كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ونهضت ليزا وباشرت بتنظيف المائدة وأجابته بكبرياء قائلة:
" أظن أنني أعرف كيف أتصرف".
وكانت ما تزال تنظف الصحون عندما قدمت تينا ,ولما عادت الى غرفة الجلوس وجدت تينا الجميلة تجلس بقرب آدم الى مائدة الطعام , وكلاهما منحنيان يعملان بكتب المحاسبة , ولكن كادت رؤوسهما أن تتلاصق.
وقفت ليزا بالباب محدقة بهما وهي تشعر بثقل في صدرها , أما بسبب الجو أو بسبب شجارها مع آدم , وكأن تينا قد أدركت فجأة وجود ليزا معه رفعت رأسها وألتقت عيناهما للحظة طويلة خالية من أي ود.
وبادرتها ليزا بالتحية قائلة:
" أهلا تينا".
وأجبرت نفسها على أبتسامة وتابعت:
" يسعدني رؤيتك هنا".
" شكرا , بالتأكيد أنه غير لقاءاتنا في غرفتي".
وأكدت على كلمة غرفتي بخبث.
وبدا السرور على آدم وهو يراقب ما يحدث.
ورفعت ليزا ذقنها وهي تفكر بأنه لو فكرا بأنزعاجها فلن تسمح لهما بأن يشعرا بالضيق الذي تسببه لها علاقتهما الودية.
وقالت ببرود:
" تمتعا بأمسيتكما".
وأقتربت تينا من آدم وكأنها بحاجة لتقترب منه لترى كتب المحاسبة وأجابت:
"بالتأكيد سنستمتع بأمسيتنا".
ولم يحاول آدم أن يتجنب لمسة يدها وهذا ما لاحظته ليزا ,وعلى العكس بدا لها أنه سعيد بذلك , وتناولت ليزا أحدى المجلات تقرأ , وحاولت التظاهر بأنها غير مهتمة وطبيعية , ولكنها في الحقيقة كانت تشعر بتشنجات في أعضائها الداخلية بشكل مؤلم.
وبدأ الهواء يهب بشكل قوي عندما نهضت تينا بنية المغادرة ,وبدأت تسمع صوت الأشجار تتحرك بسبب الهواء القوي وشعرت بالبؤس عندما ذكر آدم أنه سيرافق تينا في طريقها الى بيتها , تينا قادرة على أن تمشي لوحدها هذه المسافة القصيرة ولكنه كان من المستحيل أن تحتج.
ومضى وقت طويل قبل أن يعود آدم , حيث تمددت على سريرها عندما سمعته يفتح باب الشاليه , ولاحظت أن شعره وقميصه مبللان بالمطر , ولم يحدثها بينما كان يستعد للنوم ,وبدل آدم ثيابه مما نبه ليزا الى جاذبيته القوية التي لم تعتد عليها برغم مضي كل هذه الفترة , وحولت نظرها لتتفحص منظر المطر من خلال النافذة.
منتديات ليلاس
وقال لها آدم , تصبحي على خير بجفاء , وأطفأ النور وأستلقى في السرير , وبسبب التوتر خلال تلك الأمسية , أستلقت ليزا غير قادرة على النوم , يضاف الى ذلك شعورها بالخوف من العاصفة , هددتهم العاصفة لعدة ساعات وهي قد بدأت هجومها الأستوائي , وكان آدم قد عاد في الوقت المناسب حيث أن الأمطار أصبحت غزيرة بشكل لا يصدق , تهطل كالسيل مترافقة بالبرق الذي يلمع في النوافذ , وها هو مرعب أكثر من ذلك الرعد الذي يدوي صداه في الوديان والجبال في سلسلة من الأصوات اللامتناهية , ولم يسبق لليزا رؤية شيء كهذا.
وشدت على قبضتها , وأنتظرت في أي لحظة أن يصيب البرق الشاليه , وأقتربت العاصفة أكثر ولمع ضوء برتقالي في النافذة وتفجر الرعد بعدة أصوات مسببة للصمم.
وصرخت ليزا وأقتربت من دون شعور من آدم , وعانقها بشدة اليه مطمئنا أياها , في حين أن غضب العاصفة أزداد تأججا وفجأة تذكرت تينا وكيف سمح لها آدم بمغازلته بوجود ليزا , وكيف أنه غاب لفترة طويلة عندما ذهب ليوصلها الى بيتها , وشعرت فجأة بالضيق منه
يجب ألا تنخدع به في حين أنه ينظراليها على أنها ليست أكثر من دمية , ويتسلى بالسيطرة على مشاعر فتاتين في وقت واحد في ليلة واحدة , وبالتالي دفعته عنها بقبضتها .
|