كاتب الموضوع :
بسمة براءه
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
29 – 6
السبت .
ابتدت المدارس تعلن نهاية فصولها لهالسنه وهالاسبوع اخر اسبوع دراسي قبل الامتحانات الدراسيه النهائيه . في مصلى الثانويه . مع نهاية الحصه الثالثه . جلست ورى طاوله صغيره تحمل اوراق لتذكيرها بالنقاط الاساسيه بما ستقوله .
ترددت كثير بس هي استأذنت عشان تكلمها . تحس بالوحده حتى مع وجود سماح . هيفاء صديقتها من الابتدائي وفقدانها يعني فقدان لون من الوان الحياة . لمحتها من بين زحمة التجهيز فابتسمت ابتسامه توتر الاخرى وتبعث فيها شعور غريب من الرهبه والخوف .
: اهليييييييييين بسمه . كيفك . تفضلي حياك .
بسمه بدون مقدمات : جوري ابي اتكلم معك .
جوري برحابة صدر : تفضلي .
بسمه : لالا موب الحين . كلام خاص .
جوري وهي تناظر الساعه وبابتسامه حلوه : ان شا الله اذا حصلنا وقت والا نخليها بكره . اذا تحبي تجي لاختي بالدار ونتكلم براحتنا .
بسمه : طيب .
اعلنت الجرس انتهاء الحصه الثالثه وبداية برنامج جوري الدعوي . خلال دقايق وعلى مراى من بسمه اللي اتخذت جلسه متقدمه متكيه على الجدار كان المصلى يكتظ بالطالبات . جلست جوري بوقار وهي تسمي وتبتدي ..
**************
باهتمام : سحر ! متأكده ؟
: انا اتفقت مع دلال ما تخليها تتهرب وتحسسها بالذنب اذا بغت تتهرب من الجيه للدار .
بحنيه : انتبهي امي قالت لي انك حامل .
جواهر : الحافظ الله يا احمد .
احمد : ونعم بالله بس ولو . الحرص واجب .
جواهر : والله يا حمادي ما في غير هالحل لاني ما اعرف ولا اثق بوحده غير بنات الدار وكلهم يخافون يتكلمون مع المتلبس . واللي فهمته انه معقود بشعرها ومانعها من اشياء كثيره ومنها الحمل والزواج ككل . يعني ع الارجح انه ساكن رحمها يعني يبي له حرص ودرايه .
احمد : وينه ؟
جواهر : شوف انا فهمت انه مدفون بس وين الله اعلم .
احمد : اعوووووذ بالله .
جواهر : احمد ! ولو انه ما يجوز . البنت حلوة ووقفة نصيبها شي يلفت الانتباه بس ليش اهلها ما تحركو مدري .
احمد : ما نبي نظلم احد . ع العموم . بكره حطيها بغرفة الحالات الخاصه وتعالي ومعك ثنتين من البنات يكونون قويات اووووووو . هي عندها اخ صح .
جزاهر : اسمه اسامه .
أحمد : خلاص باكلمه واخليه اهو يساعدنا .
جواهر : احمد البنت شبه يغمى عليها والاكيد انهم ما قالو لاحد عن اللي فيها .
احمد وهو يضرب على صدره : خليها علي .
جواهر : كفو والله يا ابو حميد .
************
وسط استغراقه باوراقه وانهماكه بالكتابه ، اخترق السكون رنين جواله . شافه رقم غريب فاخذ الجوال ورد هو ينسدح بكسل :( نعم .
: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
استغرب : وعليكم السلام , نعم .
: اخ اسامه معك احمد حماد امام مسجد الند وجار عمك المرحوم .
اسامه : اه اهلا اهلين كيفك ؟
احمد : الحمد لله . لو سمحت بغيتك بموضوع لا يحتمل التأجيل .
اسامه : خير اقلقتني .
احمد : خير ان شا الله بسسسس ابي اقابلك اذا ما عندك مانع .
اسامه : اممممممممم انا اليوم طالع استراحه اصدقاي بس ممكن اكنسل اوكي باجيك وين تحب .
احمد : المسجد .
اسامه : اوكي صار .
احمد : باذن الله . اسف ع الازعاج .
اسامه : لا عادي لا ازعاج ولا حاجه .
احمد: مع السلامه .
أسامه : اهلين يا هلا مع السلامه )
قفل اسامه والاف الاسئله تدور بخاطره . رجع يجلس ويندمج مع كتبه . يحب دراسته بشكل كبير وهالسنه هي الختاميه وبعدها بيتوج باسم " المهندس " .
