لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-10, 12:18 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

[CENTER]


الفصل التاسع

(الهروب )


استندت على حائط دورات المياه منتظره عزه وغادة بملل فقد حان موعد تجربة الهروب وهن لم يأتين بعد ,كانت السجينات يلتهمون اللحم بنهم فاللحم لا يقدم ألا نادرا ، ذكرني اللحم بعيد الأضحى الفائت ، أغمضت عيني لأنفض الغبار عن ذكرياته ، حينها قررت الاستيقاظ مبكراً قبل أن يذبح عمي الخروف لتوديعه ولا أعرف لماذا تصرفت بغباء واقتربت منه للمسه عندما أصبحت على مقربه شديدة منه اكتشفت بأنه غير مقيد ، أخذت بالركض فأنا أخاف من النحلة وهي حشرة فكيف بحيوان طليق يمشي على أربع ، أخذ الخروف باللحاق بي فأخذت بالركض وأنا أصرخ طالبة النجدة ، سمع فهد ابن عمي صرخاتي فقدم لمساعدتي لكنه عندما شاهد شعري المنفوش وعينايَ الجاحظتان ، بدوت حينها كالساحرات فأخذ بالضحك متناسياً سبب قدومه ، حاصرني الخروف عند الزاوية فأخذت بالصراخ حتى خرج كل من بالمنزل ليتفقد الأمر ، وقفت أمام الخروف منهارة والدمع قد بلل قميصي وتقاسيم وجهي مليئة بالذعر ، انقض فهد على الخروف وهو يضحك قائلا : مها لو كان أسداً ماذا فعلتي .
قدم عمي ووبخني وبعدها سارع بذبح الخروف ، قيد فهد الخروف وهو يفارق الحياة وعند خروج الروح أخذ الخروف بالتخبط بالأرض بقوة وفهد ممسكاً به حتى تخرج روحه أمتلئت ملابس فهد بالدم ، لازلت أتذكر رائحة الدم وكأنه الأمس ، بعد الانتهاء من الذبح ذهبت للمطبخ لأعداد الفطور أخذت بتقطيع كبد الخروف.
قدم فهد قائلا: الرائحة زكيه .
كعادتي أنحيت واحمرت وجنتاي خجلاً ، تقدم نحوي واضعاً شيئاً بارداً حول عنقي ، تفحصته كان عقد من الذهب يحمل الحرف الأول من أسمي فرحتُ به كثيراً.
قلت له بحياء : شكراً هذا كرم منك.
نظر لي نظرته تلك ، ثم قال لي بتأمل : عنقك أجمل من العقد .
في تلك اللحظة شعرت بنفاذ الهواء وحرارة جسدي ارتفعت عالياً ودم جسمي كله اجتمع بعروق وجهي ، أنقذني صوت عمي ينادي فهد فانصرف.
قدمت أم إبراهيم للمطبخ مدعية مساعدتي ، لم يعجبني الوضع ليست من عادة أم إبراهيم تقديم أي مساعدة بدا عليها التوتر ، أخرجت أم إبراهيم الأكواب لأعداد الحليب ، لا أصدق عيني .
ما هذا تخرج الأكواب بنفسها ؟! هل يعقل ؟!
اقتربت مني أم إبراهيم بتوتر وهي تقول : مها أريد التحدث معك بموضوع .
أجبتها والدهشة ما زالت تعلو وجهي : تفضلي .
جذبتني بيدي مسرعة وأدخلتني في غرفة المعيشة مغلقة الباب ورائها .
ابتدأت حديثها بابتسامه لطيفه قائله :لقد قررنا أنا وعمك تزويج فهد .
ارتعشت أناملي خوفاً هل سوف يتزوج فهد غيري ؟!
حاولت تمالك نفسي وقلت : ألف مبروك .
أم إبراهيم : لكن لم تسأليني من العروس.
شعرت بأن آخر ذرات الهواء تعدو مغادرة الغرفة لتتركني أختنق وحيدة ، تباً لها أتريد تعذيبي قلت لها بصوت مستفسر : من هي سعيدة الحظ ؟!
أجابتني وهي تنظر لي مبتسمة :أنها أنتِ.
أخذت انظر لها بدهشة وكأن هنالك من لكمني على بطني , ملأت قسمات وجهي بالتعجب :ماذا؟
سألتني وهي ما زالت تتفحصني: ما رأيك هل أنت موافقة؟
لم اجبها خجلاً ومازلت اسبح في اللاوعي غير مصدقه .
فقالت أم إبراهيم :السكوت علامة الرضى ، لجم لساني ولكن أحاسيسي تتراكض بداخلي فرحاً .
نظرت لي أم إبراهيم بنظرة اقسم بأنها أول وآخر نظرة حب وود من ثم قالت : مبروك يا بنيتي ، تلك كانت اللحظة الأولى والأخيرة التي أحسست بأن أم إبراهيم أحبتني أو لنقل شعرت نحوي بشعور جيد ، في تلك الدقائق رغبت بتواجد والدتي أو فرداً من عائلتي لم اقوي على الرد وغادرت هي المكان ، تاركه خلفها أشلاء من الفرح والحزن .
مرت الأيام ، وتوالت من بعدها التهاني و التبريكات اتفقت أم إبراهيم معي بأنه لا يوجد حفل زفاف ولا صداق وسوف أسكن معهم ، أي أنها سوف تجردني من جميع تقاليد وعادات الزواج ومن جميع حقوقي ، وافقت فمشاعري نحو فهد قد أجبرتني أن أتنازل عن كل حقوقي ، ومستعدة لتقديم جميع التضحيات ، مجرد التخيل كيف ستكون حياتي بعدما يكون الإحساس الذي يتملكني بوجوده يتملكني للأبد , جعلني أتنازل عن كل أحلامي بالحفل الأسطوري والصداق وكل شيء , كان فهد صامتاً خلال فترة الخطوبة ، لم يبدي أية ردة فعل ولم يكن يتحدث معي تلك الفترة ويتهرب مني ، لا اعلم من أين قدم هذا الإحساس الأحمق ولكني أحسست بأنه مرغم بالزواج بي ، بدئت أم إبراهيم بإخبار الجميع عن الخطوبة وأن عقد القرآن سيتم قريبا حتى أتى عمي بذاك النبأ المشئوم ، بأنه يوجد شاب ثري تقدم لخطبتي وأنه أنسب من أبنه فهد ، كدت أموت حزناً ، لم أكد اصدق دناءة عمي ، كيف له بأن يحطم ابنه فهد بهذه السهولة ؟ من أجل مبلغ صداقي هل أغرته المائتان ألف لتلك الدرجة ؟! تبخرت كل أحلامي وغادرت سحب الفرحة سماء حياتي إلى مكان بعيد .
عقد قرآني على بندر وأنا كلي أسى قررت بدء حياة جديدة وتحطيم حبي القديم وبناء حب جديد يحمل معه شيء وحيد ، فرحة الخلاص من بيت عمي ، لكن فهد أشعل نيران الحب في قلبي عندما أعترف بحبه في ليلة عقد قرآني قال الكلمة التي طال أنتظرها "احبك " قالها بشغف ، بحب ، أحسست بسحبي المغادرة تعود من جديد ، أحسست وكأن الكون عادت له الحياة ، والأهم عاد لي الإحساس الذي افتقدته كثيراً .
أخذ حبه يتشعب في قلبي أكثر فأكثر ، كان صامتاً طوال فترة الخطوبة عندما كنت أحترق باليوم مليون مره . عندما كان أحساس الفراغ والسواد يملئني ، عندما كان الحزن يغرقني عندما أراه يتجنبني ، لكن عندما أصبح حبه في خطر أظهر حبه علناً وبكل شراسة .
فتحت عيني وعدت لواقعي ، تلمست عنقي لم أجد العقد تذكرت لقد سلمته للأمانات عند دخولي ، افتقد الإحساس به على صدري ، ربت أحدهم على كتفي ليعيدني لوعيي ، فالتفت لأنظر فوجدتها عزه.
قلت لها :أهلاً وسهلاً.
ابتسمت لي وقالت : الوقت يداهمنا هيا لنذهب.
توجهنا ثلاثتنا متسللات للساحة الخارجية لخلف المبنى ، شاهدت السلم حالته يرثى لها .
تجهمت ولم استطع تخيل الكارثة وقلت : لا يمكن لغادة تجربته أنه متهالك وغير متقن .
غادة: أخرسي أيتها الجميلة .
تجاهلوني واضعين السلم على الحائط ، اتفقنا على أن عزه سوف تراقب المكان وأنا سأثبت السلم لرغد، كنت أدعو الله أن تتم المهمة على خير .

تسلقت رغد السلم بحذر وبطء شديدين حتى بلغت النهاية , لوحت بيدها لنا نصراً فلم يحدث ما توقعت ، حمدت الله على تمام التجربة بسلام ، ارتسمت الابتسامة على وجه عزه فتوالت بعدها ضحكتنا الموحية بجنوننا .
فجأة تكسر السلم لقطع صغيره ورن صوت اصطدام مساميره بالأرض ، وقعت رغد ، يا إلهي لقد حدث ما كنت أخشاه أخذت بالاستغفار واستعذت بالله من الشيطان الرجيم.
قدمت عزه بسرعة قائله: ارفعيها هيا ساعديني.
أجبتها بخوف وأنا أحاول تذكر ما يجب فعله استحضرت من ذهني ما يجب فعله في هذه الحالة وقلت : يجب ألا نحركها فقد نكسر لها ظهرها أو نتسبب بضرر لها .
قالت لي عزه بعجل وسخريه وهي تحاول حملها: وماذا سوف نقول للسجانات كنا نهم بالهرب فوقعت .
أسرعت لمساعدتها وحملناها بحذر مسرعين لدورات المياه اتفقنا على سرد رواية بأنها قد تزحلقت في دورة المياه .
كانت رغد فاقدة الوعي لكن بطنها ينخفض ويرتفع مما أكد لنا أنها تتنفس ومازلت على قيد الحياة ، أمرتني عزه بالعودة لصالة الطعام والتظاهر بعدم حدوث شيء ، أصريت وألححت على أن أبقى بجانب رغد .
لكنها زجرتني وصرخت علي قائلة :سوف نثير شكوك السجانات أذهبي هيا ، سحبتني ورمتني خارجاً .
توجهت لطاولة الطعام حاملة بيدي طبقي وكأن شيئاً لم يحدث ، وجدت الفتيات ينظر لي باستغراب عند محاولتي الجلوس معهن .
أخفضت فهد صوتها قائله: مها لا يجوز لك تناول الطعام معنا بعد الآن عليك بالجلوس لطاولة الملكة دودو إذا سألتك ماذا كنتِ تفعلين هنا أخبريها بأنك كنت تلقين التحية إياك بأن تقولي أنك كنت تنوين تناول الطعام معنا هيا أذهبي.
توجهت لطاولة الملكة دودو وأنا أضرب الأرض بكعبي غيظا ، تباً لها هذا ما كان ينقصني وما بهم اليوم جميعا يطردونني ، كما أني لا أريد أن أتناول طعامي بجانب هذه الحيزبون جلست على طاولة العلقة رحب بي جميع من على الطاولة إلا الحيزبون .
أخذت أتناول الطعام مكرهة كان تفكيري كله مشغولاً برغد هل هي بخير نظرت لأحدى الجالسين على الطاولة رأيتها تضع مسحوقا في كوب اللبن خاصتها أغلقت أنفها وشربت الكوب بقرف ، رحت أفكر بها محدقتاً ببلاهة : ماذا يعقل أنها قد وضعت ؟!
رفعت بصرها لي وقالت : أنها خميرة أريد أن أزيد وزني فهي فاتحة للشهية .
أخذت أضحك بشكل هستيري ، ايُّ حمقاء هذه ألم تجد كذبة أفضل ؟!
نظرت لي بازدراء وقالت: وما المضحك في الأمر.
أجبتها محاولة تمالك نفسي : الخميرة التي تزيد الوزن تباع بالصيدلية تدعى خميرة البيره توجد على شكل حبوب لا داعي لشربها .
أخذت الفتيات بالضحك عليها وهزئت بها الملكة دودو حتى قامت للحمامات مسرعة باكية .
شعرت بالذنب لم أكن أقصد إهانتها لكنها كانت ترتكب خطأ فادحاً.
وجهت لي الملكة دودو حديثها : هل كنتِ متفوقة دراسيا يا مها .
أجبتها وأنا أتسائل بداخلي عن ما تريده مني : لا ، إن مستواي الدراسي منخفض جداً.
نظرت لي الحيزبون بتعجب وهي تقول : هذا شيء ٌغريب تبدين لي ذكية.
تدخلت تلك المدعوة نوره بقنبلتها: الحسناوات دائماً حمقاوات.
نظرت لها الملكة دودو بغضب وسألتها :من تقصدين بكلامك ؟
أجابت نوره بخوف :لا أحد خرج الكلام من فمي بدون تفكير أنا اعتذر.
وقفت الملكة دودو وأشارت الفتيات , سحبت الفتيات نوره من مقعدها ورموها أرضا أمام العلقة وأخذوا بركلها .
تحدث العلقة إلى نوره قائله بغرور وعنجهية : قبلي قدمي حتى أقبل اعتذارك .
قبلتها نوره بسرعة لم تفكر حتى بعزة نفسها حزنت عليها جداً جعلها هذا المكان تتجرد من كرامتها ، انتهت فترة الغداء وعدت لزنزانتي.
عند عودتي لزنزانتي وجدت على سريري كحلا ملفوف بشريط وردي بجانبه بطاقة مزخرفة بالقلوب فتحت البطاقة بلهفة لمعرفة محتواها.
كتب بداخلها :
((أكحلي عيناكِ دائما دعينا نتمتع بجمالك)) .

