كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أحست ليزا ببعض الخيبة عندما أنسحب آدم , ثم تابع حديثه :
" لا نستطيع السفر قبل يومين ".
سألته ليزا بأندهاش:
" لماذا؟".
" علي أن أتم بعض الأعمال المهمة قبل سفرنا , وهذا بالطبع من حسن حظنا أن نمكث أسبوعا آخر في شهر العسل".
ولكن ليزا التي لم تفرح لهذا الخبر تشنجت عضلاتها من الصدمة وسألته:
" ماذا تعني بكلامك هذا , لا أفهم لماذا التأجيل".
" هل تذكرين يا عزيزتي المعدات والآلات التي أخبرتك أنني طلبتها من أجل العمل في السد , يجب أن أتفحصها لأتأكد من صلاحيتها ومطابقتها قبل شحنها , ووعدني المزود لهذه المعدات أن تكون جاهزة اليوم , ولكن هناك بعض التأخير بسبب بعض الصعوبات".
رجته ليزا مستعطفة:
" أعتقد أن هذا الأمر غير مهم ليؤخرنا عن السفر , دعنا نسافر وعندما تصبح المعدات جاهزة سوف يشحنونها لك".
تعجب آدم من رنة الحزن في حديث زوجته وأستعطافها له بالسفر فقال:
" أنها معدات غالية الثمن ,وقد كلفتنا كثيرا عدا عن أنها ضرورية ويجب أن أتأكد من مواصفاتها قبل شحنها , فلماذا أنت غاضبة يا حبيبتي؟".
" أنا لست غاضبة , ولكنني أود الرحيل الى لوفيلد بأسرع وقت ممكن".
" سنكون هناك الأسبوع القادم".
" أود السفر هذا الأسبوع , غدا أذا أمكن".
وأخفضت ليزا عينيها حتى لا يرى آدم ما أنتابها من الخوف والقلق , وحاولت أن تعطي عذرا مقبولا لرغبتها بالسفر في هذه السرعة , فقالت:
" أنني متشوقة لبناء بيتنا السعيد بأسرع وقت".
" باركك الله يا ليزا أنت زوجة رائعة , وأنا أحبك من أعماق قلبي".
وضمها بحنان , ثم سألت:
"هل عليناأن ننتظر أسبوعا بكامله؟".
" ليزا حبيبتي , أسبوع ونسافر الى لوفيلد , وهناك أشياء نعملها هذا الأسبوع , لقد قابلت ليندا غريستون اليوم وأعلمتني بأنها ستتزوج جوناس تايلر , ودعتنا لحضور الفرح , وأنا قبلت الدعوة".
منتديات ليلاس
كانت ليزا على وشك الأنهيار , عندما بدأ العروسان يسيران في ممر الكنيسة الى الخارج , ولولا ذراعي آدم القويتين اللتين سندتاها لوقعت
فمنذ أن أخبرها آدم بدعوة العرس أنتابتها حمى من القلق والهواجس حتى أنها لم تستطع التجاوب مع محاولات آدم لأسعادها
وفي كل مرة يسألها للخروج في نزهة أو الى الشاطىء , كانت تحاول التملص منه وتطلب الأستعجال في السفر الى لوفيلد
بينما يذهب هو في محاضرة عن أهمية المعدات الواجب شحنها وأهمية تفحصها قبل الشحن , وفي كل مرة يطلب منها التريث .
وعندما تأخرت الشحنة للمرة الثانية , أحست ليزا بأنه عليها أن تواجه الواقع بقوة ونضوج فهي الآن متزوجة ولا يهمها الأمر من قريب أو بعيد , وسوف تحضر العرس كأي مدعو تتأبط ذراع زوجها الأنيق بشخصيته الجذابة بكل فخر وأعتزاز
بدون خوف أو وجل,وبالرغم من أقتناعها بهذا الواقع ألا أنها أحست وكأنها في حلم مرعب حتى ساعة دخولها الكنيسة لحضور العرس
حيث أحست أنها بداية النهاية لهذا الكابوس وكم ودت لو صمّت أذنيها وهربت من الأحتفال عندما تبادلا جوناس وليندا الخواتم , وكان القس يوعظ عن معنى الزواج والحب والأخلاص , فكل كلمة نطقا بها
كانت كالسكين الحادة تغوص في أعماقها وتجرحها حتى أثخنت بالجراح , وكادت محاولاتها لضبط نفسها أن تبوء بالفشل , وكم مرة جاهدت لتوقف الدموع التي تلألأت في عينيها حتى لا يراها أحد باكية
حتى بدأت تتشنج من كثرة ما حبست أنفاسها ولم يشعر بتشنجها سوى زوجها الذي حسب أن بكاءها نابع من رهبة الأحتفال , فشد على خصرها بذراعيه وجذبها نحوه وكأنه يحميها بحبه وحنانه.
وبينما كان العروسان في طريقهما الى الخارج تقابلت عينا جوناس الخالية من التعبير بعيني ليزا المملوئتين بكل العواطف المحبة , أما ليندا فنظرت الى ليزا وأبتسمت لها بأنتصار ثم مالت على كتف جوناس بدلال متشبثة به.
|