**************
كانت عيونها ضايعه بالفراغ . جلست جنبها وبحنيه : جميله ، شفيك .
جميله : دلال ! انتي مستوعبه للي انا احسه . احس اني ما اتذكر أي شي من اللي صار بالدار .
دلال : اوووووووه لا تفكرين . تعالي باقولك قصة سيدنا ايوب عليه السلام . اليوم قالتها لنا ابله جواهر مديرة المدرسه ومعلمتي بالدار .
جميله باسترخاء : قولي اسمعك .
بدت دلال تسرد بتقطيع . قاطعها صوت ام اسامه : دلال التليفون .
قامت دلال بمرح واخذت السماعه :( الو .
: السلام .
استغربت الصوت لثواني قبل لا ترد : اهليييييييين وعليكم السلام . وشلونك جلال .
جلال : زين . انتي شتسوين .
دلال : جالسه يعني شاسوي .
جلال : اففففففففف تعالي عندنا البيت .
دلال : وليش .
جلال : هم عندهم اسامه كبير .
دلال : ويعني .
جلال : دلول والله مشتاق لك ولسواليفك من رحتي لعمامك ما عدت اقدر اقعد معك .
دلال : موب لازم مو تعرف اخباري والسلام .
جلال : افا يا دلول . هذي اخرتها .
دلال بحرج : انا اجي الخميس اشوف خالي والبنات .
جلال : الخميس تدرين اني اطلع مع خالي للخيمه اساعده .
دلال : المطلوب يعني .
جلال : ما تعاندين وتجين يوم الربوع .
دلال : لالاما اقدر . ملتزمه مع اعمامي بوعود كثييييييييييره .
جلال : افففففففف . ابشوفك .
دلال بعقلانيه : شالفايده من شوفتي دامك تسمع اخباري .
جلال زعل : مع السلامه .
دلال : بحفظ الرحمن )
قلب الجوال بين ايديه . زفر بضيق وقام . طلع لقى خواته الثلاثه مجتمعات ويسولفن عن فساتين عرس ولد جارهم ويتفقن على التفاصيل . جلس جنب اصغرهن بس اللي انتبه له كانت الاقرب له الكبيره : خير جلال شعندك ؟
جلال بملل : ولا شي .
: اكيد عشان دلال .
جلال بعصبيه : مو شغلك يالبزر .
: وهي ما قالت الا الصدق تراك صغير وهي بالمتوسطه اذا ناسي اذكرك .
رفع عينه لام خواته وقام واقف : ليه تقولوني شي ما قلته .
الام : يووووه بلا هباله الاعمى يشوف انك مهتم فيها حيل .
تكلم بنتها : بدور ، بدريه روحو جيبو الاكل من المجلس .
ترك المكان بسرعه . ولخوف بناتها من لسانها السليط يقومن بدون أي رد . تنهدت الكبيره وهي تقول : يمه . خفي على جلال لا تنسين انه يتيم وله حق .
قاطعتها امها : استحملته بما فيه الكفايه . المفروض يطس عن وجهي .
ردت : يمه هو اللي بقى له سنه من غير هالسنه . بيدرس وبيدخل الكليه العسكريه او أي شي يخليه يتوظف بسرعه .
امها : يوه فضيها سيره .
*********
توسعت عيونه بصدمه وهتف بلا وعي : انت شتخربط .
رد عليه بثبات : اللي سمعته وهالشي اكيد مليون بالميه .
هز راسه بنفي : يعني أي وحده ما صار لها نصيب ممكن تتأثر .
بثقه : ما فكرت اش قطع نصيبها وهي متعلمه وحسب ما سمعت خاليه من العيون الخلقيه والخُلقيه .
اسامه : لحظه ! احس اني مو قادر اجمع .
احمد بحنيه : يا اخي لا تطولها الموضوع انك تكون موجود كمحرم للبنت اثناء وجودي . اختي حامل والا استمرت بالقرايه ولا طلع هالموضوع الا واختك بكامل صحتها وعافيتها باذن الله وهالحين الموضوع بين ايديك .
اسامه : مدري مدري . اصبر علي شوي .
غمض احمد جفونه بتعب : شوف وش يصير معك ورد لي . يللا عاد اسمح لي لازم اقفل المسجد .
قام يتخبط بخطواته الين وصل للباب وبتواهان ألتفت : سحر ! ومن سحرها ؟
رفع احمد كتفه : احتمال كبير نقدر ناخذ اسم اللي عمل العمل اثناء القراءه .
مشى بثقل . ركب سيارته واسند راسه على الدراكسون وهو يقول بذاته .
