب
ثم قالت وهي تستدير في مقعدها:
" روبن , أنك لم تعرفني بشكل يسمح لك أن تحدثني بهذه الطريقة , فنحن لم نقض مع بعضنا أكثر من ساعات قليلة.....".

" الوقت! ما هو الوقت؟".
وسكت فيما مد يده ليمسك بيدها , ألا أنها أبعدتها بسرعة عن مقود السيارة.
" لماذا تظنين أنني رغبت في زيارة البحيرة ؟ بالطبع حتى أراك , لكنك كنت دائما تتجنبينني".

تطلعت غايل حولها بقلق , وقد خافت أن يراها أحد فيشير الى الأمر أمام زوجها عرضا
وتكلمت الى روبن بسرعة آخر الأمر:
" لقد منعني آندرو من التحدث اليك, وقدقررت ألتزام رغبته بعد أن نطقت بهذه الكلمات , فالواضح أن الجميع يعرفون ما عاناه , وأنا سأكون آخر من يضيف أذى الى أذاه وهوانا الى هوانه".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 30-07-10, 10:38 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حملق فيها بعدم تصديق:
" ألن تتحدثي معي ؟ حتى كلمة! لكن , من واجب زوجة اللورد أن تظهر المودة والصداقة للجميع , وهذا ما يفرضه عليها مركزها , واللورد نفسه هو زعيم القرية , ويعرض سكان القرية عليه مشاكلهم , ويعتبر هو وزوجته صديقين للجميع , وقد قضيت هنا مدة طويلة تكفي لمعرفة كل ذلك".

" لقد جعلت من المستحيل عليّ مصادقتك , فأنا يا روبن متزوجة وهانئة وراضية في حياتي الزوجية بعكس كل هذه الشائعات".
" هل أنت.... هل أنت غاضبة مني؟".
" أنني بكل تأكيد لست راضية عن الطريقة التي تحدثت بها الي , فأنا لم ولن أعطيك ما قد يشجعك على ذلك لأنني راضية بحياتي كما قلت".
" لا أصدقك".
منتدى ليلاس
أكتفت غايل بتسديد نظرة غرور اليه , فيما هز كتفيه مذعنا.
" أذن , فأنت ستتجاوزيني عندما نلتقي , أليس كذلك؟".
أطرقت غايل , فسأل:
" هل تريدينني أن أترجل من سيارتك هنا؟".
" من فضلك يا روبن , فمن الخير أن تفعل ذلك لئلا يرانا أحد".

" لن يهتم أحد بالأمر في الأحوال الطبيعية , فليس غريبا أن يتولى اللورد أو زوجته نقل أحد القرويين".
" لن يهتم أحد بالأمر في الأحوال العادية".
ثم زادت :
" على أن الأحوال ليست عادية".
وأدرات المحرك فيما سحق روبن سيكارة لم يكمل تدخينها في المنفضة , ثم ترجل من السيارة بدون أن يلقي نظرة خلفه.

سارت غايل مسافة قصيرة في الشارع المهجور بأعصاب مشدودة وقلب سريع الخفقان لما ظهر من خسة في محادثتها مع روبن , الذي بدا مستعدا لمغازلتها , فهو لم يظهر الأحترام المتوجب عليه أتجاه زوجة اللورد, فيما قاست هي من الخزي , وكأنها شجعته على تصرفه , الأمر الذي لم ولن تفعله بالطبع كما أكدت له.

وأندفعت غايل بسيارتها على الفور بعيدا بأعصاب أكثر هدوءا بعد أن أنتعش عقلها وجسمها بفعل الهواء الطلق والسكينة الشاملة التي لقتها .
ومر أسبوع قبل أن يقود آندرو السيارة بنفسه ,ومعروف أنه لا يدخن , ولذا , فهو يستعمل منفضة السيارة لأيداع النفايات والأوراق من بيانات أجرة توقيف السيارة وغيرها , ولدى ألقائه أحدى هذه الأوراق في المنفظة , أسترعت أنتباهه السيكارة التي سحلها روبن بدون أن يكمل تدخينها وذلك قبل أن يترجل من السيارة بسرعة غاضبا , ولم تنتبه غايل للأمر ألا عندما تطرق آندرو للموضوع بأستجواب أولي.

" هل تدخنين؟".
حانت منها ألتفاتة أرتباك:
" لا , بالطبع أنت تعرف أنني لا أدخن".
" هل أستعملت موراغ السيارة؟".
هزت رأسها , ماذا يريد أن يعرف؟
" كلا , أنها تركب السيارة الأخرى".
منتدى ليلاس
أن موراغ تحب قيادة السيارات وهي تقضي الساعات الطوال تجوب طرقات العزبة في سيارة لرنابوت الصغيرة.
" لا يستعمل أحد السيارة الصغيرة سواي , وسواك أنت أحيانا".

