كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هناك شيء خفي في لهجة السيدة لانغ , مما أستوقف ليزا لتستطلع السبب مع أن الكلمات كانت عادية ولكن ليزا التي تعرف والدتها جيدا , فهمت من لهجتها أن ما تقصده هو شيء آخر في قولها هذا , فأجابتها :
"ربما كان أدبا منه أن يسأل عني ,حيث أنني.....".
" لا أعتقد هذا , بل أنه أعطاني أنطباعا آخر من خلال سؤاله".
قالت السيدة لانغ ذلك بلهجة عادية وهي لا تزال تدهن الخبز بالزبدة , ثم تابعت:
" لماذا يا ليزا لا تذهبين للسلام عليه أذا لم تكوني مشغولة؟".
فهمت ليزا الآن قصد والدتها التي لا تزال منهمكة بعمل السندويشات , أنها تبدي أهتمامها , ربما وصلتها الأخبار
ومهما يكن فقد تعمدت والدتها الأقتراح ولذلك سألتها:
" ما الذي دعاك للتفكير بأن آدم يود أن يراني؟".
" لأنه أحبك في يوم ما ,وكان يدعوك للخروج معه , وبأعتقادي أنه لا يزال يحمل لك بعض الود".
" ولكن هذا كان في الماضي البعيد , ومن المحتمل أن يكون قد تزوج فعمره تجاوز الثلاثين عاما".
" لا لم يتزوج بعد , لقد حضر لزيارة والدته المريضة , فهي دائما مريضة وهذا كان سببا في أعتزالها ولا بد أن آدم يشعر بالوحدة فلم يعد له هنا أصدقاء , ولم يتصل بهم منذ زمن".
أخذت ليزا تفكر أنه من غير المعقول أن آدم سمع بعلاقتها مع جوناس , حيث لم يكن من الصعب أن تفهم ليزا ما أشارت اليه والدتها في الحديث , فالسيدة لانغ أمرأة طموحة وفخورة بنفسها وبعائلتها ,ولقد سرت لخطبة أبنتها الى جوناس الشاب الأنيق المليح الوجه والأخلاق
والذي كان أبنا أحد تجار النسيج في البلد , وأعتقدت أنه زواج مناسب , أما وقد سمعت بخبر خطبته الى ليندا مما جرح كبرياءها وألم مشاعرها
فمن الممكن أن يرد أعتبارها أذا شوهدت أبنتها مع شاب آخر حتى يعلم هؤلاء الذين سمعوا بالنبأ أن ليزا هي التي فسخت الخطوبة.
رمقت السيدة لانغ أبنتها بنظرة تنم عن مدى معرفتها بما حدث وعن سر شحوب ليزا وأحمرار عينيها لكثرة البكاء , ثم قالت لها:
" أنه لمن المفيد لك أن تذهبي لتحية آدم يا بنيتي".
هزت ليزا رأسها بالأيجاب ثم تركت المطبخ.
أستندت ليزا على سريرها واضعة رأسها بين يديها لأنها تعبت من مطالعة الأعلانات في الجريدة ولم تعثر على شيء بعد, وفكرت أنه يجب عليها الحصول على جريدة محلية من جوهانسبرغ أو كيب تاون لتتمكن من أيجاد أي أعلان
وبينما كانت تطوي الجريدة أستعدادا لرميها
لفت نظرها خبر قصير عن مزارع أصابه حادث وهو يصطاد قرب قرية سابي بابي , وتساءلت عن موقع هذه القرية القريبة من منتزه كروجر الوطني في مقاطعة الترانسقال الشرقية حيث يعمل آدم.
قفزت ليزا نحو شباك غرفتها وهي تفكر بآدم ستيلنبرغ ورأت نحلة في الخارج تدور حول زهرة الأقحوان محاولة أن تمتص الرحيق , وأخذت ليزا تراقبها وهي تقف على البتلات لهذه الزهرة وتتذكر كل شيء عن آدم ستيلنبرغ.
منتديات ليلاس
لم يكن سهلا أن تكون صورة هذا الرجل واضحة في خيالها فهي لم تره منذ عدة سنين ,كان طويلا ذهبي الشعر ذو عينين بنيتين وله أبتسامة جذابة ,لم تذكر كل ملامح وجهه , ولكنها تذكرت شيئا مهما عنه , أنه أحبها يوما وخطبها مرتين ولكنها رفضت الزواج منه, كان آدم دائما يدعوها للخروج معه ولم يكن عمرها قد تجاوز الثامنة عشر , كانت مولعة بالخروج وأخر شيء تفكر به كان الزواج , لم تراودها هذه الفكرة ألا عندما ألتقت بجوناس وأحبته.
والآن عاد آدم الى دوربان , وها قد لمحت لها أمها أنه يرغب في رؤيتها , بالنسبة للسيدة لانغ كان الأمر مجرد رغبتها برؤية أبنتها سعيدة وتمضي وقتا طيبا
لا أن تراها كسيرة الفؤاد معتكفة حزينة في غرفتها, ولكن بالنسبة لليزا فهناك فكرة تخامرها حتى أنها خافت منها , خافت أن تطبقها ,ولكن لا بأس بها فهي تبدو معقولة لحل مشكلتها.
........نهاية الفصل الاول.........
|