" حلوه جميله اسم على مسمى متفوقه وثلاث رجال تقدمو لها وهي بالثانويه العامه اربعه خلال السنه الاولى من الجامعه السنه الثانيه ثنتين من صديقاتها بالاضافه لواحد من جماعتنا السنه الثالثه اختفو فجأه . ياترى شاللي اعمى عيوننا عن هالشي كانو بالهبل مثل زخ المطر امي كانت تتمنى تزوجها عشان توقف وابل العرسان ."
جمع قبضته وضرب على المقود بقوة . رفع راسه شاف وجة احمد المنور بالايمان يحثه على الصبر بابتسامه خفيفه . ما رد عليه اسامه شغل السياره وانطلق مع افكاره . دخل البيت ولسوء حظه او لحسن حظها شافها قباله بملامح متعبه واهمال واضح لذاتها كانت جالسه تسمع لدلال دروس التوحيد . جلس جنبها منبهها لوجوده ألتفت عليه بحب وهي تقول بصوتها المتعب اللي اكتشف انه قمة بالنعومه : هلا اسومي . اسوي لك شي حبيبي .
اسامه بصوت مخنوق : جميله ! انا ..
لمها من اكتافها وباس جبينها وباسف : احبك .
استحت منه من زمان ما لمها كذا ومن كلمته الاخويه وصوته المرتجف ردت عليه بمحبه : يا بعد عمري شفيك .
انتشلهم من عمق مشاعرهم صوت مرح : اكيد عشقااااااااان وما قدر يقولها لليلى ففضاها بجمول . اعترف يا فتى من هي ؟ وش اسمها ؟ وش اسم ابوها ؟ عندها خوااااااات صغار ؟ عندها خوااااااان شبااااااااااب ؟
دلال : هههههههههههههه كل الاسئله تنبلع الا خوان شباب وش لها دااااااااعي .
حركت شعرها المبلل لورى وهي ترد بثقه : اضمن مستقبلي .
طآآآآآآآآآآع .
عطاها اسامه بالخداديه على وجهها . ضحكت وهي تنزلها وترتب شعرها : يوه اسوم .
كان فاتح عيونه بحزم أشر لها بخفه لجهة جميله . ألتفت وتفاجأ بشكلها . كانت شبه نايمه او دايخه . مسح على ظهرها وبكل روحانيه اخرج صوته من قلبه مستشعر كل حرف : اسم الله عليك اسم الله عليك .
صكت اسنانها وناظرته تفاجأ بقوتها وهي تعطيه كف خلى عيونه تشخص وتصدر من ربى شهقه مفجوعه ومو مصدقه . صدمها اكثر صوت جميله اللي جا كأنه مسحوب سحب وهي تقول : ما تعرف تسكت . اسسسسسكت .
كانت عيونه تنتقل بملامحها وهي تلين بشكل اغرب وتقول بصوت متهدج : يعورني .
دلال تكابد دموعها وربى خايفه متفاجأه . اسامه نطق بتوتر : ايش اللي يعورك .
نزلت يدها بوهن لنهاية بطنها وضغطت . تأوهت بخفه . وبتناقض غريب اسندت راسها لكتفه وشهقت ببكى ما عرفو له سبب .
*********
1 - 7
الاحد .
صباح مفعم بالامل وبكل دقيقه تقترب للحق خطوه . جلست جنبها ومسكت كفها بحركه اخويه وبعد تنهيده قصيره قالت بصدق : خذيني معك .
ابتسمت وعيونها تغرق بدموع فرح وابتهاج : جد !
سالت دمعه حاره من عينها وهي ترد بصدق : جد الجد .
ربتت على كفها بحنيه : يا بسمه انا واللي على شاكلتي مثلنا مثل البنات نلبس ونتكشخ ونحب المدح والاطراء بس كل شي عندنا له حدود واطارات . يعني احب البس نظامي بالمدرسه عشان اكبر بعيون استاذاتي واحب بالعزايم البس شي ناعم لان احب يقولون " جوري نعومه " احب البس ساتر بالبيت عشان يقول اخوي كل ما شافني " حيا الله الجوري " احب استحي لا لبست ضيق مضطره يعني ان شا الله بس اتزوج واظهر مفاتني لزوجي بيكون هو الوحيد اللي تمتع فيها باي طريقه كانت اختي مديره مدرسه ومعلمه بالدار يعني لها دوامين ومع كذا زوجها شايفها ومو مصدق الله يحفظهم لبعض والسبب ! انه بس يرجع بعد العشاء يلقى وجة صبوح وجسم فاتن وهي قالت لي قبل لا ابدى برحلتي الخاصه لاني كنت عنيده والبس ضيق ومكشف قالت لي " يا جوري كل ما شفت ابو كادي يقول لي احس اني ماااااالك جوهره ثمينه ما شافها ولا لمسها غيري " كل هذا من كلام امه وخواته قبل لا يتزوجها . كلمه وحده يرددونها " عمرنا ما شفنا من جسمها شي " يا حلوها لا شلنا نفسنا من درب مظلم لدرب كله نوووووور .
