× بدايةً أعتذر إذا كان الجزء مو بالمستوى المرجو ، بسبب ظروف زاحمتني بوقتي و تفكيري ..
وشي ثاني // الجزئيه الاخيره ، بصراحه أحسها مبتوره و فكرتها مو مكتمله كلياً ولكنها وضعت حقناً للدماء و إهداء لحبيبة قلبي .. زوزو .. و لكل شخص ينتظرها .. ×
** الجزء السابع عشر **
* جوري *
اليوم ثالث الاعياد و أمس كان حفل زفافي على أسامه .. كنت أراقب ملامحه المبتسمه و هو نايم بعمق .. ناظرت لساعة يدي باقي حوالي ربع ساعه على الآذان .. رتبت الاغراض عشان نرد بيت أهله ، صحى على صوت جواله اللي يدق بإلحاح .. رد بصوت واطي .. كأنه رد مباركه بعدين رفع راسه و صار يتكلم بوضوح و كسل ..
أسامه : أبشر أبشر .. لا ما هنى كلافه يالغالي . ههههه الله يسلمك .. مع السلامه .
ناظرني بكسل ، بشكل مضحك غمض عيونه و هو يقول : يا زين النوم ، أذّن ؟
: لسى باقي بس مو مطول قريب بيأذن .
تمغط بكسل و هو يغمز لي : أحلى مساااااااااا و الله .
أربكني بنظراته حتى بانت ربكتي بصوتي : ما تبي تلبس قبل الصلاة ؟
وقف بكسل و بعد كم حركة رياضيه وقف باعتداال و إستعاذ من الشيطان .. بعد ما صلينا الظهر .. توجهنا لبيت أهله .. أستقبولنا أبوه و أمه .. بالمجلس دخلت دلال بكامل غطاها اللي ساتر ملامح جسمها و وجهها بشكل تام اللهم فتحه تبين عيونها بوضوح .. بصراحه دلال كل ما تكبر أكثر كل ما صارت أجمل .. يعني يومها صغيره كانت أقل من عاديه و الحين أكثر من جميله .. جمالها شرس .. كأن هالجمال و الملامح تمشي عكس قوة ظروفها و حزنها اللي ساكن عيونها .. قلبي عورني لما ضيفت أسامه اللي مسك الفنجان من أعلى مبتعد عن يدها اللي تحتضن فنجان ثاني تحته .. سحبت الفنجان اللي مدته لي .. عيني لأسامه اللي عيونه يا بالارض يا على أمه و أبوه .. لما جلست ركزت نظراتي على فنجاني .. ناظرته لما وكزني بكوعه ..
همس بحيث ما يسمعه غيري : فيك شي ؟ متضايقه ؟
إبتسم لما ناظرته ببلاهه بدون رد ، كمل كلامه : تعالي أوريك الغرفه .
قلت بعفويه : كأني ما أعرفها يعني .
فضحني بضحكه عاليه و طالعه من قلب .. أحرجني بزياده لما سحب يدي و هو يلوح لهم اللي فهمته إنه يستأذن .. دخلني قسمه اللي فعلاً صار له باب بحيث يصير لنا غرفة و حمام فقط .. ناظرت الغرفه مشدوهه .. ما شاااااااااا الله .. حسيت بانفاسه على أذني لما همس ..
أسامه : هاه عرفتيها !
إبتعدت عنه و ناظرته بابتسامه خجل و إحراااج .. ضحك بخفوت قبل لا يقول : غصباً عني ههههههههههههههه
أخذ نفس بصعوبه و بعد ما كح عدة مرات قال : مرتاحه ؟
: الحمدلله .
أشر على ساعته : عندي مشيوير صغيرون نص ساعه إن شا الله و أرد لك . إذا تبين تروحين أهلك و إلا شي إتجهزي براحة . طيب ؟
: فـ أمان الله .
غادر المكان و بديت أستكشف . الغرفه ما هيب الاوله . الجدران متغيره ، السرير ، أغراضي .. ريحة البخور .. طلّعت أغراضنا اللي كانت بالفندق رتبت النظيف بالادراج و اللي يبي له غسيل حطيته بسلة الغسيل .. كلمت ماماتي و أحمد و جواهر .. أخذت جوالي بعد ما شيكت على نفسي .. طلعت .. ما لقيت أحد بالبيت .. طقيت الباب على دلال .. فتحت لي بغطاها الكامل .. دخلت و فيني تساؤل ما إرتحت إلا لما قلته أول ما خطيت داخل الغرفه ..
