لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-10, 12:16 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Talking بسم الله الرحمن الرحيم

 


الفصل السادس

( منزل أبو إبراهيم )


في منزل أبي إبراهيم الذي غرق في حندس الظلم لجور من تديره ..
كانت خلود و بثينة تدعكان الأرضية بإخلاص شديد مما أستنفذ منهن جميع قواهن محولتان أعادة البلاط للونه الأصلي كما لو أنه ابتيع بالأمس القريب كما رغبت منهم والدتهن الجشعة ، هزلت أجسادهن وأصبحت أيدهن خشنة الملمس وجلد كعب أرجلهن صلب ومتشقق فهن لم تعتدن على الأعمال المنزلية وأجسادهن لم تتأقلم على بذل هذا الكم الهائل من النشاط ، بعدما أنهيتا تنظيف الأرضية وقد استطعن أن ينفذن رغبت والدتهن فقد عاد بلاط الأرضية كما كان منذ سابق عهده قبل 15 سنة.
بعد أن متعن نظرهن بمنظر الأرضية البراق الجديد أعددن طعام العشاء .
قالت خلود متضجرة: واه ، مها كانت تقوم بأعمال كثيرة .
أجابتها بثينة مذكرة إياها : لا تنسي لقد سببت الأذى لولدنا ولولاها لكان معنا الآن .
أجابتها خلود ساخرةً: هه ، لو أنه هنا لأبرحكِ ضرباً لتأخركِ بأعداد العشاء ، إني أشكر الله كل يوم لما فعلته مها لقد أنهت معاناتنا.
ردت عليها بثينة بسخرية : أصبحتِ فجأة تحبين مها .
أطرقت خلود بالتفكير ، وأنزلت عيناها للأرض ، شعرت بداخلها بأن ما تقوله بثينة صحيحاً ، إن كرهها لمها تبدل للحب ولكن سر هذا الشعور الذي غزى قلبها تجهل سببه .
نفضت خلود ما يدور بعقلها قائلةً : سوف أعد الشاي.
نظرت لها بثينة وقالت بأسى: أمي تريد منكِ قلي بعض الفطائر من أجلها فهي لا تريد تناول البيض المقلي على العشاء.
سحبت خلود نفساً عميقاً قائله: إنني مرهقة الآن ، بالكاد أستطيع الوقوف على قدمي تريد مني تحضير الفطائر هل تمازحنني ؟!
بعيون تشع رجاءاً قالت بثينة : لا تريدين افتعال المشاكل أنتِ تعلمين منذ رحيل أبي وهي على هذا النحو .
ردت خلود بغضب : علينا بردعها فقد بات تسلطها مضجراً.
بثينه : ومن سيردعها أصبح كل شيء تحت سيطرتها .
سكتت خلود فهي لا تريد تقليب الأوجاع والأحزان التي ألهبتها النيران منذ قليل ، أخذت بثينة بغسل الأطباق ويعلو على وجهها الحزن ، اعتصر قلبها فهذا الحديث حرث المآسي في قلبها وحطم فؤادها ، دخول أبو إبراهيم في الغيبوبة أعطى المجال لأم إبراهيم بقبول ناصر أبن أختها غالية زوجا لبثينة الذي لطالما أبو إبراهيم كان يرفضه لمعرفته بمعاقرته للخمر وعربدته وفقره ويعتبر السبب الأخير أكبر سبب لرفضه بنظر أبي إبراهيم .
توطدت علاقة أم إبراهيم بعائلتها بعد موافقتها لعقد القرآن الخميس المقبل توافقاً مع حفل زفاف علي أبنها لكن ضحية هذا التوطيد بثينة.
حضرتا الفتاتان العشاء وذهبا لغرفة المعيشة لتناول الطعام وضعتا الطعام على الأرضية وبدئتا بفرش السفرة ومن ثم ترتيب الأطباق عليها ، كانت أم إبراهيم تمد ساقيها وقد وضعت على رأسها الحناء ورائحتها الكريهة تفوح لتملأ المكان برائحة عفنة ، تضع أم إبراهيم فوق بطنها طبق مليء بالحب (فصفص) تأكل منه وتشاهد التلفاز وتنثر الحب يميناً وشمالاً غير مبالية بمن سينظفه من بعدها ، حالة غرفة المعيشة مزرية متسخة جداً تفوح منها رائحة كريهة جداً أشبة برائحة جرذ نافق .
عندما انتهوا من الترتيب البعثرة التي أحدثتها والدتهن تحدثت خلود لوالدتها بخوف : أماه لا تضعين الحناء الآن ، ضعيها عند ذهابنا للمدرسة رائحتها كريهة جداً .
شتمتها أم إبراهيم بغضب لا مبرر له : أيتها الوقحة القذرة .
وأخذت أم إبراهيم تبحث بعينها عن شيء بمقربتها لتقذفها به فلذة كبدها و لم تجد إلا طبق البيض المقلي ، أمسكت أم إبراهيم بطبق البيض المقلي وقذفته على خلود بقوة أخفضت خلود رأسها استجابة مع غرائزها ونجت من قذيفة الطبق الطائر ، ترك الطبق المتكسر صوتاً عالياً وألماً كبيراً لخلود ، أسرعت خلود لغرفتها باكية ، جمعت بثينة بصمت شظايا الطبق وأمها تشتم وتنوح وتولول , توجهت بثينة للمطبخ لرمي الزجاج عندما رمته بالقمامة أخذت تجهش بالبكاء الشديد تمنت بداخلها أن يستيقظ والدها من غيبوبته فبعودته سيردع والدتها عما تفعله بهم ، وأملت بداخلها أنه بعودته سيوقف زواجها من ناصر فهي تكرهه كرهاً شديداً فهو زير نساء ويعاقر الخمر .
إن جميع أبناء خالتها غالية على هذا النحو لعوبين ويعاقرون الخمر .
دخل فهد حامل بيده طعاماً ، كانت خلود و بثينة يعشقن فطائر بيت الدمشقية وكان فهد يفاجئهم ببعض الليالي بإحضاره العشاء منه ، سعدت بثينة بمفاجأة فهد.
أتجه نحوها وأخرج منديلا وأخذ يجفف دمعها ماسحاً على رأسها قائلا:
أن بعد العسر يسرا.
أستطاع فهد بهذه الجملة القصيرة الإيصال لبثينة بتفهمه لمشاعرها ، شعر فهد في تلك اللحظة بتحطمه لأشلاء صغيره ، شعر بضعفه وقلة حيلته ، فكل من يحبهم يعانون ، حبيبته التي تم فسح عقدها لا يستطيع الزواج منها لأنها سجينة و بثينة تجبر على الزواج بسكير عربيد بحجة أنه أبن خالتها وسوف يعتني بيها جيداً وخلود تتعارك مع والدته يومياً مما ولابد من نتائج ذلك أن تقذفها أم إبراهيم بأقرب شيء تجده أمامها غير مبالية إن كان قد يسبب لأبنتها الأذى على الرغم من ذلك حاول بأن يصلح فهد بين خلود وأمه ، وذهبوا لتناول العشاء سوياً ، ولكن يا للأسف ، لم تكن محاولته ذات فائدة فقد كان الصمت سيد الموقف وأطياف الحقد تحوم فوق أم إبراهيم وخلود .
ذهبت الفتاتان بعد العشاء للخلود للنوم بينما كانت خلود مستلقية على فراشها حدثت أختها راجية بأن تكون مستيقظة قائلةً: بثينة هل أنتِ مستيقظة؟؟
أجابتها بثينة بسخرية : لا أنا أغط في سبات عميق .
قذفتها خلود بالوسادة قائلة: نوما هنيئاً.
سألتها بثينة بملل : ماذا لديك اليوم ؟حلقة جديدة من مسلسل التجزع والتسخط.
قالت خلود بغضب :إلى متى سأبقى ذليلة كل يوم تقذفني بأي شيء يصل ليديها ثم أعتذر لها .
بثينة : أتبعي سياستي لا تحدثيها واعتبريها مجنونة.
تساءلت خلود بخوف : ماذا لو أتى يوم ورجمتني بشيء وأردتني قتيله .
أجبتها بثينة وعلى طرف شفاها ابتسامه: هذا أفضل سوف تنتهي معاناتك .
أخذت خلود بالتمني: ليتها كانت بدال أبي .
وبختها بثينة بتأنيب: استغفري الله خلود إياكِ بأن تتمني السوء لأحد بتاتاً .
ردت عليها خلود وصوتها يحمل نبرة الحسد: أنا أحسد مها فهي بالسجن تمتع بالحرية .