تفحصها آندرو بعينين نصف مغمضتين وقد أزدادت القسوة في سمائه وبرز فيها الأتهام ,
ثم سأل بلطف:
" من أذن أودع في المنفضة سيكارة لم يكمل تدخينها؟".
ألتقطت غايل أنفاسها , فهي قد فكرت بالسيكارة وعزمت على أخراجها من المنفضة , ألا أن ذاكرتها خانتها , ونتيجة قلقها الآن وسعيها لمنع تدهور آخر في علاقتهما , قالت متلعثمة:
"أنا أدخن أحيانا , وربما تركت السيكارة هناك.....".

" لا تكذبي , فقد أدخلت هذا الرجل في السيارة.... في سيارتي".
أمتقع لون غايل , وأرتجفت بينما أقرت أنها نقلت روبن بالسيارة , وأجبرتها ملامح زوجها الشرسة الغاضبة على القول أنها أبلغت روبن أنها لن تكلمه ثانية , ودهشت أذ لم تر الأثر المرجو على وجه آندرو نتيجة ألتزامها برغباته.
" الحقيقة أنك تحدثت معه عني".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 30-07-10, 10:39 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" كلا يا آندرو".
" لا بد أنك فعلت , ولا شك أن حديثا جرى بينكما حتى قلت له أنك لن تكلميه ثانية".
ردّت بأنقباض:
" كان لزاما عليّ أن أوضح له سبب عدم تحدثي اليه أذ ليس بوسعي مقاطعته فجأة كما أقترحت , غير أنني لم أكثر من الشرح".

تقلصت عضلات فمه , وغرقت غايل في تعاسة مؤلمة نتيجة تعاسة نظرته الحادة .
" أنك تتحدثين عني علانية , وتحاولين أذلالي".
أطرقت فيما أغرورقت عيناها بالدموع:
" لم أفعل يا آندرو , ما الذي يجعلك تظن أنني أسعى لأذلالك؟".
أقتربت منه خطوة:
" لو أنني أستطيع أقناعك بأنني لا أرغب في أيذائك , حينئذ سيزول شكك فيّ".

ثم تأملت وجهه بعينين مبيضتين غشيهما الدمع فشوّهت رؤيتهما :
" لقد طلبت أليّ ألا أخاطب روبن , وأنا مستعدة لأطاعة رغباتك , ومن المؤكد الآن أننا نستطيع أقفال الموضوع وعدم التعرض له ثانية".
وقفت على مقربة منه , ثم أسدلت يديها على جبينها بأنقباض , تبدد غضبه , وغابت الشراسة من عينيه , ووعدها:
" حسنا يا غايل , لن نعود الى هذا الحديث ثانية".

لكنه لم يعتذر على أتهاماته الجائرة , كما لم يقدم أي دليل بعزمه على التراجع عنها.
ومذ ذاك أستأنفوا حياتهم المعتادة المليئة ببرودة آندرو وقلة أهتمامه , فلم بيد لطفا أو تفهما ألا في حضور روبي وشنا وذلك في مواعيد تناول الشاي , ويوم الأحد أثناء زيارتهم الكنيسة صباحا ونزهة بعد ظهر الأحد التي قاموا ببها في كل الظروف الجوية ألا في حال هطول المطر الغزير.
منتدى ليلاس
ولما كانت عطلة نصف الفصل , شعرت غايل بضرورة التغيير الذي يريح أعصابها المرهقة , فسألت آندرو الأذن بقضاء أسبوع عند بيث , ثم أعلنت:
" سيسر روبي وشنا بالتغيير".
وأفهمتها عقدة حاجبيه أنه أستنتج أنها ترغب بالذهاب وحيدة ,فعلّق فيما أفترت شفتاه عن أبتسامة متكلفة وغير منتظرة :
" لقد ألمحت الآن الى حاجتك لبعض الراحة , لكنك لن ترتاحي أن أصطحبت الصغيرين معك".

ردت ببساطة:
" لن أذهب ألا برفقتهما".
دقق نظره اليها هنيهة بصمت , وبدا باردا وخاليا من العاطفة لولا تحرك عضلة في وجهه.
" حسنا , هل ترغبين بقيادة السيارة؟".
" أذا كان الأمر لا يزعجك , وألا , فبأمكاننا ركوب القطار الى المحطة حيث يكون هارفي أو بيث في لقائنا".
" أركبوا القطار أذن , فالطريق طويلة , ومن المؤكد أن الصغيرين سيزعجانك".