بسمه خانقتها العبره : بس انا الكل شبع مني سوا بعروس والا مدراس .
ربتت جوري على كفها : التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
رجعت بسمه للبيت وعلى طول صلت فرضها واخذت بعضها على غرفة الغسيل . غسلت مريولها ونشفته وطلعته على كيس مخفي واعطته امها اللي كانت تقطع السلطه قبل لا يرد ابوهم من مشواره وتحط الغدا للعيال . رفعت راسها لبنتها وبنظره معبيه استفهام .
بسمه : بعد اذنك يمه ابي توسعين لي مريولي .
ما ردت امها سمعت صوت طفولي من خلفها هتف بفرحه : وااااااااو .
ناظرتها بسمه بابتسامه : وش عندك ع الوااااااو .
ضحكت وهي تقول : من زمان كنت ابي اقولك تفضينه الا باسألك تعرفين تمشين فيه عدل .
بسمه : يوووه متعوودة
: هههههههههههههههه على ويش يا حظي . السعه لا بارك الله بالضيق السعه .
بسمه : ههههههههههههه دلوووووول بسك عاااااااد هذاني باوسعه وباخليه يخبخب .
قاطعها صوت امها الراضي : تعالي وريني شلون اوسعه ومنين مو تقولين خربتوه ومدري ويش .
*********
العصر بالغرفه الملحقه بالدار المخصصه للحالات الحرجه .
جلس جنب اخته اللي كأنها دميه بمشيها . دخل عليهم بوقاره وهو يهمس بالسلام . رد عليه بينما اخته انكمشت وحس بانكماشها . لمها لنفسه لولا ان قاطعه صوت مبحوح : اتركها ابعد شوي جزاك الله خير يا اسامه .
هز راسه بالموافقه وتركها ابتعد وهو يسحب ذراعه من يدها الناعمه المغطيه بالقفاز . جلس وهو يراقبها بوجع ويتألم لحالها .
احمد : شلونك يا جميله ؟.
لا رد .
احمد : حاسه بشي ؟
لا رد .
احمد : برد ليه ترجفين ؟
لا رد .
قرب شوي وهو يسحب مركه ويجلس عليها ولاحظ انكاشها المتضاعف على نفسها . تنحنح وبصوته المبحوح بدى يقرى ما تسير له من الادعيه ثم بدى بالقران . كان كل ما يذكر السحر تنتفض الين بدت تصارخ وتطلبه يسكت . احمد ما يقرى على احد بس هذي اعتبرها حاله خاصه خصوصا انه انقطع عن رقية الناس من وقت قريب لانهم اتحكو فيه وصارو يطلعونه عنه اشاعات . اسامه كان قلبه ينتفض مع نفضتها وعيونه متحجره فيها الدموع وهو يسمع صوتها اللي صار اشبه بالفحيح وهو ينسحب من حنجرتها الى الهوا لتسمعه اذنه ويحس اكثر بالتقصير . كل ما ارتفع صوت احمد كلما زادت نفضتها وحركتها . الين صارت شبه منسدحه وتنشده الرحمه بصوت متألم . جلس احمد قريب من راسها وصار يتكلم مع المتلبس ويسأله بالله يخرج ويتق الله كان يشوف فيه امل كبير انه يخرج لانه لاحظ سرعه تأثرها ولقوة ايمانه عرف يقنعه يخرج مع ابهام رجلها الايسر . بس لحظتها حست بجسمها مثل الجبل وبلحظتها ما عادت حست باي شي الا الم فظيع ببطنها انطوت وهي تهمهم بالم . كان احمد يمسح عيونه بتعب واسامه يحاول دموعه ما تنزل اكثر لانها خلاااااااااااص غرقته . رفع احمد عينه ويا ليته ما رفعها ارتبك وقف كان يبي يلتفت يتأكد لكن ما قدر . لكنه استجمع قوته : اسااااااااامه ودها المستشفى الظاهر صابها نزيف .
بدون تفكير شالها وهو يقول بين دموعه : سامحيني يا خيتي ساااااااامحيني .
الجزء القادم .. الاربعاء باذن الله ..
بســــ براءه ـــمة
|