صعقت بثينة من تفكير أختها قائله : اخفضي صوتك حتى لا يسمعك أحد فيعتقد بأنكِ جننتِ هل يوجد شخصا بالسجن يتمتع بالحرية .
أخذت خلود نفساً عميقاً وقالت: الوحيد الذي يجعلني صابرة حتى هذه اللحظة هو فهد .
رفعت بثينة يديها للسماء قائله : أسأل الله بأن يرزقني بزوج مثله .
ذكرتها خلود بسخرية: رزقك الله بزوج فاسق هل نسيتِ .
أجابتها بثينة بأمل : لقد أعد فهد خطه لعدم أتمام عقد القرآن .
سألتها خلود: وكيف ذلك ؟!
بثينة : لم يخبرني بها لكنني أثق بفهد.
عادت خلود للحسد من جديد قائله : حقيرة مها فقد فازت بأكثر الرجال وسامة و شهامة.
ذكرتها بثينة قائله :بتي تحسدينها على حياتها لا أجد شيئا يستحق الحسد عليه أنها سجينة كما أن فهد غير وسيم وهي جميله جداً .
خلود: لديها عشيق متيم بها وحياة بعيداً عن هذا المنزل الكئيب.
ردت بثينة : لقد جننتِ أنا متأكدة من ذلك.
حاولت خلود تغيير مجرى الحديث قائله :ماذا قررتِ أن ترتدين في زواج علي .
بثينة: ألم تعلمي بعد لقد ألغي حفل الزفاف.
اعتدلت خلود جالسة قائله : ماذا ؟ ما الذي حصل؟
بثينة: قدم والد العروس لعلي بعد صلاة الفجر مباشرة وهو يهرول وبدا مفجوعاً وشاحب اللون ، وقال لعلي بأنه يريد فسخ العقد لأن أبنته لم تعد تستطيع النوم وتراودها الكوابيس ، يظن بأن قد أصيبت بالعين وأعاد الصداق كاملاً لعلي وفي الصباح ذهب علي للمحكمة وفسخ العقد.
خلود: حمداً لله أنه لم يتزوجها فربما زيجته هذه تدمر حياته الزوجية برغد.
أجابتها بثينة بسخرية : لقد خطبت أمي نجلاء بنت جارنا أبي عبدالرحمن وتمت الموافقة وسيتم العقد الخميس القادم لم تتبدل الخطط إنما العروس هي من تبدلت .
صرخت خلود:رباه أمي لا تضيع أية فرصة .
ردت بثينة: أنها تريد أن ترى أحفادها.
خلود: أليس من المفترض من علي أن يكون وفياً ؟ ياله من خائن ، لقد نسي عشرة الأربع سنين.
ذكرتها بثينة: لكن رغد لا تستطيع الإنجاب.
ردت خلود ببرود : ليتبنى طفلا.
بثينة : لو تبنوا فتاة غداً ستكبر ويضطرون لفصلها عن علي ولو كان صبياً سيكبر ويضطرون لفصله عن رغد التبني صعب ليس بالسهولة التي تتخيلينها.
خلود: لا يبرر هذا فعلته.
أطلقت بثينة تنهيدة طويلة وقالت : ستجن رغد لو علمت بالأمر .
سألتها خلود: هل نحن محسودون حالنا تسوء أكثر فأكثر .
أجابتها بثينة :اصمتي ، هيا لنخلد للنوم.
سكتت خلود ووضعت الغطاء على وجهها لتخفي دموعها التي تنهمر حرقة على رغد ، أصبحت خلود أقل دناءة مما سبق وعاطفية جداً أندثر الخبث من قلبها وأصبحت الرحمة مزروعة في أنفاسها .
***
في غرفة فهد ..
أخذ فهد يتفحص صورة مها وهي طفلة عندما كانا على الشاطئ بمدينة الخبر سويا ويلعبان بالرمل أحب هذه الصورة كثيراً ، كانت مها بملابس البحر وهي تحاول بناء قصراً من الرمل ، رن الهاتف قاطعا ذكريات فهد الجميلة .
فهد:مرحباً
عزيز:مرحباٍ .
فهد: هل أنت أمام المنزل ؟
أجابه عزيز يستعجله : نعم أسرع بالقدوم هيا.
حمل فهد صندوق كبيراً أحمر اللون مزين بعقدة أنشوطية ذهبية اللون تفوح منه رائحة اللآفندر ، توجه فهد مسرعا لصاحب سيارة الرينو البيضاء ، فتح الباب الخلفي ووضع الصندوق في المقعد الخلفي ، فتح الباب الأمامي ليجلس فهد بجانب سائق السيارة الرينو البيضاء .
ألقى عزيز نظرة خاطفة للخلف وقال بتعجب : الصندوق كبيرا جداً سيكلفك كثيراً.
أجابه فهد بلا مبالاة : لا يهم ذلك أريده أن يصلها بعد يومان .
سأله عزيز بخبث : هل من مناسبة خاصة تدعوك لتقديم هدية خاصة لها ؟
أجابه فهد بانزعاج : وأنت ما شأنك أنت وسيط لا تنسى ذلك.
رد عليه عزيز بخبث : الملكة دودو ترغب باقتناء صورة لك .
حملق فهد بعزيز بنظرات كان من وقعها تزايد دقات قلب عزيز .
قال له عزيز بخوف : لا دخل لي هي من طلبت ذلك.
تنهد فهد وقال : يبدوا لي بأن هذه المرأة لعوب .
رد عليه عزيز: تقول بأنها تريد الصورة من أجل أن تهديها لمها بمناسبة قبولها بالحزب.
سأله فهد بخوف وغضب : مها أصبحت من حزب هذه المرأة ؟
أجابه عزيز بنبرة هزو : نعم .
مسك فهد رأسه وأخذ نفساً عميقاً ، شعر فهد بحرقه بقلبه وناراً تشتعل في جوفه ، حدث نفسه قائلاً : هل يعقل بأن مها استسلمت لحياة الأجرام ؟ استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وحاول طرد الوساوس من رأسه وحدث نفسه بأن مها لا يعقل بأن تتحول لمجرمة فهي طاهرة كالبرد .
قاطع عزيز شروده قائلاً: لقد طعنت فتاة .
نظر فهد لعزيز نظرة رعب قائلاً: حقاً .
هز عزيز كتفيه وقال : هذا ما أخبرتني به الملكة دودو.
رد فهد بفزع وحيره : لماذا ؟ ما السبب؟
عزيز:أخبرتها الملكة دودو أنها أن كانت ترغب بانضمام لحزبها فعليها طعن غريمه لها فوافقت مها ، تقول الملكة دودو بأن مها تبذل كل جهدها و استماتت من أجل أن تقبل بالحزب .
رد فهد غاضباً: أنها كاذبة وهذا افتراء من قبلها وتريد هذه المرأة أن تشوه صورة مها بعيني أني أعرف مها حق المعرفة لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، لابد من وجود سبب وجيه لطعنها لهذه الفتاة .
حملق عزيز في فهد أعجاباً وحيره فقد دحض الاتهام عنها بكل شراسة أنه شديد الثقة بمحبوبته .
عاد عزيز لسؤاله : هل ستأتي لي بصورة لك .
فهد : بالطبع لا ، أعرف ماذا تريد هذه القذرة من صورتي .
سأله عزيز: ماذا تريد من صورتك ؟
فهد : ......
ضحك عزيز بقوة وقال : لا تظلمها يا رجل .
لم يرد عليه فهد وأعطى لعزيز ثمن عبور الصندوق لمها ونزل من السيارة بسرعة .
فور نزول فهد من السيارة أتصل عزيز بالملكة دودو:السلام عليكم.
الملكة دود : وعليكم السلام ما الأخبار هل من جديد ؟
عزيز: لقد وصلت الحمولة اليوم سأرسلها مع فاطمة اليوم .
سألته الملكة دودو: الحمولة لمها أليس كذلك.
رد عزيز : نعم .
أجابته الملكة دودو بغضب وحسد : تباً له ، الأحمق أنه متيم بها أريد أن اعلم ماذا فعلت به أقسم بأنها ساحرة , هل هو وسيم ؟
عزيز : لا .
الملكة دودو : صفه لي .
اخذ عزيز بالتفكير والوصف ثم قال: فارع الطول شديد النحافة أبيض البشرة وشعره أسود اللون عيناه عسليتان .
ردت عليه بنبرة حزينة :خاب أملي ظننته مفتول العضلات.
عزيز: ليس جميلاً لكنه مقبول الشكل.
الملكة دودو : إذاً ما لذي أعجب مها به ؟
قال عزيز ساخراً : أنه يكثر من تقديم الهدايا.
أرادت الملكة دودو إنهاء المكالمة لذا قالت له :حسناً سأرسل لك الشيك مع فاطمة هل ترغب بشيء ؟
عزيز:لا شكرا .
الملكة دودو : إلى اللقاء .
رد عليها وهو يفكر بداخله " متى؟!" :ودعاً يا حلوة.