أخذت بالضحك بدا لي بأنها غاضبة دخلت فهد وشاهدتني أضحك .
نظرت لي بنظره لم افهمها وقالت : ما المضحك أيتها الفاتنة ؟
دفعت لها الرسالة لتقرأها ضحكت و قالت : أقسم أنها جنى فهي لا تمتلك أسلوباً وكانت تتسخط دائماً لأنك لا تضعين مساحيق الزينة.
قلت وأنا ماسكة بطني من شدة الضحك: جمالي يأتي بالمنافع .
أخرجت فهد من جيبها صندوق صغير وأعطتني إياه سارعت بفتحه وجدت بداخله احمر شفاه وردي من ماركة شانيل .
مها:من قدم لي هذا ؟ أنه باهظ الثمن.
فهد:ملاك هي من قدمت لكِ هذا ، تريد أن ترى اللون الزهري على شفتاك كيف سيبدو؟
السجينات يحتجون ، يريدون مني أن أجعلك أنيقة .
نظرت لها بتعجب : لماذا ألست ابدوا أنيقة؟
قالت لي :لا تسيئين فهمي لكن أنظري لحالك ملابسك رثه وشعرك لم تسرحيه منذ نهوضك من الفراش عليك بالاهتمام بمظهرك قليلا.
نظرت لها بنظره كسيره قائله : إذا اجعلي مني فتاة أنيقة.
نظرت لي بتفحص وقالت : طلبت من جهير بعضا من الملابس .
مها :ومن هذه جهير؟
فهد :أنها أفضل بائعة الملابس هنا .
مها : أوه ، جيد ، وأريد بعض مساحيق التزيين أيضاً .
فهد:جهزي نقودك سنذهب غداً لنبتاع لك ما تريدين فغدا السوق السوداء مقام وبعد ذلك نقصد غسق لتقص شعرك.
تعجبت ما هذا المكان الذي تتحدث عنه وسألتها : يوجد سوق هنا ؟
أجابتني بملل : لا أيتها الساذجة نحن السجينات نتفق على يوم نبيع فيه البضائع لبعضنا البعض وغداً هو موعدنا.
قلت لها : لم يأخذ أحدا برأيِّ.
نظرت لي بسخرية وقالت : كبار المشتريات والبائعات في السجن هم الذين يأخذ برأيهم وليس الصعاليك ، أسمعي عليك ببيع القليل من بضاعتك غداً.
أجبتها بسخرية:كيف ذلك أفتح كشك ؟
نظرت لي ويبدوا عليها أنها تكتم ضحكتها : مضحكه عليك بتخبئة البضاعة وأخرجها لمن يريد الشراء والدفع أولاً.
سألتها باستهتار : وأين سأخبئها برأيك ؟
نظرت لي بملل مجدداً : سأعيد ما أخبرته لكِ بالحفلة.
أجبتها بحرج :لا أستطيع ذلك لا أعرف كيف.
نظرت لي بخبث وقالت : أنا سأضعها لكِ.
خرجت عيناي من محجريهما وقلت لها :لا أستطيع لنجد حل آخر.
رفعت كتفيها بملل وقالت :أذن عليك بالبواخر.
تعجبت : ماذا بواخر؟! ماذا تعنين؟
أجابتني متحلية بالصبر : من يحملون البضائع ويخبئونها يدعون بالبواخر.
مها :حسناً سأستعين بواحدة.
فهد : أنها مكلفة ستأخذ نصف البضاعة.
تأففت وقلت لها : وكم من المتوقع أن أبيع من كيس ؟
فكرت وقالت :سبعة أكياس.
مها : إذاً سأفكر بطريقة أخرى للتخبئة لدى الليل بأكمله.
فهد: حسناً كما تشائين .
ثم تذكرت فقالت :أوه لقد تذكرت ، لقد نقلوا رغد للمستشفى .
سألتها بقلق : هل هي بخير؟
فهد:هذا ما أعلمه حاليا غداً سوف أطمئنك لكن عليك بالرجوع للخطة الأولى.
مها : محال بعد ما حدث لرغد لا أريد أي خطط خطرة.
فهد : فكري إذا وأعلميني بخطتك.
مها : لقد وجدت خطة بديلة .
فهد : وما هي؟
مها : لست بحمقاء لأعيد ما فعلته المرة الفائتة ويعلم الجميع بالخطة وتدخلون بالخطة من تشاءون لأصعق بأن السجن كله سوف يهرب معنا.
فهد : تطورات أصبحتِ سافلة.
مها : أنتم من علمتموني السفالة.
فهد : ومتى سوف نعلم بالخطة.
مها : سيكون الهروب في فترة الإفطار وفي اليوم الموعد سأعلمكم ونذهب لتنفيذ الخطة .
فهد : وما المواد المطلوبة الآن .
مها : هذا الجزء سوف تتكفل به العلقة .
فهد : لن تعلميني بأي شيء .
مها : آسفة احتياطي السلامة.
فهد : أقسم بأن عائشة من لقنتك هذا الدرس.
مها : لا يهم من لقني الدرس الأهم أن تخرج عائشة من هنا وتضع مولدها بالسلامة.
فهد : تالله سوف أحبكِ أكثر تروقني سفالتك .
مها : مهما فعلت أروقك.
فهد : أعشقك .
مها : لم يخطر ببالك عشق حقيقي.
فهد : وماذا أفعل معك الآن.
نظرت لها بجديه : تعرفين ماذا أقصد.
تنهدت وقالت : قصتي طويلة أتردين سماعها؟
أجبتها بفرح : كلي أذان صاغية.
فهد : أنجبت أمي تسعة فتيات تضجر أبي من الوضع فقد تاقت نفسه للذكر حملت أمي بالمولد العاشر وهي تدعى ومن حولها يدعون بأن يكون الذكر المنشود وشاءت الأقدار أن يكون هذا المولد أنا ,كان قدومي بداية مأساة والدتي تزوج أبي عليها بحجة أنه يريد من يحمل اسمه وأنجبت زوجته الثانية الذكر فأصبحت السيدة ونحن نخدمها كرهتني والدتي ومنذ صغري وهي تقول كم أتمنى بأن تكوني ذكراً , كثرة عبارات أمي برغبتها بأن أكون ذكراً ومكانة أخي لدى أبي جعلتني أتحول لما أنا عليه حتى تفاقم الوضع أحببت ابنة عمي وهي بادلتني الشعور حتى تطور الوضع وأصبح الأمر واضحا وصل الأمر لأبي فقرر سجني في الملحق الخارجي للمنزل , تحسست فهد حاجبيها من ثم نزلت دموعها ثم قالت بصوت تخالطه الشهقات : سجنت لمدة 6 أشهر حتى أتى اليوم المشئوم كان والدي ثملاً وقد أتى لي محاولاً الاعتداء علي فخنقته حتى مات ،انهمرت دموع فهد حتى أصبحت تجهش.
رق قلبي لها ولم أتوقع أن تكون هشة من داخلها ، رقيقه وحساسة
حاولت مواساتها بقولي : فهد لا بأس لا ذنب لكِ كنت تدافعين عن نفسك.
مسحت دموعها وتحدثت بنبرة حادة : تباً له لو أنه رضي بنا ما حدث كل هذا يستحق ما فعلته به.
مها:هذا لا يعنى أنكِ لست بأنثى .
فهد : أنا رجل ولست بأنثى.
أجبتها باستسلام : حسناً كما تشائين.
قالت لي : حتى لو أردت أن اعشق من أين سأأتي برجل هنا.
التفت لفهد بنظرات مكر هذا يعني أنها ما زالت تفكر كأنثى وقلت لها : لدي رجل وسيم.
سألتني باستهزاء : وأين هو ؟
أجبتها بخبث : طبيب الأسنان.
أجابت بضجر : أوه ، الجميع يتحدث عن وسامته.
شجعتها قائله : اكتشفي الجزء الأنثوي الذي بداخلك.
نظرت لي بسخرية :حقاً وكيف ذلك يا فهيمه ؟
أجبتها بحماس : أولاً: عودي لأسمك الحقيقي ، ثانياً : أذهبي وشاهدي الطبيب فربما ينبض قلبك بالحب .
أجابتني بتأفف: داخلي ذكر وسأبقي للأبد ذكراً .
وقالت في محاوله منها لتغيير مجرى الحديث : مها هل تعلمين ما أسمي؟
مها: لا ، وما أسمك؟
قالت بصوت جديد علي يملئه التأنث : فهده .
مها: أنه اسم جميل هل تسمحين لي بمناداتك به ؟
أجابتني وعيناها تنبض بالفرح و ووجنتها يغطيها حمار خفيف : نعم بالتأكيد ولا تنسي سأحجز لي موعد لدى طبيب الأسنان وستذهبين معي بحجة بأن أسنانك تؤلمك دعينا نمتع ناظرينا سوياً .
أجبتها و الحماس يملئني وقلبي يكاد يرقص فرحاً : إذاً غداً تغير جذري لي ولك أنا سوف أصبح فتاة أنيقة ، وأنت فهده التي تقطر ميوعة .
عادت نظرت الشراسة لعينيها وقالت : فهده تنادينني به هنا بالزنزانة فقط.
قدمت السجانة مريم لتذهب بي للمكتبة فقد حان موعد العمل , لحقت بها وكالمعتاد ناولتني الورقة التي يوجد بداخلها طلبات السجينات وزعت جميع الكتب و لم أعد جميع الكتب المستعارة فالسجينات المسؤلات عن الغسيل لم يكن متواجدات في زنزانتهن عدت وأعلمت السجانة مريم بما حدث معي فأمرتني أن أعود أليهن وأخذ الكتب منهن عدت لهن ووجدتهن فجمعت جميع الكتب وبقي مجموعة كتب واحدة وهي توجد عند عائشة قررت أن أذهب لزنزانة عائشة بخطى هادئة حتى أفاجئها بقدومي عندما وقفت وراء القضبان وأنا أحاول عدم إصدار أي صوت صعقت وانقبضت عضلات وجهي وتوقفت عن التنفس للحظات رأيت عائشة تقطع بعض الورق من الكتب وتأكلها .
صحت بها قائله : عائشة هل جننتِ .
التفتت عائشة نحوي فأوقعت الكتاب من حضنها وانتصبت واقفة قائله : ما شأنكِ أنتِ .
اهتزت شفتاي وارتجفت يدي لم أستطع الصمود أكثر رحلت و أنا أذرف الدمع يا للهول عائشة أصيب بالجنون علي بالتعجل وإخراجها من هنا فقد بات على حافة الجنون .


انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان
( بثينة )[/
CENTER]

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 13-07-10, 03:08 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Talking السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل العاشر

( بثينة )


علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف حالك يا خالتي ؟؟؟
غالية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , الحمد لله وأنت كيف حالك ؟؟؟
علي : الحمد لله , خالتي ماذا حدث بالموضوع الذي طلبته منك .
غالية : لا تخف يا ولدي لقد أخبرتها وأرسلت لها صورة كما طلبت مني .
علي : شكراً جزيلاً لن أنسى هذا المعروف طالما حييت .
غالية : لا تشكرني علي واجب أقتضى على فعله من أجلك ولكن يا بني من المفترض أن تخبرها أنتً لا يوجد مبرر لجبنك منها .
علي بغضب : لست خائف ولكنني لا أريد جرحها إذا سمعت الخبر من غيري أحفظ لكرامتها .
ردت غالية عليه بسخرية : حقاً وهل كان زواجك عليها أحفظ لكرامتها .
علي : أنا مشغول الآن يا خالتي هل تريدين شيئاً .
غالية : شكراً يا بني أريد سلامتك فقط .
علي : مع السلامة .
غالية : مع السلامة .
***
وقفت بثينة محدقة بالعدم متجاهلة تواجد ناصر بجانبها كانت كما لو أنها منحوتة شمعيه لشدة سكونها تبرق في عينها لمعة تحكي مأساتها مما أدي لتعاطف لسانها لحالها فلجم حزناً عليها , رحلت من مدينة السعداء لتحط رحالها في محطة عربدت وسكر ناصر محدقة في وجوه التي تحيطها كأنهم أشباح البؤس يطوقون عنقها لتخنق آخر أنفاس السعادة من رئتيها ثم يحرروا عنقها فتعود للتنفس من جديد ولكنها تستنشق أنفاس البئس والكآبة .
حدثت المصورة هذا التمثال الشمعي قائلة: بنيتي اقتربي من زوجك لا تخجلين فغداً ستتحسرين لأنك لم تكوني بمقربه منه أثناء التقاط الصور.
لو علمت المصورة بأنها تعد ألبوما مأساة هذه الوردة الندية لاعتزلت عملها , أخوها مسجون وأختها جسد ساكن في العلية لا يعلم أن كانت حية أو ميتة لقد دهست الأم هذه الوردة الندية بين يديها لتلقيها على ناصر ثمناً لإعادة هيكل علاقتها مع أهلها.
طوقها ناصر مستجيبا لمطلب المصورة وعانق جسدها الرشيق حتى أحست بإنهراس عظامها في جسده , فتح فمه واللعاب يسيل على وجهه مطلقا أنذارت بدء شهواته , الدنيء أنها مجرد دمية لتفريغ شهواته , لم ينفك طوال الأمسية بنظراته التي كادت أن تلتهمها مرت الدقائق والثواني على بثينة وكأنها شهوراً , انتهت الأمسية وغادر الذئب المتلبس بثوب الرجولة ووالدته مودعتهم سيدة الظلم أم إبراهيم وهي تلح عليهم باغية منهم البقاء لكنهم تعذروا بحجة تأخر الوقت وذهبوا , فور إغلاق أم إبراهيم الباب لخروجهم أسرعت بثينة للعلية لرؤية خلود سمعت والدتها تشتمها ولكن أم إبراهيم عادت لغرفة الجلوس مسرعة لأخذ الصداق وتفحص الشبكة ( طقم ذهب يقدم للعروس ) ولكن بثينة أسرعت في صعود السلالم غير مهتمة بالصداق والذهب , فتحت الباب العلية لتجد أختها ممدة ساكنة ورائحة الموت تبعث منها .
هزت كتفي خلود راجية من الله أن تستجيب لها ولكنها لم تتحرك ساكنا وضعت أذنها بمقربة انفها حتى تستمع لأنفسها فلفحها لهيب أنفاسها المقهورة فرفعت يديها لسماء شاكرة الله , حاولت حملها لكن جسدها الضعيف الذي أستنزف جميع طاقته في الحزن عجز عن حمل أختها الغائبة عن الوعي
أسرعت بإحضار وسادة وغطاء لتغطي أختها لتستيقظ باكراً كما أملت, رجت الله في سرها أن تستيقظ في صباح اليوم التالي بخير وعافية , نضبت دموع بثينة بهذه الليلة فاكتفت بالأنين حتى غرقت بسبات عميق لتستيقظ فتجد نفسها في غرفة بيضاء أشبه بالموقد لحرارتها .
التفتت مجددا لتتفحص المكان أخذت تحدق بالبياض الذي يكتنف المكان محدثه نفسها :هل يعقل أنني متوفاة .
اعتدلت جالسه فأسرعت نحوها أمراه مرتدية البياض حملقت بها بثينة
فحدثتها المرأة قائله :كيف حالك ؟؟؟
سألتها بثينة بصوت منخفض : أين أنا ؟؟؟
الممرضة: أحضروكِ هنا لارتفاع حرارتك المفاجئ .
أخذت الممرضة بالنظر بالجهاز وتسجيل عدد دقات قلبها .
خاب ظن بثينة و نظرت للممرضة بعينان محترقتان حزناً قائله : ساخن ساخن
غرقت مجددا في سبات عميق .
***
استيقظت خلود من نومها لتجد نفسها مغطاة ورأسها مستند بوسادة نهضت مسرعة تبحث عن بثينة توجهت لغرفتها للبحث عنها عند دخولها لم تجدها ولكنها وجدت فهد مستلقيا على سرير بثينة وهو ساكن وعيناه ذابلتان كالوردة التي أحرقتها الشمس .
سألت خلود فهد بصوت عالي يتخلله الخوف : أين بثينة ؟؟؟
نظر لها بعينيه متوسلا العزاء منها.
بصوت منخفض ويخالطه الخوف سألته : فهد ما بك ؟؟؟
فهد : لقد عقد قرآن بثينة بالأمس وأنا بالسجن ولشدة حزنها ارتفعت حرارتها وهي الآن بالمستشفي .
جثوت على ركبتي وضممت ساقي وأسندت راسي عليهما وأخذت بالبكاء
تقدم فهد نحوي ماسحاً على رأسي ثم رفع رأسي نحوه وأعتصر فكي بقوة بيديه قائلا :
لن أسامح نفسي طالما حييت .
أجبته ودموعي أغرقت وجنتي : لا ذنب لك.
أطرق برأسه قائلا : لو قتلته لما عقد قرآنه عليها .
خلود : انه ذنبي لقد أخبرتني بثينة ألا افتح باب العلية ولكنني تجاهلتها وفتحته .
فهد :تخبئتم بالعلية .
أجابته خلود وهي تختبئ وراء خصلات شعرها خجلا من غبائها : نعم ولكن والدتي خدعتنا قائله أنه علينا الخروج لحضور لحفل زفاف علي .
عض فهد على يده قهرا واخذ بضرب الحائط وغادر الغرفة مسرعا حاولت اللحاق به لكنه غاب عن ناظري عدت لغرفتي وفتحت نافذتي لأستنشق بعض من الهواء الحرية وضعت رأسي على قضبان النافذة متخيلة نفسي مها كم احسدها ليتني هي .
رفعت ناظري متلصصة على جيراننا لا أتناسى همي وجدت شابا يلاعب أخوته الصغار بدا انه بالعقد الثالث والأطفال الصغار من حوله تدور وتلاعبه أحسست بلحظه من السكينة وهبوب رياح ساخنة تلفح وجهي تخدرت أطرافي لا أعلم ولكنني في حالة ركود مشاعر أغلقت النافذة و عدت لواقعي نزلت لغرفة المعيشة لا أتوسل أمي بالسامح لي بزيارة بثينة وجدت علي وقد احضر معه نجلاء في تلك اللحظة طعن قلبي ولم أعد أرى سوا السواد .
حدثت نفسي قائله : هل تنسى يا علي رغد بهذه السهولة ؟؟
تحضر نجلاء إلينا من صباح اليوم الذي يلي زفافك ؟!!
ستجمع بين رغد ونجلاء ؟؟؟
الرجال سفلة , ألقيت التحية عليهم باشمئزاز وأنا عاقدة حاجبي من ثم ذهبت للمطبخ وأعددت القهوة متحاشية مشاهدة علي مع نجلاء لم أستطع تقبل وجودهما سويا أمامي أنهيت أعداد الضيافة وعدت لهم لأضيفهم
سكبت فنجان قهوة لأمي من ثم لعلي وعندما وصلت لنجلاء تفحصتها بنظرات استحقار وسكبت لها فنجان قهوة خلال سكبي للقهوة أفلتُ الفنجان ليسقط بين فخذيها , ادعيت بأنه سقط في لحظة سهو مني اعتذرت منها وهي تولول من شدة ألم , شعرت بأن الفوهة التي كانت في صدري قد ذهبت وأن عظام صدري قد تباعدت لقد أظهرت إخلاصي لرغد الآن مما سبب لي السكينة قليلا , جلست على الأريكة وأنا عابسة الوجه , كان علي يمسح تنوره نجلاء ويقرأ المعوذات عليها وكأنه يخبر أمي بأنها قد حسدت زوجته , التفت علي نحوي وأحس بعبوسي فسألني :
هل هناك شيء ما يا خلود .
أجبته بنبرة خافته تكاد لا تسمع : رأسي يؤلمني قليلا .
علي : تناولي بعض المسكنات وذهبي للاستلقاء في السرير .
نهضت وودعتهم معتذرة بصداعي المزيف .
عندما هممت بالخروج من الغرفة رن هاتف علي فأجاب وهو مرتبك ومن ثم لوح بيده أنه سوف يخرج قليلا أدعيت أنني أصعد السلالم ولكن ما أن خرج علي من باب متوجها للخارج تبعته لأتنصت لمكالمته فبداخلي شعوراً يقول بأنها رغد .
سمعت نبرته الحادة وهو يزجرها قائلا : نعم لقد تزوجت ولن أعود قبل أسبوعان فأن أعزم قضاء أسبوعان شهر عسل في ماليزيا.
سكت لبرهة ومن ثم نعتها بأبشع الكلمات وثم أغلق الخط وعاد لداخل. أسرعت الخطى وصعدت السلالم وأنا أذرف الدموع أليس من المفترض أن يواسيها يعتذر منها ويبرر موقفه ياله من حقير هل فعل ذلك ليتحاشى عقدة الذنب ؟؟؟
دخلت لغرفتي وغرقت في رحلة بكاء طويلة وأقسمت بداخلي على ألا أتزوج مطلقا , هاجمني النوم أشفقاً على جسدي المنهك ليريحه من تعبه .
***
السيارات مصطفة بجانب بعضها البعض مشكله دائرة استعداد لعرض ( التفحيط)
يتزاحم الشبان ويضربون بعضهم البعض بمرافقهم والبعض قرر الصعود فوق السيارات ليروا العرض بشكل أفضل تعالت الأصوات وبدء الشبان بالتذمر لتأخر بدء العرض .
كان فهد يحدق بالشباب متأملهم ويقول لنفسه : ما أسخفهم يتجمعون هنا حتى يشاهدوني أقوم ببعض الحركات بالسيارة يعرضون أرواحهم للخطر من أجل متعة لحظات , لمس كتفي أحدهم وهمس بأذني قائلا :حان الوقت .
سار أمامي وتبعته حتى وصلت لسيارة كامري فضية اللون ذهبت للسيارة كعادتي قبل كل عرض وتفحصت الفرامل (الفحمات) فوجدتها شبه معدومة ألتفت لهشام قائلا بغضب :
هشام الفرامل تالفة كيف لي (بالتفحيط) بها.
هشام : أسمع يا فهد أنك لا تقوم بهذا العمل مجاناً نحن نقوم بدفع المال لك .
فكرت بتلك اللحظة بمها كيف لي بإحضار ألواح الشوكلاتة لها وإعطائها قليلا المال لتتدبر شؤونها في المكان القذر الذي تتواجد به و بثينة علي أقامة حفلة صغيرة بالمنزل لها حتى تبتهج قليلا بعقد قرآنها على القذر ناصر تداخلت الأفكار ببعضها البعض مسببة الصداع لي رفعت رأسي معلنا لهشام موافقتي لتنفيذ المهمة دون تذمر أنا مستعد أن أموت من أجل أن ترتسم البسمة على شفاه مها .
بتلك اللحظة أحسست بالشوق أتمنى أن أرى ابتسامتها المشرقة وعيناها البريئتان تنهدت متوجها لسيارة صعدتها وقمت بالعرض بكل براعة صفق الجمهور لي وهتفوا بلقبي بصوت عالي وهم يصفرون قائلين :رعد , رعد , رعد .
كان هشام سعيد بنجاحي وشقي لأضواء الشهرة بسرعة في عالم (التفحيط) أما أنا فكنت حزين ولكن الحاجة دفعتني وأكره شهرتي ولقبي أيضا .


انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان
السوق السوداء

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 13-07-10, 03:10 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الحادي عشر

(السوق السوداء )


حان موعد تجمع البائعات في الساحة الخارجية لإقامة السوق السوداء ، توجهنا أنا وفهد للساحة الخارجية وعند وصولنا بحثت بعيني عن أي شيء يوحي بمنظر السوق فلم أجد أكشاك أو أي شيء يدل على قيام أية سوق هنا همست لفهده :أين السوق؟؟
نظرت لي فهده بتعجب قائله :أيتها الحمقاء ولما سمي بالسوق السوداء ؟
حاولت لملمت نفسي وقلت لها مغيرة الموضوع حتى لا تسخر مني وأنا ابحث بعيني : أين جهير ؟
أجابتني فهده : سنذهب لها الآن .
وصلنا لجهير فدنت فهده منها وهمست بأذنها بكلمات ، حاولت أن أسترق السمع لكن لم أستطع ولم احصل ولا على كلمة واحده ، أخرجت جهير ورقة ودستها في جيب فهده ، أدخلت فهده يدها في جيبها لتطمئن أو ما شابه ثم ودعنا جهير وأخذتني فهده جانباً إلى زاوية وأخرجت الورقة وهي تقول لي بعجله: هيا اختاري ما يعجبك بسرعة ؟
كانت الورقة بحجم A4 والصور محشورة بجانب بعضها البعض لم أستطع الرؤية جيداً ، طلبت المساعدة من فهده في الانتقاء فاختارت لي قمصاناً من القماش الشفاف وأكثرت من اللونان الأبيض والوردي .
أعادت فهده الورقة لجهير وعادت إلي قائله :حسابك خمسة آلاف ريال .
قلت بداخلي "أوه يا إلهي كم قميصاً لا يساوي الواحد ستون ريالاً ادفع لها ثمناً يساوي قيمة الحمولة كاملة ، يا لهم من جشعين ؟! "
لكزتني فهده بجانبي وقالت : أين سرحتِ ؟
أجبتها وأنا موكلة أمري لله : سأحاسبك إذا عدنا للزنزانة.
فهده: حسناً , الآن سنفترق حظاً موفقاً في بيع بضاعتك ولا تنسي الدفع أولاً ، ولا تتحامقين وتسلميهن البضاعة مباشرة ادفني البضاعة في مكان ما وأخبري الشارية بمكانها ، أشارت بيدها لعمود الإنارة أنصحكِ بمثل هذه الأماكن .
تركتني فهده وأخذت أتجول بين السجينات وقلبي يقصف رعباً فأنا لم اعتد على بيع البضاعة بدون فهده ولا اعرف كيف سأتصرف حدثت نفسي قائله : من أن تنتهي الكمية التي لدي سوف أسلك طريق آخر ولن أعود لهذه التجارة مطلقاً ، أخذت بتأمل وجوه البائعات كانت تخلو ملامحهم من البراءة وتتطاير من أعينهم الشرر ، قلت لنفسي بسخرية :وأيُ برائه تبحثين عنها هنا يا لكِ من حمقاء .
بينما أنا أمشي بين البائعات حدثتني إحدى البائعات قائله : هل ترغبين بتذاكر.
تعجبت منها قائله : تذاكر ؟؟؟
البائعة : ستقام مسرحية بعد شهر بعنوان سمر والسجانة هل تريدين ابتياع تذاكر .
مها : نعم أريد ثلاثة تذاكر .
البائعة : حسابكِ 300 ريال .
أعطيتها ال300 ريال وأنا أتخيل وجه عائشة وأنا أعطيها التذاكر وأتخيل فهد وهي تقفز فرحاً كنت أريد ابتياع التذاكر لجميع الفتيات ولكنني بخلت واكتفيت بتذكرتان لفهده وعائشة .
وأنا أمحص وجوه الفتيات اللاتي بجانب البائعة تلاقت عيني بعين إحدى السجينات فأشارت لي بعينها بالقدوم فذهبت لها ، ارتعشت أطرافي وأخذت قلبي يدق بسرعة عند وصولي وضعت بيدي نقوداً فذهبت بعيداً وتوجهت للحائط ولقيت وجهي للزاوية وعددت المال فكان المبلغ ستمائة ريال.
أمسكتني أحدهم من كتفي من الخلف هامساً بأذني قائلا : أين ستدفنين البضاعة .
التفتت نحوها فكانت هي الفتاة التي أعطتني النقود منذ قليل أجبتها بربكة : عند عا ...مود الإ..نار..ة .
نظرت لنفسي بتعجب وأنا اكلمها : هه ها ها قد أنجزتِ بيعه واحده لوحدك إنك شجاعة يا مها .
ولكن ما أن التفت حولي حتى أرى كم أصبح الوضع مخيفاً ، الجميع يحملق بي وتوجد فتاة تلاحقني كظلي منذ أن افترقت عن فهده أوجست منها خيفة , ماذا يعقل أن تريد ؟! أشارت لي الفتاة التي تلاحقني بيدها فقدمت لها فوضعت قلماً بيدي وأخبرتني بأن أعطيه لفهد حالاً , توجهت لفهد وأعطيتها القلم وسألتها عنه فأخبرتني بأنها سوف تعلمني بالأمر لاحقاً ، عدت للتجول من جديد ، شاهدت الفتيات متجمعات فقدمت نحوهم وألقيت التحية تحدثنا سويا وأخذنا بالضحك وتجاذب أطراف الحديث فجأة تغيرت ملامح الفتيات وعقدن حواجبهن ، سألتهم عن سبب تضايقهن أخبروني بأن قدوم سمر للسوق هو ما أربكهم وأشارت لي ود بعينها بالنظر للخلف ، التفتت للخلف فوجدت سمر تتحدث مع إحدى الفتيات وفجأة تعالت أصواتهما وشتمتها الفتاة قائله قاتله الرضع , لكمتها سمر بقوة فتناثر الدم بالأجواء وتسخ قميصها بقطرات الدم تعاركتا معا وسددت كل منهن للأخرى أقوى اللكمات بلا رحمة أخذ الدم يتناثر بالأنحاء أكثر من ذي وأجسادهن ظهرت عليها الكدمات , تدخلت الفتيات محاولين إنهاء العراك لكن سمر والفتاة كانتا كالأسود يتعاركون بلا رحمة مما أدى أن تتوقف محاولات إنهاء العراك فتجمهرت الفتيات آملين أن تخور قواهم قبل وصول السجانات .
سألت لمياء بصوت مرتعش : لماذا تخافين منها ؟
أجابتني بخوف : إنها خبيثة جداً ومتوحشة أيضاً وقاتله .
رددت عليها : قاتله .
فركت لمياء حواجبها قائله : لا أريد الحديث بهذا الموضوع.
سألتها وأنا أرجوها بعيني : ما قصة قتل الرضع هذه ؟؟؟
أجابتني بصوت منخفض وهي تلتفت من حولها وجذبتني بعيدا :
كانت سمر تشترك مع عصابة لتهريب المخدرات قاموا بالتخطيط لتهريب المخدرات من سوريا إلى السعودية عن طريق البر بالحافلة ، فأحضروا طفلا رضيعاً وافرغوا أحشائه ووضعوا المخدرات بداخله وعند الحدود الفاصلة نزل الجميع من الحافلة للتفتيش كالعادة كانت سمر تحمل الطفل بقوه لصدرها وكأنها تخفي شيئاً نظر لها احد المفتشين باستغراب لأن الطفل لم يتحرك أبداً طوال فترة التفتيش تقدم نحوها ليرى الطفل فرآه شاحب اللون اقترب أكثر فلمسه وأحس ببرودته وتبين له شحوبه أكثر فأحس بأنه ميت احضر المفتشين الآخرين وأخذوه منها بالقوة فتبين له بأنه ميت لقد قتلوه المجرمين المتوحشين وحشوا بطنه بالمخدرات .
أجبتها وأنا أشعر بأني أريد أفراغ ما بجوفي تقززاً : يا لقسوة قلبها كانت تحمل طفلاً ميتاً بين ذراعيها.
ردت علي بسخرية : إنها تنعم بالخيرات هنا من وراء جرمها أنها تفتقر للمشاعر أنها أكبر مخبئة ممنوعات هنا .
سألتها وأنا مقطبة جبيني : وأين تخبئ الممنوعات ؟
أجابتني بصوت غاضب: لماذا تسألين الأسئلة الأكثر سرية ؟؟؟
مها : يعتبر مكان التخبئة سراً ؟؟؟
لمياء : أنتِ فتاة ساذجة .
ذهبت لمياء وهي تتمتم بكلمات وبدا عليها الاستياء .
عدت للتجول حتى بعت جميع الأكياس المتبقية لدي , قررت العودة لزنزانة ولكن لفتت نظري إحدى السجينات كان أمامها مجموعة من الفواكه عرفت بأنها تبيعها توجهت نحوها وضعت بيدها 100 ريال وأخذت عنقود موز أعادت لي خمسة ريالات قائلة: أنكِ جنسية .
وضعت النقود في جيبي ونظرت لها بتعجب وقلت :ماذا ؟
نظرت لي البائعة نظره لم افهمها وقالت : لقد سمعتني .
سألتها : وما أدراك ؟؟
أتت فهده وألقت علي التحية مبتسمة وتفحصت بعض الفواكه
البائعة :لقد انتقيتِ الموز وهذا يعني بأنكِ جنسية ، التفتت لفهده لأحذرها لكي لا تبتاع شيئا فوجدتها تحمل بيدها عنباً متوجهة نحو البائعة .
قالت البائعة :أنكِ فتاة شريرة يا فهد .
نظرت لها فهده بغضب وقالت : أعيدي ما قلتي أيتها القذرة .
ردت عليها البائعة: أنا قذرة أيتها الساقطة الماجنة .
هجمت فهد على البائعة وأخذت بلطمها سارعت البائعة بعض فهده من كتفها فقمت أنا بدوري بسحب البائعة من شعرها ، تلقت البائعة من فهده عدة لكمات وأنا أحاول تهدئة فهده وأبعدها عنها ، قاموا الفتيات بفصل فهده والبائعة عن بعضهم البعض من ثم أخذوا بمسح معالم القتال فقدوم السجانات حالياً مصيبة .
عدنا للزنزانة بأمر من العلقة وأخبرتنا بأن حسابنا عسير ولكنها ليست متفرغة الآن لمحاسبتنا , فهده كانت سعيدة بالمعركة فهي تعشق القتال صدقت البائعة أنها فتاة شريرة ولكنها طيبة من الداخل .
ما أن دخلت الزنزانة حتى شاهدت صندوق أحمر مزين بشريط ذهبي يفوح منه رائحة اللآفندر سارعت بفتح الصندوق ، كان بداخله مصحف وبعض الشموع والورد المجفف وأقراط على شكل الحرف الأول من اسمي من الذهب الأصفر دققت النظر به فاكتشفت أنه تكملة العقد الذي أهداني إياه فهد في عيد الأضحى الفائت أي أنه الآن أصبح لدي الطقم كاملا وجدت برواز بداخله صورة تجمعنا أنا وفهد بعيد الأضحى الفائت ونحن نعاق بعضنا البعض ، دمعت عيني فسارعت فهده بمسحها قائله: لقد قدمت الهدية لكِ لتفرحي .
هززت جسدي ومسحت وجهي محاولة تجاوز الأسى وشعور الشوق الذي يشتعل بداخلي أخذت بتأمل الهدايا وجمعت حفنه من الورد المجفف التي خالطتها دموعي ففاحت الرائحة بشدة بسبب تبللها بدموعي , عندما أزحت الورد بيدي لأخذ حفنة أكبر لأشتمها وجدت رسالة , ألقيت الورد المجفف جانباً وأسرعت بفتح الرسالة التي كتب بدخلها .
((بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فهد السواني
إلى مها السواني
لقد من الله عليك في هذا اليوم الكريم بحفظ القرآن الكريم
تمنيت بأن أراكِ اليوم حتى أهنئك شخصياً
اشتقت لكِ كثيرا يا حافظة كتاب الله
…. ))

