كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد أن هدأت أحزانها قليلا , تطلعت ليزا الى صورة جوناس الموضوعة بالقرب من سريرها والتي أخذت في وقت كانت علاقتهما تفيض بالود والوئام , وأخذت تحدق بالأهداء عليها:
" الى العزيزة الغالية ليزا , مع حبي الى الأبد".
وتساءلت ليزا في نفسها عن هذا الحب الذي لم يدم لأكثر من عام , وتذكرت جوناس في دكان الكتب بتقاطيعه الجامدة ونظرات التحدي في عينيه ... فقفزت من السرير ,ووضعت الصورة في أحد أدراج طاولة الزينة ,
أستلقت على سريرها ثانية كالمخدرة تحملق بالسقف , منذ عشرة أيام فقط كانت ليزا متحمسة لمستقبلها مع جوناس , ولا تزال تلبس خاتمه الجميل , وتذكرت ليزا الكوخ الذي يطل على البحر والذي شهد حبهما ولهوهما معا
منتديات ليلاس
كانا يخططان للمستقبل لدرجة أنهما أتفقا على أدق التفاصيل حتى عدد الأولاد , نهضت ليزا ونظرت من نافذة غرفتها الى الحديقة الجميلة المليئة بأزهار الأقحوان المنتشرة على بساط أخضر يمتد حتى المنزل الصيفي ,
كان بيت ليزا يقع على أعلى التلة في مدينة دوربان الممتدة على طول البحر , ورأت ليزا البحر بمياهه الزرقاء الصافية التي لم تعكر صفوها سوى بعض الموجات التي سببتها هبوب الرياح بين الفينة والفينة ,له من يوم رائع أن تستقل مركب السيقال الذي كان مبعث الفخر والسرور لجوناس ,
لقد علّمها كيف تقوده , وبلا شك أنه سيعلم ليندا الآن لتحل محلها , يا لهذه الذكريات التي تبعث الحزن والأسى في قلب ليزا , فكل هذه الأماكن شهدت حبهما ولهوهما وأحلامهما معا ,
الحقول التي أرتاداها يصخبان على الشاطىء الجميل حيث كانا يتمتعان بأشعة الشمس الحارة رغبة في أكساب أجسادهما اللون البرونزي , أما المنزل الصيفي الذي شهد أحلام حبهما أليس مضحكا أن يشهد هو أيضا هذا الشجار الذي كان السبب في النهاية ؟
ففي كل شجار يصبح للصلح بعد ذلك نكهة خاصة , ومر بخاطر ليزا خلافهما قبل الأخير والذي لم تعد تذكر سببه , عندما كانت في غرفة الجلوس تساعد والدتها في ترتيب الزهور , وفجأة أحست بيدين غطت عينيها ,
حيث دخل جوناس الغرفة بدون أن تشعر به , وكانت فرحتها بعودته عظيمة فطوقته وعانقته بشوق وفرح , ولم يعد هناك ما يكدر صفو حبهما العظيم , أما الخلاف الأخير فكان بسبب تلك الرحلة الى الشاطىء في ضوء القمر ,
حيث أعتذر جوناس عن الذهاب عندما أستشارته ليزا لأنه وعد بمساعدة أخيه في بناء بعض النماذج لنادي الشباب , وأصرت ليزا على ألغاء موعد جوناس ومرافقته لها الى الشاطىء .
ولكن جوناس أجاب بلهجة مقتضبة:
" كان الأولى أن تستشيريني أولا قبل أن تعدي أصدقاءك بالذهاب ".
" أنا آسفة , ولكنني قبلت الدعوة فماذا تقترح؟".
" تستطيعين الذهاب بمفردك".
منتديات ليلاس
تفاجأت ليزا بهذه الأجابة ونظرت الى جوناس تستجديه ألغاء موعده , ولكن جوناس سرح في عالم آخر غير عالمها , أما هي فتابعت حديثها:
" أنهم سيكونون أزواجا , حيث أن بيتر مع جين وستيوارت مع آن ماري فهل تتوقع مني أن أذهب وحدي؟".
" أذا لم تذهبي , فهذه ليست آخر رحلة الى الشاطىء".
تعجبت ليزا مما بدر من جوناس هذا اليوم , ولانت لهجتها معه وقالت:
" ألا تستطيع أن تلغي موعدك يا حبيبي؟".
" لا".
فصاحت ليزا بغضب:
" أنك تتصرف كالأطفال , فالنادي لم يغلق أبوابه أذا أنت لم تذهب الى هناك اليوم".
|