" هل تسلقت الهضبة لتقترب من العش؟".
" بالفعل تسلقت , لكن هذا يجري منذ وقت بعيد".
فسأله سيمون بشغف :
" هل كانت العملية خطرة ؟ وهل يمكننا نحن أن نتسلق المرتفع؟".
أجاب آندرو:
"لم تكن العملية خطرة , ألا أنه من الصعب عليكم أن تتسلقوا الآن لا سيما أننا لا نعرف أين توجد الأعشاش".
فعلّق روبي:
" مريديث يعرف , فقد قال أنه راقب أحد الأعشاش , ووجد فيه بيضتين قد فقستا".
تعجب طوماس:
" بيضتان فقط؟ هذا قليل جدا".
لكن آندرو أكد له:
" النسور تضع بيضة واحدة في العادة ".
منتدى ليلاس
وهنا توقفت ماريلين , التي كانت تركض أمامهم برفقة شنا , لتستوضح آندرو:
" لماذا توفي أحد الفرخين؟".
" لا بد أنه كان عصفورا ضعيفا , هل قال مريديث كم كان عمره حين مات يا روبي؟".
" مات بعد أن بلغ ستة أسابيع من العمر , وأصبح حجمه كبيرا مثل بقية فراخ النسور".
" حسنا , أن أنثى النسر تطعم فراخها في الأسابيع الأولى , فتتقاسم الفراخ الطعام فيما بينها , ولكنها حين تبلغ الأسبوع السادس من العمر , تترك لها أمها الطعام ووتوقع أن تتقاسم هي الغداء بدون مساعدتها , فأذا كان أحد الفرخين ضعيفا , ألتهم الفرخ الآخر الطعام كله".
فعلق روجر:
" هذا هو الأختيار الصحيح".
" تماما".
أستفسرت شنا:
" ما هو الأختيار الطبيعي؟".
لم يجب آندرو على سؤالها , بل أكتفى بمداعبة شعرها , ولما عادت الى أستيضاحها , قال:
" ستتعلمين الأمر عندما تكبرين".
ثم صاح فجأة :
" أنظروا , هناك نسر على قمة الصخر".
وتوقفوا جميعا للحال , وقد أخذهم الأعجاب بينما راقبوا عرضا رائعا لنسر ذهبي أنقض بمحاذاة الصخر بدون أن يفرد جناحيه فتحة كاملة , ثم أرتفع ليبسط جناحيه وينطلق بسهولة عبر الوادي الواسع , وعاد يحلق بسهولة نتيجة مهارته في مجاراة تيارات الهواء.
" لا بد أن عشه في أعلى الصخر , أليس كذلك يا بابا؟".
أطرق آندرو , ثم أجاب:
" أجل يا روبي , أنظر أنه يحط هناك".
وأختفى عن أبصارهم بسرعة , فأستأنفوا سيرهم في ممر بعلو الوادي .
وهتف هارفي:
" ما أعظم حجمه , كم أخشى أن يهاجمني".
فعقبت زوجته:
" لا تنقض النسور على الرجال , أليس كذلك يا غايل؟".
قهقهت مؤكدة أنها لا تعرف , وتولى آندرو الرد عنها:
" بوسع النسور فعل ذلك أن أقتربت كثيرا من عشها , والواقع أن هذا معروف منذ القدم , غير أنه نادر , وفي أي حال, لا يتعدى عمله عرضا بجناحيه يقصد به التخويف , وقد تعرّض أحد صياديّ لهجوم من هذا النوع , والحقيقة أن النسر لم يمسه بسوء".
" هل صحيح أن النسور تخطف الحملان؟".
" أجل , أنها تخطف الحملان , وتقتنص الثعالب , وأسارع للقول أن جراء الثعالب أو بالأحرى بقاياها التي لا تؤكل, غالبا ما تشاهد خارج أعشاش النسور".
أستغربت غايل , وقالت:
" يسهل عليّ تصور نسر يخطف جرو ثعلب , أما الحيوانات الكبيرة..... أفلا تقاوم تلك الحيونات النسر؟".
تطلع آندرو اليها , ورد:
" أحسبها تقاوم بعض الشيء , لكن , هل حدث أن رأيت مخلب النسر؟".
جاوبته وهي ترتعد خوفا:
" كلا , ولا أظن أنني أرغب في الأقتراب منه لرؤية مخالبه".
وهنا , علق روبي بتبسط:
" لا ينزعج أبي أذا خطفت النسور بعض الحملان , أليس كذلك؟".
" بالطبع أنزعج, كيف يسعك أن تفكر بهذه الطريقة؟".
منتدى ليلاس
" أنك لا تصطادها , وكذلك مريديث لا يفعل لها شيئا علما بأنه يجن عندما يجد ثعلبا ويطارده ليدمر وجاره".
" صحيح أننا لا نقتل النسور , ولكننا لا نرحب بخطفها الحملان".
علقت بيث بحزن:
" يبدو لي أن كل مخلوق يسعى لقتل الآخر".
أوضح آندرو:
" لا مفر من ذلك بين حيوانات الغابة , والحيوانات عادة تقتل بعضها لتكسب قوتها , وكم أحزن أحيانا على الثعالب التي لا بد يتملكها اليأس عندما يتوجب عليها أطعام جرائها النهمة".
لم تتوقع غايل أن تسمع منه هذه الكلمات , فرفعت رأسها مبتسمة وقد أطمأنت , وغمرها الفرح والدفء , فتطلع اليها آندرو قائلا:
" أجل يا غايل , أن لي قلبا".
*****نهاية الفصل السادس*****