كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6- أولى خطوات العذاب
.............................
كانت ليزا سعيدة بالصمت السائد بينهما بعد أن تركا جوهانسبرغ في أتجاه الشمال الشرقي, كانت بحاجة للوقت لتستعيد السيطرة على عواطفها المشوشة , وأدركت أنه ما من حل ألا أن تستسلم لرغبة آدم , ولكن ستة أشهر تعتبر وقتاطويلا لتقضيه مع أنسان يكرهها.
كان أزدحام السير يستلزم أنتباه وتركيز آدم , مما سهل عليها أن تتفحصه بدون أن يشعر ,وبدا بقميصه البيج المفتوح الأزرار والأكمام المرفوعة رجلا قويا , وأرتعدت ليزا عندما فكرت بما لرجولته من تأثير عليها , وكان ما قاله لها عن جوناس فيه شيء من الحقيقة , بحيث أهتزت للموضوع , حقا أنها قاتلت آدم وعضته حتى سال الدم منه ولكنها كانت لا تزال تشعر بتأثيره عليها.
ولكن بالطبع كان آدم مخطئا بالنسبة لما قاله عن شعورها أتجاه جوناس , فبالرغم من أنها تجاوبت مع آدم ولكنها لم تحبه كما أنه فقد حبه لها , ولكنها ما زالت تحب جوناس.
وشعرت بمرارة عندما تذكرت كم تعقدت الأمور , فبسبب عصبيتها فقدت الرجل الذي أحبته , وعوضا عن أن تمنح نفسها الوقت الكافي لتفكر بالأمور , أستعجلت وتزوجت رجلا أحبها والآن يكرهها , وأشاحت بنظرها عن آدم , يجب أن تسيطر على أعصابها معه , ويجب ألا تسمح له أن يشعر بتأثيره عليها ,وفي أي حال فلن يحدث هذا مرة أخرى , وما حصل بينهما في غرفة الفندق كان عبارة عن أستعراض عضلات , لا حب ولا عاطفة , وعندما يصلا الى موقع السد ستحل الغربة بينهما ولا يجمعها شيء سوى أشتراكهما بمنزل واحد , بالطبع ستصر على غرفة منفصلة.
وتطلعت من النافذة محاولة الأهتمام بالمناظر الخارجية لتبعد عن تفكيرها الأفكار التي ما زالت تدور في مخيلتها.
منتديات ليلاس
كان الطريق مزدحما بالسيارات في البداية , ولكن الآن بعد أن تركا جوهانسبرغ بدأت حركة السير تخف , وأخذت تراقب الجبال ذات القمم الصفراء دلالة على الذهب المكنوز تحت جوهانسبرغ وفي المدن المجاورة , كانت تعرف تلك الجبال الصفراء , لم تكن المناجم الحقيقية وأنما كانت حيث تلك الحفر الهائلة.
وتركا مناجم الذهب وفوجئت ليزا بالأراضي المنبسطة مع الهضاب البسيطة.
كانا يسيران عبر الأراضي الزراعية وحقول التبغ وحقول دوار الشمس التي تفتحت أزهارها بأتجاه الشمس.
ولفتاة قادمة من منطقة الناتال ومعتادة على حقول السكر الخضراء ستجد أراضي الترانسفال الجنوبية قاحلة ومقفرة جافة.
وبعدها شقا طريقهما عبر مدن مناجم الفحم الحجري في ميدلبرغ وويتبانك السوداء , ففي حين أن مناجم الذهب لونت كل شيء باللون الأصفر , فأن مناجم الفحم الحجري سيبت أسوداد الطبيعة في هذه المناطق , فكل شيء قد غطى بالرماد.
|