: أسامه يدق الباب عليك !!
ضحكت بنعومه : لا بس خفت أفتح و يمر . ما أبيه ينحرج و يصارخ كل ما بغى يدخل لك .
: شتسوين ؟
جلست قبالي : أتصفح .
تربعت بحماس و إبتدت تتكلم عن حفله الزواج وش صار ؟ بعض العوايل اللي ما يعرفونهم حضرو لهم . مواقف البنات .. ما قاطع حديثنا إلا صوت جوالي بدعاء سمير البشيري ..
: هلا .
أسامه : هلا بك يا قلبي تعالي . أنا بالغرفه .
: إن شا الله .
توجهت للمرايه ، نثرت شعري على أكتافي بشكل مرتب .. قبل لا أطلع إستوقفني صوت دلال ..
دلال : أحس في شي حلو راح يصير لي اليوم .
رفعت كتفي بضحكه : مو شفتيني خلاص صار الحلو اللي تنتظرينه .
دلال : يا وااااااااثق .
: ههههههههه سلام .
دخلت على أسامه اللي جالس يناظر للكيس اللي قباله ، كيس هديه ، صراحه إستغربت . تملكني الفضول . أشر لي بابتسامه بعد ما رد السلام اللي رميته ..
جلست جنبه فبادر : أبيك تعطين هذا لدلال و تضلين عندها إياني و إياااك تخلينها لحالها ، قالو لي نفسيتها مو لذاك الزود .
حسيت بحراره بكل جسمي ، ناظرته باستغراب .. بس ما أعطى تساؤلات عيوني إهتمام ، ناولني الكيس ..
أسامه : يللا الله يرضى عليك .
أخذته بدون رضا بس ما بينته بحركاتي ، توجهت لغرفة دلال . دخلت بدون ما طق الباب . حطيت الكيس على السرير بهدووء بعكس قلبي المحترق .. زوجي جايب هديه بيوم صباحيتي لبنت عمه .. شي يثير الريبه غصب عن الواحد ..
: أسامه يقول هذا لك .
قهرتني لمعة عيونها و لهفتها الواضحه لما توجهت فوراً من كرسي مكتبها للارض قبال الكيس . قلبته فـ طاح كل اللي فيه .. علبة خاتم صغيره وَ شريط ملون بأنواع الالوان وَ كرت بحجم متوسط .. تركت كل شي و مسكت الكرت شمته بعمق و بدون مقدمات نزلت دموعها .. يا الله وش صاير ؟
قربت المسجل و جلست هالمره على السرير . شغلته ، وطت نفسها له على الرغم من أن الصوت واضح ..
يا بـقايـا الـروح قـولـي مـا الذي أدمى فؤادي
أينـــــــها تِـــلكَ الليـالي ؟ أيـنَ أيـامُ الـوِدادِ ؟
.
فارقتْ عيني هناها و تباعدت الايـادي
و مضو عني بعيداً و لهم روحي تنادي
.
جمرُ لُقاينا تلاشى و تباعدَ في كسادِ
و أرى الذكرى رياحاً أشعلت نارَ الرمادِ
.
طيفُكُم يبقى أنيسي فرحةُ اللُقيا مُرادي
سوف أمضي في طريقي حبكم في القلب زادِ
طفت المسجل و عيونها تنتقل بالكرت غارقه بالدموع حتى ضمته و رجعت تناظره و هي تمسح عيونها و فمها بحركه طفوليه ما زادتها إلا هالة جاذبيه و طفوله بتناقض غريب .. مزيج من إبداع الخالق في خلقه .. حنيت عليها جلست قبالها .. عُرف السبب فـ بطل العجب ..
دلال : هذي ثاني رساله . و كل مره يرسل سؤال .
: ما بقى شي .
دلال : صح ، تصدقين حتى الصبر خلص .
: آفـا يا دلوله ، الصبر ما يخلص عند المؤمن ، و إنتي تدرين إن اللي يصبر على أذى شوكة ياخذ أجرها . شوفي شلون مضت سنتين بسرعه بدون ما نحس .
