لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-10, 06:39 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- المرأة والحصان
.........................

كان آدم يتناول طعام أفطاره في أحد الأيام عندما سألها:
" هل ترغبين بالتفرج على عملية أخلاء الحيوانات ؟".
" من أنا؟".
ونظرت اليه بسرعة لأنه مجرد أن وجه اليها الحديث وهما على أنفراد بدا غريبا بحيث حسبت أنها تخيلت السؤال.

وكشّر وأجابها :
" لا أظن أن هناك أحدا غيرك يجلس هنا , حسنا.... ليزا هل تودين القدوم؟".
وتقطعت أنفاسها لأن لهجته الودية جعلتها تشعر بالدهشة والأستغراب وقالت:
" أذا كنت تستطيع أن تنتظرني ريثما أرتدي ثيابي".
" بالطبع , ولكن أرتدي شيئا معقولا لأننا سنركب الخيل".

وبينما كانت ترتدي ثيابها كانت تحاول معالجة السبب في دعوة آدم , ربما أنه أدرك أن الأيام الطويلة التي تمضيها بمفردها لليأس والبحث عن صحبة سايمون أكثر فأكثر , ليس من المعقول أن آدم يبغض حبتها.

لم يتغير موقف آدم خلال الأشهر الخمسة من زواجهما ,ولم يتبدل شعوره بالنفور منها , كلاهما كانا مدركين على أنه بمجرد أنتهاء العمل في السد سيبدأ بأجراءات الطلاق.

ومهما كان سبب دعوة آدم , كانت ليزا تشعر بالتشوق والسرور لهذا اليوم المليء بالأحداث , فهناك ما هو مثير في حضور عملية أخلاء الحيوانات , الذي سمعت عنه ولم تره مطلقا.

لم ترغب أن تعترف لنفسها أن فكرة قضاء يوم مع آدم تعطيها سعادة بحد ذاتها.
وأستعدت بسرعة ونظرت بالمرآة وشعرت بالقناعة لأن بلوزتها الخضراء أظهرت لون عينيها الزمرديتين ولون وجهها وذراعيها البرونزي ولأول مرة خلال أسابيع أرادت أن تبدو جميلة ,وأعجبت ببنطال ركوب الخيل القصير الذي طلبه لها آدم بمجرد قدومها الى اللوفيلد حيث أنها بدت نحيلة فيه.

وسارا على ظهر الخيل جنبا الى جنب عبر الغابة , كان آدم يمتطي ستاليون الفرس الأسود الفخور التواق للركض ولكن لسبب ما قرر آدم أن يبقى الى جانب ليزا ممتطية النجمة البيضاء , وأعجبت بالطريقة التي كان يعامل بها الحصان وهي الطريقة نفسها التي كان يعامل فيها موظفيه والمرأة والحصان
السلطة التي تصعب مخالفتها ,وتذكرت أنها حاولت معارضته عدة مرات , ومن الطبيعي كانت الخاسرة كل مرة , وحدقت به ممتطيا ستاليون وفكرت بأن هناك شيئا مشتركا بين آدم وفرسه , المتعجرف والثقة برجولته.
منتديات ليلاس
وكان يتوقف بين الحين والآخر ليشرح لها بعض الأشياء فمثلا توقف ليشير الى شجرة ذات الفاكهة طويلة الشكل كالمقانق.
كان غريبا على آدم أن يحادثها في حين أنهما بمفردهما مما جعلها تتساءل عن السبب , ولكن متعتها بركوب الخيل عبر الغابة الى جانبه أنساها كل هذه الأسئلة وأستسلمت للمتعة , وكان قد بوشر بالعمل في الغابة وتوقف آدم على ظهر ستاليون وبالتالي توقفت ليزا الى جانبه على منحدر أعلى من موقع العمل مما سمح لهما برؤية ما يحدث بوضوح.

