كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" لا يا ليزا الحيوان لم يشعر بشيء , ربما سيشعر بشيء من الزوغان عندما يستعيد صوابه ولكن سيزول بسرعة".
" أنها عملية....".
وحاولت أيجاد كلمة مناسبة وتابعت:
" غير شريفة".
وأبتسم لها آدم بدفء أبتسامة لم تلمحها على وجهه منذ زمن بعيد ,وقال:
" أنه شعور الأنثى التي تقلق بشأن الكرامة في مثل هذا الموقف".
وأجابته لا لرغبتها بمعرفة الجواب وأنما لتطيل المحادثة التي لم تعتد عليها معه وقالت:
" هل تقصد أنك تقر مثل هذا العمل؟".
" سينتهي السد قريبا , وستغرق المنطقة بأسرها وأذا لم نجد مأوى بديل امين للحيوانات فأنها ستغرق".
وتركها آدم لفترة وكانت ليزا تراقبه ينزل المنحدر على ظهر ستاليون الواثق من خطواته ولما وصلت لسيارة الجيب قفز آدم من على ظهر جواده وربطه الى أحدى الأشجار وأنضم الى بقية الرجال الذين كانوا يخططون لأغراء بقية الأبقار.
كانت ليزا على مسافة بعيدة بحيث لم تسمع ما كانوا يتكلمون عنه ,ولكنها مما رأت شعرت أنهم يستمعون لأوامر آدم وبدون مناقشة ,وشعرت بسلطته المعنوية والجدية الميزتين اللتين جعلتاه القائد بالفطرة.
وبينما وقفت هي على ظهر النجمة البيضاء تراقب الرجال وهم يستعدون لتحذير بقية الحيوانات , فجأة شعرت باليأس , وهكذا أذن سينتهي السد عما قريب , وسيكون بأمكانها أن تترك الرجل الذي كرهها وتبدأ حياة جديدة
وفكرت لنفسها , يجب أن أكون سعيدة بذلك , فهذا ما كانت بأنتظاره , وبالتالي تلاشت سعادتها , التي شعرت بها في بداية اليوم , ولما عاد آدم كان عليها أن تجبر نفسها لتتظاهر بالسعادة التي كانت بادية على وجهها في الصباح.
منتديات ليلاس
وأقترحت قائلة:
" دعنا نعدو".
وشعرت أن السرعة ربما تبعد عن تفكيرها اليأس والأفكار المشوشة , وصرخ آدم محذرا أياها قائلا:
" أنتظري يا ليزا".
ولكن ليزا كانت قد أنطلقت بالنجمة البيضاء والهواء يلتطم بوجهها وتمر المناظر أمام عينيها بسرعة , كان آدم يصرخ ولكن كلماته ضاعت في الهواء
وأدركت ليزا بأنه كان يطلب منها بأن تبطىء ولكن رغبة قوية دفعتها للأستمرار بسرعة أكثر وأكثر, وفجأة غاصت أحدى حوافر النجمة البيضاء في حفرة وتعثرت وحاولت أن تسيطر على توازنها
ولكنها وقعت ووقعت ليزا معها , وأمتدت يدان قويتان لترفعاها من تحت الفرس , وشعرت بعينيه الدافئتين المهتمتين بقربها محاولا أبعاد قوائم الفرس التي ثبتتها على الأرض
وحاولت ليزا الجلوس ,وشعرت بآلام في صدرها حيث وقعت الفرس فوقها , ولكن أول ما تذكرت كان الفرس المرمية الى جانبها , التي حاولت تحريك قوائمها بدون فائدة
وكان يبدو أنها جريحة , ورجت ليزا الله ألا تكون جراحها سيئة , وأغرورقت عيناها الزمرديتان بالدموع.
نظرت الى آدم وحاولت الأقتراب من النجمة البيضاء التي منحتها الكثير من السعادة وتلمست جلدها وقالت:
" آدم , أنها جريحة....".
ولم يبد على وجهه أي تعبير بينما كان يتفحص الفرس وقال:
" يجب أن نطلب المساعدة".
فبعد أن أطمأن الآن على أن ليزا بخير كان مشغولا على النجمة البيضاء وتابع:
"لا يمكنا أن نطببها لوحدنا".
وأجابته منتحبة:
" نعم , آدم , أنا آسفة أنت حذرتني ولكنني لم أتوقف".
وكان آدم يتلمس الجواد بأصابعه الخبيرة ليعرف مدى عمق جروحها ,ولكنه رفع رأسه ونظر الى ليزا , وأزدادت خفقات قلبها عندما قابلت عيناها عينيه خشية ما سترى فيهما , ولكنها لم تقرأ الغضب الذي توقعته في عينيه , وقال آدم بهدوء:
"ليس هناك من وقت للأتهامات , ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة النجمة البيضاء".
|