دلال ، مع إبتسامه باهته و عيون مختنقه بالدموع : ما عليه عكرت جوك ، روحي زوجك أنا باصلي لي ركعتين و أقرى قرآن لين يأذن .
: براحتك ، عن إذنكـ.
دخلت غرفتي مع إرتفاع آذان العصر . كان أسامه منسدح بعرض السرير ، شكله نايم . ركزت شوي بملامحه ، لا نااايم ع الاكيد ، جلست ع السرير ، مديت يدي بلقافه غير معهوده ..
: آ آ آ ، بســـم الله .
فتح فجأه و سوى إنه بيعضني فصرخت بتلقائيه و تراجعت .
أسامه بضحكه و هو يلمني : وش تناظرين له هاه ؟ بسم الله عليك لا تنافضين كذا .
إرتجف صوتي من رجفتي و أنا أرفع عيوني ، قلت بدلع ..
: خرعتني .
نوعيه من الدلع و حركات أطفال أحب أمارسها على الشخص اللي يعني لي أكثر من كل شي بحياتي .. يمكن لو أقول هو حياتي ما أبالغ .. أطال النظر بعيوني بعدين همس ..
أسامه : يا لبى هـ العيون الناعسه ، ساحرتني .
: آ .. أ .. أ .ذ ن الع .. العصر ...
أنقذني صوت بكى طفل مرتفع ، شكله بالغرفه اللي جنبنا على طول .
أسامه ، إبتعد بحماس : عبـــــــودي وصل .
باس خدي بقوة و قام ..
: توديني لأهلي ؟
أسامه و هو يرتب شماغته : تبين تروحين الحين و إلا بعد الاقامه .
: أخاف تروح عليك الصلاة .
أسامه : مو مشكله أصلي مع أحمد بس بسرعه خلصي .
: خالصه و راح أصلي هناك .
أسامه : يللا أجل مشينا .
***********
* بسمة *
سلمت على أسامه و جوري و هم طالعين .. بعدين توجهت لغرفة دلال بعد ما رميت أغراضي و أغراض ولدي بغرفتي القديمه .. و لان ولدي نام بعد ما صج الدنيا بصراخه . تركته بالغرفه ..
: الســــــــــ .. دلال !! دلال قلبي ، وش فيك ؟
مسحت على وجهها تحاول تخفي دموعها بس وش تبي تخفي لتخفي .. وجهها كتلة إحمرار ، شعرها محتاااس مره ، شي من خصلاته ملتصقه بوجهها بسبب غزارة الدموع ، منظر مدمي و يوحي بس بالكأبه .. حوطت أكتافها الهزيله باهتمام ..
: دلول ؟ يا قلبي إش فيك ؟ إتكلمي .
دلال بصوت متقطع من البكى : كنت أبي أروح أصلي . بس ما قدرت .
: ليه طيب ؟
دلال : علي عذر .
: طيب و إذا ؟!! تسوين بعمرك كذا لو أمي شافتك وش بيصير فيها .
جمعت كفوفها على جيبها و هي تقول : مو قادره مخنوقه ، مخنــــــــووووقه .
مسحت على راسها بشويش : اششش خلاص اهدي ، إقري باللي حفظتيه بصدرك .
شوي شوي زال الاحمرار عن وجهها ، إرتاحت بشرتها ، لكن عيونها مازالت منفوخه بشكل يؤكد إنها كانت تبكي من قلب .. حاولت أضيّع الموضوع لما شفت قدامي علبة مجوهرات صغيره تدل إنها لخاتم أو تعليقه .. أخذتها و بفضول فتحتها ، كان خاتم أقل من عادي بس الحلو فيه إنه بحرفها بالانجليزي و بشكل كبير و واضح ، ناظرتها و حاولت أكسي لهجتي بمرح ..
: الله لنـــآاااا ، ذهـــب و حـــركات .
دلال بصوتها الباكي : مابي منه ذهب و لا أبي شي ، تعبت و الله تعبت ..