انتهى الفصل

والقادم بأذن الله
بعنوان

الحفلة

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-10, 12:03 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Talking بسم الله الرحمن الرحيم

 



الفصل السابع

(الحفلة )


صفت طاولات الطعام على هيئة صفوف أفقية تحيطها الكراسي الحديدية في الساحة الخارجية التي اكتست ببساط العشب الأخضر المصفر , مُلئت الساحة بالبالونات والزينة , تنصف الطاولات أوعية من البسكويت المملح ورقائق البطاطا المقلية والحلويات وبعض أكواب المشروبات الغازية , تفحصت الحضور لأصدم بمظهر العلقة دودو فكانت مجدلة شعرها بالكامل مع وجود بعض الشرائط الفاقعة اللون في نهاية كل جديلة و ترتدي قميصا قطنيا فضفاضاً برسومات جماجم وهياكل عظمية وبنطالها واسع جداً , بدت كمغني الراب تعشق التميز حتى لو كان الأمر جنونا, كانت نظراتي تتفحصها من أسفلها لأعلاها حتى وصلت بنظري لفمها فإذا هي مبتسمة وتنظر إلي.
يا إلهي هل أطلت النظر إليها؟
رباه هل ستوبخني لنظراتي؟
أشارت لي بيدها بالقدوم , ذهبت للعلقة دودو بخطى متقاربة وبطيئة فلا أريد محادثتها , عند وصولي إليها جذبتني بشدة ولفت ذرعها حول خصري وأخذت تتحدث بصوت عال: اليوم هو أحد الأيام المشهودة فمنذ ما يزيد عن الستة أشهر لم نستقبل أي عضوه جديدة فرحبوا معي بمها العضوه الجديدة.
تعالت أصوات الهتاف وأخذوا بالتصفيق والتصفير, كانوا سعداء ومبتهجين جدا استقبلت التهاني والتباريك من الحضور, أخذت بالابتسام مصطنعة الفرحة لم أكن سعيدة بالقبول أبدا فأنا أكره هذه العلقة كثيرا وهاهي تتفاخر بأنها لم تستقبل أي عضوه خلال ستة أشهر وكأنها ستين سنة تبا لها ولغرورها, أثارت دهشتي ثلاث فتيات من الحضور لم أشاهدهن من قبل الفتاة الأولى يعلوا وجهها نظرات الشر والأجرام , تحتضن طفلا رضيعا بين يديها, أما الثانية فكان طفلها كثير البكاء ولا تلقي له بالاً وكانت السجينات من حولها هم من يعتنون بطفلها , أما الفتاة الثالثة فبدت يائسة من حياتها عيناها كسيرتان يجلس بجانبها طفل يبدو في الثالثة من عمره , حدثت نفسي هل هن أمهات هؤلاء الأطفال؟
هل يسمح بتواجد الأطفال بالسجن؟
ما جرمهم؟
لماذا لا أسمع صوت بكاء أطفالهن؟
لماذا لم أشاهدهن في صالة الطعام من قبل؟
الكثير من الأسئلة اختلجت بداخلي حتى كدت أجن .
قدمت لمياء وفهد ودينا نحوي مهنئين بحلقت في وجوه الحاضرين لابد أن أراها لن يطول بحثي ولكنه طال للأسف و لم أعثر عليها أين هيا؟؟
, تعجبت لعدم حضورها, أيعقل أن فهد طلبت من الملكة دودو عدم دعوتها.
همست فهد بإذني: مبروك دخولك للجحيم.
ابتعدت عني وهي تبتسم بخبث لتخبرني بأنها نجحت في إغاظتي , تتبعت فهد بنظري فرأيتها تتوجه لفتيات لا أعرفهن لتجلس بصحبتهن ,أوقدوا النار في برميل حديدي وتجمعوا حوله يتسامرون , حملقت بها محدثة نفسي قائله : لا أريد أكثر من نظرة منها .
حتى لو لم تنظر إلي سأكتفي بتمرير عيني بين شفاها الضاحكة علني ارتوي من بهجتها.
قررت التخلص من جو العلقة دودو المقرف واللحاق بفهد استأذنت الملكة دودو للذهاب.
فالتفتت إلي وقالت: لماذا, هل أنا مملة لهذه الدرجة؟
أجبتها بارتباك: مملة؟ بالطبع لا .
انتفشت ورفعت أنفها ثم أجابتني وهي مميلة فمها تأنثا: لست مملة إذا فأبقي هنا.
أشمئزيت منها تمنيت بتلك اللحظة أن أصفعها من ثم أقتلها و أحرقها وألقي برمادها في البحر, كنت أنظر لمجموعة فهد بنظرات التحسر تمنيت بأن أكون معهم فقد كان دوي ضحكهم يسمع من بعيد, أحست فهد بتوسلات نظراتي وبما يجول في خاطري فتوجهت نحوي, كدت أطير فرحا فقد أتت لتمد يد العون وتخرجني من هالة الممل , قدمت نحو الملكة دودو مباركة لها على زيادة عدد حزبها, طوقت فهد خصري بذراعها وأشارت لي بعينها أن نذهب لمجموعتها, قاطعت فرحتي العلقة دودو قائله: إلى أين تذهبن؟
فهد:لا تحتكري مها ودعينا نحتفل معها.
اقتربت نورة وقالت: دعيهن فيبدو أن مها لم تنضج بعد فهي متعلقة جدا بماما فهد.
انفجر الجميع ضحكاً علينا, غضبت فهد وصرخت بوجه نورة: يبدو بأنك لم تحترمينا أمام الملكة دودو ألتفت فهد نحو العلقة قائله: أليس كذلك يا ملكة ؟
الملكة دودو: بلى وماذا تريدين أن يكون عقابها؟
قالت فهد بلا مبالاة :سأترك لك الخيار.
أمسكوا الفتيات نورة وجعلوها تركع للملكة دود ثم أخذت الملكة تشد أهدابها, تراقصت نورة ألما ثم أخذت دموعها بالتدحرج على خدها .
ما هذا العقاب سحقاً لهذا المرأة فهي لا تعرف الرحمة أبداً.
بصوت ذات نبرة مهتزة من شدة الهلع قلت : دعوها أرجوكم دعوها.
شعرت فهد بمدى توتري من خلال اشتداد قبضة يدي على رسغها فقالت : دعوها فمَها لم يقسَ عودها بعد فهي لم تعتد على رؤية هذه الأمور, أخذت فهد تمسح على رأسي وذهبنا متوجهين للمجموعة وكانت أعينهم تحملق بنا فقد كنا ثنائيا رائعا.
جلست فهد وأنا بجانبها لفت ذراعها حول رقبتي فوضعت رأسي على صدرها , أعجبني ذلك فقد أحسست بدفء ينبعث من جسدها كانت عينها ينبوعا من الدفء والحنان و نظراتها ترسل حبا مكللا بقبلات حارة شاحن قلبي بالبهجة والطمأنينة مما أدى برسوا بواخر حبي في مرفأ قلبها.
رفعت رأسي فوجدت الفتيات اللاتي لم أرهن من قبل يتضاحكون من حولنا فسألت فهد : هل هؤلاء أمهات الأطفال؟
فهد:نعم إنهن أمهات هؤلاء الأطفال, أشارت بسباتها للفتاة التي يتطاير شرار الخبث من عينها قائله : هذه أم شهد وابنتها عمرها أربعة أشهر وأشارت لفتاة الكسيرة العينان قائله : وتلك أم خالد الذي يبلغ سنتان و9أشهر.
مها بتعجب: وهل يسمح بتواجد الأطفال هنا في السجن ؟
فهد: نعم يدعونه مع أمه حتى يبلغ الطفل عامان وحينها لا يسمح ببقائه.
مها:ولماذا لم أشاهدهم من قبل ؟
فهد: إنهن يجلسن في إحدى زوايا صالة الطعام ولا يختلطن بنا كثيرا, أما في السجن فهما آخر زنزانتان على اليسار فقد وضعنهن السجانات هناك لكثرة الشكاوى حول بكاء أطفالهن .

