ووجهت موراغ التهمة الى غايل:
" هذا كله من عمل يديك , أنت بغيضة وحاقدة... وأنني أكرهك".
أجابت غايل بسرعة لخوفها من عواقب أثارة الفتاة:
" لم أتصرف ألا بوحي من مصلحتك الخاصة , فأنت تحتاجين كثيرا من الراحة , ولن تحصلي عليها أذا ذهبت لقضاء أجازة مع أصدقائك".
" أذن, هناك من يهتم بي , أليس كذلك؟".
أمالت غايل رأسها:
" أجل يا موراغ".
" لقد حذرتك بأنني سأطلع أبي على حقيقة علاقتك بروبن........".
" أن أقوالك باطلة , ولا تتعدى كونها أكاذيب".
" ليس ما تقولينه صحيحا , لذا لا تتظاهري أن براءتك قد طعنت , هل تصرف والدي معك بجنون ؟ لقد كان في أشد حالاته غضبا عندما تركني ".
أطلقت غايل تنهيدة عميقة ,لم يكن هناك ما يرضيها ألا أن تصفع الفتاة , ولكنها لم تجرؤ على خلق وضع يهيج مشاعر موراغ.
" سأريحك , وأخبرك بأن أكاذيبك خلقت شرخا لا مبرر له بيننا , أو ليس عندك ضمير؟ أولا تخجلين من نفسك أبدا؟".
قهقهت موراغ بعدم أكتراث:
" كلا , أما من حيث الضمير , فأنا سعيدة بأن ليس لي ضمير".
منتدى ليلاس
وتوقفت الفتاة لتتأمل غايل بمرح:
" أذن , والدي مغتاظ منك هذه المرة .... وكم تبدين كئيبة , أنني سعيدة لأنه عرف حقيقتك آخر الأمر ,فلا بد أن اللين قد عرف طريقه الى قلبه في كهولته".
صححت غايل قول الفتاة:
" لا بد أنه أصبح أسعد من ذي قبل , لكنك أفسدت عليه سعادته الآن".
" أسعد؟ وهل تعزين ذلك الأمر أليك؟".
" لم أقل ذلك".
" هذا ما قصدته , يا ألهي , كم هو عظيم غرورك , ولكن , أسمحي لي يا سيدة مكنيل أن أؤكد لك أنك لن تكوني أكثر من مربية , فلو تمنى أبي زواجا سعيدا , لبحث عن أمرأة يحبها , ولما تزوج بسيدة تهتم بصغيريه".
وأتكأت موراغ على المساند فيما حملقت في غايل طويلا والسخرية ترتسم على شفتيها:
" ألا تدركين أنك تضيعين وقتك ؟ فهو لن يحبك , والأفضل أن تقلعي عن هذه المحاولات ".
تجاوزت غايل الموضوع ونبّهت موراغ الى أن الوقت قد حان لتتناول الحبة.
" سأحضر لك كوب ماء".
نهضت عن الكرسي وهي تستغرب تخصيصها وقتا للجلوس مع موراغ كل يوم , فمحادثاتهما تزعج غايل دوما , وهي تنزع الى ترك الفتاة وشأنها في المستقبل , ألا أنها نبذت هذه الأفكار , عند عودتها كانت موراغ قد أستلقت على ظهرها فوق الأريكة وقد أزرقت شفتاها وضاق نفسها
فأستفسرت بخوف:
" هل عاودتك النوبة من جديد؟".
وتساءلت عن مكان وجود آندرو الذي ملأ البيت بحركته قبل نصف ساعة , ثم رفعت رأس موراغ بلطف:
" هيا , تناولي حبتك".
أبتلعت موراغ الحبة , ولم يمض وقت طويل , حتى تحسنت.
فسألتها غايل:
" هل تشعرين ببعض الألم؟".
" يا لك من حمقاء , طبعا أنا أشعر ببعض الألم".
" سأستدعي السيدة بيرشن لتدخلك الى السرير.....".
" لن آوي الى الفراش فقد قضيت في السرير أسبوعين طويلين جدا".
وقف آندرو في الباب مكشرا:
" ماذا جرى؟ هل أصيبت بنوبة أخرى؟".
فأطرقت غايل , وعاد يكرر سؤاله:
" هل كانت شديدة؟".
صرخت موراغ:
" لم تكن شديدة بالطبع ,ولكنها تنوي التخلص مني , غير أنني لن آوي الى الفراش".
علق آندرو بقسوة:
" سنرى , غايل , أستدعي السيدة بيرشن".
أعترضت موراغ , لكنها لم تقدر على مقاومة المرأتين اللتين أدخلتاها السرير فيما أتصل آندرو هاتفيا بالطبيب امره:
" أبقها في السرير , وسأعطيها الحبوب مدة أسبوعين آخرين , ثم أرى ما ينبغي فعله".
منتدى ليلاس
بقي الطبيب مع آندرو في القاعة , وبينما نزلت غايل السلم بعد أن تركت مدبرة المنزل مع موراغ , سمعتهما يتحدثان , فسأله آندرو:
"أليس من الخير أجراء العملية فورا؟".
ركز الطبيب نظره عليه وهو يقول:
" أننا أصدقاء قدامى يا آندرو , وآمل ألا تنزعج مما سأقوله , لقد قوّضت حياة موراغ كيانها , والعملية لن تعدو أمرا متعجلا فيه".
" فهمت......".
بان الأضطراب والتجهم على وجه آندرو وهو يستدير مذهولا وينظر الى غايل , التي كانت قد بلغت أسفل السلم , فطار قلبها اليه وتمنت لو تقدر أن تعزيه , لكنه لحق بالطبيب بشرود , في حين سارت هي الى المطبخ لتعد الشاي للصغيرين.
أستمرت القطيعة بينهما , ألا أن آندرو كان لطيفا الى حد التظاهر بمودة مصطنعة أتجاه زوجته خلال حفلة الصيد التي , بعد بعض التردد , قرر عدم تأجيلها , فليس بمقدوره أن يربح شيئا من التأجيل , لأن الممرضة تسهر عل موراغ نهارا , فيما تنام الخادمة في غرفتها ليلا , علما بأن هذا مخالف لرغبة موراغ , التي لم ترحب بمشاركة فتاة غريبة لها غرفتها.