رجعت تبكي ، نزلت العلبه بهدوء ، ضميت راسها لصدري مثل ما تسوي لنا إذا تضايقنا ، سميت بالرحمن و قريت عليها كانت إيديها تقبض على بلوزتي بقوة و أنفاسها الملتهبه توصلني بحراره ، شهقاتها سكاكين تنحر بالجوف ، سمعت صوت أمي ، فرفعتها عن نفسي ..
: دلول ، شدي حيلك شوي .
مسحت دموعها الغزيره باهتمام ، ما لقيت رد إلا بقايا شهقاتها ، عزمت على شي و قررت أسويه الحين ..
: تبين تكلمينه ؟
صدرت منها إبتسامه سخريه و هي تنزل راسها ، رجعت أرفعه بحزم و إصرار .
: إذا تبين تكلمينه ما عليك ، أنا أدبر لك كل شي بس قولي .
بنفس الابتسامه و الحزن ، بس الشوق بان لي بنظراتها و هي تنطق ، قالت كلمه و هي توقف و تبتعد عني ، يمكن كلمتها ما تعني شي ظاهرياً لكن كومة المشاعر اللي وراها تعني الكثيــــــــر ، شي صعب يتفسر على أي مخلوق كان ، ما حسيت باي شي غير ، دمعتي الساخنه اللي رسمت طريقها بحرقه على خدي ..
دلال : أبي أشوفـــه .
**************
* ربـى *
كانت أنفاسي تتصاعد بانتظار ردها ، لكن صمتها طال و هي تحاول تلهي نفسها بولدها .
: حبيبي روح خالو أمجد بالحديقه .
تفلّت بصعوبه من يدين أمه و ركض لبرا . مسكت كف هيفاء و برجا ..
: طيب وش فيها ، موقف أبيك تقولينه مابي أتشمت باحد كنك ما تعرفيني يعني .
هيفاء : الموقف صعب علي ، مهما كان أمي المخطيه .
: و أنا مو متهمه أمك بشي ، أمك أمي الحين و صدقيني إذا كان الموقف فيه إحراج و إلا لوي ذراع بيفيدني ع الاكيد أنا أقتنص الفرص عشان أتقرب لها ، أبيها تعرف إني بنت لها مو جايه أسحب ولدها منها و أمشي .
هيفاء : مدري شاقولك كلامك مقنع بس ،
تنهدت و باحراج بان بصوتها : باقولك اللي تبين . بس أتمنى ما تقلبين على أمي .. الموقف حسب ما فهمته ، مره أمي داخله عليهم و هم يعني بوضع حرج ووو ... أمجد ترك البيت بسرعه.. ما بيده شي هي أمه لا يقدر يخانقها و لا يقدر يتفاهم معها مع عقليتها اللي يعني .... محدوده ، بالنسبه للنقاش بامور مثل كذا .. أمي بتصورها عن زوجة أمجد ... يعني وحده بتسرقه منها و أمجد بالنسبه لها المنقذ من الطلاق و الضره أيام جدتي الله يرحمها ، بعد ما جابت أمي حصه و ناديه قعدت فتره ، بهالفتره كانت جدتي تخطب لابوي و تبيه يتزوج و تلح عليه إن أمي أم البنات ، رزقها الله بدون ميعاد بامجد ، صار شي مقدس عندها لا ينضرب و لا يؤمر و لا حتى يقولون له أبعد من مكانك ، أبوي خاف عليه لان أمي حاصرته بيننا يعني جيت أنا و لمياء وراه و بكذا صار محاصر بحرص شديد و بنتين قبله و بعده .. خالي عنده ثلاث عيال و زوجته ترضع الرابع .. أما أعمامي فعيالهم كانو كبار و ما في مجال للارضاع ، المهم إنه تراضع مع ياسر و مرات كثيره جداً بامر و طلب من أبوي ، لما كبر إستخرجه أبوي من قوقعة أمي و زرعه بين عيال خالي إخوانه ، و بالنهايه أمجد عندك و هذي نتيجة تربية أبوي و خالي بس .
: طيب يعني عشان دخلت عليه صارت المشكله اللي تسببت بالطلاق .
هيفاء : أيه ، لما رجع لقاها تتخانق مع أمي ، " إذا ما فيها خير لامي ما فيها خير لي " ، هذا مقولة أمجد لما طلقها رغم إن أمي حلفت عليه ما يردها بس هو يقول لو كنت مرتاح بجد معها ما همتني هالسالفه كنت أدبتها باي طريقه بس يبدو إن بلغ منه مبلغ بهالسالفه .