كانوا يحاولون تخلية قطيع من البقر الوحشي الذي كان يعيش في المنطقة , حيث يتم ترحيلهم الى المراعي الأخرى.
وكانت ليزا تراقب الرجال يمتطون ظهر أحد الأبقار الوحشية خلسة ,وفكرت ليزا أن الكود( البقر الوحشي) من أجمل حيوانات هذه الفصيلة فهو يتمتع بكبرياء لأحد لها وخاصة عندما رفع رأسه بقرونه المعكوفة ليأكل أوراق الأشجار , وحتى على المسافة البعيدة بدت عيناه الكبيرتان السوداوان اللامعتان بوضوح.

ولم يدر الحيوان ماذا كان يجري حوله حتى غرز السهم في جبينه ومن ثم أدار رأسه بزوغان وخر غائبا عن الوعي.

وشهقت ليزا بدون أرادتها , فقد بدا لها ذلك من القسوة بمكان أن يتعرض مثل هذا الحيوان الرائع لمثل هذه المعاملة , وأستدارت الى آدم الذي كان يراقبها , وخلت نظراته هذه المرة من السخرية , وأنما كان عوض عنها تعبير لم تعرف كنهه ,وقال معلقا برقة:
" يا له من منظر".
" لم أتوقع أن يكون العمل كذلك , فهذه قسوة".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-06-10, 06:44 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لا يا ليزا الحيوان لم يشعر بشيء , ربما سيشعر بشيء من الزوغان عندما يستعيد صوابه ولكن سيزول بسرعة".
" أنها عملية....".
وحاولت أيجاد كلمة مناسبة وتابعت:
" غير شريفة".

وأبتسم لها آدم بدفء أبتسامة لم تلمحها على وجهه منذ زمن بعيد ,وقال:
" أنه شعور الأنثى التي تقلق بشأن الكرامة في مثل هذا الموقف".

وأجابته لا لرغبتها بمعرفة الجواب وأنما لتطيل المحادثة التي لم تعتد عليها معه وقالت:
" هل تقصد أنك تقر مثل هذا العمل؟".
" سينتهي السد قريبا , وستغرق المنطقة بأسرها وأذا لم نجد مأوى بديل امين للحيوانات فأنها ستغرق".

وتركها آدم لفترة وكانت ليزا تراقبه ينزل المنحدر على ظهر ستاليون الواثق من خطواته ولما وصلت لسيارة الجيب قفز آدم من على ظهر جواده وربطه الى أحدى الأشجار وأنضم الى بقية الرجال الذين كانوا يخططون لأغراء بقية الأبقار.

كانت ليزا على مسافة بعيدة بحيث لم تسمع ما كانوا يتكلمون عنه ,ولكنها مما رأت شعرت أنهم يستمعون لأوامر آدم وبدون مناقشة ,وشعرت بسلطته المعنوية والجدية الميزتين اللتين جعلتاه القائد بالفطرة.

وبينما وقفت هي على ظهر النجمة البيضاء تراقب الرجال وهم يستعدون لتحذير بقية الحيوانات , فجأة شعرت باليأس , وهكذا أذن سينتهي السد عما قريب , وسيكون بأمكانها أن تترك الرجل الذي كرهها وتبدأ حياة جديدة
وفكرت لنفسها , يجب أن أكون سعيدة بذلك , فهذا ما كانت بأنتظاره , وبالتالي تلاشت سعادتها , التي شعرت بها في بداية اليوم , ولما عاد آدم كان عليها أن تجبر نفسها لتتظاهر بالسعادة التي كانت بادية على وجهها في الصباح.
منتديات ليلاس
وأقترحت قائلة:
" دعنا نعدو".
وشعرت أن السرعة ربما تبعد عن تفكيرها اليأس والأفكار المشوشة , وصرخ آدم محذرا أياها قائلا:
" أنتظري يا ليزا".