عند قراءة تلك الكلمة أحسست بدوار ، بذلك الشعور الذي كان يتملكني عندما كنت أرى فهد ، أحسست به يجتاح جميع خلايا جسمي من جديد ، ترقص قلبي فرحا بكلمته ، وعبرتي تخنقني ، لم استطع أكمل قراءة الرسالة فالكلمة لامست شغاف قلبي بل اقتحمته .
ألقيت الرسالة وسجدت لله شكراً وقلت بداخلي
لن أعود لبيع المخدرات مجدداً فالله قد سهل أمري وفرج كربي بهذه الرسالة
سأتوب إلى الله ولن أعود لبيع الخبائث ثانية .
أخذت بالبكاء فاستلقيت على السرير محتضنة الوسادة .
فهده :ماذا يوجد بداخل الرسالة حتى جعلتكِ حزينة .
نظرت لها وعيني مليئة بالدموع ومن بين دموعي ابتسامتي كانت مرسومه على وجهي وقلت لها بفرح شديد : لقد قالها أخيراً .
نظرت لي فهده بتعجب من كلماتي وحالي: ماذا قال ؟
أجبتها والأحاسيس تملئني من الداخل وكأنها بحر هائج ونظرت لها : أحبك .
أخذت الرسالة من الأرض وقرأتها ، خنقتها العبرة فقالت : ليت لي حبيب مجنون بحبي مثلك .
رأيت في عينيها الغبن ضممتها وقلت :سيأتي يوم وتجدين عاشق يحبكِ وينسيكِ كل الليالي السوداء .
أجابتني وهي تتصنع الغضب بصوتها : أين هو فليأتي بسرعة .
ضحكت عليها وأخذنا أنا وفهده نبكي طوال الليل ونشتكي حالنا للقضبان لعلها تذوب حزناً على حالنا فنلوذ بالفرار ، لماذا قالها الآن كنت أمامه طول تلك الفترة هل يريد تعذيبي؟
أردت رؤيته بشدة ، شوقي له ، لرؤية وجهه الجميل أمامي ، لسماع صوته الحنون ، للإحساس بدفئه بجانبي ، أحاسيسي كانت تجعلني احلق عالياً، أهيم بعيداً ، كنت طوال الليل أدعوا الله بأن يجمعنا قريبا .
***
عادت بثينة من المستشفي بعد أن نجح الأطباء في خفض درجة حرارتها
عند دخولها للمنزل استقبلتها أم إبراهيم بوجه مبتسم وهي تقول : أهلا وسهلا بكِ حمد لله على سلامتك .
نظرت بثينة لها بنظرة احتقار وكأنها تخبرها بأنها أسوأ أم على وجه الأرض .
همت بثينة لصعود السلالم فسمعت صوت أمها يقول : بثينة حفل زفافك الأسبوع القادم .
التفتت بثينة نحو والدتها قائله بغضب : أماه لقد عقد قرآني منذ يومان كيف يكون حفل زفافي الأسبوع المقبل لا أستطيع ...
أولا أنا لم أقوم بتجهيز أي شيء ثانيا ماذا عن دراستي كيف ...
قاطعتها أم إبراهيم قائله : أسمعي يا بثينة العريس الذهبي لا يتكرر وناصر رجل شهم ولا تريدين أضاعته من بين يديك من أجل دراستك اعتذري هذا الفصل .
أجبتها بثينة بصوت يتوسل الرحمة : أماه لم يتبقى ألا شهراً وحداً وينتهي الفصل دعيه ينتظرني شهراً فقط .
أجبتها أم إبراهيم بكل برود : لا أريد نقاشاً هيا أذهبي لغرفتك فلديك اليوم أعمال كثيرة فقد حجزت موعداً لكٍ عند المصممة حتى نجد لكِ فستان زفاف يليق بحرم ناصر الماجد .
حاولت بثينة أكمال النقاش ولكن أم إبراهيم ذهبت لغرفة المعيشة قائله : إياك أن تحلقيني وألا سوف يحدث مالا يحمد عقباه .
استسلمت بثينة للواقع فصعدت السلالم وتوجهت لغرفتها وهي ثقيلة الخطى عند دخولها لغرفتها فوجئت بالزينة والبالونات وقالب كعكة كبير وفهد يحمل صندوقاً أحمراً كبيراً مزيناً بشريط ذهبي تسمرت بمكانها وسارع فهد بضمها من ثم ضمتها خلود ابتسمت بثينة قائله : حمد لله أنكم هنا حولي .
فهد : بثينة لا يستطيع أحداً أن يجبرك على شيء لا تريدينه .
بثينة : أنكم تعلمون بموعد زفافي .
أطرق فهد رأسه وخلود تملئ عيونها الدموع
فهد : إذا كنتِ لا تريدين ناصر لن تتزوجيه بثينة هل تريدين الزواج به ؟؟؟
أجبته كاذبة : أنا أريد الزواج به .
عقد فهد حاجبيه قائلا : ولكنك كنتِ رافضه في بادئ الأمر .
بثينة : هل تريد أن أحمل لقب المطلقة لقد تم عقد قرآني ربما بعد زواجه مني يغيره .
أجبها فهد بنبره حزينة : كما تشائين .
أثناء محادثة فهد وبثينة كانت خلود تنظر من النافذة وهي تبتسم .
سألتها بثينة باستغراب: ماذا تفعلين خلود ؟؟؟
التفتت خلود لها وهي تبلع ريقها وتقاسيم وجهها يملئها الرعب أغلقت النافذة وقالت : لاشيء , بثينة حمد لله على سلامتك كنت أريد زيارتك ولكن ... قاطعتها بثينة قائله : هيا لنحتفل .
أمضت بثينة الليلة بأكملها وهي تدعى الفرح وبأنها سعيدة بالحفلة ولكنها كنت حزينة ولم ترد أن يشعر فهد بالذنب فوجدت بان أدعاء السعادة أفضل حل .
***
بعد مضي أسبوعان

كانت رغد تجلس على الكرسي في أحدى زوايا غرفة النوم
كانت عيناها منتفختان ويداها تحتضن الوسادة وهي تدس وجهها بها
سمعت صوت خطى تتجه نحوها فرفعت رأسها فوجدت علي أمامها
تبادلا نظرات العتاب
قال علي بسخرية : هل أنهيتِ مسرحيك ؟؟؟
أجابته رغد بنبرة حادة : لم تنهي أيه الدنيء فقد تبقي فصل القتل .
نهضت رغد وقذفته بالوسادة فارتطمت برأسه
نظر لها بعينان شرستان وأمسكها فألقاها أرضا وأخذ بركلها ودهسها
وهي تبكي وتشهق ولكنه تناسى الحب الذي جمعهما وأخذ بضربها حتى توقفت عن البكاء وتصلب جسدها الهزيل
اقترب منها علي ليطمأن على حالها
فوجدها ساكنة لا تتحرك
أراد أن يتأكد من أنها حية فقال لها مستفزاً : أن نجلاء حامل .
فتحت رغد فمها وصرخت بأعلى صوتها قائله : حقير أخرج من هنا.
خرج علي وهو يقول : لقد استطاعت نجلاء في أسبوعان فعل ما لم تستطيعين فعله منذ أربع سنوات .
نظرت رغد له بعينان متوعدتان قائله : سأجعلك لا تنام الليل من الخوف
وتتمنى أنك لم تتزوج بي .
أجابها بسخرية : يا إلهي أرحمني .
أخذ علي بقضم أظافره متصنع الخوف هزواً ومن ثم خرج من المنزل.
***
كانت أم إبراهيم جالسة في غرفة المعيشة تتحدث بالهاتف بغطرسة وتقول : لقد كان الزفاف أسطورياً وناصر منبهر جداً بجمال بثينة لا يكاد يصدق بأنها أصبحت زوجته .
نظر فهد وخلود لأمهم باحتقار فهي منذ حفل زفاف بثينة وهي لا تنفك
عن المحادثات الهاتفية وإخبار الجميع عن مدى روعة حفل الزفاف ومتغافلة عن ذكر حادثة انقطاع الكهرباء المفاجئ في صالة الطعام وفساد بعض المقبلات في (البوفيه) وتعثر بثينة بفستان أحدى الحاضرات .
رن جرس المنزل فذهب فهد ليرى من الطارق
عندما فتح الباب وجد بثينة وهي ترتدي عباءة على الرأس والقفازات والنقاب الأفغاني رحب بها وأدخلها لغرفة المعيشة وهو متعجب كان يذكر بأن بثينة ترتدي عباءة على الكتف ونقاب عادياً , ما أن رأتها أم إبراهيم حتى أقفلت السماعة وتوجهت نحوها نزعت بثينة عباءتها
فظهرت الكدمات التي تملئ جسدها وإحدى عيناها أرجوانية اللون
وتمشي وهي مباعدة بين رجليها كالبطة .
سألتها خلود : ماذا حدث لك ؟؟
ألتفتت لها بثينة وهي تضحك قائله : وماذا يبدوا لكِ.
أم إبراهيم : هل فعل هذا في ليلة الزفاف .
أجبتها بثينة وهي تذرف الدموع : نعم وكان مخموراً .
أم إبراهيم : الدنيء .
فهد : أنتِ من زوجها هذا السكير العربيد .
نشب عراك بين فهد ووالدتي وأقسم فهد بأن لا تخرج بثينة من المنزل وأنه سوف يقوم بإجراءات الطلاق من صباح اليوم التالي .
صاحت بثينة قائله : أنا حامل .
صمت الجميع وهم محدقين بها .
تحدثت بثينة وهي تجهش بالبكاء : اللهم رحمتك , أماه أنا أعاني من نزيف لهذا أحضرني ناصر إليكم .
عض فهد على شفتيه قائلا : هذا الحقير سأقتله .
أم إبراهيم : خلود ساعدي أختك بارتداء عباءتها علينا بالذهاب للمستشفي فهد أحضر السيارة وجعلها على مقربة من باب المنزل فبثينة بالكاد تستطيع المشي .
أقترب فهد من بثينة وساعدها في ارتداء عباءتها ثم حملها قائلا : لا داعي بأن تمشي الآن .


انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان طبيب الأسنان

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 14-07-10, 02:53 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني عشر

( طبيب الأسنان )