لما شفت الضيق مرتسم بملامحها ، ربت على كفها بروح جديده مدام عرفت العله عرفت شلون أداويها ..
: إعتبري إنك ما تكلمتي أبداً ، إنسي هالسالفه ، يا إختي على قولة أخواننا السوريين " هون حفرنا و هون طمرنا " يللا نرح نجلس معهم .
طلعنا الحديقه بوحده من الزوايا المظلله ، وقفنا على بعد متر تقريباً ، عصرت يد هيفاء .. لالا يا أمجد مو وقت هالكلام ..
سمعناه يقول : يمه إنتي ما تحسين إن هالحركات مالها داعي ، وش تبين فيني بنص الليل سوا بعطله و إلا غيره ..
مو وقت أتنح الحين ، تحركت بسرعه ..
: يمـــــــه ، إنتي هنا .
ناظرتني بحقد لكن تجاهلت نظرتها و دنقت على إذنها ..
: يمه ، أبيك شوي .
نفضت يدي اللي ماسكه كتفها : وش تبين ؟
عيني بعين أمجد و أنا أبوس راسها و أرجع أنحني على إذنها ..
: يمه ، تكفين سر و مابي أحد يدري عنه غيرك ، تعالي شوي .
إبتعدنا مسافه قصيره شوي ، لكني سويت لها مثل ما أسوي لامي بالضبط مع نفورها كان شي محرج بالنسبه لي و لكن لاجل عين تكرم مدينه .. قبلت راسها ، حضنت ذراعها و قربت منها عشان أهمس بحذر ..
: أنا صمت رمضااان كله .
ناظرتني باستنكار : وش أســـــ ....
سحبت ذراعها و خليط من الفرحه و عدم التصديق تشع من عيونها ..
أم أمجد : شلون ؟!!
قلت بخجل : ماني متأكده لاني ما حللت بس أتوقع أتوقع إني حامل . بس مابي أعلم أمجد شـ .......
كنت أتلفت و أنا أكلمها ، كان أمجد مغادر المكان أما هيفاء تلاعب ولدها بعيد عننا .. حسيت بشي غريب ، لكن ما طالت المده حتى بادلتها الاحضان و أنا أسمعها تردد ..
أم أمجد : يا ربي لك الحمد ..
همست لها بحرص : يمه ، تكفين لا تعلمينه إلين يمر علي شهر و نص أحسن بعد عشان أتدلع عليك لحالك .
أبعدت عني و هي تقول بتحذير : بس يا ويلك يصير بنفسك شي و لا تقولين .
: بس لا تقولين لاحد حتى مامي ما تدري ، يعني حصرياً بيني و بينك .
أم أمجد : أمـك ما تدري ؟
: الاهم إنتي لانك إنتي أمه قبلي و إلاااااااااا .
أم أمجد بحماس : علمي أمك بس و أنا ما راح أقول لاحد حتى يمر عليك شهرين ع الاقل .
أوسع إبتسامه إنتصار على شفايفي رسمتها ، الحمدلله ، قدرت أكسبها لصفي ، و أعتقد إنها بتتطمن إن ولدها الغالي عند وحده خبت عن أمها أهم سر بحياتها ، يا رب سامحني على كذبتي بس باقول لامي ما تقول لاحد و تقول إنها عرفت بعدها عشاني و عشان حياتي .
************
* أسامه *
مع شوية دلــع ، صوت مخنوق يعبر عن كثيـر من الخجل ..
جوري : ما تعرف تحافظ على المسافات شوي .
: تؤ .
رفعت عيونها لفوق و رجعت ناظرتني ..
: يا حلوك يا وردتي .
الحلو فيها إنها مثل ربى ما يحمر وجهها كله بس خدودها اللي تحتقن بالدم حتى تبين كأنهم كرتين من تفاح لذيذ ، شي يحفزني أكون دايم قريب منها عشان أستمتع بمنظرهم الرائع ، مدري كم يمر من الوقت و أنا أتأمل تفاصيل وجهها ، خللت أصابعي بشعرها الحريري ..