ولكن ليزا كانت قد أنطلقت بالنجمة البيضاء والهواء يلتطم بوجهها وتمر المناظر أمام عينيها بسرعة , كان آدم يصرخ ولكن كلماته ضاعت في الهواء
وأدركت ليزا بأنه كان يطلب منها بأن تبطىء ولكن رغبة قوية دفعتها للأستمرار بسرعة أكثر وأكثر, وفجأة غاصت أحدى حوافر النجمة البيضاء في حفرة وتعثرت وحاولت أن تسيطر على توازنها
ولكنها وقعت ووقعت ليزا معها , وأمتدت يدان قويتان لترفعاها من تحت الفرس , وشعرت بعينيه الدافئتين المهتمتين بقربها محاولا أبعاد قوائم الفرس التي ثبتتها على الأرض
وحاولت ليزا الجلوس ,وشعرت بآلام في صدرها حيث وقعت الفرس فوقها , ولكن أول ما تذكرت كان الفرس المرمية الى جانبها , التي حاولت تحريك قوائمها بدون فائدة
وكان يبدو أنها جريحة , ورجت ليزا الله ألا تكون جراحها سيئة , وأغرورقت عيناها الزمرديتان بالدموع.

نظرت الى آدم وحاولت الأقتراب من النجمة البيضاء التي منحتها الكثير من السعادة وتلمست جلدها وقالت:
" آدم , أنها جريحة....".
ولم يبد على وجهه أي تعبير بينما كان يتفحص الفرس وقال:
" يجب أن نطلب المساعدة".

فبعد أن أطمأن الآن على أن ليزا بخير كان مشغولا على النجمة البيضاء وتابع:
"لا يمكنا أن نطببها لوحدنا".
وأجابته منتحبة:
" نعم , آدم , أنا آسفة أنت حذرتني ولكنني لم أتوقف".

وكان آدم يتلمس الجواد بأصابعه الخبيرة ليعرف مدى عمق جروحها ,ولكنه رفع رأسه ونظر الى ليزا , وأزدادت خفقات قلبها عندما قابلت عيناها عينيه خشية ما سترى فيهما , ولكنها لم تقرأ الغضب الذي توقعته في عينيه , وقال آدم بهدوء:
"ليس هناك من وقت للأتهامات , ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة النجمة البيضاء".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-06-10, 06:50 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبعد أن جاء الطبيب البيطري وضمد جراح النجمة البيضاء وحاول أراحتها , جلست ليزا مع آدم في الأسطبل بجانب النجمة البيضاء المستلقية على كومة القش متنهدة من حين الى آخر.

وبالرغم من أن الطبيب أكد أنه ما من شيء يمكن فعله , ولكن آدم أصر على البقاء مع الفرس يتلمسها محاولا طمأنتها.
وبعد قليل أصبح الجو باردا وذهبت ليزا الى الشاليه لتجلب كنزة صوفية وعادت بالسندويشات وبعض الحساء
كان آدم مستندا الى الخشب حيث النجمة البيضاء مغمض العينين , وبدا عليه الشحوب والتعب ,وشعرت ليزا بالألم في صدرها.

وجلست بهدوء على القش ولكنه سمعها وفتح عينيه وأبتسم لها قائلا:
" ظننتك ذهبت الى النوم ".
" أحضرت لك شيئا لتأكل".
وصبت له بعض الحساء في الفنجان .
وتلمس وجنتيها ونظر في عينيها وقال:
"هذا لطف منك".
" ليس تماما".

وألتقطت نفسها المتقطع ونظرت اليه وتساءلت فيما لو قرأ كل شيء في عينيها وتابعت:
" أنها اعرف أنه ما من فائدة في الكلام , ولكن.... أنا آسفة من كل قلبي".
وأجابها بلطف أربكها قائلا:
" أنا أعرف ذلك , كلنا نتصرف أحيانا بسخف يا ليزا , ما من أحد منا كامل".
وسألته بتردد:
" أذن أنت لا تلومني لما حصل اليوم؟".

" ألوم نفسي فقط لأنني تزوجت شيطانة صغيرة جريئة".
فنظرت اليه بسرعة لتعرف ما هو تعبير وجه ووجدته مبتسما وكان يحاول أغاظتها ثم قال:
" دعينا نأخذ سندويش ثانية وبعض الحساء".