صوتها الناعم الرقيق صاحب النغمة المتميزة يخترق غشاء طبلة أذني ليمتع حاسة سمعي بهدهدتها , لم أفهم ولا كلمة مما نطقت بها شفتيها ولكن عذوبة صوتها كانت كفيلة بأن تروي عطشي من ينبوع حنجرتها , طرقت إحدى الفتيات الزنزانة بهمجية ثم قالت بصوت نكير : فهده , فهده
تعكر مزاجي لسماع صوتها البشع فقد قاطعت جلسة استماعي لعصفورتي المغردة فهده .
أجبتها فهده بصوتها الناعم: لقد سمعتك يا حمقاء , مها خذي منها الدلو .
نهضت من فراشي فوجدت خلف القضبان فتاة سمراء شديدة النحافة متوسطة الجمال , تحمل دلو أصفر اللون تسلمت منها الدلو وأنا عابسة كما أن برودة الماء كادت تشل أصابعي يدي , بادلت الفتاة عبوسي بابتسامة أخذت بالأتساع حتى ظهر نبآها من ثم مسكت يدي وأخذت تضغط بقوة وعيناها تمطرني بنظرات قذرة , كانت تنظر لي كالذئب فأوقعت الوعاء خوفاً فتبللت ملابسي بالكامل أبعدت قميصي عن جسدي فشهقت الفتاة فرحاً , نهضت فهده من سريرها لتطمأن علي لكنها هي أيضا وقفت بدورها متسمرة تمحص جسدي بنظرات لم ترقني , قررت عدم خلع قميصي أمام هاتان الذائبتان , وجهت وجهي نحو القضبان للخلاص من نظرات عصفورتي أو بالأحرى صقرتي , وجدت الفتاة متسمرة في مكانها من خلف القضبان وعينها الذئبيتان تستمر على نفس نهج النظرات السابقة , صرخت بوجهها قائله : خذي دلوك ... قذفتها بالدلو ومددت يدي من خلف القضبان دافعتاً إياها للخلف .
قالت وهي تضحك بكل برود : لا يلق على الجميلات الغضب .
أخذت أضرب الأرض بأخمص قدمي من شدة الغضب والقهر ما بهم هؤلاء القذرات في تلك اللحظة طوقتني فهد من الخلف قائله : ستملئ الدلو الآن لا داعي للغضب لهذه الدرجة أنتِ عطشى .
دفعت فهد للخلف وأنا غاضبة ورمقتها باحتقار .
فهده : ما بكِ ؟؟ لما أنتِ غاضبة ؟؟؟
أجبتها وعيني يتطاير منها الشرر قائله : أسمعي فهده لا تعيدين الكرة وألا سوف أقتلك .
فهده: الآن لم تعد تعجبك تصرفاتي .
مها: أريد العودة لزنزانة عائشة .
فهده : لم أعلمك الرقص بعد أيتها الفاتنة .
مها: لا أريد التعلم لقد طابت نفسي .
فهده : أسمعي يا جميلة لست بموقف يسمح لكِ بمطالبة بشيء .
مها : بلى إنني بأفضل موقف سوف تعدينني لزنزانتي .
نظرت لي فهده بنظرة أوجست فيني خيفة وقالت : هذه زنزانتك ولن تنبسين ببنت شفة وألا قطعت لك لسانك .
صفعتها فبادلتني بصفعة أقوى منها , شددت لها شعرها فأفلت شعرها من بين يدي بسرعة لم أتوقع أن يكون بكل تلك النعومة لدرجة أن تنزلق أصابعي من خلاله بسهولة , مسكتني فهده من عنقي وأسقطتني أرضا وأدخلت أصابعها بين خصلات شعري وأخذ بالشد بأقوى ما بي وسعها فأخذت أتخبط بالأرض ألما وكنت أسمع صوت تقطع بعض خصلات شعري , حاولت الدفاع عن نفسي ولكن بلا جدوى فقد خارت قواي ولكنني حاولت استجماع القليل من قواي مكملة العراك كانت السجينات المجاورات لزنزانتنا يضحكون يهتفون باسم فهده مشجعيها لكي تدكني دكا , كانوا يصفقون ويصفرون استمتاعاً على حالنا التي من شأنها أن تبكيهم ولكن ماذا أنتظر من نساء سافلات و مجرمات , تتمتع فهده بقبضتان قويتان ولكنني كنت أسدد اللكمات لوجهها فلكمة الوجه هي القاضية كان النصر محسوم لها ومقاومتي لها بجسدي النحيل مستحيلة ولكنها ثبتتني بالأرض معلنة بذلك الظفر بالمعركة بابتسامتها .
همست بأذني قائله : من تحاولين هزمه أيتها الجميلة .
أجبتها بنبرة حادة : أنا أكرهك وأكره هذه الحياة لا أريد أن أتحول لمجرمة ساقطة مثلكِ , كما إنني لم أعد أطيق نظراتك القذرة أيتها الدنيئة , ما أن تلفظت بهذه الكلمة حتى ضربت رأسي بالأرضية فملئ دوي الضربة الزنزانة فأخذ السجينات المجاورات بالضحك والسخرية مني قائلين : ماذا حدث هل وقعت قبعة بالأرض وكان رأسك بداخلها .
رن الجرس معلنا ً بداية فترة الغداء .
اقتربت مني فهده قائله : حان موعد الغداء لنأكل من ثم نتابع العراك يا حلوتي .
ابتعدت عني فجلست في زاوية الزنزانة محدقة بالسقف .
فهده : ما بك ِ ؟؟
مها: لا أريد هذه الحياة المقرفة .
فهده : ما الذي لا يعجبك ؟؟؟
مها : لا يعجبني .... ولا أريد أن أبيع المخدرات .
فهده : حسنا لكِ ما تريدين ولكن إن لم تبيعين المخدرات لن تستطيعين العيش هنا ولا تتوقعين مني أن أدفع نفقاتك فأنت لا تحبين ... .
مها : سأجني المال بأي طريقة ألا عن طريق المخدرات .
فهده : يوجد طريقة أخرى ولكن أخبرتني قبل قليل بأن ... لا يعجبك بناء على ذلك لن تعجبك هذه الطريقة أيضاً .
مها : وما هي ؟؟
نظرت لي بعينان نصف مغمضتان قائله : صدقيني لن تعجبك أيتها الجميلة .
مها : لا تتبعي معي أسلوب الأطفال ما هي أخبريني .
فهده : كوني راقصة ولكن سيترتب على الرقص أشياء لن تعجبك أيضاً .
مها : قذرة وستظلين طوال حياتك قذرة .
فهده : احترمي ألفاظك وألا وضعت أسلاك الكهرباء في عينيك الجميلتان .
أجبتها بسخرية : ومن أين ستتدبرين الأسلاك .
فهده : استفزيني أكثر وسترين من أين سأجلبها .
مها : لا أريد هذه الحياة ... .
حضرت السجانة قائله : كفوا عن الصراخ حان موعد الغداء فتحت باب الزنزانة , خرجت فهده دون التأكد من أناقتها والجلوس أمام المرآة خمس دقائق وهي تعدل ياقة قميصها كعادتها يبدوا لي بأنني أغضبتها .
توجهت نحو المرآة وأخذت بالنظر كانت المرآة مكسورة وحالتها يرثى لها ومتسخة تأملت وجهي فسقطت دمعتي لم أعد أرى نفسي بل أرى مسخاً أخرجت الكحل ومرطب الشفاه من جيبي وأخذت بالتزين من ثم لبست من ملابسي الجديدة وأخرجت عطر فهده من تحت وسادتها وتعطرت به وذهبت لصالة الطعام , عند دخولي لصالة الطعام عم الصمت وأصبح الجميع يحدق بي وعند مروري عند بعض الفتيات أخذوا بقول كلمات والضحك لم أستطع سماعهم فكانوا يتحدثون جميعا في آن واحدة مما جعل استيعابي لا يستطيع تميز الكلمات فقد أختلط حروفهم ببعضها البعض , فرحت جداً فقد أشبعن ثقتي بكلماتهم المعسولة التي لم أستطع تمييزها .
صاحت إحدى الفتيات من طاولة تبعدني بضع أمتار قائله : وأخيراً أكحلتِ عيناك أقسم بالله بأنني لم أندم على ابتياع قلم الكحل تستحقينه وبجدارة .
عندما رأيتها فرحت جداً فقد كنت أتوق للقاء بصاحبة الكحل , أخذت بالتلذذ بنظراتهم وفرحهم بطلتي الجديدة متسائلة بداخلي هل أنا فاتنة لهذه الدرجة .
جلست بجانب الحيزبون ألقيت عليها التحية ولم ترد علي يبدوا بأن جمالي قد سبب لها الغيرة وجعل لسانها لا يستطيع رد السلام , كانت سعادتي لا توصف ولن تستطيع هذه العلقة أن تبدد سعادتي بعدم ردها للسلام .
بينما أنا ألتهم الطعام متجاهله العلقة التفت نحوي الحيزبون قائله : لقد تزوج علي على أختك رغد .
اتسعت عيني وعجزت عن أكمال اللقمة فأخرجت منديلاً من جيبي واضعة اللقمة بها تباً لها ما أن تراني مبتهجة حتى تقتل فرحتي يا إلهي هل سمعت ما قلت بداخلي , التفت للعلقة قائله : أرجوكِ أخبريني بأنكِ تمزحين .
الملكة دودو : منذ متى وأنا أجيد المزاح .
مها : كيف حدث ذلك .
الملكة دودو : تريدين التفاصيل عليك بمعرفة معلومة من أجلي .
مها : وما هي تلك المعلومة ؟؟؟
الملكة دودو : أريد معرفة موعد الحفلة التي تخطط لها فهده ولما تخطط لإقامة حفلة بدون علمي .
مها : ولكنها ... , دعي أخلاقياتك جانباً وفعلي ما أمرتك به .
لم أكن سأخبرها بأنني لا أعتزم الوشاية برفيقة زنزانتي و لكنني أنا أيضاً لا أعلم عن الحفلة شيئاً .
الملكة دودو : عندما تأتين بالإجابة سأعلمك بالتفاصيل .
انتهت فترة الغداء وأنا محدقة بالعدم لا أفكر بشيء فجأة أخترق عقلي فوج من الأسئلة في آن واحد .
رغد ما شعوركِ الآن ؟؟؟
هل تبكين الآن ؟؟؟
هل تريدينني بجانبك حاليا ؟؟؟
بعد ما حدث لك هل ستأتي لزيارتي ؟؟؟
***
عزيز : أهلا وسهلا .
الملكة دودو : كيف حالك ؟؟؟
عزيز : بخير وأنتِ كيف حالك ؟؟؟
الملكة دودو : لست بخير فعندما أريد شيئاً ولا أحصل عليه أشعر بالكآبة .
عزيز : أنا لا دخل لي ... قاطعته الملكة دودو قائله بصوت حاد : أنها مجرد صورة هل تعجز عن إحضارها .
عزيز : أنه يرفض أن يعطيني واحدة .
الملكة دودو : إذن ألتقط له صورة بدون علمه .
عزيز : لكن ... قاطعته مرة أخرى قائله : لن أتحدث معك مجدداً ألا بعد أن تصلني رسالة تحمل صورته .
أغلقت الملكة دودو الخط بوجه فور الانتهاء من جملتها تلك , كان فهد على مقربة من سيارة عزيز لتسليمه الظرفان الذي اتفق أن يسلمه له اليوم ,أخرج عزيز هاتفه الخلوي وألتقط له عدة صورة من ثم أرسلها للملكة دودو .
أنزل الهاتف الخلوي عندما أصبح فهد على بعد عدة أمتار منه , أنزل عزيز نافذة السيارة لوصول فهد فناوله ظرفين قائلا : الظرف الأول هو ثمن التوصيلة والآخر لمها , ودع فهد عزيز بعجلة وذهب مبتعداً, سمع عزيز صوت التنبيه من هاتفه الخلوي لوصل رسالة له , فتح هاتفه وشاهد رسالة من الملكة دودو .

((أحسنت وأخيراً أثبت لي بأنك
أهل للثقة ولكن الصور غير واضحة , أأمل بأن تدبر صور أكثر
وضوحاً )) .
***
قدمت فهده نحو السجانة مريم وهي تعتذر عن الإزعاج الذي سببناه قبل فترة الغداء .
فتحت السجانة باب الزنزانة قائله : لا أريد أية جلبة هيا فقد حان موعد ذهابكن للطبيب فأسنانكم ال... تسببت لي بصعود السلالم وإنهاك جسدي الرشيق .
نظرت لكرشها واللحم المتدلي من فوق تنورتها السوداء وقلت في نفسي : أي جسد رشيق تتكلم عنه .
ألقت علينا السجانة بعباءات قائله : هيا أسرعن بارتدائها .
أتردينها بسرعة من ثم قيدت يدانا السجانة بالأصفاد التي تتدلى منها سلاسل حديدية مرتبطة بحلقة متصلة بحزام ملتف حول خصرها , أخذنا باللحاق بها حتى وصلنا إلى الساحة الخارجية من ثم سرنا في زقاق طويل وبعد أن بلغنا نهاية الزقاق أدخلتنا مع باب صدئ ما أن دخلنا حتى فاحت رائحة المنظفات فتقلصت معدتي فنظرت لي فهده فأحست بتوعكي أوقفت فهده السجانة مريم قائله : تبدوا لي مها متعبة هل لنا بالجلوس لترتاح قليلا .
السجانة مريم : بضع خطوات ونصل لغرفة الاستقبال بإمكانكنَ أخذ استراحة قصيرة وبعدها تدخلن لدى الطبيب , سرنا ورائها حتى وصلنا للاستراحة اشتممت رائحة القرنفل فشعرت بالغثيان الشديد فأمسكت بقميص السجانة مريم من الخلف قائله : سوف أتقيء .
جذبتني مع قميصي بسرعة ووضعت وجهي في أقرب قمامة وأخذت بتفريع ما بداخل معدتي , مسحت فهده بحنان على رأسي حتى وصلت لأسفل ظهري قائله : ذهب البأس إن شاء الله .
نظرت لها بعيني فبادلتني نظرتي بابتسامتها المشرقة مطالبة بعينها بعقد هدنة , فأجابتها بإمائه عن قبولي لعرضها .
أمرتنا السجانة مريم بالجلوس في الاستراحة من ثم وضعت الحلقة الحديدية في أرجل المقاعد التي نجلس عليها وأحكمت عليها بالقفل .
توجهت السجانة مريم لعاملة الاستقبال وتحدثت معها من ثم عادت إلينا وهي تتصبب عرقاً من شدة الحر قائله : عشر دقائق وتدخلون لطبيب الأسنان وإياكم أن تحدثوا شغباً .
جلسنا أنا وفهده صامتين حتى كسر الصمت من قبل فهده قائله : هل تحسنتِ الآن ؟؟؟
مها : نعم ولله الحمد .
نظرت لي بعينان متسائلتان : ما الذي غيرك اتجاهي ؟؟؟
أجبتها وأنا انظر للأرض : لم أتغير أنها الصحوة من السبات .
أجابتني وهي تضحك: صحوت من ماذا ؟
مها : لن يرضى الله عني أن جاريتك في ... وسأكون آثمة أن بعت المخدرات للسجينات سيحاسبني الله يوم القيامة .
فهده : تذكرتِ الآن أن ما تقومين به محرم .
مها : أنتِ لا تعرفين الإسلام حق المعرفة منذ أن نقلت لزنزانتك لم أشاهدكِ يوما تصلين .
فهده : الله غفور رحيم .
مها : أستغفرك الله وأتوب إليك أسأل الله لكِ الهداية .
فهده : ماذا تريدين الآن؟؟؟
مها: أبحثي لي عن عمل آخر .
فهده : وهل أبدو لكِ بأأني أدير الموارد البشرية داخل السجن .
مها : أرجوكِ لا تلعبين دور البريئة علي فأنا أعرفك جيداً .
فهده : يوجد عدة وظائف ولكن كلها لن تجنين منها ثمن عملك الحالي .
مها : لا أريد سوى لقمة الحلال .
فهده : عودي للعمل بالمكتبة .
مها : هل تتلاعبين بي أعود لتوزيع المخدرات .
فهده : كنتِ توزعينها سابقاً ما الذي حدث الآن .
مها: أريد عملا آخر .
فهده : سأخبرك ما هو العمل الآخر .
أخذت فهده بتحسس جسدي فدهست قدمها بقوة فأغلقت عيناها من الألم عضاضتاً على شفتاها .
مها : لقد حذرتك مسبقاً .
أجابتني بصوت متوعد : سأريك ِ مها دعينا نعود لزنزانة من ثم سوف أريك , التفت نحوها فوجدتها تخبرني بعينها أن الهدنة تم خرقها .
نادت الممرضة بأسمائنا فالحقنا بها , أدخلتنا لغرفة الطبيب ثم غادرت الغرفة وهي مشيرة إلى أحدى المقاعد قائلة : أجلسوا هنا حتى أعود جلسنا في الكراسي حتى أقبل علينا شاب وسيم عريض المنكبين أهدابه كثيفة وشعره شديد السواد , أبيض البشرة .
ألقى التحية بصوته الرخامي من ثم قال : أنا طبيب الأسنان خالد .
لشدة دهشتنا بجماله لجم لساننا ولم نرد له التحية .
الطبيب خالد : من سأبدأ بعلاجها أولا .
وقفت فهده بجسدها الرشيق قائله : أنا .
أمرها الطبيب بأن تستلقي على كرسي العلاج وأن تخلع نقابها ليتمكن من علاجها .
أخذ بالنظر لأشعتها التي قامت بأخذها الأسبوع الفائت وقال : يوجد الكثير من التسويس لديك يبدوا بأنك تهملين تنظيف أسنانك .
لم تجب فهده خجلا لجماله وحرجاً من إهمالها ولكشف وجهها .
استقلت فهده على الكرسي ببطء وخدودها متوردة وهي تحتضن يدها ,أخذ الطبيب بطرح الأسئلة عن صحتها وتاريخ شجرة العائلة المرضي وهي تجيب بصوت خفيض حياءً , من ثم ملئ استمارتها الطبية , حضرت الممرضة وألقت على الطبيب التحية , أمرها الطبيب بأن تحضر الأدوات حتى يبدأ العلاج .
عم الصمت علينا حتى أحضرت الممرضة إبرة التخدير التي بدت وكأنها سلاح قاتل ما أن رأتها فهده حتى ذعرت وأغلقت فمها بيدها .
أخذت بالضحك عليها فهذه الإبرة كفيلة بالانتقام بدلا عني الله يمهل ولا يهمل .
شهر الطبيب عن ساعديه وأمرها بأن تفتح فمها وأن لا تتحرك ساكنة رفضت في بادئ الأمر ولكنه نجح في إقناعها في النهاية الأمر فوسامته كانت كفيلة بأن تروض هذه المهرة العنيدة , عندما هم بحقنها واقترب بالإبرة من لثتها دفعت فهده يده فحقن نفسه عن طريق الخطأ بسبب حركتها المفاجئة أخذ الطبيب بالولوله وأصبح يخبط بالحائط وهو يقول لماذا تحركتِ ؟؟؟
ألم أخبرك بأن لا تتحركين وتبقين ساكنة .
أجابته فهده وهي تسمك رأسها خوفاً : آسفة ولكنني الإبرة أخافتني .
أمر الطبيب الممرضة بإخراجنا وهو لا يستطيع تحريك يده فقد خدرت .
أخرجتنا الممرضة وفهده تجهش بالبكاء لحماقتها , حضرت السجانة مريم بعد أن أخبرتها عاملة الاستقبال بالحضور على الفور , عندما قدمت و رأت فهده تبكي سألتها مستفسرة : ما الذي حدث ؟؟؟
أجبتها بصوت حانق : دعينا نعود لزنزانة الآن أرجوكِ .
السجانة مريم : حسناً كما تريدون ولكنك يا مها لن تعودي معي ففوزية هي من ستأخذكِ .
مها : لماذا ؟؟؟
السجانة مريم : لديك زيارة ولا تخلعين عباءتك فالزائر رجل .
أجبتها بصوت سعيد : حسناً , جلست على الكراسي أنتظر السجانة فوزية وأنا أحرك ساقيا بحركة دائرية فرحاً , أفكر بهذا الزائر أيعقل بأنه فهد مجرد التخيل بأنه هو جعلني كالمخمورة عاجزة عن الحركة والتنفس وعقلي مشوش , أقلبت السجانة فوزية نحوي واصطحبتني لغرفة الزيارة عندما وصلنا هممت بخلع عباءتي فقالت السجانة فوزية : مها أن الزائر رجل دعي عباءتك حولك .
تناسيت بأن السجانة لا تعلم بأأني لا أتحجب عن فهد .
فتحت الباب وكنت أنظر للأرضية وأخطو بخطوات الهرة نحو الكرسي , جذبت الكرسي بخفة لأجلس , سمعت صوت أنفاس الزائر فرفعت نظري لأراه , كان رجل كهل وتقاسيم وجهه مليئة بالتجاعيد وبشرته بيضاء .
الرجل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رددت عليه بخيبة أمل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الرجل : أعرفكِ علي أنا المحامي عصام الحمد .
أطرقت رأسي وجعلت نظري نحو الطاولة من هول الصدمة , محامي ما الذي حدث ؟؟؟.
المحامي عصام الحمد : مها لا أعرف كيف أنقل لكٍ الخبر ولكن , أخذ بحك خده ثم تلا آية من القرآن الكريم ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) مها ... لقد ... توفي عمك .
أرجعت رأسي للخلف وعينتاي متسعتان وأنا أبلع ريقي قائله : متى حدث ذلك ؟؟؟
المحامي عصام الحمد : مساء أمس , مها ستعقد جلسة الأسبوع المقبل من أجل إصدار حكم بحق قضيتك .
حدقت بوجه المحامي لمدة دقيقتان بدون أن أطرف عيني فقال لي محاولا تخفيف الصدمة : إن شاء الله سيتنازلون عائلتك عن حق الدم .
أجبته بيأس : لا أريدهم أن يتنازلون أريد أن أموت .
اتسعت عينا المحامي عصام الحمد ثم قال : أستهدي بالله يا بنتي ولا تعيدين ما قلته .
أجبته بنبرة حزينة : أنا أكيده مما أريد .
تجاهلني المحامي قائلا : سأذهب اليوم لتفاوض معهم ومعرفة رأيهم حول التنازل .
مها : دعني أموت لا تفاوضهم على شيء .
نهض المحامي وهو يدعو لي بتيسير أمري وودعني قائلا : أنه سوف يعود عما قريب ليخبرني بموقف أصحاب الدم .
أتت السجانة وأعادتني لزنزانتي , و أنا ثقيلة الخطي متسحبة الأقدام ويعلوا على وجهي ملامح البؤس .