: حلو القصه عليك . متى قصيتي ؟
بعفويتها الرائعه ، لمست مكان جرح قديم قريب من فمي : أسامه ، هذا وشو ؟
مسكت كفها الصغير و أنا أرد : مدري هوشه ، مدري طيحه ، شي يومني كنت بالابتدائي .
مررت يدها على شفايفي ، سألتها بلعانه : ليه تناظرين هنا .
توسعت عيونها ، خجــل ، صدمــه ، زعـــل .. حركت يدها بقوة ..
جوري : إتركني .
حاولت أثبت حركة إيديها المندفعه : أمزح معك يا بنت الحلال ..
جوري بانفعال : مابي مزحك ، وخر عني أقولك .
قدرت تقوم بصعوبه ، لما وقفت ألحقها ناظرت لجوالي اللي نور باسم أمي .. رديت و عيوني على جوري اللي تهز رجلها بانفعال .. أنهيت المكالمه بسرعه ..
: أمي تقولك في حريم بيسلمون عليك .
توجهت للمرايه مشطت شعرها ، صارت تاكل أصابعها تفكر وش تلبس عقد يناسب لبسها ، طلعت عقدها من درجي و فاجأتها و أنا أمرر يدي ألبّسها .
همست لها بحب : هذا العقد غااالي علي يا ويلك يصير فيه شي .
************
* بسمه *
ضميت الغطا لنفسي زياده ، صوت ولدي يخترق سكون الليل ، حاولت أفتح عيوني بثقل ، يا رب ساعدني ، عجزت حتى أنطق أسمّعه صوتي ، بس ماما و الله مو قادره أتحرك ..
بصوت أثقله النعاس : بسمــه ، بسمه شفيك قومي .
لحسن حظي أو لسوء حظه ، إنزلقت يده لتحت الغطا لامست عضدي ، تحركات ما عرفت سببها حتى حسيت بانفاسه على خدي ..
سند : بسمه !
حسيت خدي يحرقني لان دمعتي كانت بارده عكس خدي الساخن ، ولــــــــــــدي يا ربي يا ربي ، تقلصت عيوني بسرعه لما حسيت بالاضواء ، إعتدلت بسبب يده اللي سحبتني عشان أنام على ظهري بدل جنبي ، مسح على خدي و صوت عبودي ينخفض لشهقات متقطعه لشدة بكائه ..
سند : بسمه ، تسمعيني ، وش حاسه فيه .
كل طاقات الضعف اللي حسيت بها ، إستجمعتها بهمسه بصوت مكتوم و أنا أحتضن الغطا بوهن لصدري ..
: ولـدي .
رفع راسه و رجع ناظرني ، حركت يدي بوهن بمحاوله للاقتراب من سريره ، لكن يد سند ثبتتني و هو يهمس ..
سند : خليك .
إستجابة غريزه الامومه لارضاعه أسرع من أي شي ، صدري صار يوجعني للادارار ، جسمي متكسر من الالم .. لما شفت وقفته المتردده و عيونه الخايفه من حمل الولد ، بقدرة قادر أعطاني الله قوة ساعدتني للاقتراب من ولدي ، سحبته سحب لان ما فيني أشيله ، مسافه عشر (سم) بين سريري و سرير ولدي ، شهقت لانه إنفلت من قبضتي الخفيفه و كان راح يطيح ع الخشب لولا أن ... حـلـــــــم من أكبر أحلامي تحقق ، حضنته لما وصلني لقمته صدري فصار يرضع بشراهه و لازالت عالقه بانفاسه شهقات متقطعه من إثر بكاه ، لما حسيت ألم صدري خف ، أطبقت جفوني ..
فتحت عيوني على همس سند مع برودة على جبيني إقشعر منها جسمي لتناقضها مع حرارته .. يا رب لطفك و عفوك يا الله ، رفعت نفسي شوي .. ولدي ما لقيته بسريره ؟! ، ناظرت لجهة سند ، الساعه صارت 1 الظهر و سند موجود ، إستخرجت صوتي بتعب ..
: سنـد !
ألتفت لي بسرعه : صحيتي ؟
: وين عبودي ؟
إنحنى للجهة الثانيه شوي عشان أشوفه بوضوح بين إيدين أبوه ، أخذته من يده ، قبلت كفه المنفلت من المهاد و قربته لصدري ، إقترب سند مني ، حوط أكتافي بايديه ..