فجأة سمعت أحدى الفتيات تضحك بصوت عالٍ وتقول: أنا لست بغبائك اللا محدود حتى أدخل السجن بسبب مبيد الحشرات !!!
أخذوا بالسخرية منها والضحك عليها, تحدثت إحداهم معي قائلة : هل تصدقين يا مها بأنها دخلت السجن بسبب مبيد الحشرات؟
ابتسمت ابتسامة هادئة قائله :أنتم تمزحون معي أليس كذلك ؟
ضحكت الفتاة معهم يبدوا لي بأنها اعتادت على أن يسخر الجميع منها وقالت : لا أنهن لا يمزحن معكِ أطلقت تنهيدة عالية ثم أردفت قائله : لقد أجبرني أهلي بالزواج من رجل طاعن بالسن وفي ليلة الزفاف توجه نحوي محاولا نزع ملابسي دون المحاولة لملاطفتي يبدوا بأنه لم يسمع بنظرية التدرج , حاولت الهروب منه لكنه مازال يلاحقني حتى وصلت للمطبخ باحثة بعيوني عن شيء للخلاص منه نظرت حولي فوجدت مبيد الحشرات , أثناء بحثي انقض علي كالقط الهرم بجلده المترهل والدائرة المكورة المحشوة بأمعائه وعظامه الناتئة , أخذت برشه حتى نفذت العلبة ثم أخذت علبة أخرى وأفرغتها على وجهه, حدثته لكنه لم يجبني, تذكرت بأنه مصاب بالربو دنوت منه ولكنه لم تحرك ساكناً, هاتفت أهلي فقدموا وذهبوا به للمستشفي وهناك فارق هذا الكهل للحياة جراء مبيد الحشرات.
بنظرة تحمل الأسى قلت : أنا آسفة .
فهد: لماذا تتأسفين؟ أخذت فهد بالضحك قائله : لقد دافعت عن شرفها.
الفتاة :شرفُ ماذا, فقد كان زوجي .
فهد:ولم تدركِ بأنه زوجك إلا الآن؟؟!!
الفتاة:لماذا تضحكون علي وهناك من دخل السجن بسبب بطنه وأخذت بالضحك؟
التفت على الحضور وعينيا جاحظتان غير مصدقة قائله :بطنه!!! من التي دخلت بسبب بطنها؟
فهد: إنها سارة, هيا احكي لمها إنها متشوقة لمعرفة قصتك, أخذت فهد بالضحك, كان الجو ملئ بالسخرية والضحك .
نهضت سارة لتجلس بالمقربة مني مطلقه آهة طويلة وقالت: لقد كنت أحب الطعام كثيراً وفي إحدى الليالي كنت جائعة فاتصلت بأحد المطاعم كي يوصل لي الطعام, لكن عند وصوله لم يكن في المنزل سواي ففتحت لعامل التوصيل الباب, مددت يدي لأخذ الطلب فهاجمني دافع للباب حاولت منعه من الدخول لكنه دفعه بقوة حتى استطاع الدخول, أسرعت لأحدى المجالس للاختباء لكنه لحقني ومزق ملابسي وانقض علي يقبل جسدي العاري, حاولت الوصول بيدي لأحد التحف حتى تمكنت من جذبها و كسرها على رأسه.
مها : ولم يستطع بطنك انتظار قدوم أهلك حتى لا تقعِ في مثل هذا المأزق ؟؟!!
سارة: إنه قدري ماذا أفعل؟ ولكن هل تودي سماع أغرب قصة دخول سجن ؟ اسألي غادة فأخوها عبد العزيز ملك العجائب؟
مها:غادة ما السبب الذي أدخل عبد العزيز السجن ؟
غادة: بسبب أرنب.
نظرتها بعيون مترقبة لأسمع قصتها: ماذا أرنب؟؟؟!!! وكيف ذلك؟
غادة:ذهب عبد العزيز مع أحد أصحابه لرحلة صيد, أحضر عبدالعزيز معه بندقية للصيد أما صاحبه فأحضر صقر, أطلق عبد العزيز على أرنب فأرداه قتيلا بعد ذلك هجم الصقر على الأرنب وأحضره لصاحبه .
عندها قال عبد العزيز لصاحبه: أنا من اصطاد الأرنب
فرد صاحبه: بل صقري من أصطاده .
قال عبد العزيز : أطلقت عليه النار ثم هجم عليه صقرك .
تشاجرا حتى سب صاحب أخي قبيلتنا فأخذت عبد العزيز الحمية واستشاط غضبا فأطلق النار على صاحبه , لم يمت صاحبه لكنه ألحق به تهمة الشروع بالقتل فحكم على عبدالعزيز السجن عشرون سنة .
عندما أنهت قصتها صفقوا الفتيات أعجابا بإلقائها .
تحدثت فهد وهي مازالت تسترسل بالضحك : المضحك بالأمر أن من أتصل على الإسعاف هو أخوها بعدما أطلق عليه النار أخذت فهده بالضحك حتى مسك بطنها من الألم لشدة الضحك .
مها:وهل هنالك من مزيد من القصص .
قالت فهد وعينها تذرف قليلاً من الدموع من الضحك :هيا يا وضحى أخبريها بقصتك فهي الأجمل .
تحدثت الفتاة صاحبة النظرة الخبيثة الشريرة قائلة: عشقت ذات يوم رجلا حتى أصبحت أخرج معه ونمارس الحب سويا وذات يوم أخبرني بأنه يريد إنهاء العلاقة وبأنه كان يتسلى بي , ثرت غضبا فأخرجت قنينة العطر ورجمته بها فوقع ميتا وبعد موته اكتشفت حملي .
مها:ألم تأخذين الحيطة مستخدمة وسيلة لمنع الحمل.
وضحي:بلى كنت أستخدم حبوب منع الحمل لكنني أصبت بإسهال شديد ولم أكن أعلم بأن الإسهال الشديد يبطل مفعول حبوب منع الحمل.
فهد:مها أي القصص أجمل؟
مها: قصة عبد العزيز, فالعصبية القبلية تترأس على عرش المصائب.
غادة: من أي قبلية أنت يا مها.
فهد: اصمتي يا غادة لا نريد الحديث عن مثل هذه السخافات, نريد أحاديث ممتعة.
تجاذبنا أطراف الحديث عن المغامرات والذكريات كان الأجواء مفعمة بالبهجة والسعادة .
كانت السجانات يأتين كل خمسة دقائق لتفحصنا, أثار الأمر الرعب في قلبي فأنا لا أحب رؤيتهم, لامست فهد وجهي بأناملها قائلة: مها لا تخافين فهم فقط يتأكدون بأننا لا نتعارك .
بسطت عضلات وجهي قائله : كيف عرفتِ؟ هل تستطيعين قراءة الأفكار؟
فهد: نعم , فعيناك فضاحتان.
قدمت لمياء ودينا وخلفهم ود, كانت ود تبدوا خائفة , سعدت لقدومها فقد طال انتظاري كما أنني أثرت تعجب السجينات بحملقتي بالوجوه لأعثر عليها , أردتها أن تشاركنا الأحاديث , نظرت فهد لها باحتقار, بقيت ود بعيدا ولم تجلس معنا, رأيت دينا تهمس لفهد بإذنها فالتفت فهد نحو ود وصاحت بها قائلة: تعالي لقد سامحتك أيتها الحمقاء .
قالت إحدى الفتيات: قلبك كبير يا فهد تسامحينها بعد ما بدر منها .
فهد: آه لو يوجد من يقدر هذا القلب .
دينا: (الكلب ماجاش يزرني ولا مره طيب يبعت حاقه يسأل يطمن ,يا مأمن بالرجاله يا مأمن الميه بالغربال).
مها:ومن هو الذي لم يأتي لزيارتك؟
دينا: (جوزي)
سألتها بدهشة :أنت متزوجة ؟
دينا : (أيوه وجوزي سعودي)
مها:ولماذا لم تتزوجين برجل مصري؟؟؟
دينا : (السعوديين زي منتي عرفه عندهم فلوس كتير وأبوي طمع بفلوس جوزي ولهف مهري كلو, أصلا أنا كنت بحب الواد الفرّان ابن الجيران).
حدثت نفسي قائلة: هذا هو قدرك الحمد لله ولكن والدك حقير ما كان عليه بيعك هكذا أسأل الله أن يعوضك برجل خيراً منه , لقد عزنا الله بالنفط ولولاه لكنت ربما في مكان دينا لا حول ولا قوة إلا بالله أصبحت النفوس دنيئة تبحث عن المال بأي طريقة .
بنبرة يشوبها التوبيخ قالت فهد : قمتي بخيانته وتريدين منه السؤال عنك تباً لك.
سكتت دينا وكأن فهد قد داست على جرحها ,أخذت أنظر لدينا عيناها بريئتان ظروف الحياة كانت قاسية معها ولكنها ضخمة الجثة قبيحة المنظر حدثت نفسي قائله : ما الذي أعجبه فيها ؟هل هو أعمى؟
قاطعت تفكيري فهد قائله: زوجها أعمى.
مها: فهد أخرجي من رأسي .
فهد: نظراتك أخبرتني بأفكارك لا دخل رأسك بذلك .
تلك اللحظة أحسست بمطابقة فهد لروحي وكأنها نصفي الآخر .