***
يتكئ فهد على مكتب الطبيب منتظراً الطبيب وأم إبراهيم وخلود يبكون حزناً وإشفاقاً على حال بثينة .
دخل الطبيب وهو يتحدث في هاتفه الخلوي عندما رآهم أنهى المحادثة وجلس خلف مكتبه قائلا :
أعتذر عن تأخري .
فهد : كيف حالها .
الطبيب : الحمد لله استقرت حالتها ولكنها خسرت الجنين .
عندما سمعت النبأ أم إبراهيم صاحت قائله : حسبي الله ونعم الوكيل .
وأصبحت خلود تذرف الدموع وهي تكتم شهقاتها .
الطبيب : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فهد : هل سيطول مكوثها هنا .
الطبيب سنكتب لها الخروج غداً بإذن الله .
***
عندما عدت للزنزانة وجدت فهده غارقة بدمعها حاولت تهدئتها ولكنها كانت طوال الوقت تشتم نفسها وتمتم ببعض الكلمات أردت من يهدئ من روعي كانت أنفاسي متقطعة وقلبي يخفق بسرعة وعياني ممتلئة بالدموع ولكنني قررت جعلها حبيسة في سجن جفوني لن أطلق سراحها الآن لابد لعيني أن تتعذب معي , عاودت فهده للبكاء بصوت أعلى من ذي قبل , ألتفت فهده نحوي فوجدتني عابسة الوجه متراخية العضلات وعينتاي محمرة تسجن كم هائلا من الدموع .
فهده : ما بكِ ؟؟؟
أجبتها بصوت متهدج : توفي عمي .
فوجئت فهده بالنبأ فسقط من أعلى السرير واقعة على الأرض وانتصبت واقفة بسرعة وقدمت نحوي متناسية ألم السقوط وقالت : عظم الله أجرك .
أجبتها بحزن : بات موتي قريب .
وضعت يدها على فمي قائله : لا تقولي ذلك .
أجبتها بعد أن ذرفت الدموع : أنا محظوظة فالموت أرحم من المكوث هنا و انتظار المجهول .
أخذت بالضحك وبدأت الهستيرية تصيبني لا أعلم ولكنني رغبت بالضحك بلا توقف .
نظرت لها بعين كسيرة : فهده أنا قاتلة .
فهده : ( كل ابن آدم خطاء وخير , الخطائين التوابون ) .
مها : أسأل الله أن يغفر لي .
فهده : كنتِ تدافعين عن نفسك .
حدثتها بنبرة حزينة : فهده أدعي لي دائما وتصدقي عني .
قالت فهده محاولة لتغيير سياق الحديث : سيكرهني بعد ما فعلته به بالتأكيد .
نظرت لها بعينين نصف مغمضتين قائله : هل أعجبك الطبيب ؟؟؟
فهده : أعجبني آه لقد عشقته .
قهقهت ضاحكة وأخذت بمسك بطني من شدة الألم لقوة اهتزاز جسدي من الضحك قائله : يا إلهي يا فهده عشقته مرة واحدة , ثم أخذت بالبكاء لا أعلم ولكنني أحسست بأن أنني أختنق لهذا بكيت شعرت وكما أن جرحا كان مغلقاً وقد فتح من جديد .
فهده : أنا غبية وخرقاء .
مها : لم تأتي بجديد , وعدت لضحك من جديد .
, أخذت فهده بشتم نفسها بلا توقف عندما رأتني أضحك توالت بإطلاق الشتائم على نفسها لم تستطيع عن التوقف عن شتم نفسها تريدني أن أنسى ما حدث اليوم ولكن وهي تشتم نفسها , عاودت للبكاء من جديد .
حاولت فهده تغير سياق الحديث من جديد : علي بالعودة و الاعتذار منه .
توقفت عن البكاء وأجبتها وأنا أبلع نصف حروف مفرداتِ : ليس الآن فهو مشغول بتضميد جرحه بسبب حماقتك .
أجابتني وهي تضحك : مها كفي عن السخرية .
حدثتها بجدية قائله : هل هو مثير ؟؟؟
طأطأت برأسها خجلاً , فأخذت بالضحك وأنا أذرف الدموع حتى نهضت مسرعة أطرق باب الزنزانة لتحضر السجانة لتذهب بي لدورات المياه .
لم تحضر السجانة بسرعة وأنا كدت أتبول على سروالي من شدة الضحك فأخذت بالطرق مجدداً بقوة وبسرعة .
حضرت السجانة وهي تصيح قائله : حسناً أنا قادمة كفي عن الطرق .
فتحت باب الزنزانة فأسرعت بالذهاب لدورة المياه ما أن خرجت من دورة المياه حتى استقبلتني السجانة مريم قائله : أتبعيني .
سرت ورائها حتى وصلت للمكتبة خفق قلبي وأخذت بالارتعاش هل سأعود لعملي القديم أغلقت عيني ودعوت الله أن يفرج كربي وأن يكون ظني في غير محله .
السجانة مريم : أريد منك تنظيف المكتبة من جديد فلا يوجد بالسجن فتاة أبرع منك أنتِ الأفضل .
عضضت على شفتاي قائله : بالتأكيد أنا الأفضل .
حمد الله كثيراً بأن ظني لم يكن في محله , توقفت لبعض دقائق وأنا مغمضة عيني وأتخيل السجانات يقومون بسحبي حتى يقومن بإيصالي لساحة القصاص فتحررت دموعي السجينة .
فتحت عيني وعدت لواقعي ومسحت دموعي مرددة بداخلي الموت أرحم الموت أرحم .
أخذت بترتيب المكتبة ومسح الغبار ودعك الأرضية وأخذت بجمع الأوراق الملاقاة وأنا أبكي حتى وصلت للصحائف لفت نظري خبر في الصفحة الأولى مسحت دموعي وأخذت بالشهيق والزفير بقوة حتى أستطيع التوقف عن البكاء , عندما قرأت الخبر توقفت عن البكاء , أحرقت أحلامي , ألقيت بالجريدة خلفي كان الخبر يفيد بأن العام الدراسي قد انتهى , أضاف هذا النبأ فشلا جديداً في حياتي ولكني سرعان ما عدت وأخذتها ووضعتها في حاوية الورق خوفاً من السجانة مريم فلن يروق لها أن أرمي الصحيفة على الأرضية .
عندما انتهيت من العمل أخذت بجمع أدوات التنظيف , عندما استدرت شاهدت امرأة شابة بدا عليها النضج أطلت النظر بها حتى رفعت رأسها فتلاقت أعيننا , أخذت بتلمس خصلات شعري خجلا وحك حاجبي محاولة اصطناع التفكير , تقدمت نحوي قائله : السلام عليكم .
مها : وعليكم السلام .
المرأة الناضجة : أعرفك على نفسي أنا جنان المشرفة الاجتماعية هنا .
مها : أهلا بكِ .
جنان : رأيتكِ تبكين منذ قليل هل لي بمعرفة ما أزعجك ؟؟؟
أخبرتها بسبب انزعاجي فوضعت يدها حول كتفي قائله : اصنعي شيئا ً تمنيت فعله طوال حياتك قبل فوات الأوان .
عندما قالت تلك الجملة اخترقت جسدي سهام حروفها فأردت حزني قتيلاً , حدثت نفسي قائله و فوق رأسي لمبة مضاءة بفكرة ذهبية : سأفعل ما لم أستطيع فعله طوال حياتي سأصبح محامية وأرفع قضية على سجن الأحداث .
عندما انتهيت من العمل أعادتني السجانة مريم لزنزانة الحيزبون عندما دخلت لزنزانتها وجدت فهده جالسة على الأرضية , وقفت وأنا أحملق بوجه فهده متسائلة لماذا نحن هنا ؟؟
تحدثت الملكة دودو بغضب قائله : أيتها الحقيرتان كدتما تسببان لنا مصيبة بعراككم .
فهده : وكأن سمر لم تفتعل عراك قبلنا .
الملكة دودو : لقد أخذت عقابها .
يطوف في صدري كم هائل من الغضب إنني تحت ضغط كبير لما لا أخرج بعض منه على هذه العلقة التفت من حولي فلم يكن بالزنزانة سوى أنا وفهده هجمت على العلقة و أبرحتها ضرباً , حاولت فهده التفريق بيننا ولكنها عجزت فقد كنت ثائرة وضرباتي قوية , دفعتني الملكة للخلف وأشهرت موس الحلاقة نحوي هجمت علي فوقفت فهده أمامي دفعاً عني فتلقت الضربة بدلا مني , سمعت صرختها المتألمة , من ثم رأيتها تضع يدها حول وجهها الدامي ثم هجمت علي العلقة فهرعت بالهرب فشقت لي ظهري بالموس بطول 10 سم بعمق 2سم وقعت بالأرض وأنا أصرخ متخبطة ألماً .
سمعت العلقة تقول : لا تلعبن مع الكبار مجدداً .
بدئت بالهذيان لشدة الألم , سمعت الحيزبون تقول : أحضروا النقالة يوجد جريحتان , انتظرت لعدة دقائق فحضروا السجانات وحملونا للمستشفي , عند وصولي قاموا بحقني بالمورفين ففقدت الوعي .
ما أن استيقظت حتى أحسست بلهيب في ظهري عندما جلت ببصري في الغرفة وجدت رغد بالسرير الذي بجواري تشاهد التلفاز فقلت لها : رغد حمد لله على سلامتك كيف حالكِ ؟؟؟
رغد : حمد لله , أنتِ كيفك الآن ؟؟؟
مها : أشعر بحريق مشتعل في ظهري .
رغد : طهوراً إن شاء الله .
مها : متى سوف تخرجين من هنا .
رغد : لقد أصبت بشلل بعد الحادثة .
مسكت رأسي من هول الصدمة قائله بصوت عالي : لقد أصبتِ بالشلل .
رغد : نعم , الحمد لله .
مها : آسفة ... قاطعتني قائله : أنه قدر الله وأنا راضية به .
تعجبت لأمرها هل يعقل لسجينة كل هذا الأيمان سبحان الله ليس كل من بالسجن فساق .
مها : أين فهده ؟؟؟
نظرت لي وهي ترتعش قائله : لا تريدين رؤيتها .
أخذت أنادي على السجانات حتى حضروا .
السجانة مريم : حمد لله على سلامتك .
مها : أين فهده ؟؟؟
السجانة مريم : ما أن تخرجي سوف ترينها ثم ذهبت تاركتني خلفها وأنا أصيح بها مطالبة برؤية فهده ولكنها تجاهلتني.
خرجت من المستشفي بعد يومان عند عودتي للزنزانة كنت أسرع الخطى فقلبي يريد الاطمئنان على فهده لدى دخولي لزنزانة وجدت فهده منكسة رأسها صحت قائله : فهده كيف حالك ؟؟؟
رفعت رأسها فظهر لي وجهها المشوه توجه حوالي 10 قطب في وجهها والضمادة تلف نصف وجهها وهي غير محكمة التضميد لقد تسببت العلقة في جرح يمتد على طول خدها .
مها : الحقيرة سأطيح بها.
ردت فهده علي بسخرية وهي تبكي : أنه بحلم صعب المنال .
مها : لا أخشى شيئا سأجعل هذه الحقيرة تتنحى عن العرش وسأهرب عائشة أثناء عرض المسرحية وسأدعها هنا تقبع للأبد .
فهده : وأنا أريد الهرب مع عائشة .
مها : حسناً , ولكنني لن اهرب معكم .
فهده : ولما ؟؟؟
مها : سأبقى هنا لأحرر السجينات من حكم الحيزبون فقد دبرت مكيدة لها ستمنعها من الهروب معكم .
فهده : مها أنتِ أفضل شيء حدث في حياتي .
تأملت وجهها الجميل الذي شوهته القذرة أحسست بغصة بحلقي صديقتي وعصفورتي مشوهة بسببي ليتني تلقيت الضربة بدلا عنها لما وقفت أمامي أنا لا أستحق .

