كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" هل تعني أنك أنت الذي يخطط لبناء هذا السد؟".
أجابها آدم ضاحكا:
" وأكثر من هذا , فأنا المسؤول عن المشروع كله , هندسيا وأداريا حتى أفضي بالخلافات التي تنشب بين العمال , ولم أتوقع ما أنا مقدم عليه حتى بدأت العمل".
" هل يشغلك أنهماكك بالعمل عن بلدتك".
وكانت ليزا تنظر اليه بأعجاب لثقته العظيمة في نفسه.
" بالطبع لا , أنني أفتقد بلدتي , ولكنني أحب هذه المناطق أكثر لجمالها , وكذلك أعتقد أنني عندما أنتهي من هذا المشروع سوف أبحث عن عمل آخر في هذه المنطقة أيضا".
وبدأت ليزا مرة أخرى تقارن بينه وبين جوناس الذي يعمل في تجارة النسيج ,ولم ترتح للمقارنة مع أنها أقرت أن جوناس يكسب كثيرا من عمله ,وليندا سوف تتمتع بما كسبت يداه , وبينما كانت مستغرقة في التفكير , سمعت آدم يسألها:
" وماذا عنك يا ليزا , لقد أخبرتك كل شيء عن نفسي".
تساءلت أذا كان آدم قد عرف بعلاقتها بجوناس , ثم سمعته يقول:
" لا بد أن هناك شيئا ما تحدثيني عنه".
وأمتدت يده لتمسك يدها التي كانت مستندة الى خدها , فسرت رعشة في جسدها جعلتها تنتفض كالريشة في مهب الريح , ثم قال لها :
" لقد مضت سنوات عديدة منذ رأيتك لآخر مرة , فلا بد أن هناك ما تخبريني به".
" أنني أعمل لدى محامي".
" أنه لعمل ممتع".
منتديات ليلاس
شعرت ليزا بحرارة وجنتيها بين يدي آدم فقالت متلعثمة :
" أنني أرغب في تغيير عملي".
" لماذا , هل أنت غير سعيدة في عملك؟".
وكان آدم ينظر اليها محاولا قراءة أفكارها .
" أود التغيير فقط".
ولا تزال مرتبكة تحاول أن تتجنب نظراته , ولكن آدم أمسك يدها اليسرى أيضا وأخذ يتحسس أصابعها , ثم قال:
" ألم تتزوجي بعد؟ فليس هناك خاتم في يدك؟".
أغتصبت ليزا ضحكة وأجابت :
" أنها فكرة مضحكة".
" لا أعتقد أنها مضحكة فأنت فتاة جميلة جدا ومثيرة".
ثم نظر آدم اليها محاولا أن يستشف مشاعرها نحوه , ولكن ليزا أسبلت أهدابها لتغطي عينيها الجميلتين متمنية ألا يتطرق آدم الى موضوع جوناس حين قال:
" أعتقد أنه لديك الكثير من المعجبين".
أجابت ليزا بالنفي محاولة أن تظهر صامدة رابطة الجأش ,وقال آدم:
" أكاد لا أصدق".
"أقضي أوقاتا طيبة مع كثير من الأصدقاء, ولكن ليس هناك شخص خاص".
" هذا ما عنيت بقولي".
أجابها وهو لا يزال ممسكا بيدها ومطرقا رأسه وصدره قريبا من وجهها مما أربكها فحاولت حبس أنفاسها حتى لا يدرك آدم كنه مشاعرها المحتدمة حينذاك وقال لها:
" منذ عدة سنوات سألتك أن تتزوجيني".
هذا ما ودت سماعه ليزا بالضبط فشعرت بتجمد أعصابها حتى لم تستطع أن تتنفس بسهولة , فشعر بها آدم وأمسك بوجهها بين يديه مجبرا أياها النظر اليه وسألها :
" هل تتذكرين هذا يا ليزا؟".
أجابته ليزا بهمس:
" نعم".
" ولكنك رفضت طلبي حينذاك".
لم تحتمل ليزا فيض المشاعر التي أنتابتها تلك اللحظة حيث نالت ما تاقت اليه وخططت له وودت لو أنها تستطيع أن تغريه بطلب يدها هذه اللحظة ,ولكن قواها خانتها وشعرت وكأنها طفلة مذنبة , أما آدم فسألها وهو ينظر اليها محاولا معرفة ردة فعلها:
" هل تسمحين لي بأن أتقدم لطلب يدك مرة أخرى؟".
" أذا أردت معرفة الجواب فما عليك ألا أن تتقدم".
وأنتاب آدم خليط من المشاعر الودية , وسألها بصوت متهدج:
" هل تعنين ما تقولين يا ليزا , هل تقبلين بي زوجا؟".
" نعم".
أجابته ليزا بهمس فقد جف حلقها من هول الصدمة المفاجئة بينما أختلطت مشاعرها وتمنت أن يكون السائل هو جوناس , وبدأ قلبها يخفق بشدة وضاعت صورة جوناس من مخيلتها بعد أن حاولت جاهدة الأحتفاظ بها , لم تشعر ليزا بمثل هذه المشاعر الغريبة من قبل , لقد شعر آدم بالخدر في جميع أنحاء جسده وقال:
" يجب أن نتزوج بأسرع وقت ممكن".
" كما يعجبك".
منتديات ليلاس
" اليوم أذا أستطعت ,ولكن أعرف أن هذا غير ممكن , فأنك بحاجة لوقت أكثر".
سألته ليزا وهي تحاول أخفاء صراعها الذي بدا ظاهرا في
عينيها :
" متى ستعود الى لوفيلد".
" الأسبوع المقبل , هل نتزوج قبل أن أعود؟".
" ولم لا؟".
" ولكن ليس هناك فرصة للتحضير لكل المباهج التي ترغب فيها الفتيات أمثالك عند الزواج".
فأجابته محاولة تجنب النظر اليه:
" هذا لا يهم , فكل ما أوده أن أكون الى جانبك".
أمتلأت عيناها بالدموع التي سالت ساخنة على وجنتيها بصمت , لم تعرف ليزا سر هذه الدموع , فقال لها آدم :
" أنني أحبك كثيرا يا ليزا , وأعدك أن أعمل كل ما في وسعي لأسعادك".
.........نهاية الفصل الثاني........
|