كان هنالك فتاتين مستندتين على الحائط بعيدا عنا تلعبان الشطرنج كانتا في بالغ الانسجام إحداهن تبدوا مستغرقة جدا بالتفكير .
فهد: إنهما أسود وأبيض .
عاودت النظر للفتاتين فوجدت إحداهن تلعب الشطرنج باللون الأسود والأخرى بالأبيض .
فهد: أنهما مدمنتان في لعب الشطرنج تلعبان بالشطرنج من الصباح حتى المساء ,أسود قد فازت بلقب ملكة الشطرنج العام الماضي, وإن أرادت الدولة أن تقيم مسابقة دولية في لعبة الشطرنج فعليها أخذ اللاعبين من هنا.
مها:يسمح باللعب هنا علناً.
فهد: نعم يوجد بالمكتبة الشطرنج والورقة (البلوت أو الشده) والضومنه ولعبة السلم والثعبان والكيرم .
مها:أحب لعبة الكيرم هل توجد هنا؟
فهد:تريدين اللعب الآن .
أجبتها وأنا مبتسمة :نعم .
أمسكتني فهد من يدي وشدتني بقوة فأخذت بالسير ورائها بسرعة .
وصلنا لزقاق صغير خلف المبنى, وجدنا مجموعة من الفتيات أمامهن لعبة الكيرم وبعض النقود .
مها:ما هذه النقود؟
فهد:يتراهنون على اللاعبات المشاركات ؟
مها:ومن برأيك سيفوز من هؤلاء اللاعبات ؟
أخذت فهد بتعديل ياقة قميصها وهي رافعة أنفها للأعلى قائله : بالطبع ,أنا .
ألقت فهد التحية على الفتيات , رحبن بها كثيرا , بدا لي بأنها محببة لهن جلست فهد بجانب فتاة شعرها شديد السواد وكث عيناها يملئها الكحل حتى سال وشكل هالة رمادية حول عينيها وبعض من الرذاذ قد تساقط على خديها , أشارت لي فهد بالجلوس بجانب أحد الفتيات, عندما جلست بجانبها فاحت منها رائحة الحناء فوضعت يدي على أنفي لأمنع دخول الهواء لرئتي , رأيت فهد تضحك علي ,تبا لها ما هذا المقلب فالوقت غير مناسب, شاهدت فتاة تضع في فم فهد عظمة محشوة بورق التبغ وفهد تمسك بالعظمة بأسنانها , كانوا قد كسروا طرف العظمة وأفرغوا محتواها وجعلوها غليوناً ,رأيت فتاة تشعل لفهد الغليون كانت الولاعة يرثى لها مكسورة يتطاير الشرار في كل الأنحاء, لم تفلح الولاعة بإشعال الغليون , فأخرجت فتاة قصاصة قماشية من جيبها ونجحت في أحرقها بالولاعة المهترئة وبعدها أشتعلت غليون فهد , توالت بأشعال غليون الأخريات , الرغبات القذرة هنا مستباحة أنهن بأعمار الزهور ويستنشقون الخبائث أنهن مثيرات للشفقة .
أخذت فهد بالتدخين بتلذذ كانت فهد فتاة سيئة لكنني أحببتها كانت تتسم بصفات كثيرة شبيه بصفات ابن عمي فهد متهورة شجاعة فطينه وطيبة, اقتربت من الحائط لأسند ظهري كان الحائط دافئا شاهدت بعض الكتابات إحدى الكتابات كانت (ملعون اليوم الذي سرقت به) .
أخذوا الفتيات بالتراهن راقبتهم يزيدون الرهان على فتاة تدعى سمر قررت أن أضع مبلغ رهان كبير على فهد أعطيتهم النقود وأبدوا استغرابا من تصرفي, أخذت فهد اللعب ببراعة حتى هزمت الجميع, تنهدت الفتيات وأخذن بالتحسر على نقودهن, توجهت فهد نحوي قائله:جميل يا مها .
مها:أحببت أن أجعلك أغلى رهان.
ابتسمت لي فهد بخبث وقبلت خدي بشغف , وضعت في يدي النقود قائلة: هذا ربحك , تفحصت المال فقد تضاعف المبلغ الذي أعطيتهم إياه خمس مرات فرحت كثيرا فكنت أنوي شراء ملابس جديدة وبعض المساحيق التجميل .
فهد:عليك بالعمل الآن فالوقت مناسب .
مها:الآن لم أحضر معي شيئا, وضعت فهد في يدي مجموعة من الأكياس.
فهد: اذهبي فثمن الكيس الواحد 300 ريال .
مها:ومن أين أتيتِ بهذه الأكياس؟
فهد:لقد وضعتها تحت وسادتك وياله من مكان صعب لقد عانيت حتى أجده.
حككت فروه رأسي قائله :ومن أين أبدأ ؟
أشارت لي فهد بعينيها للفتيات قائله :اذهبي للفتيات وألقي التحية وقولي هل تريدون ترغبون بشيء ؟
لا تخافين لقد أخبروني برغبتهم بالشراء سمر ترغب بثلاثة أكياس هيا أذهبي , دفعتني بيدها فتحركت صوب الفتيات وفعلت ما أمرتني فهد بالضبط بعت جميع الأكياس وعدت لفهد مع إحساس بالنصر.
فهد:اليوم سيكون أسهل يوم بالبيع الأيام المقبلة سيكون البيع شاق.
مها:لماذا؟
فهد:البيع في الحفلات يكون مباشرة أما بالأيام العادية ستضطرين لتهريبه.
مها:أهربه كيف ذلك؟
نظرت فهد لمؤخرتي .
مها:هل تمزحين ؟
فهد:أنا جادة .
مها:لا أستطيع فعل هذا؟
فهد:إذن أعطيه لفتاة لتبعه عنك ولكن سوف تأخذ نصف الكمية .
مها:نصف الكمية هذا كثير.
فهد: غداً سنناقش الموضوع الآن عليك بالتحدث مع عزه فهي من ستقوم بتوفير المواد للهروب.
مها:من أخبرك بموضوع الهروب؟
فهد: لا يخفى على فهد شيئا.
مها:حسنا لكن لا مزيد من الهاربين كلما كثر العدد كلما زادت احتمالية فشل الخطة .
فهد:هيا أذهبي لها أشارت بسبابتها نحوها قائله :تلك هي عزه , توجهت نحوها ألقيت التحية عليها , فردت التحية وقابلتني بوجه بشوش ملوثاً بالخبث .
مها:أعرفك على نفسي أنا مها.
أجابتني بعينين ماكرتين :من لا يعرف مها أجمل السجينات.
ارتجفت قائله:عيناك الأجمل , هل لي بمحادثة خاصة , أشرت بعيني لفتاتان كانتا تجلسان بجانبها.
عزه:فاطمة نور هل لنا بدقيقة على إنفراد؟
غادرت الفتاتين مبتعدتين , جلست بجانب عزه .
مها:كيف ستتدبرين الحمالة؟
عزه:لما لا نصنع سلما ؟
مها:وكيف لنا وأطول سلما يوجد هنا بطول 3 أمتار كما أخبرتني عائشة .
عزه :إذا لنصنع واحدا .
بصوت يحمل نبرة التحدي :هيا اصنعي لنا واحد .
عزه : الأمر سهل بعض قطع الخشب والمسامير ويصبح لديك سلما .
قلت لها بصوت شكوكي :حسنا اصنعي السلم وسنقوم بتجربته قبل الهروب بيوم اتفقنا .
عزه:السلم سيجهز غدا لنقوم بتجربة غداً في فترة الغداء ستكون السجانات مشغولات في المراقبة السجينات.
مها:حسنا غدا في فترة الغداء أنتظرك عند دورة المياه .
عزه:حسنا سأنتظرك , مها أنتِ من ستقوم بتجربة السلم غدا.
نظرة لها بنظرة ثاقبة جعلتها تبتسم من ثم قلت :لا لن أقوم بتجربة سلما قد صنعته بنفسك لست بهذا الغباء .
تحدثت وهي تضحك : سأحضر معي غادة لتجرب السلم هل يناسبك ذلك؟
مها:نعم , إلى اللقاء.
عدت للفتيات فوجدتهن يتراقصون على أنغام الدي جي متناسين مكان تواجدهم وبؤسهم, أطلقوا العنان لبسماتهم متناسين إبحارهم في أسطول الأحزان ولو رآهم شخصاً غريبا عن هذا المكان حسبهم يعيشون في أرض السعداء ولكنهم يقبعون بأرض البؤساء .
لماذا لا أتناسى مكان تواجدي وأطلق العنان لنفسي مثلهن , أما آن لي تقبل واقعي والإبحار معهم, نهضت متوجهة نحوهم لأغوص في أسطولهم وأكون قبطان سفينتهم متناسية همي راضية بأرض الواقعي رقصت وجعلت شعري يتمايل مع جسدي وكأني غصن تتراقص أوراقه في ليلة عاصفة , انتهت الأغنية الصاخبة لتبدأ بعدها أغنية هادئة نظرت لفهد فإذا هي تغمز لي مشيرة إلي برقصة رومانسية معها, رقصنا السلو solw ووضعت رأسي على كتفها وأخذنا نتبادل الحديث مضت تلك الليلة بسلام كانت من أجمل الليالي انتهت الحفلة متوعده غدا بيوم جديد لبداية خطة الهرب .