وكانت تشعر بمنتهى السعادة للجو الودي السائد بينهما.
وأمرها بعد أن أنتهيا من الطعام قائلا:
" أذهبي الى النوم".
وهزت برأسها نفيا وأجابت:
" سأذهب عندما تذهب أنت".
" أمرأة عنيدة".

ومد يده وشدها اليه , وضحك قائلا:
" أهدأي هنا , فأنا لن أؤذيك".
وأستسلمت ليزا لرغبة نفسها بأن تكون قريبة منه وبقيت صامتة وتابع آدم قائلا:
" ستكون هذه الليلة باردة وطويلة فعلى الأقل يجب أن ندفىء بعضنا بعضا".
منتديات ليلاس
وأسندت رأسها بأرتياح على صدره وفكرت ربما أن هذا كل ما يريده , وشعرت ببعض الحزن ولكن بالرغم من شعورها بالمرارة بقيت ساكنة في مكانها تسمع دقات قلبه الرتيبة , ستبقى ذكرى تلك الليلة في ذهنها هذه الليلة مع النجمة البيضاء في الأسطبل على القش مع رائحة التبن والحيوانات وضوء مصباح البارافين وقرب آدم منها طوال الليل
هذا شيء لن تنساه أبدا حتى بعد أن تترك اللوفيلد وتحصل على طلاقها , ستبقى تلك الذكرى معها حتى عندما تخرج الى العالم محاولة أيجاد طريق لنفسها.

يجب أن تتخذ العمل طريقا لها في الحياة فهي لن تتزوج ثانية فليس من العدل أن تتزوج أنسانا آخر كما تزوجت آدم , وهي تحب شخصا آخر , وليس من العدل أيضا لنفسها.

فهي أحبت آدم الآن وما كان شعورها أتجاه جوناس ألا مجرد أفتتان , وما تشعر به أتجاه آدم هو الحب , حب حقيقي , حب المرأة للرجل , ولكن المأساة أنها أدركت ذلك في وقت متأخر.

لأنه بالرغم من معاملة آدم الدافئة مؤخرا والخالية من التهكم ولكنه لم يحبها , فقد قتلت حبها وسيكرها دائما لأنها أستغلت الفرصة وأن كان هناك بعض التجانس بينهما الآن قائما ذلك عائد الى علاقتهما التي أقتربت من نهايتها.

ما هي ألا أسابيع قليلة , ويصبح السد جاهزا , وستغمر المياه الأراضي والغابات المفرغة من الحيوانات وستصبح الشاليهات مركزا للأصطياف.

وسيتجه آدم في طريقه الى مشروع آخر في أحدى بقاع البلاد وبلا شك سيصطحب تينا معه وستصبح تينا زوجته بعد أن يحصل على الطلاق.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-06-10, 06:53 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبقي الدفء الذي ساد في الأسطبل لعدة أيام وكان من الصعب على ليزا أن تميز آدم على أنه الشخص المتهكم المشمئز منها لفترة طويلة , في حين أنه الآن يتكلم أثناء الطعام يخبرها عن عمله أثناء النهار والمشاكل التي واجهتهم في العمل حتى في هذه المرحلة المتأخرة من تنفيذ المشروع.

وبينما كانا يتمشيان في المعسكر يتشاركان بعض النظرات شعرت ليزا بالألم لأنها تصورت ما معنى أن تكون متزوجة فعلا لآدم بكل عواطفه ومشاعره القديمة التي كان يظهرها لها في هذه الفترة ,وهذه اللحظات هي التي ستبقى معها في سنوات الوحدة القادمة.
منتديات ليلاس
وفكرت أحيانا بأخبار آدم بأن مشاعرها أتجاهه تغيرت ولكنه لم يذكر كلمة حب لها على الأطلاق , ومن جهة أخرى كانت علاقته ودية كما كانت دائما مع تينا , وكان ما زال يذهب بعض الأمسيات الى شقة تينا حيث تجلس ليزا تعاني من الغيرة , ولم يكن من شك عندها بأن آدم كان ينتظر الطلاق ليتزوج الفتاة التي ستكون زوجته فيما لو لم يقابل ليزا.
وفي تلك الظروف فما من شيء يمكن لليزا قوله أو فعله.

وكانت تحضر قالبا من الكاتو عندما قدمت ساندي التي وضعت بنتا جميلة وأحضرت لليزا رسالة ولم تنظر ليزا الى الرسالة حيث أن يديها ملوثة بالطحين , وأكتفت بتناول الرسالة بين قبضتيها ووضعتها على المنضدة , وكانت عادة تستلم رسائل من والديها , وستقرأ الرسالة عندما تنتهي من المطبخ.

ولما وضعت القالب في الفرن , صبت لنفسها كأسا من الليموناضة وذهبت الى غرفة الجلوس وشاهدت الرسالة التي نسيتها, في أيامها الأولى في المعسكر كانت تنتظر البريد بفارغ الصبر , فقد كانت وسيلتها الوحيدة للأتصال بالعالم الخارجي , ولكنها الآن مشغولة أكثر من قبل
فلم يعد يهمها غير آدم , وأجيانا كانت تتساءل ما قد تكون ردة فعل والديها لو عرفا الحقيقة , ما مدى ألمهما وتعاستهما فيما لو عرفا أن زواجها أنتهى.

وأمسكت بالرسالة وشهقت لمشاهدتها الكتابة وسقطت على أحد الكراسي حيث شعرت بضعف ساقيها على أن تحملانها , ولم تكن بحاجة لفتح الرسالة لتعرف أنها من جوناس.
وكان قد كتب لها:
" عزيزتي ليزا:
(أنا أعرف مدى دهشتك لأستلامك لرسالتي بعد هذه الأشهر الطويلة , لا أريد أن أدخل في تفاصيل مطولة , ولكن زواجي من ليندا قد أنتهى , ونحن نجري معاملات الطلاق لم يكن هناك فرصة لنا بالتفاهم أليس كذلك؟ ولكنني أقدمت على الزواج لأنك أغضبتني الى حد كبير .)

وشردت ليزا وهي تفكر يا ألهي جوناس لقد سببنا الكثير من الآلآم والمآسي بسبب حماقتنا , أردت أن تعلمني درسا ولكن كرامتي المجروحة لم تتقبل ذلك , كيف سنصلح أخطاءنا أتجاه الناس الذين أحبونا.

وتابعت الرسالة:
(وأذا سمحت لنفسي أن أقرأ بين السطور , فيبدو أن أمك تظن بأنك لست سعيدة .
عزيزتي ليزا , يا أحب الأحباء , عودي الي الآن قبل أن تتورطي بأطفال , أوقفي زواجك بطريقة ما ودعينا نعود سوية كما كان مكتوبا لنا دائما.
مع حبي وملايين القبلات جوناس.)
منتديات ليلاس
وبالرغم من أنها أوقعت الرسالة على الأرض لم تدرك كم من الوقت جلست على الكرسي شاردة الأفكار ,وقد أغرورقت عيناها بالدموع , كم تمنت لو تتلقى مثل هذه الرسالة عندما كانت تشعر بالتعاسة ,حلمت أحيانا بأن زواج جوناس لن
يستمر وأنه سيذكر حبه لها ولكن رسالته جاءت متأخرة , ومهما حصل الآن فلن يمكنها أن تحيا مع جوناس , ليس بعد أن عاشت مع آدم.

ورائحة الحريق أعادتها الى الواقع , وركضت الى المطبخ لتخرج قالب الكاتو المحروق من الفرن , وكانت تحاول نزعه من القالب عندما سمعت باب الشاليه يغلق آدم ويناديها:
" ليزا؟".
وأسرعت الى غرفة الجلوس مجيبة:
" آدم".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-06-10, 08:00 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقفز قلبها لرؤية آدم , كان يرتدي بلوزة قطنية بلون الكريم مما أظهر منكبيه العريضين وصدره الواسع , وبنطالا قصيرا كشف عن ساقيه القويتين.
وسألها مبتسما:
" هل هناك شيء يحترق؟".

وأجابته ليزا :
"قالب الكاتو , يجب أن أحضر غيره".
وأمسك ذقنها بيده ونظر في عينيها وقال:
" لأنني أعرف ما طعم الكاتو الذي تصنعينه أقول لك أنها فكرة جيدة ".

ومن ثم تابع:
" هل قضيت يوما جيدا؟".
" آ.... نعم , وأحمر وجهها ووقعت عيناها على الرسالة المرمية على الأرض , وبسرعة أبعدت نظرها عنها ولكن لم تكن السرعة كافية , فقد لاحظ آدم الأوراق المرمية .
" رسالة شيقة؟".
ولاحظ أحمرار وجهها وتساع تنفسها:
" آه.... لا شيء".

" يجب أن يكون هناك شيء سبب ردة فعلك هذه".
وأنحنى آدم ليلتقط الرسالة وحاولت ليزا أيقافه ولكنه أبعدها بذراعيه القويتين, وقال:
" أنا أمسك بسبب حرق الكاتو ".
كان يحاول أغاظتها بكلماته وقلبها يطرق بقوة بحيث صعب عليها التنفس.
" رسالة من حبيب ليزا".

وحاولت ليزا أخذ الورقة منه وقالت:
" لا , أعطني أياها يا آدم".
ولكنه أمسك برسغها بقوة وأبعدها .
وتنفست بعمق ولم تعد تتنفس بينما كان يقرأ الرسالة.
وعندما رفع نظره كانت تعبيراته باردة ولا تنم عن شيء.
وعلق برقة :
" حسنا , أليس هذا رائعا؟".
وأجابته ليزا وقلبها يخفق بشدة وشعرت بآلام في معدتها وقالت:
" أنها ليست كما تبدو ".

وأمسكت بالطاولة لأنها شعرت بضعف في ساقيها .
" ربما لا , (وهز كتفيه بلا مبالاة ) ربما لم تقترحي على جوناس أن ينهي زواجه في الوقت نفسه الذي أقترب فيه زواجك على نهايته... ربما ...".

وقاطعته بحدة وهي ترتجف برغم الحر وقالت:
" أنا لم أكتب له مطلقا , ألا يمكنك أن تستنتج ذلك من الطريقة التي صيغت بها الرسالة؟".
ورفع حاجبه وأجابها :
" ربما أن جوناس ذكي بشكل كتب رسالته بحيث أنني لو شاهدت الرسالة لن أشك فيك , ولكن سأقبل الشك بهذه النقطة".

وأجابته بتهكم ضعيف:
" هذا جيد منك , وأذا أفترضت أنني بريئة أين يقع خطأي؟".
" في الطريقة التي كتبت فيها لوالديك , لا شك أنك عنيت أن يقرأ ما بين السطور".
وهزت رأسها ثانية وقالت:
" هذا ليس صحيحا".
منتديات ليلاس
ونظر اليها للحظة طويلة يتفحصها جزءا جزءا ولم تعد تبدو تلك النظرة الدافئة في عينيه التي كانت منذ دقائق قليلة.
وقال ببرود:
" لن أحاول أن أناقشك يا ليزا , في الواقع أن الأمر لا يستحق ذلك".
وسألته بنفس متقطع:
"وماذا تعني؟".

لا بد أن الذكريات التي شاركها أياها مؤخرا , لها بعض المعنى , ولكن تعابير وجهه لم تنم عن ذلك , وقال:
" الموضوع بأكمله لا يعني شيئ فيما أذا كنت تتبادلين الرسائل الحميمة مع حبيبك أو لا , أو الى أي مدى حاولت لأنهاء زواجه".
وتوقفت قبل أن يتابع مؤكدا :
" هذا كله لا يهمني بشيء على الأطلاق".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
adam's bride, مكتبة زهران, الكذبة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومانسية عالمية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روزميري كارتر, rosemary carter
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 08-06-15 12:41 PM
Untitled document This thread Refback 13-11-14 09:43 PM
Untitled document This thread Refback 21-09-14 04:39 AM
Untitled document This thread Refback 03-08-14 11:13 AM


الساعة الآن 04:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية