وشعرت بتنهداته بعد دقيقة بدت لها ساعة طويلة , وأبعدها عن الصخور قائلا:
" تعالي".
وتبعته ليزا .
وجه جون سؤاله الى ليزا :
" ماذا كان أنطباعك؟".
وحاولت أن تجيبه بهدوء ليتناسب مع ردة فعل آدم , وفي نفسها رغبة قوية بأن تصفع يده التي يتلمس شعرها بها , وقال :
"شيق جدا ".
" يجب أن تذهبي الى هناك صباحا عندما يكون الرجال يعملون , عندها ستجدين ما يشوقك , وأستدار الى آدم وقال:
" حسنا يا رجل , وهل وجدت كثيرا من التغييرات ؟".
منتديات ليلاس
وكان آدم ما زال يتلمس شعر ليزا , وأجاب:
" هنا وهناك , ولكن أود أن أرى تقريرا كاملا يا جون".
وأجابه جون:
" تينا عندها تقرير مطبوع".
ولاحظت ليزا أحمرار وجهه عندما ذكر تينا , ونظر اليها وليغطي خطأه أستمر في الكلام قائلا:
"ربما سيمكننا أن نتحدث في المساء , هناك بعض المشاكل , فمثلا يجب أن تفكر بموضوع أخلاء الحيوانات".
وسألت ليزا بأهتمام:
" حيوانات برية ؟".
وشرح لها آدم قائلا:
" نحن قريبون جدا من حديقة كروجر الوطنية".
كان يبتسم وتعبيراته خالية من أي تهكم , وسألته:
" هل هناك أية أسود؟".
" أستبعد ذلك , طبعا نسمع أحيانا عن بقرة قتلها أسد , ولكن لم نسمع بذلك منذ زمن طويل".
وأبتسم متابعا:
" لا ترتعبي يا عزيزتي , لا يوجد شيء من المنطقة".
وقال جون:
" لا , , يجب أن نخليها من المنطقة قبل أن تغرقها المياه".
وأقترح جون على ليزا:
" هذا شيء يمكن أن تودي رؤيته يوما ما".
وأجابت حتى قبل أن يوميء لها آدم بالأيجاب قائلة:
" بالطبع أود رؤية ذلك, فهذا شيء يستحق الرؤية لدى أخلاء الحيوانات لبحيرة من صنع الأنسان".
وسأل آدم :
" وهل ما زال بلاندفورد هنا؟ لم أره اليوم"
" آه , ما زال هنا , ولكنه ذهب الى غراسكوب اليوم".
وتضيقت شفتا آدم عندما قال:
"يا للأسف".
وضحك جون قائلا:
" أنه شاب كسول أحمق , قال أنه يحاول تجميع الآراء , ولكنني أعتقد أنه يضيع الوقت بلا فائدة ,وكان الله في عون نجاح المشروع الذي يتكلم عنه".
" حسنا , سأراكم في الأحتفال الليلة".
وتساءلت ليزا عمن يكون الشاب بلاندفورد , ولماذا بدا على آدم أنه لم يعجبه ,وسألها آدم:
" هل تستطيعين ركوب الحصان؟".
وفوجئت بالسؤال ونظرت اليه وأجابته:
"بعض الشيء ".
" حسنا, سنذهب الى الأسطبل , وسأختار حصانا لك".
وأرتبكت لنظراته وتابع هو قائلا:
" سأذهب أحيانا لركوب الخيل وأود أن تأتي معي , وأعتقد أنه بأمكانك ذلك؟".
وأجابته بمرح:
"بالطبع, وهل هذا جزء من التمثيلية ؟".
فأومأ برأسه , وكانت لهجته حيادية ولا مبالية عندما قال:
" وماذا غير ذلك؟".
فقالت له ليزا:
" لا تهتم بلغتي المنقمة , نعم يا آدم سأركب الخيل معك".
وقادها آدم الى الأسطبل , وكان آدم قد ألتقط بعض الجزر قبل أن يدخل , وأخذت ليزا واحدة منه ,وقدمتها الى الفرس التي ألتقطتها ومضغتها وهي تراقب ليزا بعينين ممتنتين.
منتديات ليلاس
لقد أنتهى العمل اليوم في موقع السد وبقي بعض العمال في تلك الأرض التي تنتظر أغراقها بالمياه , وقدموا لتحية آدم , وسرورهم الطبيعي بقدومه أكد لها أنه قائد بالفطرة , ولم يكن بحاجة للقسوة معهم , وقد بدا واضحا أن رجاله يحبونه ويحترمونه ومستعدون لأطاعة أوامره لأنها عاقلة وعادلة , وليزا العروس التي دفعته للزواج هي الوحيدة التي كان عليها أن تعاني من قسوته.
وسألت ليزا:
" هل هناك الكثير من العمل ليتم أنجازه؟".
كان معظم العمال قد غادروا مركز العمل وأنهى آدم جولته للأطلاع على العمل الذي تم أنجازه أثناء غيابه ,وبدأ برحلة العودة الى المعسكر , وقد بدأ يغيب ضوء النهار , وأجابها آدم:
" ستة أشهر , أذا سار العمل وقفا للجدول ,وأكثر من ذلك أذا كان هناك أي تعطيل".
وأجابته ليزا لأنزعاجها من تهكمه قائلة:
" كان مجرد سؤال , وأذا كنت تفضل ألا أتكلم أخبرني فقط , فأنا لا يزعجني فيما لو لم نتحادث".
وأجابها بسخرية :
" يا للأسف , أن الأمور لم تسر بشكل مختلف فنحن متوازيين بعدة أمور".
وعضت على شفتيها , فأذا لم ارغب أن تكون هي الخاسرة دوما في محادثتها مع آدم , يجب أن تعرف كيف تتصرف مع تعليقاته المتهكمة.
وسار لفترة بصمت , وأنزعاجها منعها من أن تتمتع بالمنظر العام
وفجأة وضع ذراعه حولها وطبع قبلة على شعرها , فحدقت به متسائلة عن سبب التغيير وأذا بها تدرك أنهما قد عادا الى المعسكر.
وحاولت أن تخفي عن آدم خيبة أملها عندما أدركت سبب تصرفه , وتقدم جون منهما ,وبادرهما بالتحية وأبتسامة مخلصة :
" أهلا بالأحبة".
وأدركت ليزا أنه زوج ساندي , وبدا عليه أنه مخدوع كليا بتمثيليتهما , وسألهما:
" هل ذهبتما في نزهة؟".
وكان آدم ما يزال يحيط بخصرها بذراعه وأجاب:
" أصطحبت ليزا الى موقع السد".
وبدأ يتلمس شعرها معبرا عن الحب .
نسيت ليزا كل المرارة عندما بدأت تتلمس ظهر الحيوان وسألت :
" ما أسمها؟".
" النجمة البيضاء ".
وضحكت ليزا بنعومة وهي تنظر الى نجمة الشعر البيضاء بين عيني الفرس وقالت:
" يا له من أسم خال من الخيال , أنها جميلة يا آدم , أنا قلت بأنني سأخرج معك لركوب الخيل , ولكن هل من الممكن أن أخرج لوحدي أيضا أحيانا".
وتردد في جوابه ونظر في وجهها ووجنتيها المحمرتين وعيناها الزمرديتين وقال:
" أذا وعدت بعدم الأبتعاد كثيرا".
فأجابته مدافعة :
" أنت قلت بأنه لا يوجد أسود".
ولم تستطع أن تحدد معنى التعبير في عينيه عندما قال:
" ولكن ربما كان هناك أخطار أخرى".
منتديات ليلاس
فأجابته بسرعة :
" أذا حصل لي مكروه تكون قد تخلصت مني ".
ومما سبب خيبة الأمل كان جوابه قائلا:
" أفضل أن أنهي زواجنا بالطريقة القانونية في محكمة الطلاق".
وتطلعت اليه ليزا قائلة:
" أنك تتلذذ بأن تكون بغيضا ؟ ولا يهمك أنني أكرهك ؟ أي نوع أنت يا آدم؟".
وأكد لها بهدوء وأخذ بيدها وخرج من الأسطبل حتى لا يفسح المجال للجواب قائلا:
" أنسان عادي".
وتبعته بدون أحتجاج مأخوذة بكلامه , وكان حديثهما خفيا , وهل كانت تتخيل ما لم يعنيه آدم؟
نهاية الفصل السادس