انتهى الفصل
والقادم بأذن الله
بعنوان
عقد القرآن

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 11-07-10, 10:33 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Talking بسم الله الرحمن الرحيم

 




الفصل الثامن

( عقد القرآن )



أخذت رغد بكي ثوب وشماغ زوجها بحرص وعناية شديدين وبخرته بالعود الكمبودي كما طلب منها علي مسبقاً ، تساءلت بداخلها عن السر الذي يخفيه علي وراء هذه المناسبة ، فهو متوتر جداً ويريد أن يبدوا أجمل المدعوين وأكثرهم أناقة .
دخل علي مسرعاً مقاطعاً شرود رغد الذهني ، ليطلب منها بأن تساعده في ارتداء الثوب وإقفال أزاريره ، أخذت رغد بإقفال الأزارير وهي تنظر للأرض وعندما وصلت لآخر زرار وقعت عينها في عينه فدمعت عيناها لا إرادياً لم تعرف لمِ عندما رأت في عيناه نظره غريبة جعلت قلبها يعتصر حزنا فيسكب الدمع من عينها ، تعوذت من الشيطان في سرها وجاهدت نفسها لتبتسم له ، لم يبادلها علي الابتسامة وودعها بعجله و خرج مسرعاً غير منتبهاً لدمعتها .
تعجبت رغد منه فهو شديد التركيز كيف لم يرى دمعتها ويستفسر عن سبب حزنها عدا ذلك ودعها هكذا بكل برود ، كان وداعها جافاً خالياً من أغنيات الحب التي عهدتها من سارق لبها وهيامها.
حينما خرج علي ووصل لباب المنزل شعر بتأنيب الضمير ، فأقل ما يمكنه فعله هو توديعها بشكل ودي ويشبع غرور الأنثى بداخلها بأجمل كلمات الغزل .
عاد إليها وعندما رأته رغد لم تصدق عيناها وهي تفكر : ماذا دهى زوجها اليوم ؟!
عندما همت بسؤاله مستفسرة عما إذا كان نسيا شيئاً ، لم يتركها تكمل أول حروفها وسحبها نحوه و أحتضنها بحرارة و همس بأذنها قائلاً : أحبك رغد .
تعجبت رغد وجزمت بأن هناك خطب ما بزوجها .
سألته بحيرة : علي ما بك ؟ تبدو لي بأنك تودعني .
أجابها بارتباك لم تلحظه رغد لانشغالها الذهني : لاشيء ، لا تقلقين .
أمسك بخصلات من شعرها وشتمّها كانت تفوح منها رائحة العود الكمبودي ، أحس بحقارته وجبنه وبالحزن يغمره من داخله ، تضاربت مشاعره فدمعت عيناه , أسرعت حبيبته المغدورة بأناملها الحنونة ماسحة قطرات الحزن بأكمامها .
نظرت رغد لعينيه والحيرة تكاد تقتلها وهي تسأله قائله: هل يوجد شيء ؟ هل هناك شيء ما تريد أخباري به ؟
أمسك بها من كتفيها قائلا : ليس هنالك شيء رغدي لكنني أحبك .
طبع قبلة حارة على خدها الأيمن ومن ثم ضمته رغد بكل حب و ود ، أحس علي بدناءة تصرفه وانه أصبح سافلاً بحق وأنه لا يستحقها فابتعد عنها وودعها وخرج مسرعاً متوجها لحفل زفافه.


***

ـ في منزل أبي إبراهيم وتحديداً في غرفة بثينة ..

وضعت أحمر الخدود ومرطب للشفاه وكحلّت عيني بالسواد ، توقفت للحظة أنظر لفحامت سودهما ، أحسست بالبركان الذي يغلي منصهراً بداخلي ، لم استطع السيطرة على نفسي أكثر ، سقطت دمعتي ملوثة خدي بالسواد ، أمطرت عيني بالدموع لتلوث ملامحي ، مازجة المساحيق بعضها ببعض ، لتحول وجهي إلى لوحة رسم لفنان بوهميي بائس ، أخذت أفكر اليوم عقد قرآني ولكنني لا أشعر بالسعادة يا لبؤسي ، غرقت في بحر أحزاني ولم أجد يد العون لتنقذني ، مسحت دموعي وأخذت نفساً عميقاً وحاولت السيطرة على نفسي وحدثت نفسي قائله :سأعود لواقعي وأتقبله .
مسحت ما لطخ وجهي بسبب حزني ولكن الألوان كانت تملأ وجهي ممتنعة عن الزوال ، أشار علي عقلي بأن أغسل وجهي بالماء والصابون أخذت بمشورته وتوجهت لغسل وجهي فدخل قليلاً من الصابون لعيوني عاودت للبكاء من جديد كالبلهاء , هذا ما ينقصني الآن ألماً حقيقاً ، أسرعت بتزيين وجهي بالمساحيق من جديد فليس لدي وقت للنحيب يجب علي النزول ومقابلة الضيوف وإلا ستريني أمي أصناف العذاب ، رششت قليلاً من عطري ، وارتديت فستاني نزلت السلالم متجهة لغرفة الضيوف لألقي التحية على أم زوجي المستقبلية خالتي غالية .
رأتني فأخذت بالتهليل والتسهيل وأنا لا أنظر لها جاهدت نفسي لألقي نظرة عليها ولكن قلبي أبى ، مازال قلبي لا يستسيغ ولا يتحمل فكرة زواجي من هذا السكير العربيد ، يا ويل حالي.
هل سيصبح أباً جيداً لأطفالي ؟
هذا محال انه سكير كيف سيكون ذلك ؟!
كيف سأتعامل معه وماذا سأفعل عندما يغيب عقله ؟
أصبح عقلي مشوشاً وغير قادر على تصديق ما أصبح الوضع عليه .
سرحت بفكري وأنا أحاول أن اعرف لماذا جعلتني أمي كالخروف الذي يباع بأبخس الأثمان ، هل أصبحت مشرعها الخاص لتوطيد العلاقات ؟
سمعت فهد يصرخ بكلمات لم أفهمها من غرفة عقد القرآن التي خصصت للرجال .
من ثم سمعت صوت هادئ وبدا لي بأنه يحاول تهدئة المأذون الشرعي قائلا : أنه صغير و لا تأخذ بكلامه .
في تلك اللحظة قال فهد بنبرة الغضب: أنا ولي الأمر ولست بموافق .
رد المأذون بصوت عالي قائلا : هل جدها هنا ؟؟
الجد : أنا جدها .
قال المؤذون : هل أنت موافق على زواجك حفيدتك ؟؟؟
قال جدي : نعم .
المؤذون : تمت موافقة ولي الأمر على بركة الله .
ارتاحت أمي فقد كانت متصلبة العروق متسمرة مكانها لما حدث ولكن خطة فهد باءت بالفشل .
قطعت أفكاري أمي وهي تنظر لي بغضب وتشير لي بعينها لأذهب للمطبخ وأحضر لهم الضيافة .
نهضت وذهبت للمطبخ ، لقد اتفقت والدتي معي مسبقاً بأن أقدم الضيافة ، لأن أختي خلود ذهبت لإحضار المعمول من متجر الحلويات وأنا الوحيدة الباقية لضيافة الناس ، يا للسخرية العروس تضيف الحضور !
دائما أمي تحب أن تحرجني و أن تخالف العادات والتقاليد
نفضت أفكاري و توجهت للمطبخ وأخذت بتحضر القهوة ، وبينما أنا أجهز الأواني شاهدت فهد يركض بسرعة البرق حاملاً بيده عصا خشبية ركضت خلفه لأسأله عن سبب عجلته ولم يحمل هذه العصا الضخمة ، لكنني لم استطع ملاحقته ، تركته وعدت للمطبخ لأكمل ما بدأت به فليس لدي قدره لحمل المزيد من الهموم ، وبينما أنا في المطبخ سمعت صوت شيء يتحطم بقوه ، صوت شظايا زجاج تتناثر وخبطه قويه ومن بعدها علت أصوات أشخاص يصرخون ويشتمون بعضهم بعضاً ، توجهت لغرفة الضيوف لأستفسر من أمي فوجدتها تحدث خالتي غالية وعيناها تتقد بها نيران الغضب وهي تصرخ:
فهد الحقير سأضع حداً له .
أخذت تتلفت حولها بجنون وهي تقول : سأتصل بالشرطة ، الـ …… غياب والده الطويل عن المنزل جعله يتنمر علينا .
ثم ألتفت نحوي وهي تقول : بثينة أتصلي على الشرطة هيا .
نظرت لها وأنا أحاول استجلاء الصورة : محال يا أمي ماذا فعل فهد ؟
أجابتني خالتي غالية وهي تقول بحقد : لقد حطم سيارة ناصر ودخل معه في مشاجرة ، وأبرحه ضرباً حتى سقط مغشياً عليه ونحن الآن انتظار سيارة الإسعاف .
لم أستطع كتم فرحتي وفلت ضحكة النصر مع صرختي وقلت: الحمدلله. نظرت لي والدتي بغضب شديد ووجهها يكاد ينفجر وصرخت وهي تقترب مني : أيتها الحقيرة ، سعيدة بما حدث .
انهلت علي بالضرب واللطم حتى سال الدم من انفي وأزرق جسدي ، أخذت ارجوا الله بداخلي أن يرحمني من هذا العذاب وأنا أحاول وقاية جسدي الضعيف من ضرباتها القوية ، وجاء الفرج عندما وصلت خلود لتوها من متجر الحلويات حاملة بيدها طبق المعمول فأنا لم تعد لدي طاقه للاحتمال أكثر ، ما أن شاهدتني بين يدي أمي ألقت بالصحن أرضاً فتحطم إلى أشلاء صغيرة وتطايرت بعضها علي ، حاولت خلود تخليصي من بين يدين والدتي لكن لم تستطيع ، فقد كانت والدتي ثائرة وتحمل أي شيء يقع بيدها وتسدده نحونا ، أمسكت خلود بي وصعدنا للعلية وأقفلنا الباب ، وضعت رأسي على خلود وأنا ابكي بشده وأحاول تحمل الآلام التي اشعر بها تمزقني وتحاصرني من كل جهة ، تعاون الألم النفسي والجسدي ضدي ليتكافلا بزرع البؤس في قلبي ، أخذتني خلود في حضنها وقامت بالمسح على رأسي محاولةً تهدئتي .
أحسست بدقات قلب خلود فقد كانت سريعة موحية
بخوفها وتوترها.
وقلت محاولةً رفع معنوياتي ومعنوياتها : الحمد لله لن يتم عقد قرآني الليلة.
نظرت لي خلود بحنان وهي تقول : لقد وفي فهد بوعده لكِ .
رفعت رأسي نحو خلود وأنا أحاول كتم عبراتي وأسألها : هل ستتصل والدتي بالشرطة؟؟
أجابتني خلود بلا مبالاة : دعي والدتنا تفعل ما تشاء المهم الآن أنتِ حرة .
صمتنا للحظه بخوف عندما سمعنا وقع أقدام والدتي متجه نحونا ، وعندما وصلت أخذت بطرق باب العلية بقوة وهي تهدد بصوتها الذي يماثل زئير الأسد :
أفتحن الباب أيتها الحقيرتان وإلا قتلتكما ، بثينة يا خبيثة سألقنك درسا لا تنسيه .
لم نجبها فزاد غصبها وأخذت بالطرق بقوة حتى بدء الباب بالاهتزاز.
عانقنا بعضنا محاولين التغلب على شعور الخوف والسيطرة على أعصابنا.
هدئت للحظه ثم قالت بهدوء غريب عليها : أخرجن لن أضربكن هيا أسرعن نريد الذهاب لحفل زفاف علي ، هيا أيتها الحقيرتان لا تدعننا نتأخر .
نظرنا لبعض بريبه و قالت خلود : ما رأيك هل نخرج؟
أجبتها : علينا حضور حفل الزفاف ولكني لا أثق بأمي فقد تضربنا .
نظرت لي وعيناها تلمع : سأفتح الباب أنا وأنتِ اهربي .
كانت بادرة جميلة من خلود فقد نزعت هذه الليلة ثوب الأنانية عن قلبها وقررت ارتداء ثوب الشجاعة أمسكت بمقبض الباب وقلبها يدق بكل خوف أدارت المقبض ، دفعت الباب والدتي بسرعة فسقطت أرضاً أنا وخلود ، رفعت والدتي خلود و لكمتها على وجهها بقوه فوقعت خلود أرضاً بلا حراك ، أسرعت نحوها لأتأكد من سلامتها لكن خلود كانت ساكنه ، رفعت جسدها النحيل وهززتها ولم تستجب لي ، صرخت عليها عدة مرات وأنا أناديها ولم تستجب لي ،اقتربت والدتي وظننت الرحمة نفخت في قلبها أخيراً ولكنها أمسكت بي من شعري وهي تقول :أيتها الحقيرة سنذهب الآن لحفل زفاف علي وبعدها سنعقد قرآنك فمنقذك الآن بالسجن .
صرخت بوجهها لعل صرختي توقظها من سبات مشاعرها العميق ، حاولت الفرار لكن قبضتها كانت كفيلة بدب الرعب بقلبي ، أخذت والدتي بجري من شعري حتى وصلت لباب المنزل وأمرتني بارتداء عباءتي وركوب السيارة ، أطاعتها بخوف ونفذت مطلبها ، وعند صعودنا للسيارة رفعت عيناي الحزينتان وأنا أحدق بها متوسلة الرحمة :
أمي دعينا نتأكد من سلامة خلود.
نظرت لي بلا مبالاة وقالت : دعيها تموت فقد بات مصروفها يثقل كاهلي.
نظرت لها بتعجب هل هي جادة بما تقول ؟!
لم استطع تحمل الأفكار التي دارت برأسي وأجهشت بالبكاء ، صرخت بوجهي وأمرتني بأن أخرس ورمت علي علبة المناديل حتى أمسح دموعي وأخذت تردد علي القصة الملفقة لسبب عدم حضور خلود ، وتطلب مني أعادت ما قالته لي .
أخذت بإعادة القصة مرارًا وتكراراً حتى وصلنا للاستراحة التي سيقام بها حفل زفاف علي .
نزلنا من السيارة فوجدنا علي يتكئ على سيارته وهي ينظر بعيداً وعندما انتبه لوصولنا توجه نحونا وأخذ علي بتعجلنا فقد تأخرنا على موعد الحضور .
دخلنا للاستراحة ورحب والد العروس بنا ترحيباً حاراً وأشار لي ولوالدتي للباب الذي سيوصلنا لقسم النساء .
دخل علي ووالد العروس للمجلس وأمسك والد العروس بيد علي وأجلسه بجانب المأذون حتى يتموا عقد القرآن أعطى المأذون لعلي ورقة وأخبره بأن عليه التوقيع وقع علي وهو يختلج في صدره شعور السعادة والحزن معاً .
بعد الانتهاء من إجراءات العقد أخذ المدعوين بتهنئة علي وبعد أن هنئه الجميع أخذ والد العروس بيده ووجه لغرفة التي توجد بها عروسه نجلاء .
دخل علي فوجدها مكتسية بالأبيض ومسدلة الغطاء الأبيض على وجهها والغرفة مليئة بأزهار التوليب والقماش القاني اللون جلس علي بجانبها وأزال الغطاء عن وجهها لتظهر له امرأة سمراء حادة الملامح وبشعر أسود كسواد الليل قبل علي جبينها ، وكانت أمامهم كعكة تتكون من عدة طبقات وقد كتب أسميهما عليها وبجانبها كوبان مزينان بشرائط قانية اللون ، سرح علي بخياله متصوراً نجلاء بأنها حامل كان يتوق لحملها لكنه حزين على رغد فزواجه بأخرى سيدمرها ، أبعد شبح أفكاره برغد وقرر أن يستمتع بليلته مع نجلاء رقصا معها وألتقط الكثير من الصور ، بدوا ثنائياً رائعاً انتهت الحفلة وعادت نجلاء مع علي للفندق فكان مطلب نجلاء أن تكون أول ليلة تجمعها سويا في فندق الفور سيزون ، كانت ليلة مبهجة لعلي فقد تزوج للمرة الثانية وهو يعيد تجربة ليلة الدخلة من جديد.