***
بعد مرور شهر

غسان : عظم الله أجرك .
فهد : أحسن الله عزاك .
غسان : أعلم بان الوقت غير مناسب ولكنني لدي موضوع أرغب بمناقشته معك الآن .
فهد : ما الأمر .
غسان : هل تذكر ما قلته لك قبل أسبوعان لقد تم الأمر والحمد لله .
فهد : لم أعد أرغب بذلك بعد الآن .
غسان : أنها فرصة لا تعوض عليك أخذ الأمر بجدية .
فهد : ولمن سأترك عائلتي ؟؟؟
غسان : أخوك علي سيتكفل بهم .
فهد : علي رجل بلا مروه وشهامة , لن يتكفل بهم بشكل لائق .
غسان : لا تتعجل بقرارك فكر بالأمر ملياً .
فهد : حسناً .
***
بثينة : ناصر هيا قم لصلاة الجمعة هيا , رفسها ناصر قائلا : أيتها البومة أبتعدي عن وجهي .
بثينة : أن كنت أنا بومة فأنت غراب .
ناصر : ما الذي جعلني أتزوجك أنكِ صفقة خاسرة .
بثينة : جيد أنك تعلم بأن زواجنا صفقة .
ناصر : ولا تنسين البضاعة فاسدة .
بثينة : ناصر تعجل بالنهوض فلم يتبقى شيء على أقامة الصلاة .
ناصر : أحضري لي كوباً من الشاي بدال وقوفك أمام وجهي وتعكير صباحي .
بثينة : سأحضر كوب الشاي لعله يدفعك لنهوض والصلاة .
ذهب بثينة لأعداد كوب الشاي وحضرت بعض الشطائر عندما دخلت لغرفة النوم وجدت ناصر يدخن السجائر فوضعت كوب الشاي وطبق الشطائر على السرير .
ناصر : أحضري كوب ماء فأنا عطش إلي متى وأنا سوف أعلمك الأصول.
ذهبت بثينة وأحضرت كوب الماء عند عودتها طوقها ناصر بذراعيه وجذبها بجانبه ليحتضنها على السرير آمرها بأن تقضم من الشطائر بعد أن قضمت الشطائر جعل كوب الشاي على مقربة من شفتيها قائلا : أشربي .
تعجبت بثينة لتصرف ناصر الحنون و الرومانسي فهو بالعادة يكون غالباً لا يريدها بجانبه ودائماً يردد على مسامعها بأنه يتمنى موتها .
حمد الله ودعت الله أن تكون بداية نمو بذور التوبة في حقول فساده .
***
أقرأ بعض الصفحات لرواية العشق المكتوم كنت منسجمة جداً بالقراءة بل أصبحت مولعة بها فهي تقطع الوقت وتجعلني على صلة بالأحداث الخارجية , حضرت السجانة فوزية قائله : أنهضي هيا و تبعيني .
نهضت وتبعتها أثناء السير سألتها : ما الأمر ؟؟؟
السجانة فوزية : لديك زيارة .
اتسعت عيني وأخذت بتسريع خطواتي وأنا أتمايل بجسدي فرحا , بالتأكيد أنها رغد أتت لتزورني بعدما عرفت حقيقة علي وسماع نبأ موت عمنا.
دخلت غرفة الزيارة فأمرتني السجانة بارتداء عباءتي تباً أنه المحامي مجدداً كيف نسيت ذلك لقد أخبرني بأنه سوف يفاوضهم لقد قدم ليعلمني بردهم , ارتديت عباءتي ودخلت غرفة الزيارة خائبة الأمل , رفعت رأسي لأصعق تسمرت في مكاني وتصلبت عروقي
أنه ....
فهد : أهلا مها , أسرع نحوي وعانقي وأخذ بتفحص يدي وجسدي قائلا : هل يؤذنوك هنا ؟؟؟
لم أجبه وبقيت صامته .
فهد : لقد كبرتِ , تغيرتِ كثيراً .
نظرت له بحياء محدثة نفسي قائله : حتى أنت كبرت كان شارباك خفيفان الآن بات لك ذقن وذا جسم ضخم لقد تغيرت كثيراً أصبحت رجلا عهدتك صبيا أصبحت الآن رجلا أكثر وسامة .
قاطع فهد شرودي قائلا: مها هل أزعجكِ قدومي ؟؟؟
أجبته بنبرة حزينة : لم يزعجني حضورك ولكنني كنت أتوقع أن تأتي رغد لزيارتي لا أنت .
رفع حاجبيه وزم شفتيه قائلا : هل أسعدكِ قدومي .
نظرت له وعيني توشك على ذرف الدموع قائله : لا تعلم كم أدخلت السرور على قلبي الآن .
تبادلنا ابتسامات الحب وتغزلت عيناه بي .
فهد : مها أريد أن أعقد قرآني بك .
أخذت نفساً عميقاً ومسكت أرنبة أنفي فبعد القنبلة التي ألقاها عجز لساني عن التحدث
فهد : مها ما بكِ ؟؟
رددت بسخرية : كيف ستتزوج بي وأنا سجينة ؟؟؟
فهد : أريد أن تكونين ملكي وحدي حتى ولو تم الزواج بيننا على الورق فقط .
ذرفت الدموع ورحت أجهش كالخرقاء , أقترب مني وهمس قائلا أنت أجمل إنسانة التقيت بها وأكثر فتاة خلوقة قابلتها أريد بأن تكوني زوجتي أخرج من جيبه علبة سوداء وفتحها شاهدت خاتم من ذهب تنصفه ألماسة ألبسني فهد الخاتم ومن ثم جلس على الكرسي قائلا :
قبل أن أعرف ردك سأخبرك شيئا , أن أردتِ الزواج بي سنعقد القرآن حالا فالمأذون بالخارج ولكن هذه أول وأخر زيارة لأنني بعد غد سأسافر لبريطانيا فقد قبلت في جامعة أكسفورد وقد أعطيت منحة عن طريق غسان إن كنتِ تذكرينه فعمه قد سعى في أمر أبتعاثي .
تبددت أحلامي وتخلل السواد أمالي عندما يخبرني برغبته بالزواج بي تقف البعثة عائقا بيننا , هدئت نفسي بالقول لها : أنتِ سجينة لماذا أنتِ حزينة كان في سفر أو كان بجانبك لن تشعرين بالفقد فأنتِ سجينة .
رفعت ناظري له فتشابكت نظرتنا حركت شفاهي ببطء قائله : موافقة .
مسك يدي ووضع الختم بأصبعي وطبع قبلة حارة على يدي وأخذ يصيح باسم السجانة فوزية , عندما قدمت قالت : بشرني يا فهد هل قلبت .
هزا رأسه وقال : أبشركِ لقد وافقت .
اقتربت مني السجانة فوزية وقبلتني وأخذت بالمباركة وأحضروا المأذون وجدي وعقدوا القرآن بارك جدي لي والسجانات وتركونا أنا وفهد لوحدنا بضعة دقائق , لم يضع فهد الفرصة ألقي بجميع كلمات الغزل التي بجعبته وجرفني بسيول نظراته المتغزلة انتهى وقت الزيارة فودعني بقبلة طبعها على جبيني قائلا : سأتنازل عن حقي بالدم وستخرجين قريباً وتسافرين معي مها عليك بالصبر مجرد فترة زمنية بسيطة وتفرج .
عندما خرج وأغلق الباب أحسست بدوران فتكأة على الكرسي أمسكت بيدي السجانة فوزية لتعيدني لزنزانتي .
أثناء سيري للعودة لزنزانتي أخذت بالتفكير برغد لما لم تزرني أريدها بجانبي ألان أريدها بأن تبارك لي يا إلهي أتمنى محادثتها .
عند دخولي لزنزانة سمعت عدة أصوات تقول :
Spares ( مفاجأة )
تملئ البالونات والزينة المكان .
عطرنني الفتيات ووضعوا لي الحلي البراقة وأحضرت دينا طبق حلويات وود باقة ورد و لمياء فستان أبيض بسيط وفهد أحضرت تاج صغير
باركن لي وأخذوا بوضع مساحيق الزينة لي , دعت فهده جميع السجينات للحفل الذي ستقيمه بناسبة عقد قرآني الليلة كان هذا سبب تكتم فهده عن الحفل وعدم إخباري يالها من صديقة رائعة أخذت بالبكاء لشدة سعادتي بتجمعهم حولي فطوقنني الفتيات ومسحن دمعي وأخذنا بالرقص وتوجهنا للساحة الخارجية للاحتفال .


انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان
الرجل

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 15-07-10, 12:32 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث عشر

( الرجل )

نظر عزيز إلى الطاولة الواقعة في زاوية المقهى فوجد رجلا مفتول العضلات شديد الجاذبية يرتدي ثوبا بني اللون متقن الخياطة , يداعب بأصابعه مسبحة من الحجر الكهرماني مستنداً بظهره بالكامل على الكرسي , توجه عزيز نحو الطاولة التي يجلس عليها هذا الشاب الوسيم ألقى عليه التحية من ثم جذب الكرسي وجلس , عندما هم عزيز بالتحدث دفع هذا الشاب الوسيم بأصابعه الطويلة ظرفا نحو عزيز , أمسك عزيز بالظرف بسرعة وجعله بمقربة منه لم يستطع عزيز مقاومة الأغراء ففتح الظرف فوجد عدة أوراق نقدية من فئة 500 أغلق عزيز الظرف وعيناه متسعتان وهو يبلع ريقه بصعوبة فهذا المبلغ الكبير يدل على أنه رجل ذا نفوذ وسيتسبب له بالمشاكل لو حاول التلاعب معه .
كان الرجل الوسيم يحتسى فنجان قهوة على مهل , رفع يده مشيراً لنادل بأن يحضر لعزيز الضيافة من ثم تحدث بدماثة قائلا: أريد معرفة كل ما يحدث بالسجن بالتفصيل وبدون خداع , ثم رفع نظره ورمق عزيز بنظرات أرعدت قلبه .
عزيز : حسناً كما تريد .
تحدث الرجل قائلا وعزيز يحدق بشفاه الوردية الرفيعة الممتلئة : كيف حالها الآن؟؟؟
أجابه عزيز بنبرة ساخرة : بات الآن متمرده ومنحرفة .
رمقه الرجل بعيناه الواسعتان بنظرة من شأنها أن تعلم عزيز بألا يتحدث بالسوء عنها مجدداً .
حاول عزيز تهدئة الوضع قائلا : ولكن معدنها نفيس أعتقد أن تمردها ناجم عن الضغط النفسي الذي تعيشه بداخل السجن .
الرجل : ما الذي يسبب لها الضغط ؟؟؟
عزيز : السجينات أنهن يضايقنها .
نظر الرجل لعزيز بنظرات جعلت من فكيه يرتخيان أعجاباً لجماله فقال الرجل : إذن دع السجينات لا يزعجنها .
عزيز : هذا يكلف كثيراً .
أبتسم الرجل قائلا : لا يهمني كم تكلف سعادتها ما يهمني هو أن لا تضع رأسها يوما على وسادتها وهي حزينة .
عزيز : أنها تعنى لك الكثير .
تنهد الرجل قائلا : تشغل تفكيري على الدوام عزيز هل لي بصورة لها .
ضحك عزيز محدث نفسه قائلا : الجميع هذه الأيام يطالب بالصور .
أجابه عزيز قائلا : بالتأكيد , ولكن لكل شيء ثمنه .
حملق به الرجل بجمود قائلا : أحضر الصورة وسأكرمك ولكن أريدها أن تكون مبتسمة فأنا لا أريد أن ترسخ صورتها برأسي وهي حزينة .
عزيز : حسناً لك ما أردت .
أطلق الر جل تنهدية وفتح أزارير ياقته المقفلة قائلا : هل لي بالحصول على صورة لها اليوم .
عزيز : نعم , ولكن سيتضاعف المبلغ .
الرجل : لا يهم أريد رؤيتها بأسرع وقت ممكن .
***
تستخدم فهده دلو الماء في التطبيل لتروح عن نفسها حذون السجينات حذوها مقلدين تصرفها الأرعن وأخذن بالتطبيل معها .
التفتت نحوي فهده قائله : مها هيا ارقصي يا جميلة .
أشحت بنظري عنها قائله : لا أرغب بالرقص الآن .
نهضت فهده مسرعة من ثم طوقت خصري بحزام الرقص وأنا موجهة وجهي للحائط وأنا عابسة شاعرة بفجوة بصدري فأنا سبب هذه القطب التي شوهت وجهها الجميل لا أستطيع أجعل عيني تلاقي عينها .
تحدث فهده بنبرة منخفضة : لهذه الدرجة أنا قبيحة .
حدث نفسي يا إلهي لقد شعرت اللهم أرحمني .
بللت شفتي من ثم قلت : ليس الأمر كما تظنين .
فهده : أخبريني إذا لماذا ما عدتي تستطيعين النظر إلي .
حدثتها والعبرة تخنقني : فهده أنا التي ... أجهشت بالبكاء فاقتربت مني فهده وعانقتني قائله : لا ذنب لكِ الحقيرة كانت تريد أن تشوهكِ كانت السجينات يرددون دائماً على مسامعها أنكِ أجمل منها أرادت تشويهك فهي لم تتحمل فكرة وجود فتاة أجمل منها , مسكت فهده وجهي واعتصرته بين يديها ونظرت لي بنظرات ترسل أموجاً من الحب قائله : لم أكن سأسمح لها أن تشوه هذا الوجه الجميل .
عانقت فهده وأخذت بالبكاء وشهقاتي تتعالى بأرجاء الزنزانة فوضعت فهده أصابعها على فمي قائله : لا داعي أن يسمعوا السجينات صوت بكائك لا تجعلين الأعداء يشمتون بنا .
قدمت السجانة مريم فشاهدتني أبكي حدثت فهده قائله : هل الوقت غير مناسب .
فهده : لا عليك نحن جاهزتان .
نظرت لفهده بعيني مستفسرة .
فأجابتني قائله : حان موعد ذهابنا لطبيب الأسنان .
***
من شق النافذة الصغير تسترق خلود النظر لعشيقها الذي يحتل تفكيرها أخذت تتأمله هو و الأطفال التي تلعب من حوله يغمض عينيه فيهرعون للاختباء كأنهم حبات رمل متناثرة من ثم يفتح عينيه ليلحق بهم , أرهق خلود الوقوف فقررت إغلاق النافذة و الاستلقاء على سريرها عندما همت على أن تضم وسادتها أصدر بطنها صوت خرير ينذر عن بدء فقدان بطنها للصبر لشدة جوعه , ذهبت للمطبخ لتعد شيئا يسكت خرير بطنها , عندما أخذت بأعداد الشطائر وكوباً من الشاي أحسست بأصابع تسحب خصلات شعرها للخلف بقوة , صرخت خلود طلباً للنجدة حتى يأتي علي لمساعدتها لحسن حظها أنه قدم اليوم لزيارتهم , قدم علي فشاهد أمه تنهل بالضرب على خلود .
سأل علي والدته بغضب : ماذا فعلت خلود هذه المرة ؟؟
أم إبراهيم : الحقيرة تتغزل بابن جارنا أبو عصام لقد جعلتنا حديث أهل الحي .
نظر علي لخلود بغضب قائلا : هل صحيح ما تقوله ؟؟؟
أجابت خلود ووجنتيها غارقة بالدمع : كنت أسلي نفسي بمتابعة الصغار من حوله يلعبون .
أنهل بالضرب على خلود حتى أصبحت عاجزة عن الصراخ لقوة شهقاتها التي ارتفعت لشدة لهيب ألمها أرادته أن ينقذها فكان مهلكها .
***
بعد أن أخرج علي جام غضبه وقهره من الحياة على جسد خلود الضعيفة قرر أن يذهب لزوجته رغد حيث سيكون هذا أول لقاء لهما بعد تهديها له بأنه سوف يندم على اليوم الذي تزوجها به .
عند دخوله للمنزل كان الصمت والسكون يلف المكان بأسره و السكينة تعم أرجاء المنزل وطبقة سميكة من الغبار تغطى المنزل بالكامل وكأنه منزل أشباح بدا له بأنه مهجور منذ فترة , صاح علي بجميع أنحاء المنزل منادياً على رغد ولكنها لم تجبه , توجه لغرفة النوم فقد سمع صوت خشخشة يصدر منها صاح من جديد على رغد ولكنها لم تجب فتوقع بأنها لا تجبه لأنها غاضبة منه عندما فتح الباب وجد جرذا يدور في الغرفة فعاد للخلف من الفزع , أسرع وفتح الخزانة فلم يجد ألا القليل من ثيابها ولكن عباءتها غير موجودة , تأكد علي بأنها ليست بالمنزل ولكنه تساءل بداخله أين يعقل بأن تكون ذهبت فهي لا تعرف أحد هنا وليس لها أقارب أين ذهبت هذه المجنونة .
***
أم إبراهيم : ياله من دنيء .
غالية : لم أتوقع منه أن يفعل ذلك بي ولو للحظة .
أم إبراهيم : الخسيس , غالية ماذا تعزمين فعله الآن .
غالية : سأبيت عندك حتى أتوصل لحل ما .
بنبرة محرضه قالت : اطلبي الطلاق منه .
غالية : يشيع بأنها بالعشرين من عمرها .
أم إبراهيم : الحقير يتزوج عليك فتاة بعمر أبنه لا يتحلى بالمروة .
غالية : لقد نسى العشرة يا نورة .
أم إبراهيم : أغلقي هاتفك الخلوي حتى لا يستطيع مكالمتك أو مراسلتك .
غالية : لقد أغلقته مسبقاٌ فقد أزعجني برسائله التي يطلب مني مسامحته .
أم إبراهيم : تسامحينه هل يمازحك .
***

تستلقي فهده على كرسي العلاج وهي مغمضة عينها لم ترد مشاهدة ردة فعل طبيب الأسنان على التشوه الذي أصاب وجهها , عندما قدم الطبيب ألقى التحية بعد ذلك سئلنا عن حالتنا الصحية من ثم جلس على كرسيه وهم بعلاج فهده شاهد الطبيب الشق الذي يمتد على خدها فصعق جعلته الصدمة صامتاً لفترة ثم قال : سلامتك يا فهده ما الذي أصابك ؟؟؟
تلعثمت فهده وحمرت وجنتها وهي مازالت مغلقة عينها ولكنها في نهاية الأمر قررت الصمت .
لامس الطبيب وجهها بأنامله الحنونة وقال بصوت منخفض : حمد لله على سلامتك , وكأنه يخبرها بأن ما يهمه الآن بأنها بخير.
باشر الطبيب بالعمل حتى أنهى علاج سن واحد فقط , أخبر الطبيب فهده بأن عدد الجلسات المتبقية لها تقارب العشرة برقت عيناها وعلت تقاسيم وجهها الفرح , فهذا العدد كبير وسيجعلها تردد كثيراً لعيادته وتكحيل عيناها برؤيته , أعادت السجانة فهده لزنزانتها من ثم أخذ الطبيب بعلاجي وعندما انتهى نظر لي بعيناه الفضوليتان قائلا: ماذا حدث لفهده؟؟
بدا من نبرة صوته بأنه مهتم بها جداً .
أجبته بحزن : شوهت إحدى السجينات وجهها , صمت لولهة ثم قلت : فالحقيقة كانت تعتزم السجينة تشويهي ولكن فهده قامت بالدفاع عني فتلقت الضربة بدلا مني .
أندهش الطبيب قائلا : ضحت بنفسها من أجلك .
مها : إنها رائعة لقد ... ذرفت الدموع فناولي الطبيب المناديل وخرجت وأنا أجهش بالبكاء ودعني الطبيب وأخبري بأن عدد الجلسات المتبقي لي هي ثلاثة أعادتني السجانة مريم لزنزانتي فوجدت فهده تكتب في دفتر صغير , عندما شاهدتني فهده رأيت عينتاي المحمرتان أسرعت نحوي قائله : هل كنتِ تبكين .
أجبتها وأنا أشعر بغصة في حلقي : نعم .
فهده : لما ؟؟؟
مها : يبدوا بأن الطبيب يهتم لأمرك كثيراً لقد سألني عن ... لم أستطع أكمال جملتي .
فتداركت فهده الأمر قائله : هل أخبرته .
مها : نعم وقد أندهش ويبدوا بأنه أعجب بتصرفكِ فقد وصف تصرفك بالتضحية .
ابتسمت فهده قائله : أرأيت يا مها هذا التشوه جعل هذا الطبيب يحبني مسكت فهده بطنها قائله : لا أعلم كلما جاء ذكره أشعر بألم في بطني .
أجبتها وأنا أضحك : أيتها المغفلة هذا هو الحب تشعرين بألم في بطنك عندما يذكر أسم من تحبين .
نظرت بعينان متعجبتان قائله : حقاً.
لوحت لها بيدي قائله : لم ترين من حب شيئا بعد .
فهده : هذه الأيام تجتاحني مشاعر غريبة .
نظرت لدفتر الواقع بجانبها , الذي كانت تكتب به منذ قليل, أشرت له بسبابتي قائله : ما هذا الدفتر ؟؟؟
أخذت فهده بحك رأسها قائله بخجل : إنني أكتب الشعر .
مها: لمن ؟؟؟
لكزتني بمرفقها وخدها محمران .
مها : يا إلهي لقد أكل لك عقلك .
سمعت صوت طرق على قضبان باب الزنزانة فاستدرت لأرى الطارق فوجدتها العلقة صعقت وتجمع الدم بوجهي.
الملكة دودو : أيتها الغبية ستأتي السجانة مريم بكِ لزنزانتي بعد العشاء أريدك في أمر هام , ألقت بظرفِ على الأرضية من ثم غادرت .
مسكتني فهده من كتفي قائله : لا تجعليها تغضبك كان بمقدورها أن ترسل نورة لتسلمك الرسالة ولكنها أرادت تسلميها لكِ حتى تثير غضبك لا تجعليها تنجح بمسعاها .
التفتت نحو فهده وأنا حزينة انحنيت والتقطت الرسالة من ثم جلست على سريري , شققت طرف الرسالة وفتحتها لأرى محتواها :
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من زوجك المحب فهد السواني
إلى غاليتي زوجتي مها السواني
أموري مسيرة هنا في بريطانيا ولكنني أريدك معي هنا بأقرب وقت , لقد تحدثت مع المحامي وأخبرته بأأني سأتنازل عن حق الدم لكن تواجه المحامي مشكلة وهي بأأني قاصر ولم أبلغ سن الرشد بعد يتبقى على دخولي للثامنة عشر أربعة أشهر, حبي تحلى بالصبر بأذن الله بعد أربعة أشهر سوف تخرجين أسأل الله لكِ الصبر والسلوان
أربعة أشهر ونعيش سوياً بأذن الله لن يفرقنا سوى الموت
محبك زوجك فهد )).
أخذت بالبكاء محتضنة الرسالة , جعلت الرسالة بمقربة من أنفي لأشتمها لعلني أجد رائحة أنامل زوجي الحبيب بها , ضمتني فهده وهي تقول :
أن مع العسر يسرا
أن مع العسر يسرا
مسحت رأسي قائله : علينا الآن بالانتقام من تلك الحقيرة .
مسحت الدموع عن عيني قائله : فهده من أين تتدبر أمورها.
فهده : من بيع المخدرات .
مها : أعلم ذلك أيتها الحمقاء ولكن كيف تهربها لداخل السجن .
فهده : بين الحين والآخر تأتي باخرة لزيارتها تحمل بداخلها المخدرات وكما أن السجانة مريم تتواطأ مع العلقة , فالحيزبون تدفع لها راتب شهريا مقابل صمتها .
مها : ماذا لو أصبحنا نحن المروجين للمخدرات بداخل السجن .
نهضت فهده من جانبي وأخرجت من تحت وسادتها سجادة صلاة وممدتها قائله : سأصلي الآن , نظرت لي بجدية قائله : مها لا تعودي لهذا الطريق مجدداً .
أخذت أتأمل فهده وهي تصلي فأنا لم أرها تصلي قبلا أنها المرة الأولى التي أشاهدها تؤدي فريضة الصلاة , كانت خاشعة ومطمأنة حمدت الله في سري بأنها عاد لطريق القيم قبل فوات الأوان .
عندما أنهت صلاتها قلت : تقبل الله .
فهده : منا ومنكم .
مها : أنا لا أنوي العودة لهذا الطريق ولكنه السبيل الوحيد للإطاحة بها .
فهده : أنها الملكة هنا , مها كوني واقعية وأسعى للانتقام فقط لا بإزاحتها عن العرش لأنك لن تستطيعين ذلك .
مها : أسمعي عليك بإخباري بجميع الطرق التي تجلب النقود هنا ومن يمتهن هذه الطرق .
فهده : المخدرات وتمتهنها العلقة , تنظيف دورات المياه وتمتهنا سمر ولكن ما تجنيه ليس من تنظيفها أنما من تخبئتها للممنوعات في دورات المياه ولكن لا أحد يعلم أين تخبئها بالتحديد , تنظيف مكانة أقامة السجانات .
قاطعتها قائله : السجانات يعيشون هنا .
فهده : نعم يوجد مبنى خلفي وراء مبنانا يسكن فيه .
مها : لم أره قبلا .
فهده يوجد زقاق ينتهي باب يؤدي لمسكنهم .


***
رن هاتف المنزل فأجابت أم إبراهيم : ألو.
تحدث علي بسرعة بصوت مرتجف قائلا : أماه رغد ليست بالمنزل .
أجابته أم إبراهيم بتعجب قائله : ماذا تقول يا ولدي ؟؟؟ هل أنت جاد .
علي : لا تعلمين أين هي يا أماه ؟؟؟
أم إبراهيم : وما يدريني يا ولدي .
علي : أين ذهبت هذه الحقيرة ؟؟؟
أم إبراهيم : متى شعرت باختفائها ؟؟؟
علي : لم أزرها لمدة شهران تقريباً .
أم إبراهيم : منذ شهران هذا يعنى بأنها مختفية منذ فترة .
علي : لا أعلم بالتحديد منذ متى وهي ليست بالمنزل ولكن المنزل تكسوه طبقة سميكة من الغبار والجرذان تتجول فيه , هذا يعني بأنها خرجت من المنزل ولم تعد منذ فترة طويلة.
أم إبراهيم : ربما هربت مع رجل .
أجبها علي بصوت متهدج : هل تتوقعين ذلك .
أم إبراهيم : أين تظن أنها الآن ليس لديها أقارب ولا أحد تلجأ له .
علي : ماذا أفعل الآن .
أم إبراهيم : أبلغ الشرطة .
علي : حسنا أماه سأذهب لقسم الشرطة مع السلامة .
أم إبراهيم : مع السلامة .
***
يتكئ فهد على الحائط وهو يجلس على العشب الأخضر , يحلم باليوم الذي سيعود به لبلاده ليحرر حبه من قضبان السجن عائداً بها لبريطانيا لتكمل مشواره الدراسي معه , تقاطع أحلام اليقظة فتاة محجبة قائله : السلام عليكم .
فهد : وعليكم السلام .
الفتاة : تبدوا لي بأنك طالب سعودي مثلي .
نظر لها فهد بتعجب من أمرها ويحدث نفسه قائلا : ياله من أسلوب رخيص ما بالهم الفتيات هذه الأيام يفتقرن للأخلاقيات .
الفتاة : آسفة لتطفلي ولكنك تجلس على العشب والمعهد لا يسمح بذلك .
نهض فهد بسرعة وأخذ بحك حجباه حرجاً فقد أساء الظن بها .
حدثته الفتاة وهي تبتسم : لا تزال واقفاً على المرج وذلك غير مسموح به.
أبتعد فهد عن المرج وقرر التوجه للداخل للهرب من الموقف المحرج ولكنه قرر اللحاق بالفتاة وشكرها , عندما شكرها .
قالت الفتاة : لا شكر على واجب , أنت جديد هنا أليس كذلك ؟؟؟
تنهد فهد وبدء يتضجر فهذه الفتاة تحاول فتح باب الحديث معه بشتى السبل وهو لا يرغب بذلك فليس من الصحيح أن يتحدث مع فتاة أجنبية ولكنه لا يريد إساءة الظن بها من جديد .
فهد : نعم أنا جديد لم يمض على قدومي سوى شهر واحد .
الفتاة : أهلا بك اقتربت الفتاة منه ومدت يدها لمصافحته ولكن فهد لم يمد يده لمصافحتها .
سحبت الفتاة يدها حفاظاً على كرامتها وهي ترص على أسنانها غيظاً من تصرفه تقول في نفسها : ياله من متكبر .
فهد : لا تفهميني بشكل خاطئ ولكن لا يجوز لكِ مصافحة الرجال الأجانب .
أومأت الفتاة برأسها معلنة تفهمها للموقف قائله : جزاك الله خيراً لقد غاب عن ذهني ذلك .
سعد فهد بتفهمها للموقف فقد فاح من تصرفاتها رائحة الخير .
الفتاة : أعرفك على نفسي أنا غسق لو احتجت لأي شيء بإمكانك الاستعانة بي.
فهد : أنا فهد , صمت فهد وهو يعاتب نفسه قائلا : كيف لي بمحادثة فتاة أجنبية أستغفر الله في سره وقرر توديعها .
غسق : أسمك جميل فهو يحمل كل معنى الرجولة .
رمقها فهد بنظرة احتقار وهو يقول في نفسه عندما بدأت في لوم نفسي بأأني أسأت الظن بك تثبتين لي من جديد بأنك فتاة لعوب .
غسق : أنا مضطرة الآن للذهاب فلدي محاضرة ودعتني وذهبت تاركتني خلفها وأنا متعجب لشدة جرأتها .

دخل ناصر وبيد باقة ورود حمراء كبيرة قدمها لبثينة وقبل خدها
في الآونة الأخيرة بات يقدم لها الكثير من الهدايا
سعدت بثينة بهذا التغير وأخيراً ابتسمت لها الدنيا .
***
نهضت من سريري بسبب طرق أحدهم على القضبان ما أن شاهدتها حتى اتسعت عيني ونفر عرق في جبيني واتسعت فتحات أنفي .


انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان
رغد

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العشق المكتوم, روائية طموحة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية