أستيقظت ليزا في الصباح التالي , وكانا تقريبا قد وصلا الى جوهانسبرغ , وقد تسرب النور الى المقطورة وأدركت أن آدم كان مستيقظا ومرتديا ثيابه , وخاب أملها عندما ظنت أنه ربما كان قد نسي حقده وغضبه.
جلس آدم ينظر من النافذة ولم يتطلع اليها على الأطلاق بالرغم من أنه أدرك أنها أستيقظت.
كان من المخطط أن يتسلم آدم سيارة جيب في جوهانسبرغ لأستعمالها في السد في لوفيلد , ترك ليزا في غرفتها في فندق الكارلتون وذهب ليحضر السيارة
الكارلتون تماما كبيفرلي هيلز , كان من أجود الفنادق في جنوب أفريقيا, في الأحوال العادية كانت ليزا ستعجب الى حد كبير بجو الفندق وأثاثه والناس المكتظة في أنحائه
ولكن كل ما كانت تفكر به البرود الذي ساد العلاقة بينها وبين آدم.
وتطلعت ليزا من نافذة غرفتها في الطابق العاشر على منظر المدينة المرعب , السيارات مسرعة عبر الشوارع
والأرصفة مكتظة بالناس المتوجهين الى أعمالهم , والنسوة المتزوجات متوجهات للتسويق , كل ذهب لغرضه.
وخطرت الفكرة لها فجأة أن لآدم الحق في أن ينزعج , فقد كان من الخطأ أن تغريه ليقترح عليها الزواج , ولكنها قررت فيما بين نفسها ألا تخذله أبدا وأن تفعل كل ما في وسعها لنجاح زواجهما.
منتديات ليلاس
فشل الزواج كان عقابا كافيا له , ولكن أن تتظاهر لمدة ستة أشهر في أحدى زوايا لوفيلد الكئيبة فأنه شيء لا يحتمل , يا له من ثمن غال تدفعه مقابل لحظة حماقة.
نظرت الى ساعتها وها قد مضى ساعة كاملة على غياب آدم , ولا بد أنه سيعود حالا وما من وقت كاف لأضاعته , وبدأت تفكر بترك الفندق
فلا بد أنها ستجد عملا وستذهب الى بيوت الشباب وتطلب أقتراحات منهم , والمهم الآن أن تترك هذا الفندق قبل أن يعود آدم ,ولا بد أنه سينسى غضبه في وقت قصير لعدم أيجادها وسترسل له رسالة تخبره بعنوانها ليتصل بها وتطلب منه أن يقوم بأجراءات الطلاق.
وتلاشى شعورها عندما فتحت خزانة الثياب وشعرت بأهمية الوقت ,وفتحت بسرعة حقيبة ثيابها وبدأت تلقي ثيابها في الحقيبة ,وفوجئت بصوت آدم مستندا على الباب بلا أهتمام وقد وضع يده على خصره وقال:
" هكذا أذن يا ليزا".
" أنا.... لم أسمعك عندما دخلت".
" بالطبع لا".
بدأ قلبها يخفق من الخوف , وكذبت عليه قائلة:
" كنت... كنت مشغولة بترتيب حقيبة ثيابي".
لم يصدقها وأجابها بأبتسامة:
"يا لك من طفلة مرتبة".
وشعرت بأنه لم يصدق كلمة مما قالته وخاصة عندما تقدم منها ورفع ذقنها ونظر في عينيها , فقالت:
" آدم , أنا سأتركك".
ورفع حاجبه بتهكم قائلا:
" أحقا ذلك".
وتوجهت الى الباب وقالت:
" سأعلمك بعنواني عندما أحصل عليه".
ووقف بالباب بحيث لا تتمكن من الخروج.
" دعني أخرج آدم".
" لا ليزا".
وأجابته بغضب:
" لا تلعب معي , لعنة الله عليك".
وبحالة يأس وضعت حقيبة ثيابها على الأرض وبدأت تضربه بقبضتها على صدره.
وأمسك برسغها بقوة ووضعها على جانبيها . وسالت الدموع على وجنتيها الحريريتين وقالت:
" آدم , أتركني أرجوك".
وأجابها بأختصار:
" لن أتركك".
" أذا لم تتركني سأصرخ".
" لا أنصحك بذلك".
وفتحت فمها مستعدة للصراخ وقبل أن تتمكن من ذلك كان قد أغلق فمها بيده وما زال ممسكا بذراعها الأخرى .
وأستعادت ليزا نفسها وعضت راحة يده بأسنانها القوية مما دفعه لأن يشهق من الألم , وأذ به يمسك بكتفيها ويهزها بقوة قائلا:
"أنك قطة صغيرة متوحشة".
كانت ترتجف من الغضب وأجابته:
" أنت سببت ذلك لنفسك".
وشحب وجه آدم من الغضب وقال:
" أتساءل ماذا تسببن لنفسك , أقسم لك يا ليزا أنني سأعلمك كيف تتصرفين قبل أن أنتهي منك".
وحدقت به محاولة أثارته قائلة:
" وأذا لم أتعلم؟".
وحملق بها بهدوء , وكان قريبا بحيث كانت تسمع خفقات قلبه وقال:
" ساعلمك ليزا".
وعرفت أنها تلعب بالنار ولكنها لم تمالك نفسها , وأجابته:
" بالقوة ؟ لا أظن أنك تجرؤ على ذلك".
وزمجر قائلا:
" أنت تترجيني لأفعل ".
ومن ثم أبعدها عنه بقوة بحيث أصطدمت بالحائط ووقفت خائفة لا تعرف ماذا تعمل , ولكنه خيب ظنها عندما أستدار وأتجه الى النافذة .
وسرت عندما لاحظت بعض الدم على يده بسبب عضتها .
وعندما تكلم كان صوته خال من كل تعبير , ولم تتمكن ألا أن تعجب به على قوته في السيطرة على نفسه.
" عندما نذهب الى موقع السد لا أريد أيا من هذه السخافات يا سيدة ".
ورفعت نفسها عن الحائط ونفسها لا يزال متسارعا وقالت في محاولة للتحدى لامبالاته:
" ما زلت تريدني أن أجيء معك أذن؟".
" بالطبع".
وهزت كتفيها قائلة:
" يبدو أنه عندي القليل من الخيار , أستعراضك لقوتك كان مقنعا ولكنه من السهل أن تسيطر لأنك تتمتع بالقوة الجسدية".
وشعت عيناه عندما أجابها:
" القوة هو ما يلزمك , هذا الشاب المخنث جوناس تايلر محظوظ لأنك لم تتزوجيه , فلم يكن قادرا على أقناعك يا زوجتي العزيزة".
ورفعت صوتها باكية وأجابته:
" أترك جوناس ولا تقارنه بنفسك ,أنه لطيف وشريف و...".
وأجابها بأبتسامة متهكمة قائلا:
" كل الأشياء التي تثيرك , لا أعلم كيف خدعت نفسك ليزا.....".
" لا.....".
ورفع يده قائلا:
" أنا لست على أستعداد لشجار آخر , ستحصلين على حريتك خلال ستة أشهر , وأذا أردت أن تحاولي تخريب زواج جوناس في هذه الأثناء فعندك موافقتي التامة".
منتديات ليلاس
وأجابته بصوت منخفض:
" ألن تقبل أنني فعلت خطأ ؟".
ولم يعد عندها رغبة في الشجار , وبدأت الدموع تترقرق في عينيها .
" أعترف أنني تصرفت خطأ , ولكنني تصرفت بسرعة وكنت بحالة سيئة....".
" والآن عليك أن تدفعي الثمن".
" لا".
" أنت لست مقامرة شريفة , ألست كذلك يا ليزا؟".
وكان يراقبها بتكاسل.
وقالت :
" كنت مستعدة لأدفع الثمن على طريقتي يا آدم , لقد عاهدت نفسي على أن أكون زوجة وفية , وكنا سننعم بالسعادة".
وأجابها بصوت ساخر:
" يا له من حل مؤثر , أنا آسف يا ليزا , ولكن من الأن فصاعدا عليك أن تنفذي الأمور كما أريد أنا".
.....نهاية الفصل الخامس.....