كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
2-الصائد...في المصيدة
اختفت هيني عن الانظار قبل ان يحرر ماكس ماكنزي سالي من قبضته .. وقالت لنفسها : هذه هي النهايةانها نهاية اقصر تعارف مثير اختبرته فى حياتها . قالت :
- شكرا سيد ماكنزي .
وحملت حقيبتها الصغيرة على كتفها ونظرت حولها دون هدف , ولو بشئ من الشوق علها ترى حقيبتها الاخرى الضائعة . اشار برأسه .
- تعالى نعود الى طاولتناإنها لا تزال فارغة باعجوبة
نظرت الى ساعتها :
- لكن , يجب علي حقا أن ...
تريد ان تجد هاتفاوسعت عيناها إلى أقرب لوحة متلفزة تعرض معلومات عن الإقلاع . وفهم ماكس ماكنزي نظرتها فعلق
متشدقا :
- انهم يذيعون التفاصيل فى المذياع آنسة ديرلوف هل انت واثقة انك ستكونين بأمان وحدك فى مطار من هذا الحجم ؟ من أي كوكب قفزت الى هنا وبلغت سن ... منتصف العشرينات صحيح ؟
هزت رأسها موافقة فاكمل :
- دون أن يكون لك خبرة فى السفر جوا ؟
ابتسمت سالي وقالت :
- مخطئ .. لقد سافرت جوا الى هولندا مرة .. مع والدي
واغمضت عينيها كم كانوا ثلاثتهم سعداء فى تلك الايام , قبل مرض والدها .
- كي نتفرج على زهور "التوليب" فى اوج ازدهارهااذكر الوانها المذهلة , وجمال كل شئ
تابع كلامه بابتسامة :
- كنت طفلة ! لقد تغير الطيران منذ ذلك الوقت .
قاداها ليعودا الى طاولتهما , وهو يكمل:
_ ولكن ما الذى يدفع طائرا مثلك الى ترك عشه والطيران الى المجهول ؟ "
ردت بصراحة وهي تجلس مترددة :
- العش هو الذي تركني سيد ماكنزي .
بدا ان لهجتها فاجأته وكلماتها أثارت فضوله اخذ يكتشف انها , بالرغم من دهشتها بما حولها , ناضجة الى حد كبير .
اخذت تفتش خلسة فى اللوحات تبحث عن كلمة "هاتف".. لابد من وجود وسيلة .. ووجدتها !
- ارجو ان تعذرني سيد ماكنزي ..
وفهم !
- تفضلي وإذا اعلنوا عن غرض ضائع سأسمعهم .
اندست سالي في غرفة الهاتف الصغيرة , وطلبت الرقم ثم انتظرت وهي تنقر أصابعها :
- سيد وينترتون ؟ لو قلت لك إننى فى مطار "هيثرو" في طريقي الى "نيوزيلندة" وإننى أقتفي أثر "صلب العود" "الطويل العريض والوسيم " وتعرف من , فهل ستعطيني الوظيفة فى ستار وجورنال ؟
بدا ان ديريك وينترتون قد فقد أنفاسه:
- أخبريني المزيد .
اطاعته سالي , واخبرته بالتفاصيل مع إغفالها ما حدث مع هيني كورزون , و "خطوبتها " المؤقتة .
منتديات ليلاس
- أستطيع ان ارسل لك تقارير منتظمة اخبارا وشائعات عن تصرفه مع النساء , وما إذا كان يحب واحدة بعينها .. رأيه عن الكتاب .. والنقاد ..
ثم أنهت بشوق :
- حسن جداهل حصلت على الوظيفة ؟
الصمت الطويل أقلقها .. اخيرا قال بلهجة من هو واسع الاطلاع :
- ما هي وجهة سفر الرجل ؟
احست سالي بالحرج واضطرت الى الاعتراف بأن هذه نقطة خافية عليها .
- لست ادري . لكن ..
انفجر صوته فى أذنها :
- كيف بحق الله إذن ستقتفين اثره إذا كان مسافرا شرقا او غربا وانت تتجهين جنوبا ؟
لو قالت له ان هذه هي مغامرتها الاولي فى عالم المجهول فسيكون تعليقه دون شك محطما لجدار الصوت سمعته يتنهد عبر الهاتف :
- أسف سالي .. محاولة جيدة . اتمنى لك حظا افضل فى المرة القادمة . واصنعي معي معروفا . لا تتصلي بي,سأتصل بك . هل فهمت ؟
وفهمت سالي جيدا وعادت ادراجها الى الطاولة حيث يجلس ماكس ماكنزي
وقف احتراما لها وهو يمسك لها الكرسي قد يكون قاسي العود , لكنه ينال علامة جيدة فى حسن السلوك .
نظر اليها متفرسا .. وسأل:
- هل من مشكلة ؟
لقد لاحظ تغييرا فيها !ويجب ان تضلله تمكنت من ان تبتسم , وردت :
- متعبة قليلا .. وقلقة ..
|