: ليه ما داومت ؟
سند : و أخليك بهالحاله !
باس جبيني برقه ..
سند : سلامتك ، ما تشوفين شر .
: سبحان الله فجأه سخنت يمكن خيره عشان بعض الاشياء المستحيله تحقق .
سند : مو إنتي دايم تقولين لي ، ما على الله عسير .
: مو قولي هذا ، هذا شي لازم نؤمن به ، اللي خلقنا مو عاجز لا يرزقنا باللي نتمناه .
باس جبيني : و أكثر من اللي نتمناه بعد .
سحب كفي من تحت عبودي و باسها : الحمدلله إنك بحياتي يا بسمه .
بحذر وترقب ، سألته : و عبودي ؟
إنحنى عليه باسه ، هالمره مو هو اللي بكى ضعف ، مو هو اللي بكى خوف ، هالمره الدموع من نصيبي ، الحضن اللي يواسني مو أواسيه كان حضنه ، ضم راسي لصدره ، يد على ظهري و الثانيه تحت عبودي ..
.. ولــــــــــــدنـــآ ..
************
* جــــلآل *
شي أقرب للخيال ، من بين زحمة الافكار يطلع لي شي يستخرجني من البعد و مو أي شي ، حلـــم طفـــولتي ، إستصعبت أحققه وسط معمعات الحياة و زوابعها ، رميت نفسي على الكنبه مع تنهيده حاره صدرت مني ..
غمضت عيوني ، عشان تظهر لي بكل خيالاتي و أحلامي ..
براءتها ، ملامحها ، إبتسامتها ، مقالبها ، حكمتها ، طيشها ، خوفها ، خجلها ، كلهـــــــــا كلهــــــــــا ..
فتحت عيوني ..
يـــــــــــا أمـــا خيــــــــــــالي رسم حقيقــــــــــة أو حقيقتــــــــــــــــــــي رسمت خيـــــــــــــــال !!
بهائها الدائم و رونقها الرائع ، بساطتها باللبس و المظهر ، اللي تغير ملامح أخذت من عمي الكثير ، حدة النظر ، البشره البرونزيه بلونها الرايق ، تدويرة الوجه ، حمرة الخد ، طلعت من خيالي الحقيقي أو من حقيقتي الخيال بــ .....
" جــــــــــــــــلآل ؟! "
***
هــو أنت نـــآديت و إلا الصوت خيّل لي ؟!!
يـــا مِنْ ضلــوعي إذا نــآديت سمعنّـــــك ‘
إشتقــت لكـ حيل و ودي أسألك قل لي ‘
إشتقــت لي و إلا طيوف الشوق ماجنّك ؟!!
***
ما صدقت اللي سمعته ، وقفت و مازالت أثار الصدمه على ملامحي ، وقفت قبالها .. مديت يدي ، لمستها ، حقيقـــــــــــــــــه ؟!
صدمتني لما تراجعت و عيونها تدمع بألم : وش جابك الحين ؟ ليش جيت ؟
ماني مصدق ، الصوت صوتها ، الملامح لعمي ، بدليل الشامه نفسها ، الانفعال نفسه ، بــــــــــس هالحزن أنا رسمته ؟ أنا اللي معذبك مثل ما عذبتيني يا دلال ، تقدمت لي بسرعه ، بقبضتها الناعمه صارت تضرب على صدري بانفعال و هي تردد ..
دلال : ليـــــــــــش ما تنطق ، جاي تعذبني و تـــــــــــروح ، إتكلـــــــــــم ، جــــــــــآي توريني وجهك و تهرب ، جــــــآي تزود النار حطـــــــــب ، ليــــــــــــش تحب تعذبنــــــــــــي .
عجزت لا أنطق بـ و لا حرف ، كل اللي قدرت عليه ، أثبت حركتها لما لميتها بقوة ، أختنق صوتها على صدري ، بللته بدموعها الحاره ، حرقت قلبي بتنهيدات حارقه تلهب قلبي قبل لا يحسها صدري ..
*************
* إنشودة يا بقايا الروح .. للمنشد : عمر العمير .