أبتسمت له وهي لا تدري أذا كان أقتراحه بركوب القطار مستندا الى أهتمامه الصادق بها أو الى تصرفه العملي في حياته.
أرسل آندرو غايل والصغيرين الى المحطة , ثم شيّعهما الى باب القطار بعد أن أشترى لهم جميعا الكتب والحلوى , ولما تحرك القطار , لوّح لهم بيديه , فتطلع الصغيران من النافذة وهما يلوحان بأيديهما الى أن غاب والدهما عن مجال رؤيتهما

عندئذ جلسا وفتحا كتابيهما , لكن غايل ظلت واقفة قرب النافذة الى أن تجاوز القطار المبنى المنحني الأخير حيث كان آندرو يتجه الى سيارته , وفجأة أحس أن أحدا يراقبه , فتطلع الى أعلى , فلوّحت له غايل مودعة , ورد على تحيتها بمثلها , ونظرا الى بعد المسافة بينهما , لم تتأكد غايل أنه أبتسم لها.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 30-07-10, 10:40 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أستقبلت بيث ضيوفها الثلاثة في المحطة ,وفي أقل من نصف ساعة عادت غايل الى البيت الذي آواها على حياة أمها , وعلى الفور أصطحب طوماس وماريلين , الذين أمضيا أجازة مدرسية أيضا , وروبي وشنا الى الحديقة حيث لعبوا بناء على أقتراح طوماس الذي خاطب أمه وخالته:
" سنخرج حتى تتناولا الشاي بسلام".

فنبهتهم بيث :
" أدخلوا فور هطول المطر الذي يبدو أنه سينزل في أية لحظة".
" كم يشبه اليوم الأمس".
" ألست سعيدة؟".
" سعيدة؟ بالطبع أنا سعيدة , لماذا توجهين الي مثل هذا السؤال؟".
منتدى ليلاس
صبت بيث فنجان شاي لغايل:
" لا داعي للأنكار , فهيذر غير مقتنعة بأن الأمور تجري على ما يرام بينك وبين آندرو".

" هل أفترض أنها أخبرتك بكل شيء؟".
" لقد فعلت, ويبدو لي أن أحدا يجب أن يتخذ أجراء بحق موراغ , ألا يمكن أرسالها الى المدرسة أو الى.......".
طرفت عينا غايل:
" لماذا؟".
" لأبعادها عن المشاكل ومنعها من أفتعالها , فلماذا تسعى الى فسخ زواجكما؟".

" أنها لا تسعى الى فسخ زواجنا بالضبط , لكنها برمت بحياتها على ما أظن , وهي تفعل أي شيء يخفف رتابة حياتها ويسليها ".
" لن يصيبها الملل أن هي ألتحقت بمدرسة , ألم تقولي أن آندرو كان سيرسلها الى المدرسة في شهر أيلول؟".
" أجل , فقد وضع ترتيبات أرسالها الى مدرسة داخلية , لكنها مرضت بعد ذلك , والطبيب لا ينصح بأدخالها الى المدرسة , وهو يصر على أبقائها في البيت".

" لا أتصور وفاقا بينك وبين آندرو ما دامت بقيت في المنزل , فهي ستتدخل بينكما بكذبها وخداعها وأفتعالها للمشاكل".
" يئست من فكرة قيام وفاق بيني وبين آندرو , فهو لا يريد لعلاقتنا أن تبنى ألا على تنظيم أداري".
وأرسلت نظرها عبر الطاولة الى شقيقتها:
"أنه لن يحبني أبدا يا بيث , وقد كنت مجنونة حين فكرت بهذا الأمر".

" لم تكوني متشائمة حين ألتقيتك آخر مرة , فقد كنت تحلقين على جناحي الأمل ,وبدوت واثقة تمام الثقة من أنه سيحبك مع مرور الزمن".
بدأت حبات المطر المنهمر تطرق ألواح النافذة , وأسرع الأولاد الى الداخل
فصاحت بيث بهم:
" أدخلوا غرفة الألعاب من فضلكم , فنحن لم ننته من تناول الشاي بعد".
ورددت غايل عن أبتعاد الأولاد:
" لقد قلت أنني كنت مجنونة , فهو لم يشجعني أو يعزز آمالي ولو للحظة".
منتدى ليلاس
أشرق وجه غايل بأبتسامة حزينة , فيما وجهت اليها شقيقتها نظرة أستفام , ففصلت الأحداث التي أعقبت أكتشاف جرحها , ولما صمتت , همست بيث بلهجة معبرة رقيقة:
"لماذا يكلف نفسه عناء تعزيتك؟ ألم يخطر لك هذا السؤال على بال؟".
هزت غايل رأسها , وتطلعت بأرتباك , فأستطردت بيث:
" لقد نشب خلاف عنيف بينكما , وفجأة هدأ وأصبح لطيفا , فهل كل ذلك جزء من الترتيب الأداري الذي أتفقتما عليه؟".

" لست أدري ماذا تقصدين يا بيث".
أعلنت بيث بأصرار وقد ضاقت عيناها وزادت القسوة فيهما:
" لو لم تسمم هذه الفتاة الشقية الحقودة أفكاره وتذكّره بكل ما قاساه من زوجته الأولى , لجرت أمورك مع آندرو على خير ما يرام ,لكنك لن تحرزي أي تقدم من وجود هذه الفتاة كما قلت سابقا , فهل أمكنك أقناع آندرو بأرسالها الى المدرسة؟".
" لن يسمح الطبيب بذلك يا بيث, وهكذا ستبقى موراغ في المنزل".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, ان هامبسون, dark hills rising, جرح الغزالة, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية