" لا شيء , لقد أخبرتها بأنني لن أهديها شيئا".
ثم تفحص الهدايا بلطف , وأتقدت عيناه غضبا عندما لمح هدية غايل , لكن زوجته لم تعرف السبب الا حين قدمت الهدية الى الفتاة , التي لم تظهر أهتمامها وأمتنانها عندما فتحت العلبة , فقالت:
" أجد نفعا أكبر في السجائر , لكنني سأبيع هذه كما بعت غيرها , فشكرا في أي حال".
" هل بعت واحدة أخرى؟".
" عندما كان والدي في أحدى لحظات كرمه , أهداني مجموعة قديمة من أدوات تسريح الشعر وتزيينه أحتفظت بها أسرتنا لأجيال عديدة , بعدئذ أخذ يقطر علي بالمال , فأضطرتت لبيعها".
وفي بداية تموز ذهبت موراغ لزيارة أصدقائها ثانية , تركت رسالة لوالدها تبلغه فيها عن غيابها لثلاثة أسابيع بدون أن تترك عنوانا أو تشير الى ما تملكه من المال , على أن غايل شعرت أن الفتاة لم تملك مالا وفيرا يمكنها من السفر الى الخارج , وفوجئت غيل أذ لم يظهر الأهتمام على آندرو , الذي أكتفى من معالم الغضب بتمزيق الرسالة ورميها في سلة المهملات.
منتدى ليلاس
وحضر روبن بعد دقائق , ولم تكن غايل قد رأته بعد شجارها مع آندرو سوى مرتين , فتطلعت الآن الى زوجها بقلق وقد خافت أن يكون التعامل معه صعبا الآن خصوصا بعد تلقيه رسالة موراغ , لكنه أستقبل روبن بترحاب وأعطاء أذنا بالصيد , وقبل أن يعود الشاب الى بيته , رأت غايل آندرو يحادثه قرب سيارته.
وسأل آندرو غايل بعد غياب موراغ ببضعة أيام أذا كانت ترغب بدعوة هيذر وروجر لقضاء مدة عندهما , فاجأها الأقتراح مفاجأة تامة , وقد فرحت به , ألا أنها كبتت بحذر لما داخلها من شكوك وهي تعلم أن هيذر تبغض آندرو
وأنها رفضت دعوة شبيهة , وتبادلت الشقيقات الثلاث منذ البداية رسائل ضمتها هيذر أسئلة تعبر عن خشيتها , وكانت غايل ترد عليها برسائل مطمئنة تعرب فيها عن سعادتها
ولم يعذبها ضميرها بسبب أجوبتها الكاذبة التي قصدت بها حماية شقيقتها من القلق الزائد , أما بيث , فلم تكثر من الأسئلة , لا لأنها أحبت غايل أقل مما أحبتها هيذر , ولكن لأنها ألتقت آندرو للمرة الأولى يوم العرس لمدة قصيرة لم تساعدها على تكوين أنطباع عن صهرها.
ثم سألت غايل:
" هل يمكن لبيث وعائلتها أن يحضروا لاحقا؟".
أقترح آندرو فورا أن يحضروا جميعا , وعقب مبتسما:
" ستفرحين كثيرا بأجتماع الأسرة من جديد".
فتساءلت غايل أذا كان العمل لا يتعب الخدم.
" سيكون عليهم الأعتناء بأربعة أولاد جدد".
غير أن زوجها أبتسم ثانية:
" لا تخشي شيئا على الخدم , فهم سيتدبرون الأمر".
وأكتمل سرور غايل بقبول شقيقتيها دعوتها , ثم حضر أفراد الأسرتين جميعا مستقلين سيارتين.
وعرف سيمون وماندا للحال ولدي آندرو , وأنطلقا معهما الى الأراجيح , أما طوماس وماريلين فأتصقا بولديهما خجلين , فيما تأملا تذكارات الصيد المعلقة بالجدران , وقد ظهر الخوف والأعجاب في عيونهما .
فنادت غايل روبي على عجل:
" هيا , فلنتسابق نحو الأراجيح".
ثم حضرت خادمتان لتنقلا الأمتعة الى الطبقة العليا , ألا أن غايل تقدمت شقيقتيها , وأدخلت بيث أولا الى غرفتها وغرفتي ولديها الواقعتين في الطرف الآخر من الممر , وقالت قبل أصطحاب هيذر الى ثلاث حجرات متشابهة:
" سأراك في الطبقة السفلى عما قريب".
وسألت هيذر:
" ماذا حل بالرجال؟".
" أنهم يتناولون الشراب".
ثم أتجهت غايل صوب الخادمة:
" أرجو أن تتركي الحقائب في مكانها يا دورا , فسأساعد شقيقتي بنفسي على فض أمتعتها".
فتركت الفتاة الحقائب , وغادرت الحجرة , وعلقت هيذر بشيء من التندر:
" لا زال آندرو كما كان, يفضل صحبة الرجال".
فردت غايل بقسوة غير مألوفة:
" لم ينس أن يدعوك أنت وبيث لمشاركتك الشراب عندما تنتهيان من عملكما , لكنك كنت مشغولة بالحديث معي , فلم تسمعيني".
نظرت هيذر الى شقيقتها بأستغراب لتتفحص وجهها وتقول مداعبة:
" أنك شديدة الحساسية , أليس كذلك؟ آمل أن تكوني قد وقعت في هوى هذا الوحش".
منتدى ليلاس
وبعد أن وضعت غايل الحقائب على كرسي ورفعت غطاءها , سألت شقبقتها:
" هل أعجبك جناحكم؟".
" هل تتهربين من سؤالي ؟ أجل , أنها غرف جميلة , والمنظر رائع من هنا , يا لها من جبال ومروج ! ويا لزرقة السماء! طالما حسبت أن المطر لا ينقطع في أسكوتلندا".
" وكذلك أنا , لكن السنة كانت مختلفة , فلم يسقط الثلج عندنا ألا على قمم الجبال العالية في الشمال وبعض القمم هنا , وقد ذاب الثلج عن قمة بينيغلو قبل شهر من الآن".
" أين يقع جبل بنيغلو؟".
" أنه يقع بين ذينك الجبلين , وهو يدعى أيضا جبل الضباب".
" لكن الضباب لا يكتنفه الآن , ولذا أتوقع أن نستمتع بطقس رائع . والحقيقة أنني سعيدة بدعوتك لنا".
" أنني سعيدة بقدومكم , فقد خشيت أن ترفضي الدعوة".
" لم يمكنني أن أفعل ذلك هذه المرة لأنك هنا".