***


كانت رغد غارقة في سبات عميق حتى استفاقت رغد على رنين الهاتف المستمر
تجاهلته وعاودت النوم لكن الرنين الهاتف بات مزعجاً
فقررت النهوض لتجيب على الهاتف تخبطت يدها باحثة عن المصباح الموجود على طرف السرير , أضاءته وحملت الهاتف بعينين نصف مغمضتين قائله: ألو .
المتصلة :السلام عليكم ، هل أنتِ رغد؟؟
أجابتها رغد وهي مازالت مشوشة : نعم أنا هي من المتحدث؟؟
المتصلة : فاعلة خير ، زوجك تزوج بأخرى واليوم حفل زفافه.
صعقت رغد وسألتها بخوف وريبه :ماذا؟هل أنتِ جادة؟
لم تجبها المتصلة وأغلقت الهاتف وبعد عدة دقائق أصدر هاتف رغد الخلوي صوت تنبيه بوصول رسالة.
أسرعت رغد وفتحت هاتفها لترى رسالة تحتوي صورة تجمع علي ونجلاء معاً .
لم تصدق رغد ما رأت عيناها وقامت بدعك عيناها غير مصدقه ، وعندما عادت لأرض الواقع سقطت رأسها على الوسادة وأخذت تجهش بالبكاء ، كان ظنها في محله ,أخبرها إحساسها اهتمامه الزائد بأناقته كان ورائه مصيبة , توتره وتوديعه الحار دليلاً على صدق مشاعرها .
حدثت رغد نفسها وهي تلوم نفسها لقد صدقت مها ، أم إبراهيم لن تضيع الفرصة الذهبية انتقمت مني لما فعلته مها لم تكن تريدني زوجة لعلي من البداية .
ما ذنبي؟ يا لهم من سفلة جميعهم يعلمون إلى أنا
أخذت رغد بالبكاء بحرارة وتجهش بصوتها العالي رن هاتف المنزل فالتفت للهاتف بخوف
ماذا تريد فاعلة الخير الآن؟
أجابت على الهاتف بغضب: ماذا تريدين الآن أيتها الحقيرة؟؟

المتصلة : أنا أم عصام جارتكم لقد سمعت صوت بكائك فأوجست خيفة أحببت الاطمئنان عليك.
خرج صوت رغد متهدجاً ومبحوحا : أنا آسفة ظننتك شخصاً آخر .
الجارة أم عصام: هل أنت بخير.
أجبتها رغد و حروفها تخالطها شهقات البكاء : تزوج علي اليوم بأخرى
الجارة أم عصام : آسفة لما حدث سأغلق الهاتف الآن لابد بأنكِ تريدين الخلوة مع نفسك.
احتضنت رغد الوسادة لتبللها بدموعها , أنهك البكاء جسدها فاستغرقت في نوم عميق.

انتهى الفصل

والقادم بأذن الله
بعنوان
الهروب

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
قديم 11-07-10, 03:33 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157094
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم وطموح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم وطموح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم
مساءك ورد
بصراحة قريت الاجزاء كلها بجلسة وحدة ماحسيت بالملل تذكرت برزن بريك
بس تمنيت انك ماتحددينها بمكان لانو العقل احيان يرفض بعض الخيالات يعني لو كان المكان مجهول راح تكون مقبولة اكثر
يعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور حلم وطموح   رد مع اقتباس
قديم 12-07-10, 12:16 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حلم وطموح

صباحك جوري وكادي وفل
حلو أنا وأنتِ نشترك في نفس الجزء الأخير من الأسم التعريفي
حبيتي شكراً لهل اللفتة بس صعب مايعرف القارئ وين الأحداث بيكون مشوش
أعرف أن روايتي خيالية وغير واقعية
أصلن ثقافة المافيا مابعد وصلتنا:D
وأن شاء الله جدائما تعجبك الفصول وماتملين منها
حبيبتي أسعدني جداً مرورك

لك مودتي
روائية طموحة

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العشق المكتوم, روائية طموحة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية