لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-10, 10:20 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8 – العنيد المسيطر


وعندما تسلقت السيارة الجبل خيل إلي كاترين إنها دخلت إلي دنيا ثانية راقت لها كثيرا . فالشمس لساطعة الحارة و الجبال المكسوة بالأشجار و المناظر الساطعة الحارة و الجبال الصخرية المكسوة بالأشجار و المناظر الساحرة حركت أحاسيسها و جعلتها تشعر بسعادة غامرة .
وكان جزء من الطريق محاطا بسور من الحجارة البيضاء المائلة إلي الصفرة وهي حجارة الجبل نفسه تكسوها النباتات الخضراء المورقة هنا و هناك ، و الأرض الحجرية جافة أثارت سحبا من الغبار الأبيض كلما لفت السيارة في المنحنيات علي حين غرة . وكان الجو يزداد برودة كلما تسلقت الجبل فأغمضت عينيها تتمتع بالنسيم المنعش يخفف الحرارة عم جبتهما و صدق ستيفان عندما قال انه سوف يجد الجبل أكثر برودة من المدينة .
منتديات ليلاس
وكانت الفيلا التي يقصدانها واقعة علي جانب التل تعلوها الصخور الملوحة بالشمس و تحطيه أشجار البرتقال و الليمون و أشجار السرو بألوان الخضرة المتباينة .
أما بناء الفيلا نفسها فأبيض اللون علي مستويات متدرجة ، سقفها مسطح و نوافذها مفتوحة كلها للهواء و الشمس . وبدت جميلة مع مسحة خيالية في الأشعة الساطعة البيضاء .
ومن العجب إن يكون صاحبها إنكليزيا يدعي أليك ماين . دهشت كاترين عندما حيا ستيفان تحية تدل علي أنهما مرتبطان بصداقة قديمة متينة . ونظر ماين إلي كاترين نظرة إعجاب و تعجب عندما قدمها ستيفان له فقال :
مس غرانجر ؟ هل لك صلة قارية بجورج غرانجر ؟ وردت كاترين :- انه والدي .
ونظرت إلي ستيفان وهي تقول ذلك رغم إنها تعرف سببا لذلك فرد أليك يقول :- قابلته مرتين عندما كان بصحبة ..
وبان علي وجهه الودود الباش شيء من الحرج فالتفت إلي ستيفان قال :- أسف يا صديقي إنني ..
فرد عليه ستيفان يغير الحديث بلباقة و يقول بهدوء :
أتيت هنا لأرى المهرين الذين كلمتك عنهما .
لا شك أن الذي كان يصحبه والداها في المناسبات التي ذكرها أليك ماين هي هيلين ميدوبوليس و ربما كان ستيفان يعتقد إن لا علم لكاترين بهذه القصة مطلقا و تساءلت هل سيخبرها بها معد مغادرة الفيلا ؟ وماذا سيقول ؟ لو عرف أن نيكولاس أطلعها علي هذه العلاقة من قبل .
قال ماين وهو يسلك الطريق خلف الفيلا و ينظر إلي كاترين تسير بينه و بين ستيفان .
نعم بكل تأكيد .
ثم قال موجها سؤاله إلي كاترين :- هل ستطول إقامتك في اليونان يا آنسة غرانجر ؟
وجدت كاترين إن هذا السؤال صعب الرد عليه وهي تنظر إلي ستيفان تلقائيا قبل أن تجيب :
لست متأكدة تماما من ذلك لست متأكدة في الواقع .
ثم حاولت أن تقضي علي ترددها و تفسر معني كلامها لولا تدخل ستيفان الذي قال بهدوء :
كاترين مقيمة هنا مع أخويها بعدما أصبحت أنا وصيا عليهما منذ وفاة والديهما .
ودهش الرجل بشدة لذلك .. و شعرت كاترين بنبضها يسرع عندما قبض ستيفان بشدة علي ذراعها و قربها منه ، كأنها أصبحت ملكا له ، وشعرت من كلامه إنها هي الاخري أصبحت تحت وصيته و تساءلت ترى هل أدرك أن أسلوبه في الكلام قد أوحى بذلك فردت بحسم قائلة :- ولكنك ست وصيا علي أنا ...
وقبضت أصابعه علي ذراعها بشدة و شعرت بالألم وهو يضغط عليها و كأنه يعاقبها علي تصحيحها كلامه ثم قال :
لم أجد عبارة س.استعملها أحسن مما قلت يا صغيرتي . ماهي الكلمات الاخري التي أستطيع أن استعملها ؟ .
ورقت عيناه وهو يتحداها و تناسي وجود أليك ماين الذي راح ينظر اليهما بدهشة بالغة ، وبدا ستيفان أراد أن يوهم صديقه إن له سلطة علي كاترين الذي جعل كاترين تثور و فكرت ... تلك الأصابع القوية التي تقبض علي ذراعها ... و مخاطبته لها يا صغيرتي ... كان ذلك أثار روح الاستقلال فيها بطريقة آلية و قالت له :
يمكنك القول إني ضيفة .
ونظرت إليه بعينيها الخضرواين كأنها تتحداه أن يتقي ذلك ثم هز ستيفان كتفيه العريضين و قال بهدوء :
- استعملي أيا عبارة يا كاترين و لكنها لن تغير من الموقف شيئا .
في بلد يكثر فيه وجود البغال و الحمير اسعد كاترين وجود في الحظيرة وراء الفيلا . وراق منظر الجياد لكاترين و جعلها تصيح فرحا وتنسي خلافاتهما مع ستيفان . ذلك أن منظر الجياد ذكرها بوطنها فشعرت بالحنين بالغ وسمعت أليك يقول وهو يشعر بأحاسيسها أكثر من ستيفان نفسه :
العائلات الإنكليزية تطلب هنا الجياد لأولادها و يدهني إن الجياد تتأقلم هنا بسرعة و تعيش فيها كما يعيش البط في الماء .
فردت كاترين تقول برقة :- إنها جميلة – تبدو إنكليزية .
فابتسم أليك وهو يقول :
إنها من ويلز ولكني افهم شعورك فهي كالتي تعودنا رؤيتها أيام الآحاد يمتطيها الأطفال و يتجولون في الطرقات و القرى أو يدورون بها حول الحقول .
كأن ستيفان ساء أن يتشارك كل من أليك ماين و كاترين في لحظة حنين إلي الوطن ، ضغط بشدة علي ذراعها و برقت عيناه و قطب حاجبيه و قال لأليك :
والآن نرجع إلي عملية الشراء و أحب أن اذهب لرؤية الجياد
بكل تأكيد . وبدت الدهشة و الارتباك علي وجه كاترين لهذه المقاطعة فادهما مضيفهما إلي حيث توجد الخيل فدخل ستيفان وحده و أغلق الباب وراءه تاركا كاترين قائلا :
لن أغيب طويلا و يحسن بك أن تنتظري هنا .
ونظر إليها بعينيه السوداويين النفاذتين و استطرد قائلا ":
و الحنين إلي الوطن شعور سخيف تافه .
لم تجد الوقت الكافي للاحتجاج لكن عندما رأته يخطو بسرعة الي حيث وقفت الجياد تملكها شعور قوي انه يشعر بالغيرة من أليك ماين بسبب تلك اللحظات القصيرة التي تشاركا فيها الحنين إلي الوطن ، وأدهشها ذلك الخاطر فلم تفعل شيئا سوى أن تراقبه وهي متكئة علي السور الذي يحيط بالجياد و عينيها تبرقان كقطع الأحجار الكريمة .
ومر يومان قبل ان يتمكن نيكولاس من التحدث اليها علي انفراد و شعرت كاترين ان لديه اسلئة كثيرة يود معرفة اجوبتها ، وذلك عندما كان ينظر اليها بعينيه السوادوين او عندما تفاجئه وهو ينظر اليها اثناء تناول الطعام .
كانت كاترين قد انشغلت يومين بالطفلين المهرين اليهما و تحمس الطفلان للركوب و كانا يودا لو ركبا المهرين طوال ساعات النهار كلها . حتي ان ستيفان امر بفترة راحة وسط النهار اشفاقا علي المهرين و ليس اشفاقا علي نفسه او علي كاترين .
وتولي ستيفان سحب مهر اليكس من لجامه و ساعدت كاترين في تعليم بول وهو يحاول جاهدا اطاعة تعليمات خاله الذي كان من رأيه ان يتعلم الطفلان اصول الركوب ولا يتمسكان بالقشور فقط وتمتع الولدان بدروس ركوب الخيل كما تمتعت كاترين .
ومن الغيب ان اليكس اثبت انه احسن الولدين و ذلك لصبره و هدوئه وميله الي التعلم ليس لمجرد التظاهر كما هو الحال مع بول و لذلك اعجب بخاله بتقدمه ولاحظت كاترين بعد يومين من صحبتهما ان هناك شبها كبيرا بين اليكس و ستيفان مما اعجبها كثيرا .
وفي احدى الامسيات بعد رحلة ستيفان و كاترين الي قبرص جاءت اثينا ووالدها الي العشاء وفي مساء اليوم التالي تحدث ستيفان ووالدته مع كاترين عن تركيا وعن حياة السيدة ميدوبوليس في اليونان .
ووجدت كاترين الحديث شيقا فلم تلاحظ تأفف نيكولاس من الوضع وكانت كاترين قد تصرفت بحكمة فلم تثر مسألة الاسهم ثانية او سوء فهم هذه المسألة , وفي الوقت نفسه لاحظت مرة من تصرف ستيفان انه يتوقع منها ذلك .
وفي الامسية الثالثة ثال نيكولاس لها شاكيا :
- لم استطيع الانفراد بك حتي الآن .
وكانت كاترين قد خرجت الي الحديقة بعد العشاء و تبعها نيكولاس قائلا :
- ستيفان يكاد يترك اعماله حتي يظل في صحبتك .
و اعترفت بقولها :
- كنت اساعده في دروس الركوب مع الطفلين .
ثم سألت نفسها هل رتب سيتفان ذلك حتي يبعدها عن نيكولاس و تذكرت ما قاله ستيفان لها عند تناول الطعام بأنه سيدخل ليبعد نيكولاس عنها ، عندما اعترفت له انه لا تجد الوسيلة لابعاده او الحد من اصراره علي ملاحقتها .
وقال نيكولاس :
- هو دبر ذلك حتي لا اراك .
ومط شفتيه ليعبر عن كدى استيائه ووضع ذراعه حول كتفيها و قربها منه و استطرد قائلا :
- انه يسعي لتفريقنا يا جميلتي ولكني لن امكنه من ذلك .
كان تسعي ان تبعد ذراعه عن كتفها و لكنها لم تفعل و اكتفت بان قالت : نيكولاس لا حق لك في التصرف معي بهذا الاسلوب فأنت خطيب اثينا سألها نيكولاس قائلا :
- هل كلمك ستيفان في هذا الشأن .
و تطلعت عليه و قد اعتراها الخوف لحطة و سألته بدورها .
- هل كلمك ستيفان في شأننا .
فهز رأسه بالايجاب وبان علي وجهه الوسيم الاستياء و التحدي و دهشت كاترين لخروجه ورائها الي الحديقة بينما سبق ان حذره اخوه بأن يعتدل في سلكوه نحوها و قال :
- لابد انه حدثك ايضا عن وضعنا فقط لاحظت انك تتجنبين مقابلتي .
و اعترفت قائلة : - ذكر الموضوع كشيء عابر كنا نناول الغداء في نيقوسيا و لكني لم أتجنب مقابلتك يا نيكولاس ، ولكن ستيفان علي حق فأنت خاطب أثينا وسواء كانت هذه الخطبة من تدبيرك أم من تدبير ستيفان لابد أن تكون عادلا معها .
وهزت كتفيها بخفة تحت ذراعه فرد عليها بمرارة قائلا :
عادل معها ! هذا معناه آني أفقدك يا كاترين ولن افعل ذلك .
إذن اجمع شجاعتك و افسخ خطوبتك .
هكذا ألحت كاتربن إنها أدركت أخيرا كيف سيبدو هذا تسرعا ، فلو حدث و فسخ نيكولاس خطبته فان ستيفان لن يغفر لها ذلك أبدا .
وقال نيكولاس .
لا يمكنني أن افعل هذا يا كاترينا لأن هذا التصرف يخل بالشرف .
ونظرت كاترين إليه لحظة وهي تحاول أن تفهم منطق تفكيره و قالت :- تقول الشرف . هل من الشرف ان تغازلني وأنت مرتبط بأثينا ؟ .
وتنهد حتى يؤثر علي كاترين و يكسب عطفها عليه و قال :- انك لا تفهمين .
وشعرت بنفاذ الصبر و أضاف قائلا :
ما الفائدة ذلك في أية حال طالما إن ستيفان يرتب خططا لك أيضا ! .
فنظرت إليه كاترين نظرة طويلة وهي لا تدري أتصدقه أم لا ، ثم هززت رأسها ببطء و قالت :
خطط لي أنا ؟ .
علي مدى يومين كاملين كانت كاترين ملازمة لستيفان فلم يشير فيهما إلي أي مشاريع لها ، ولو انه فعل لكانت نهته سريعا عن ذلك ، وهو يعرف ذلك حق المعرفة ، ثم قالت لنيكولاس :
لا بد انك مخطيء يا نيكولاس .
وراح نيكولاس يؤكد تدابير ستيفان لها ، ولم تروع نيكولاس الفكرة كما روعت كاترين ، ولكن في الوقت نفسه كان كرها لها ثم قال :
لست مخطئا ، قال لي إني أهين شرف العائلة ، ليس فقط بإستي إلي أثينا و لكن بسبب سلوكي معك لأن لديه خططا أخرى تخصك .
وشعرت كاترين بالمهانة و احتجت قائلة :
ولكن ليس هذا من حقه يا نيكولاس .. ببساطة وكل وضوح ليس هذا من حقه .
أحست كاترين بالضعف فجأة كان جسمها تحول إلي ماء و راحت ترتجف و شعرت إن يدا باردة قبضت علي قلبها و أحست برغبة في البكاء فلما مال نيكولاس تحوها و أغمضت عينيها و كورت يديها الصغيرتين بقوة ووضعتهما علي قميصه الأبيض الناصع ، فوضع ذراعه حولها و ضمها إلي لحظة و استقر ذقنه علي شعرها الأحمر و سمعها تقول :
لا تدعه يفعل ذلك يا نيكولاس .
نيكولاس !
كان ذلك صوت ستيفان و كان صوته باردا جافا واضحا فأغمضت كاترين عينيها مرة أخرى و تشبثت بنيكولاس بشدة و كان من طبع ستيفان إذا غضب أن يكون من الصعب الوقوف في وجهه و تحديه ، ولكنها خافت أن تنهار و تبكي فبظنها ستيفان بلهاء و يحتقرها لوجودها مع أخيه في ذلك الوضع .
ثم حاول نيكولاس أن يفك يديها عن عنقه برقة ، ونظر إليها و امسك بيديها لحظة قبل أن يبعدها عنه و نظر إليها مرة أخرى بعينيه السوداويين محاولا أن يجعلها تفهم ، لكنها كانت تعرف بالتأكيد انه سيفعل ما يريده ستيفان و أحست أنها تكره عندما تبين لها انه سيتركها حتما .
ثم سمعت ستيفان يقول له :
أريد محادثة كاترين علي انفراد .

اخذ نيكولاس ذلك القول علي انه أمر بالانصراف ، ومدت يدها إلي نيكولاس متوسلة ، لكنه هز رأسه ببطء و سار نحو ظلال الأشجار القريبة .
فشعرت بقلبها يغوص في صدرها وقال ستيفان بحدة :
وهكذا تبذلين كل ما في وسعك لئلا تشجعيه . أليس كذلك ؟ .
ونزلت كلماته المتهكمة عليها كالماء البارد فارتجفت ، وكان من الطبيعي ألا يفهم توسلها لنيكولاس كي يبقي ، ولم تحاول أن تفسر له خطاه ، ثم أرادت أن تتبع نيكولاس إلي المنزل فلم تلتفت إلي ستيفان وخطت بعض الخطوات و لكنها سمعته يقول بغضب و بشدة :
انتظري ، أريد أن أحدثك .
ولكني لا أريد الكلام معك .
وكانت دموع الغضب تحجب عنها كل شيء سوى منظر نيكولاس وهو يتركها ، كانت دموعها تعبر عن الغضب و عن أحاسيس أخري لم تستطع أن تعرفها بعد .
انتظري .
قال ذلك ثم قبض علي رسغها بقوة ليمنعها من الهرب و نجح في وقفها .

دعتي اذهب يا ستيفان ، دعتي اذهب .
كان الخوف يبدو واضحا في صوتها ، وحاولت جهدها الإفلات من قبضته ومقاومة أصابعه القوية التي التقت حول ذراعها لكنه ، دارها إليه و نظر إليها غاضبا ، وراح يسب ببعض كلمات يونانية ، وضغط علي ذراعها بشدة أكثر جعلتها تئن و قربها منه و نظر إليها بعينين سوداويين تفيضان بغضب ناري وقال لها :
استمعي إلي فنيكولاس لن يعود إليك ، لا تأملي ذلك .
نظرت إليه و عيناها تفيضان دموع وهي تلقي بشعرها إلي الخلف كأنها تتحداه و قالت بصوت يفطر مرارة :
لأنك أجبرته علي أن يفعل ما تريده أنت .
ولكنه لم يفعل ، و ألا ما كان معك هنا منذ لحظة ، ألا انه يعلم إني علي حق معها حاول اعتراض ، وليعلم أن واجبه نحو أثينا ونحو أسرته يحتم عليه أن يقلل من اهتمامه بك .
وقالت تحاول الدفاع عن موقفها .
حاولت أن افهمه ذلك .
دلت تعبيرات وجهه انه يشك في كلامها و نظر إليها بازدراء جعلها تشعر بتقلص في أحشائها و قال ببرود :
سبق أن قلت لي ذلك و لكني رأت الآن كم تثبطين من حماسه .
وقالت :- ولكنك مخطيء .
ونظرت إليه متوسلة ، ولكن صوته كان باردا قاسيا ، تقلصت أصابعه علي رسغها ، وفجأة أدركت إنها تفعل عكس ما اقمست ألا تفعله ، فهي تبرر موقفها له ولن تفسر له تصرفاتها وسوف تتركه يظن بها ما يشاء ، فمن يدري لعله بتفكر مرة أخرى مترددا في وضع الخطط لمستقبلها . إذا تصور إنها فتاة عابثة بلا خلق . كان صوته باردا جافا و تقلصت أصابعه بشدة حول رسغها و قربها منه حتى تشعر بقوة جسمه العنيفة تحس بالغضب الذي جعله قاسيا ولا يلين ثم قال بحدة :
لم أكن مخطئا عندما رأيتك بين ذراعي نيكولاس و سمعتك تتوسلين إليه إن يبقي لا يمكنك الإنكار يا كاترين فقد رأيتكما بعينيي .
انك تبني اتهاماتك علي أوهام .
وكفت علي التملص من يديه و نظرت إليه بعينين لامعتين و قالت وهي تضم كفيها معا و كأنها تصلي :
انك لا تصدقني يا ستيفان انك لا تريد ذلك ، لكن هذا المنظر بم يكن يدا علي شيء كما تصورت أنت .
وشعرت أن أصابعه تراخت علي رسغها قليلا لكنها لم تحاول أن تسحب يديها ثم قال لها ببرود :
إذن فسري لي معني هذا المنظر الذي شاهدته بنفسي .
وكان علي كاترين أن تخبره بأنها علي علم بما يديره لا من مشاريع لزواجها و أن تواجه غضبه الجامح عندما تخبره إن نيكولاس حذرها من ذلك ثم قالت له مرة أخري بصوت بحة البكاء .
هذا المنظر لا يدل علي شيء وصدقني في ذلك يا ستيفان .
سوف أصدقك عندما تخبريني لماذا كنت بين ذراعيه عندما فاجأتكما ؟ وإذا لم تفعلي سوف اضطر إلي تصديق ما شاهدته بعيني .
--------------------------------------------------------------------------------
قال ذلك بلهجة تدل علي التصميم .. ومرة أخرى غضبت لأنها وجدته عنيفا مسيطرا و صاحت قائلة :
يظن من يسمعك أن لك الحق كل الحق في تقرير مصيرنا ليس لك الحق في أن تعيش حياة الآخرين بدلا منهم ، انك قد رتبت زواج غريغوري و هيلين كذلك رتبت خطبة نيكولاس و أثينا لأن نيكولاس ليس لديه الشجاعة ليوقفك عند حدك ، وكلنك لا تجرؤ علي التدخل في مستقبلي يا ستيفان فلن اقبل الزواج عن طريق المقايضة ، وعندما أتزوج اختار بنفسي الرجل الذي أريده ، ولن اهتم برأب احذ ولا حتى أنت .
وأدهشتها ضحكاته فنظرت إليه وهي لا تصدق ثم قال لها :
إذن هذا كل ما يقلقك ؟ .
وبرقت عيناه في ضوء القمر وفي لحظة شرسة ردت كاترين إن تصفعه فقد لاحظت إن دموعها و غضبها لا تعني شيئا بالنسبة له بل وجدها شيئا مسليا له .
إني لا اعتبر المسألة مضحكة لهذا الحد يا ستيفان .
قالت ذلك بعدما تخلصت من قبضة يديه ووقفت تنظر إليه بغضب وكان جسمها كله يرتجف من أحاسيس مختلفة لم تفهمها ، ولكل ما فكرت فيه أن ستيفان يجد زواجها من شخص يختاره لها بنفسه فكرة تضحكه و تسلية .
ولكنه في لحظة أصبح جادا مرة أخرى . كان ضحكة شيئا نادرا وقد ساءها إن ضحكاته كانت موجها إليها وقال لها بصوت خافت :
نيكولاس لا يحفظ السر .
ونظر إليها بعينيه السوداويين وعما تتألقان كالفحم المتوهج في الضوء الخافت ومرت لحظة صمت قال بعدها :
ولكنه لم يخبرك عن الشخص الذي اخترته لك يا صغيرتي .
فهزت كاترين رأسها بالنفي علي نحو حاسم وقالت :
لا يهم من تختاره لي ولكني لن أتزوج إلا رجلا أحبه .
وهل تحبين نيكولاس .
سأل ذلك بصون خفيض ونظرت إليه من خلال أهدابها الطويلة كي تستوعب هذا السؤال ثم قالت أخيرا في هدوء :
وهل يغير أي شيء إذا كنت أحبه .
وابتسم ابتسامة متمهلة لها معني وكان لها التأثير الأكيد علي حواسها حتى انع حاولت أن تتفادى نظراته الساهمة إليها :
أبدا ولكني لا أريد أن أراك تتألمين يا كاثرين .
انك ...
وحاولتن عبثا أن تجد الكلمات التي تعبر بها عن الغضب الذي اشتعل فيها مرة أخرى و أخيرا قالت :
لم أرى في حياتي رجلا باردا متجردا من الإنسانية مثلك ، ليس فيك ذرة إحساس إن كل ما يهمك هو التدخل في الحياة الغير لتملي أرادتك عليهم , أما أنت فلا تشعر بأـي شيء نحو أي شخص .
اسكتي !!
وتكلم بصوت خافت ولكن بريق عينيه احالهما ألي قطعة باردة كالحديد وبدت قسماته القوية السمراء في ضوء الخافت و شعرت كاترين بيديها و جسمها كله يرتجف ولم تستطع أن تعرف إذا كانت
هذه الرجفة من الغضب أو من عاطفة أخري و عرفت فقط في هذه اللحظة انه تكرهه كما لم تكره شخصا أخر في الوجود بذلك وردت عليه قائلة و قد تقلصت يداها بشدة :
لن اسكت و أنا لست فردا من عائلتك ولا يتعين علي أن افهم ما تريده ، ولست طفلة حتى تأمرني بالسكوت لمجرد انك لا تحب سماع ما أقول .
كاترينا .
واتبع اسمها بكلام باللغة اليونانية و بدا وجهه غاضبا قاتما و أخذت تنظر إليه مشدوهة و قد اتسعت عيناها و فجأة شعرت بالخوف من الغضب الذي سببته له ,
و مد يده فجأة و جذبها إليه و ضمها بقوة حتى أمكنها الشعور بقلبه يخفق بشدة تحت كفيها اللتين وضعتهما علي صدره ، ثم قبض علي خصلة من شعرها الأحمر و جذب رأسها إلي الخلف و قال و أنفاسه تلهب وجهها .
- بارد و متجرد من الإنسانية ! كيف تجرئين أن تحكمي علي بذلك ؟ .
وشعرت بقوته وهو يعانقها فراحت تقاومه خائفة ، ثم تبع ذلك شعور بالاستسلام لهذه العواطف العنيفة ، فصدرت منها أهات خافتة وهي ترفع ذراعيها و تطوق عنقه و تقترب منه ، احتوت رأسه الداكن بين يديها و أغمضت عينيها لفترة طويلة . واستسلمت إلي الأحاسيس العميقة المخيفة التي أيقضها لفترة طويلة . لكنها تذكرت فجأة إلينا اندرياس لا يهمها إذا كان هذا الارتباط قائما بينه و بين إلينا ، وتذكرت النظرة التي بدت في عينيها وهي ترمق ستيفان في ليلة وصولها إلي الجزيرة كما تذكرت ما أخبرتها به ماريا ثم هيلين عن الارتباط بين إلينا و ستيفان و دفعته عنها ، إن الوميض القاتم الذي رأته في عينيه عندما رفع رأسه أثار رجفة في كيانها كله و لكنها نظرت إليه لفترة طويلة ثم قالت بصوت خافت :
لا يا ستيفان أنت لا تختلف عن نيكولاس .
و امسكها الآن من ذراعيها و ضغط بأصابعه علي جلدها الأملس و سألها :
- والآن ما هي تهمتي ؟
و بدا لدهشتها ثابت الأعصاب بعدما تغلب علي الشعور الجامح الذي اعتراه منذ لحظة .
فهمست كاترين تقول :
إلينا اندرياس .
واعتراها شيء من الخوف عندما لمحت البريق الخاطف القاتم الذي بدا في عينيه فنظر إليها بقسماته التي تشبه الصقر و قال وهو يهزها .
ماذا تريدين قوله ! وماذا تقولين عن إلينا اندرياس ؟ .
انك سوف تتزوجها .
قالت ذلك بسرعة وهي تلتقط أنفاسها ثم أردفت تقول :
قالت لي ماريا ذلك .
ثم نظرت إلي عنقه الأسمر وهو يردد برقة اسم أخته ماريا وهز رأسه وقال بهدوء :
أني لا ااستطيع أن أوبخ ماريا العزيزة ولكن كان يجب إلا تخبرك بتلك الأمور يا كاترين .
وردت كاترين بسرعة :
ولا حتى هيلين ,
ولاحظت إن فمه تقلص فجأة ثم رد بعد لحظة :
ولا هيلين كذلك ، أنا لست مرتبطا بالينا ، ولم ارتبط بها أبدا ؟ هل هذا يرضيك .
ولم تشعر كاترين في حياتها بضالتها وضعفها كما شعرت في تلك اللحظة وهزت رأسها لتبعد تلك الخواطر عن ذهنها القلق و قالت :
لست مجبرا علي أن ترضيني يا ستيفان ، واني آسفة لطرقي في هذا الموضوع .
ولم يقل شيئا لكنها شعرت انه لان قليلا ومتي بضع خطوات ثم اخرج سيكارة أشعلها ، وفي ضوء الولاعة رأت كاترين وجهه وقد كسته ابتسامة باهتة فتعبت لسرعة تغيره و السيطرة علي هذه العاصفة من المشاعر المتابينة و اقترب منها ووضع يده علي ذراعها و قادها نحو المنزل و كانت لمسة أصابعه الخفيفة المثيرة علي ذراعها قد أشعلت تلك الأحاسيس الغريبة التي انتابها فراحت ترتجف ثم نسيت وهي تمشي معه تحت الظلال سبب الشجار الذي قام بينهما ولم تحاول أن تسأله عن ادعاءات نيكولاس بأنه يعد لها خططا للزواج .
وقال ستيفان : - يجب أن نعود يا كاترينا إلي المنزل و نتفادى الألسن التي تطلق الأقاويل و الإشاعات .



9- الغرقـــــــــــي




تلك الليلة المليئة بالاحداث التي فاجأ فيها ستيفان كاترين ونيكولاس معا في الحديقة و اظهر غضبه الشديد وهي تبذل كل ما في وسعها لتتفادي الاجتماع بنيكولاس .ولم يكن هذا الامر الهين اذا كان ينتهز فرصة غياب ستيفان فيحاول التقرب منها .
وقد نجحت في تفادي لقائه ، لكنه لمحها اليوم وهي تغادر المنزل الي الشاطئ للاستحمام ، فتبعها في السيارة بها في اول الطريق المؤدي الي البحر و اقنعها ان تذهب معه الي الطرف الشمالي من الجزيرة ، مكانه المفضل للسباحة ولم يعبأ نيكولاس مطلقا بسكوتعا و اضطربها حتي ولو كان قد لاحظه .
كان الطفلان قد ذهبا الي قبرص مع غريغوري و هيلين و البنتين الصغيرتين فوجدت كاترين نفسها وحيدة و كانت تود تلافي صحبة نيكولاس التي تجر عليها المتاعب دائما ولو انها في الحقيقة كانت تفقده .
كان نيكولاس يكره فكرة وجودها كل صباح مع ستيفان و الولدين وهو يعلمها ركوب المهرين و الاعتناء بهما ، ونظر اليها بشيء من الشك الآن عندما ابتسمت لنفسها لنادرة طريقة وحيدة خطرت لها . وكان صبر ستيفان مع الولدين يدهش كاترين وهي الصفة الوحيدة المحببة الي النفس التي اكتشفتها فيه كاترين حتي الآن ، كان يعاملها بحزم اذا اخطأ عن عمد او اساءة تصرف . لكنه لا يفقد الصبر معهما ابدا ، وكان واضحا جدا ان الولدين يعبدانه .
وفي الحقيقة كان الولدان مدللين لكثرة الاعجاب بهما فلم تدخر هيلين وسعا في تدليلها . وظنت كاترين ان سبب حب هيلين لهما كان يرجع الي حبها لوالدهما . وهي فكرة كانت لا تعيرها اي اهتمام . اما نيكولاس فلم يهتم بهما كثيرا وربما رجع ذلك الي احتلالها مكانه في قلب والدته ، الأمر الذي لم يعجبه .
منتديات ليلاس
كان طبيعيا ان شبع نيكولاس فضوله حول احداث تلك الليلة في الحديقة . ولكن كاترين لم تغفر له تركها تحت رجمة ستيفان و الذهاب الي المنزل ، ولو انها لم تنتظر ان يفعل شيئا اخر ، شعرت ان كرامتها اهينت عندما تخلي عنها وكانت تود لو بقى و دافع عنها .
ولم يصدق نيكولاس كاترين عندما اخبرته ان الموضوع الذي طرقه ستيفان معها في الحديقة كان موضوع لقائها به ولذلك قال لها :- اذا كان ستيفان يريد التحدث في هذا الموضوع فلماذا اراد رؤيتك علي انفراد ؟ .
و تمدد نيكولاس الي جابها علي الرمل ووضع يديه وراء رأسه و اغمض عينيه وراء نظاتره الشمسية . كان يبدو جذابا في زيه المكون من بنطلون ابيض ناصع و قميص ازرق فاتح يشف عن جسمه الذي لفحته الشمس . وتذكرت كاترين المرة السابقة التي فاجأها فيها ستيفان عندما كان يسبحان في هذا المكان بالذات .
وفجأة تمنت كاترين ان تكون اكثر صلابة مع نيكولاس فلا تقبل دعواته بعد اليوم . لكنها كانت عاجزة عن مقاومة الحاحه و تأكدت ان ستيفان سوف ينتبه اجلا او عاجلا انهما معا علي الشاطئ فيأتي للعثور عليهما .
كانت فكرة احتمال حضوره تثير قلقها ولم يكن في وسعها ان تفعل شيئا الآن .
وكان نيكولاس قد رأى اخاه يدخل مكتبه للعمل و انتهز هذه الفرصة ليلحق بكاترين علي الطريق المؤدي الي الشاطئ ، وكان واثقا انه سيجدها ولن تروغ منه في جزيرة بحجم داكوليس الصغيرة اذا اراد فعلا ان يبحث عنها و يجدها .
وعادت كاترين تقول وهي تبتسم :-
كان لدى ستيفان الكثير للتحدث به ، ولكنه لسبب او لآخر لم يحدثني عن كل ما يريد .
فتح نيكولاس عينيه و سألها وهو ينظر بفضول لبرهة قائلا :- هل تعاركتما ؟ .
فهزت كاترين رأسها بالايجاب وردت ان تغير الحديث كله ولا تدع نيكولاس يعرف نتائجه او ما حدث تلك الليلة ثم اعترفت لنيكولاس قائلة :- قد تسميه عراكا تبادلنا بعض الكلمات الجافة .
- ولكن كنتما قد تصافيتما عند رجعوكما الي الفيللا ، واني اقسم علي ذلك .
ثم خلع نظارته وظر اليها مفكرا و قال :- وهل عانقك بعد ذلك و صالحك يا كاترينا ؟ .
وكانت هذه الحقيقة لكنها ادارت وجهها عنه و شغلت نفسها باللعب في الرمل و قالت بهدوء : تصافينا ...
وقرب وجهه منها و اعاد سؤاله بالحاح : وهل تبادلتما القبل . هل تصالحتما .
فقطبت كاترين و قالت له :
- ولكن لا يخصك اطلاقا يا نيكولاس .
ثم رد عليها يقول و يضحك ضحكة صفراء :- اذن لقد قبلك و انت امرأة مثيرة حقا يا كاترينا الجميلة حتي تجعلي اخي ينسي نفسه و يقبلك في ضوء القمر كأي عاشق غرير .
وردت عليه بحده :
- انك تبالغ كثيرا يا نيكولاس فلم يكن في الامر شيء .
و التهبت وجنتاها و ارادت ان تقنع عبثا ان سبب خجلها و التهاب وجنتيها يرجع الي اشعة الشمس الساخنة وحدها ولكنها شكت في ان نيكولاس يعتقد الشيء نفسه .
فرد قائلا بتهكم :- لا لم يكن في الامر شيء انت لا تفهمين يا جميلتي ، فان ستيفان ليس بالرجل الذي يكتفي بالتنزه في ضوء القمر و تقبيل فتاة جميلة انه ..
و هز كتفيه ثم عاد يقول وهو ينظر اليها بعينيه الداكنتين و يبتسم ابتسامة ذات مغرى :
- ذئب ! هذه الكلمة التي كنت ابحث عنها للتعبير يا كاترينا ، وانت فتاة محظوظة اذ امكنك الهرب منه بعد قبلة واحدة فقط يا جميلتي .
وردت عليه قائلة :- لا تهمني الكلمة التي تبحث عنها و مهما كان رأيك في اخيك فأنا لست الفريسة السهلة التي تظنها .
نظر اليها مبتسما لأنه استطاع ان يغضبها وادار الحديث ثانية عن نفسه مزهوا : - وهل تعاركتما بسببي ؟ .
قال ذلك و عيناه تبرقان وجهه الاسمر يبتسم ليغيظها . كان يهمه ان يكون محور حديثهما و لذلك قابلت كاترين غروره بابتسامة غامضة ثم قالت معترفة :- الجزء الاول من العراك كان بسببك ولكن معظم العراك كان بسبب تدخله في شؤون حياتي و ترتيب مشروعات لي لا حق له فيها .
وغضب نيكولاس لقولها فقد تزعزع فيه غروره و عبس لذلك ، ثم نهض و جلس ينظر اليها و قد ملأ الاهتمام وجهه . كان واضحا ان كلامها هذا لم يعبق الراحة في نفسه فوضع يديه فوق ركبتيه وخلع نظاترته الشمسية و امسكها باحدى يديه : - ليتك لم تقولي له شيئا عن هذا الموضوعفهو سيعرف حتما اني مصدره .
دهشت لذلك و نظرت الي وجهه قائلة :- هذا بالضبط ما فهمه ، ولابد ان تعرف اني سوف اكلمه في هذا الموضوع عندما اراه يا نيكولاس و كان عليك ان تعرف اني لن ادعه يفلت بدون ان يعلم به .
وجلس برهة صامتا ثم اضافت عيناه وهو ينظر اليها بدهشة متسائلا :
- ولما عرف اني اخبرتك ماذا .. كيف .. طبعا انهيتما الموضوع بسلام .. اليس كذلك ؟ و مرة اخرى حدق فيها متسائلا .
وملأت كاترين كفها بالرمل الناعم و راحت تنتزه و تذكرت فجأة شيئا جعلها تقطب جبينها و قالت بهدوء :
- ضحك عندما اخبرته بالموضوع .
وكانت كمن يتحدث الي نفسه .
وبدا نيكولاس وهو غير مصدق ادنيه وقال :
-ضحك ! ولكا يضحك من موضوع كهذا ؟ .
وفكرت لحظة ثم قالت :- لا ادري اعتبر الموضوع مضحكا لأنني كنت غاضبة جدا وود ان يعرف ما اذا اخبرتني بمن هو الرجل الذي يفكر فيه للزواج مني .
ونظرت اليه لحظة ثم سألته :- انت لم تخبرني بذلك يا نيكولا هل تعرفه ؟ .
وهز نيكولاس رأسه نافيا ولكن عينيه برقتا وطهرت ابتسامة علي وجهه الوسيم جعلت كاترين تشعر بقلق .
وقال وهو يضحك ويهز رأسه :- لو انني لا اعرف ستيفان جيدا .. لو انني لا اعرف انه شيء لا يمكن ان يصدقه احد فظننت انه يعني نفسه يا جميلتي .
فنظرت اليه كاترين بوجه عابس وقالت :- نيكولاس !
ومرة اخرى ضحك وهو يهز رأسه بهدوء :- لو انني لا اعرف انه المضحك حقا ان يطرأ علي الذهن مثل هذا الشيء .
ومرة اخرى قالت غاضبة :- نيكولاس ! .
كانت تحس بغضب اكثر مما بدا في صوتها ولكن هذه الفكرة نفسها طرأت علي ذهنها فجأة و اخذت ترتجف كأوراق الاشجار في مهب الريح كانت بعيدة الاحتمال بينما ضحك نيكولاس وهز راسه عجبا وقال لها :-
انها مجرد دعابة يا جميلتي فهي فكرة بعيدة الاحتمال .
وقالت كاترين بهدوء :- لا .. لا ... بكل تأكيد فرجل مثل ستيفان لا يمكن ان يجدني عروسا مرغوبا فيها ، انها فكرة غير وادة علي الاطلاق .
وكان نيكولاس يبتسم و ينظر اليها بوجهه الوسيم الاسمر بثقة و قال بصوت رقيق :- قد لا يرى ستيفان انك عروس جميلة اما انا فأراك رائعة .
ومد يده فأخذ يدها ورفعها الي شفتيه ليلثمها و استطرد قائلا :- سوف تكونين عروسا رائعة الجمال يا كاترينا .
ونظر اليها و قد تألقت عيناه البنيتان و خفض صوته حتي اصبح عميقا مغريا وقال :- سوف تكونين عروسين جذابين انا و انت يا كاترينا ، اليس كذلك ؟ .
وابتسمت كاترين ابتسامة لا تدل علي شيء لأنها تعرف انه لا يأخذ الامور بجدية ولا حتي مثل هذا المشروع وقالت له وهي تهز رأسها :
- اشكرك يا نيكولاس ، ولكن الطريقة التي بها زوجتك المستقبلة تجعلني ارفض هذا الشرف بدون اي تردد .
وبدن كاترين غير مصدقة اقتراح نيكولاس بالنسبة الي ستيفان ولكنها لم تبد اي نية لمناقشته .
وضحك نيكولاس برقة فبدت اسنانه السوية ومال نحوها وهو يقول بحدة :- انك مخلوقة لا قلب لها ولسوف تدفعين الثمن غاليا لذلك يا جميلتي .
وقبل ان تنتبه لما يقصده ضمها اليه وهو يقبض علي كتفيها بعنف وقالت وهي تقاومه بشدة :- لا يا نيكولاس ، لا ...
واعتراها الخوف فجأة فراحت تقوامه و تقاوم يديه اللتين اطبقتا عليها بقوة فضحك برقة ولكنها لم تشعر في عناقه تلك الرغبة الضاربة التي جعلتها تخضع لستيفان ووجدت نفسها غير مستعدة علي عكس ما كانت تشعر من قبل .
ولما تركها اخيرا لم تبتسم كما اعتادت ان تفعل بل نظرت اليه وقد بدا الغضب في عينيها الخضراوين المتألقتين كما ان بدا الاستياء واضحا علي وجهها الامر الذي لم يكن نيكولاس يتوقعه .
كان واضحا ان ردة فعلها قد اذهله و قطب لحظة وهو ينظر اليها ثم قال :- كاترينا لماذا تغضبين مني .
فدفعته كاترين بعيدا عنها بكلتا يديها ثم جلست مرة وهي تهز شعرها لتزيل عنه الرمال و قال :- انت تعرف سبب غضبي ن فأنت خطيب اثينا وقد ناقشنا ذلك الموضوع طويلا .
وقال نيكولاس يذكرها وقد بدا الاستياء علي وجهه :- ولكنك تعرفين شعوري نحو اثينا فأنا لا احبها ، لا اشعر نحوها بأي عاطفة .
كان واضحا انه لا يحب احدا ان يرفض مغازلاته ولم يخف ذلك وردت عليه كاترين قائلة : - اذن اجمع شجاعتك و صرح بذلك ثم افسخ الخطبة قبل ان تحطم قلبها .
ثم سكتت لحظة اضافت بعدها بصوت رقيق :- انها تحبك كثيرا يا نيكولاس ، ولكنك سوف تجعلها تعسة جدا اذا لم تحسن معاملتك لها و تغير من اسلوبك نحوها .


وقال نيكولاس متسائلا :- ولماذا اغير اسلوبي اذا كانت هذه المخلوقة البلهاء تحبني كما انا ! هذا بالاضافة الي انني لا استطيع ان اغير اسلوبي .
كان لابد لكاترين ان تلحظ نوعا من المنطق العنيف في كلامه ، فقد قال كل شيء بصراحة و تناول احدي يديها في يديه وقبل اصابعها و اخذ يتطلع اليها بعينين داكنتين ، ثم قال :
- بل انا لا اتغير الا لأجلك انت فقط يا كاترينا الجميلة ، ولكن ماذا تفعلين اذا فسختي خطبتي ؟ هل تقبلين الزواج مني عندئذ ؟ .
قفز قلب كاترين هلعا وهي تتصور رد فعل هذا القرار الحاسم علي ستيفان و تنبهت انها قالت شيئا لنيكولاس اعتبره تشجيعا له و لذلك كان يجب ان تصلح الضرر الذي احدثه وان تتراجع فيما قالته ، ولم يكن في نيتها علي الاطلاق ان يتخذ خطوة واحدة لصالحها ، وكان مصلحة اثينا هي كل ما يهمها . واخذ يقبل اصابعها مرة اخرى ونظر اليها بعينين داكنتين متسائلا وهو ينتظر ردها و سألها مرة اخرى :
- كاترينا ، هل افسخ خطبتي ؟ .
وكان من العسير ان تعرف اذا كان جادا فيما يقول ام لا ، ربما كان يمزح معها كما مزح عندما قال ان ستيفان يريد اتخاذها عروسا له ، ولكن يجب علي كاترين الا تجازف بشيء فقالت :
- بالطبع لن تفسخ خطبتك بسببي ، لآن هذا اخر شيء اريده نيكولاس ، فلن يسمح ستيفان بذلك .
وسحبت يدها من يده و نظرت الي البحر الازرق المتلأليء و امواجه الهادئة علي بعد اقدام قليلة منهما ، وعضت شفتها في قلق وهي تنظر اليه من خلال اهدابها الطويلة و برقت عيناه و اصبحا مثل الفحم .. مثل عيني اخيه و قال :
- ستيفان لا بد ان ترضي ستيفان دائما حتي انت يا جميلتي ! فعندما حضرت الي الجزيرة كنت ثائرة الجميلة ، ولكنك الآن تشعرين بالخوف مما قد يقوله ستيفان لك .
و نفت ذلك قائلة :- اني لا اخاف .
ولكنها كانت تعرف انها لا تقول الحقيقة ، واضافت بصوت اهدأ بعد لحظة :
- انه ليس الخوف منه بالضبط ، بل لأنه دائما يبدو واثقا من كل شيء وهو مثلي لا يحب ان يرى اثينا تتالم .. قال هو نفسه ذلك .
- وهل تصديقينه .
وهزتكاترين راسها بالايجاب اذ كانت واثقة مما تقول :- نعم يا نيكولاس اصدقه .
- وهل تظنين انه ليس لي قلب ! .
ولاحظت انه يرفض تلك الفكرة و لكنها كانت فكرة صحيحة اذا واجهت الحقائق بصراحة ، نيكولاس لطيف و جذاب وله تأثير عليها ولكن الباعث علي تصرفه هو هدف معين في نفسه ، وهي تخدع نفسها اذا فكرت عكس ذلك ، ثم قالت بعد لحظة :
- اذا كنت تريد الاستمرار في خطبتك لأثينا حسب الترتيبات التي اعدت لها و لك ، فلا بد ان تراعي شعورها اكثر مما تفعله الآن ، هذا كل ما هناك .
وقال برعة :- هذا كل ما هناك ، انت تحدثيني وكأنك مدرسة وتلقين علي محاضرة كما يفعل ستيفان ثم تقولين لي ، هذا كل ما هناك ! .
- ارجوك يا نيكولاس ، انا لم اقصد القاء محاضرة بل وددت لأجلي ولأجل اثينا ايضا ان تكون اقل ...
ولم تكمل عبارتها ملأ وجهها الخجل فلم تنظر اليه بل راحت تعبث بالرمال البيضاء الفضية و تجلعها تنساب من بين اصابعها وتمنت لو رفضت الحضور معه هنا الي الشاطئ .
كان السكون يحيط بهما مناظر الجزيرة تبهرها و نيكولاس يروق لها ، ولكن معني هذا انها كانت تخدع نفسها و تتصور انها تحبه ، لم تكن عاطفتها نحوه بذلك العمق ، لكنها كانت تجدم ، مثل غيرها من النساء ، لطيفا جذابا كانت متاكدة انه سيحاول في اي لحظة الآن ان يقنعها ، ان ينسيها عدم اخلاصه الي اثينا و ينسيها ستيفان و عدم رضائه عن سلوكها حتي تخضع و تستسلم لسحره الذي لا يقاوم , ولكن لم يكن وجه اثينا الصغير المجرد من الجمال وهو الذي لاح لها الآن ، بل تخيلت وجه ستيفان القاسي الذي لا يلين ، فهبت واقفة فجأة وقد بدا انها مصممة علي رأيها ، وازالت الرمال عن ساقيها و ذراعيها العاريتين اللتين لفحتهما الشمس و قالت له بهدوء :
- سأرجع الي المنزل يا نيكولاس و ارجو الا تتبعني .وفي لحظة هب واقفا بجانبها ، وقد ظهر الغضب في وجهه و اصبح جبينه داكنا . وقبض علي ذراعها بشدة و قال بصوت حاد :
- لن تتركينني يا كاترينا ، ولا ادري سبب معاملتك لي بهذه القسوة ولكني اشعر ان اخي له يد في ذذلك فهو يحذرك من الحديث معي علي انفراد وانت خائفة من مخالفته .
ونظر الي وجهها بعينيه الداكنتين يريد جوابا ، وهو يرفض ان يصدق ان معاملتها له بهذا الجفاء لا ترجع الي سبب اخر غير ستيفان .
- كاترينا !
وجذبها اليه وهو يحاول اقناعها هامسا باسمها مرة اخرى رافعا وجهها اليه و يقول :
- كاترينا يا جميلتي .
ورفعت رأسها تنظر الي نيكولاس لكنها رأت وجهاا اخر قريبا جدا ينظر اليها ، وجه كالصقر بملامح جادمة قوية و عينين سوداوين تبرقان وفم صارم ينتزع منها كل مقاومة ، فهزت رأسها فجأة و انسابت من بين ذراعي نيكولاس .
ورأت نفسها تجري خوفا نحو الاشجار ، وتتجه الي الطريق ولم تحاول ان تنظر خلفها.. وسمعت نيكولاس يناديها وهو يتعحب من هروبها المفاجيء و سمعته يتقدم نحوها بين الاحراش وهو قلق مصمم ان يلحقها و يعثر عليها ، فزادت من سرعتها ثم تسلقت المرتفع الي الطريق ، وفي تلك اللحظة لم تدر لماذا اختارت ان تهرب من محاولات نيكولاس بتلك الصورة سوة ان هروبها الماجيء هذا كانت له صلة برؤيتها الخاطفة المخيفة لوجه ستيفان و لم تجد لذلك تفسيرا :
- كاتريناا.
وشعرت ان نيكولاس تقدم نحوها اكثر فمرت من امامه لاهثة وهي تحاول ان تزيد من سرعة خطواتها ، كان شعرها الاحمر مشعثا و قد عبثت به اغصان الاشجار الي ان رأت اخيرا الطريق يلوح امامها ن وفرت من الظلال الي ضوء الشمس الساطع الذي كان يعمي عينيها و شعرت بساعدين قويين يمسكان بها لتقف في مكانها وهنا ادركت انه ستيفان الذي يمسك بها وليس نيكولاس ، كانت تنتفس بصعوب ولم تستطيع الكلام فراحت تهز رأسها .
ونظرت كاترين الي وجهه فرأت خطوطا رفيعة حول عينيه و فمه و رأت نظرة عنيفة في عينيه السودوين جعلتها ترتجف خوفا ، ولكنها رفعت اصابعها ولمست وجنتيه بصورة تلقائية و قالت هامسة وهي تحاول تلتقط انفاسها .
- ستيفان ماذا حدث ؟
فرد عليها قائلا :- اين نيكولاس ؟ .
كان لصوته نيرة باردة و نظر نحو الاشجار فرأي نيكولاس يخرج من بيتها لأهثا وقد بان الغضب في عينيه وقال نيكولاس بصوت عنيف متقطع قبل ان ستطيع ستيفان الكلام .
- هكذا ! كان علي ان اعرف ذلك بالطبع ..
فهزت كاترين رأسها ولم تحاول ان تتحرك بعيدا عن الذراع التي احاطت كتفيها . كانت الاصابع القوية قد امتدت لتغطي كتفيها وبقيت بجانب ستيفان الذي قال لنيكولاس في صوت فاتر هادئ ارتجفت له كاترين :
- انا في حاجة اليك .
ثم اضاف بحسم عندما بدأ نيكولاس انه يريد مناقشته :
- ولا تناقشني يا نيكولاس شيء هام و عاجل اريدك من اجله . وفسر له ما يريد باختصار باللغة اليونانية بينما سار الثلاثة نحو السيارات الوقفة و رمق نيكولاس كاترين بنظرة خاطفة قلقة ، وشعرت كاترين ان هناك شيئا يحدث ، فقط نطق ستيفان اسمها مرات كما ان طريقة ستيفان فوجدته اكبر سنا و اكثر حزنا منه في اي يوم اخر كانت نظرة عينيه و صوته وكل شيء فيه يدل علي ان شيئا فظيعا وقع فاستحلفته ان يخبرها بما يجري وهو يقودها نحو السيارة بينما ركب نيكولاس سيارته بدون ان ينطق بكلمة واحدة .
ومرة اخرى توسلت اليه كاترين وهو يدير محرك السيارة و قالت :
- ارجودك يا ستيفان اخبرني بما وقع .
وظل صامتا لحظة و ظنت كاترين انه غاضب عليها لوجودها مع نيكولاس مرة ثانية لكنه وضع يده علي يدها بحنان وهو يقود السيارة علي طوال الطريق الضيق المتعرج الي المنزل .
- كنت اود اان يتسع لي الوقت لأقول لك برفق اكثر ولكن لا وقت لي فيجب ان اعود لأشارك في البحث .
ونظر اليها لحظة و تجمدت كاترين و اضاف قائلا :-
انتي تعلمين ان غريغوري و هيلين فكرا في مصاحبة الاطفال في نزهة علي ظهر المركب .
وأومأت برأسها و شعرت بقلبها يغوص بين ضلوعها و استطرد قائلا :
- وقع حادث لهم تحطم فيه المركب عثروا حتي الان علي غريغوري و هيلين وبول سالمين .
خيل الي كاترين انها تحولت الي تمثال من الثلج فبردت يداها و شعرت رأسها يدق بشدة و يكاد ينفجر وقالت في لهفة :
- هل هم ..
فهز راسه و قال لها :
- غريغوري فاقد الوعي و هيلين فقدت الوعي وهم ينتشلونها من الماء اما بول فلم يصب بشيء .
فأغمضت كاترين عينيها و شكرت الله علي سلامة بول و بعد عدة ثوان استوعبت تماما ما قاله ستيفان و تنبعت انه لم يشيرالي اليكس و البنتين الصغيرتين في هدوئه وجهه الصغير الجاد و صاحت تقول :- لا لا ، يا ستيفان ، لا ، لا ...
ومرة ثانية امسك ستيفان يدها بأصابعه القوية تضغط عليها و يريد ان يخفف من حزنها و كانت تشعر بالرغم من لوعتها انه يود ان يفعل الكثير لمواساتها يود ان يأخذها بين ذراعيه ويجعلها تدفن وجهها في صدره لتبكي ، اليكس ولكن لم يكن هناك وقت كما قال ، فالبحث مازال جاريا ولذلك يجب ان يشارك فيه مادام هناك اي امل في بقاء الاطفال احياء فمن واجب كل رجل قادر علي ان يبحث عنهم ، ثم فكرت فجأة في هيلين وكيف انها شعرت بالانانية بعد رد الفعل الاول ، فلم تميز ان طفلتي هيلين مفقودتان ايضا ، فنظرت الي وجه ستيفان الجامد الداكن بحنان ولا بد انه تاثر كذلك فهو يحب الاطفال كلهم و خصوصا اليكس و بول ، ومدت يدها لتغطي يده التي كانت تمسك بعجلة القيادة وتقود السيارة بمهارة و سرعة زائدة فوق الطريق المتعرج ثم قالت :
- اسفة ستيفان .
وادار راسه لينظر اليها و يقول برقة زائدة :
- لماذا تعتذرين يا صغيرتي ؟ .
ووجدت كاترين ان رقت جعلتها تميل اكثر الي البكاء ، لم تشأ ان تعقد الامور اكثر ببكائها فقالت :
- لاني كنت انانية ، فكرت في اليكس فقط و نسيت هيلين ، ولكن ما مدى اصابة كل من غريغوري و هيلين .
قالت ذلك بصوت حزين .. وقال :
- عندما علمنا بالخبر قيل لنا ان هيلين قد افاقت اما غريغوري فهو في طريقه الي الوعي . وعندئذ تنبهنا ان الاطفال الثلاثة مفقودون ، ولابد اان التيار جرفهم وهم متعلقون بحطام المركب .
وشعرت كاترين ان ستيفان يرفض مجرد التفكير في غرقهم ، لذلك احست فجأة انها عرفته افضل بكثير من قبل ، وانها اصبحت قريبة منه اكثر من قبل ، وقبل ان يصلا الي الفيللا التفت مرة اخري و نظر اليها وقال برقة :
- كاترينا لا يزال امل ..
فاستعذبت لفظة اسمها باليونانية حتي ذلك في الوقت الحالك و قالت :
- هل يظنون ان الاطفال يمكن العثور عليهم ؟
لم تجرؤ علي ذكر اليكس الذي عليها ان تتخيله غارقا في البحر و شعرت لرغبة ملحة في البكاء وقال ستيفان بصوت هادئ :
- هناك امل ولن اتخيل غير ذلك ، لقد خرج الجميع بالطبع للبحث عنهم ولكن هؤلاء الصغار الثلاثة ..
ثم اوقف السيارة ووصع راسه علي ذراعيه وكانت يداه تقبضان علي عجلة القيادة بشدة و راح يتلو صلاة يونانية بصوت هامس حزين .
وبرقت الدموع في عيني كاترينا وودت لو مدت يدها ولمست راسه المنحني و قبل ان تؤاتيها الشجاعة و تفعل ذلك رفع راسه و خرج من السيارة .
فنزلت كاترين وارءه ولم تنتظر ان يفتح لها الباب ووقفت اما الفيللا تنظر اليه بحنان و تقول متسائلة :
- ماذا يمكنني ان افعل ؟ .
وكانت عيناها واسعتين وقد بدا فيها الالم العميق و اللوعة علي الاطفال الثلاثة المفقودين وامسك ستيفان بيديها لحظة ثم قال لها برقة :
- صلي من اجلنا يا حبيبتي
ثم ذهب

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 25-04-10, 06:52 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
csi
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 124678
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: csi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
csi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

القصة بجد روعة ميرسي كتيييييييييييييييييييير لكيى يا قمر

 
 

 

عرض البوم صور csi   رد مع اقتباس
قديم 26-04-10, 09:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمين Csi

والعفو حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 26-04-10, 09:53 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10-لغة القلب


بدا المنزل ساكنا علي غير العادة فارتجفت كاترين رغم دفء الجو وحرارة الشمس التي بدأت طريقها إلي الغروب قامت من مقعدها في غرفة الاستقبال واتجهن إلي النافذة العريضة ,ووقفت تتطلع إلي المنظر الطبيعي الذي ألفته ,فالحديقة تزخر بالزهور المتنوعة ,ممراتها المتعرجة وأشجارها الوراقة تحجب عن العيون إسطبل خيول ستيفان ومهري الولدين.
وكانت تشعر أن السيدة ميدوبوليس ترقبها بنظراتها وفجأة تمنت لو وجدت من بعينها علي تحمل هذا الحزن الذي لا يحتمل فهي بحاجة إلي البكاء ولكنها لم تكن واثقة أن السيدة ميدوبوليس بوجهها الجاد الذي يخفي حزنها مستقر هذا البكاء.
واستدارت عن النافذة ثم نظرت إلي السيدة العجوز الجالسة علي أحد المقاعد المزينة ذات الظهر المستقيم هادئة سكنة في حزنها حتي إن كاترين تبكي ولكن السيدة نادتها قائلة:
" كاترينا."
ومدت إليها بدأ نحيلة صغيرة فأسرعت إليها وأمسكت بتلك اليد ورأت لأول مرة الحزن العميق في عينيها السوداوين اللتين تشبهان كل الشبه عيني ستيفان .
و ركعت كاترين بجانب السيدة العجوز ووضعت رأسها علي ركبتيها ثم وضعت السيدة ميدوبوليس بيدها علي شعر كاترين الأحمر النحاسي وأزاحت خصلاته البراقة عن جبينها في لمسات رقيقة وفاح عطرها الغريب الذي تستعمله دائما ثم انهمرت بعد ذلك دموعها.
"هل تودين البكاء يا صغيرتي ؟أبكي إذا تردت ذلك."
"أنا جبانة ي مثل هذه المواقف واسعة لأنه تنقصني شجاعتك ."
أجابتها السيدة ميدوبوليس قائلة بحنان:
"لست شجاعة لكني أكبر منك سنا فأنا أيضا أبكي حزنا علي صوفيا وملينا وكذلك علي ألكسندر أبكي بدموع صامتة ,أما أنت فما زلت حديثة السن وبحاجة إلي البكاء"
وامتدت اليد الرقيقة علي جبهتها فرفعت رأسها وبدت الملامح الداكنة مفعمة بالعاطفة حتي أن كاترين أجهشت بالبكاء ,فأغمضت عينيها وتشبثت بثوب المرآة العجوز الحريري وراحت في محاولة يائسة تبعد عنها طيف أليكس الصغير وهو غارق في البحر خائف مذعور يكاد من صغره لا يري في رحاب الخضم الواسع ثم قالت باكية :
"أنني لا أحتمل فكرة – أن يكون أليكس ..."
"بل تحملي يا صغيرتي ."
وأخذت تجفف دموع كاترين بمنديلها الأبيض وتقول:
"سبق لك تحمل المآسي يا صغيرتي ,ويمكنك تحملها الآن إذا لزم الأمر ,ولكنني أطلب من الله أن يمنع الشر."
"استيفان طلب مني الصلاة من أجله."
قالت ذلك وهي تتخيل رأس ستيفان منحنيا علي يديه وهي يصلي :
"إذن يجب أن تصلي يا كاترينا."
وطرأ علي ذهن كاترين فجأة عند المآسي التي تعرضت لها السيدة ميدوبوليس في حياتها, فزوجها توفي في ريعان شبابه وتركها تنشئ وحدها لخمسة أطفال صغار ,ثم فقدت بعد ذلك ابنتيها الشابتين ,الآن مجرد التفكير في فقد ثلاثة من أحفادها الأعزاء يعتبر شيئا لا يحتمل ,ولكنها وجدت نفسها قادرة علي مؤاساة كاترين التي قالت لها بصوت هادئ:
"كنت أحب ماريا كما أحببت أمي ."
وأومأت السيدة ميدوبوليس قائلة:
"نعم كانت ماريا ابنة جميلة وقد افتقدتها كثيرا."
"وأنا كذلك ."
وشعرت كاترين بغصة في حلقها عندما تذكرت أن أليكس قد يفقد حياته هو الآخر وهو بعد صغير السن ,ثم رجعت تقول:
"أليكس يشبهها كثيرا مما جعل المأساة شديدة"
"كاترينا"
وراحت المرآة تدلك وجهها وجبهتها مما جعل كاترين تبكي طويلا ورأسها في حضن المرآة العجوز.
وكانت الشمس قد غرقت وحل المساء عندما رن الهاتف فقفزت كاترين بسرعة وبدا في عينيها المحمرتين شبه أمل ,لكنها وقفت لفترة طويلة تتأمل الهاتف أما السيدة ميدوبوليس فجلست في مقعدها بدون حراك كتمثال حجر , وأشارت بيدها الصغيرة النحيلة إلي الذي كان يرن باستمرار وقالت لكاترين بصوت حزين:
"أرجوك ليس لدي الشجاعة أن أرد يا كاترين"
ونبه هذا التصريح كاترين فأسرعت والتقطت السماعة ويدها ترتعش وهي تضعها علي آذنها ,وقالت :
"هاللو"
وشعرت كاترين بالراحة وهي تسمع صوت ستيفان في الجهة الأخرى من الخط متفائلا سعيدا ,يسر إليها بأخبار السارة ,وانسابت دموعها ثانية ,وكانت دموع الفرح هذه المرة ...اذ تأكدت من نبرة صوته أنه يحمل أخبارا طيبة .
"كاترينا!"
"ستيفان!" وتحشرج صوتها ,لكنها التفتت إلي السيدة ميدوبوليس بسرعة وابتسمت ثم قالت له:
"ماما هنا ونحن ...ونحن."
"لك أن تكفكفي دموعك يا حبيبتي فقد نجا الصغار الثلاثة وهم بالطبع في حالة ذهول ورعب وبهم بعض الرضوض ولكنهم نجوا."
فتخيلت وجهه وقد كسته ابتسامته النادرة تضيء قسماته القوية السمراء
"لا أقوي علي كبح دموعي "
وكانت تضحك وتبكي في آن واحد وردت لو كان معها الآن لعانقته فرحا بدون تردد ,وفي الحقيقة كانت تود أن تفعل من غير أن تسأل نفسها عن السبب ذلك ,وتقدمت السيدة ميدوبوليس نحوها فلاحظت كاترين أنها هرمت فجأة وبدت صغيرة الحجم وضعيفة المظهر عما كانت عليه منذ بضع ساعات ’وناولتها كاترين السماعة فكلمت ابنها في هدوء باللغة اليونانية ثم استدارت وابتسمت لكاترين واستمعت أليه ثانية وابتسمت ثانية لكاترين ثم وضعت السماعة بعناية.
"ستحضر هيلين ومعها بول بصحبة ستيفان ,هذه أخبار سارة كاترين "
وتألقت عيناها فرحا ثم أضافت :
"بل رائعة وإني لا أصدق أن الغمة انقشعت يا ماما".
فآخذت السيدة ميدوبوليس يدي كاترين بين يديها ونظرت إليها بنظراتها القوية الطيبة وابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت لها :
"بدأت الآن يا صغيرتي تناديني "ماما"وأعتقد أن هذت أفضل."

ولمعت عينا السيدة ميدوبوليس السوداوان بخبث عندما تنبهت كاترين لذلك ,ولم تسأل كاترين السيدة ميدوبوليس عن معني قولها ,لكنها سمعت أزيز الطائرة التي تحمل ستيفان إلي الجزيرة ,ونسيت لحظة أن نيكولاس و هيلين و حتي بول كانوا معه!"
ومر يومان قبل أن يسمح لغريغوري بمغادرة المستشفي ,لكن في اليوم التالي للحادث اصطحب ستيفان كاترين معه في الطائرة وأحضرا معهما أليكس والبنتين ,وكان أليكس يلزم الصمت في البداية ويميل إلي التعلق بكاترين ولا يفارقها لكن خاله ستيفان نجح في المسألة بجعله يهتم بمهره ثانية عاد الطفل إلي حالته الطبيعية .
أما بول بمرحه الطبيعي فقد بدا له هذا الحادث كنزهة بحرية وأخذ يتحدث عنها بلا انقطاع مما أدهش نيكولاس وأغضبه ,فبالرغم من أنه شارك في البحث عن أبن أخته والبنتين ,لم يتعلق بهم أكثر من قبل ,وكان حب كاترين الطبيعي للأطفال يجعلها لا تفهم شعور نيكولاس أبدا.
لم يبذل نيكولاس أي مجهود لرؤية كاترين بمفردها طوال اليومين الماضيين ,ولم تعرف إذا كان ذلك بتأثير من استيفان أم لا؟ وانتابها الفضول وودت لو عرفت السبب وراء هذا التغيير المفاجئ ,فهي تشك في استبفان ولكنها لم تتمكن من السؤال أي منهما.
أما علاقة كاترين باستيفان فاعترها تغيير عميق ,أنه الآن أكثر رقة واقل عبوسا من قبل ,وشعرت أنها أصبحت أكثر قربا منه ,وذكرها هذا بالشعور الذي انتابها في السيارة يوم وقوع الحادث عند عودتها من الشاطئ ,كان من العسير عليها إدراك أنها اضطرت إلي الاعتقاد بأن شعوره نحوها لم يصبح أعمق كما حدث لشعورها نحوه والواقع أن الرقة التي أظهرها نحوها عندما اخبرها بفقد أليكس جعلتها تفهم شخصيته علي نحو أعمق وأفضل .وغطت هذه الرقة علي استيائها الذي كانت تستعمله درعا أمام سحره الكبير.
منتديات ليلاس
ورأت نفسها تلجأ إلي طرف يجعلها دائما في صحبته متي ولو كان الأطفال معهما ,وكانت غرفة نومها الهادئة المكان الوحيد الذي تسمح لنفسها فيه بالتصريح بحبها له ,وكانت تعلم أنه حب بلا أمل فهي تعرف أنها ليس فتاة أحلام ستيفان.
أما الشيء الذي أسعد كاترين حقا فهو التحسن في علاقة هيلين وغريغوري فمنذ الحادث تقاربا وارتبطا ,ولعل ذلك يرجع لتلك الساعات الحالك التي يقضيها في إنقاذ بنتهما وكانت هيلين تهر يوميا لزيارة غريغوري في المستشفي ثم رحبت بعودته إلي المنزل في سعادة ومحبة.
وسعدت كاترين بهذا التغيير,إذ كان ينتابها شعور بالذنب لدور أبيها في تعاسة هيلين التي أصبحت الآن تقدر زوجها وتحترمه.
ولم يكن نيكولاس بل ستيفان هو الذي تبع كاترينا إلي الحديقة ذاك المساء, وذلك بعد رجوع غريغوري إلي المنزل ,ولم تنتبه كاترين لوجوده إلا بعد أن ناداها باسمها بصوت خفيض واستدارت ووضعت يدها علي عنقها وبان في عينيها الخوف فسألها ستيفان قائلا:
"هل أفزعتك ؟"
تبعها ستيفان وهي سائرة نحو الأشجار ,وذكرها ذلك بليلتها الأول في الجزيرة ,مال ستيفان علي أحد أشجار السرو يرتكز عليها كما فعل من قبل ثم أخرج سيكارة من جيبه وأشعلها.
وتذكرت كاترين أن مظهره في تلك الليلة أثارها وحول الدم في عروقها,أما هذه الليلة فلم تشعر بالخوف منه, وبدلا من أن تنظر إليه بشك ابتسمت له وتذكرت أيضا انه كانت ترتدي ثوبا قصيرا لونه أصفر ,أما ثوبها اليوم فمصنوع من قماش ناعم يلتصق بجسمها الغض فيظهر مفاتنه ثم ينساب في اتساع عند قدميها.
وبدت ضئيلة الحجم دقيقة القد في ثوبها المصنوع من الشيفون الليموني , واقفة عند حافة مجموعة من الأشجار ,وأخذ ستيفان ينظر إليها صامتا إن ضوء الهلال الوليد لم يتوغل في الأشجار الكثيفة فلم تتمكن من رؤية وجهه وتعبيراته فيما عدا بريق عينيه العميقتين .
وخفق قلبها بين ضلوعها يحذرها منه لو تخلف ستيفان من الحضور وضغطت علي يديها بشدة حتي تكفا عن الارتجاف, ثم مشت تحت ظلال الأشجار قبل أن تستدير وتواجهه,وسمعته يقول برقة:
"هل كنت في انتظار نيكولاس ؟"
نظرت إليه عاتبة وهي تحاول أن تهدئ من صوتها :
"لا, لابد أنك قد حذرته ثانية فأطاع هذه المرة."
وافق استيفان علي كلامها قائلا :
"أعتقد ذلك."
ثم استدارت ومشت بين الأشجار المزهرة التي لم تتبين ألوان زهورها في الضوء الخافت, لكن رائحتها كانت قوية نفاذة ثم خرجت إلي ضوء القمر ونظرت إلي الهلال الوليد فوجدته اليوم ظلا باهتا إذا قورن بضوء البدر عند اكتماله.
وتبعها استيفان كما توقعت ,ولم تجرؤ علي النظر إليه لأنه يثير في نفسها كل المشاعر التي تود أن تخفيها عن نفسها ,فرأسه المتغطرس بشعره الأسود وتلك القسمات التي تشبه الصقر وأنفه الأشم وفمه النادر الابتسام ,الذي إذا ابتسم تجعل نبضها يتسارع ,كلها أصبحت حبيبة إلي نفسها خلال الأيام القليلة الماضية ,وكانت تود من كل قلبها أن تجعله يشعر بأحاسيسها .
ولفت نظرها شئ يلمع في الرمال تحت قدميها مباشرة فانحنت والتقطته وقلبته في يدها لتتعرف عليه,ثم قالت لستيفان :
"إنها حلية من ثوب هيلين الأزرق ,أضاعتها عندما كانت تتنزه مع غريغوري عنا الليلة الماضية."
"إذن أعطيها لها."
وكان كلامه طبيعيا هادئا لكن قلب كاترين أنبأها بعكس ذلك ,فارتجفت أصابعها وهي تقبض علي تلك الحلية البراقة وضحكت ضحكة فيها شيء من العصبية وقالت:
"لم أر هيلين و غريغوري قبل ذلك يخرجان للنزهة في ضوء القمر."
وتساءلت هل يغضبه أن تناقش أمور عائلته بهذه الصراحة ؟؟ وكان سائرا وراءها تماما تشعر به ,وارتجفت لقربه منها وأحست بحرارة جسمه علي ظهرها وكتفيها العاريتين ,وبقوة ذراعيه كلما لمستها ,وكان هذا الشعور يسبب لها الرجفة ثم سألها:
"وهل يدهشك هذا؟"
فهزت رأسها بسرعة وقالت وهي تتذكر هيلين و غريغوري:
"لا ,ولكن هناك أني لم أرهما يخرجان معا منذ أن أتيت إلي هنا."
فاستطرد قائلا:
"أنهما عاشقان ."
وشعرت كاترين بالسرور لمجرد سماع هذه العبارة البسيطة ثم أدارت رأسها إليه وهي تبتسم وتقول:
"إنك تتكلم بلهجة الواثق مما يقول."
فهز رأسه وقال بجدية:
"صحيح."
وكما حدث في المرات السابقة وع يده علي ذراعها ,وكان كفه دافئا وناعما وأصابعه قوية, فخفق قلب كاترين بشدة بين ضلوعها وهي تجوب الشاطئ الرملي وتنظر إلي ذلك القمر الفضي وسمعته يقول برقة:
"أرأيت كيف تنجح دائما مساعي للتوفيق في زواج الناس."
فنظرت إليه غير مصدقة ,كانت غارقة في أحاسيسها نحوه ونسيت سعيها لإيجاد زوج لها ,وفجأة شعرت بالبرودة تسري في جسمها والدهشة تعقد لسانها .
"هل مازلت تنوي البحث لي عن زوج؟"
قالت ذلك بصوت هامس وعيناها تدرسان وجهه الذي لم يظهر لها واضحا في ضوء القمر الخافت ,ولكن عينيه كانتا تبرقان ولم تتمكن كاترين من قراءة ما فيهما من معان وسألها بهدوء :
"ألا تريدين الزواج؟" "ليس...بـــ.."
"حتي ولو كان رجلا تحبينه؟"
فصاحت كاترين تقول وهي ساخطة :
"بودي لو رأيت وجهك ,فلست متأكدة إذا كنت جادا أم مازحا ,لا أستطيع أن أصدق أنك جاد."
فأكد لها ذلك قائلا:
"إنني جاد جدا,"
"إذن فأنت جبار لا قلب لك ,عديم الإنسانية ."
فرد عليها ذلك قائلا:
"لا أحب أن أنعت بهذه الصفات ,وأحب أن أذكرك إنني يا حبيبتي قد برهنت عن خطأك من قبل ."
ثم أوقفها وظلت يداه تمسكان بها وإبهامه يتحسس جلدها الأملس وقال:
"ألا تريدين حتي أن تعرفي من هو الذي اخترته لك يا صغيرتي ؟"
فنظرت إليه كاترين محملقة في صمت ,وأردف يقول:
"حتي لو كان رجل تحبيه ؟"
فقالت بصوت منخفض :
"إني لا أحب نيكولاس ."
وظهرت علي وجهه ابتسامة خاطفة وقال لها :
"ولكني لم أذكر نيكولاس يا كاترينا."
"إذن من هو؟"
وحبست أنفاسها انتظارا لرده .وكان وجهه قريبا منها .فرأت في عينيه السوداوين ما جعل نبضها يسرع بجنون ,ونظرت إليه بعينين متسائلتين وقالت:
"ستيفان!"
فامتدت ذراعاه القويتان اللتان لا تقاومان وضمها إليه ,وشعرت بحرارته , ووضعت كفيها علي صدره لتتحسس دقات قلبه الرتيبة القوية.
وكان بريق عينيه كافيا لأن يحرك دماءها ويسكرها ,فرفعت ذراعيها وطوقت عنقه. ولم تحس بالضغط أو التحفظ يل شعرت بشعور قوي لأنه قدرها وأحبها.
وكان عناقه يحوي كل معاني الامتلاك , فراحت مقاومتها له تقتر وهي تتجاوب مع شعورها القوي الذي كان يقلقها في الأيام الماضية ,وكانت يداه القويتان اللتان تتحسسانها والكلمات التي يهمس بها في أذنيها بلغته اليونانية أشبه بالسحر الذي خضعت لتأثيره بدون إي تفكير وسمعته يقول :
"هل تتزوجينني؟ "
وبرقت عيناه في الضوء الخافت وهزت كاترين رأسها موافقة ولكنها أدركت أته لن يراها.
ونظرت إليه وعيناه تبرقان كالجوهرة ووضعت إصبعها علي فمه وشعرت براحة وسكون في قلبها حتي خيل إليها أنه كف عن الخفقان ,ثم قالت له برقة:
"وهل تسألني ؟"
ضمها إليه بقوة وعانقها طويلا مما جعلها تعجز عن التنفس ثم قال لها:
"لا تعبثي بي يا حبيبتي ,أريد ردك الآن."
وكانت كاترين تغامر بهذا السؤال وتعرف ذلك ,لكنه ضمها إليه بشدة وقال لها بصراحة :
"لأني أحبك ,ولابد أن أجعلك تندمين علي طريقة معاملتك لي أليس لديك رحمة لتتركيني في حيرة هكذا!"
فوضعت كاترين يدها علي وجهه ولمست خديه وقالت:
"ستيفان, أردت أن أسمع هذه الكلمة منك فقد قال نيكولاس ..."
"لاشك أن نيكولاس قال لك كلاما كثيرا وكان من الحكمة ألا يفعل ."
واحتوي وجهها الصغير بين يديه ونظر إلي ملامحها وعينيها الخضراوين الكبيرتين وابتسم تلك الابتسامة النادرة وقال لها:
"ولكني أعرف ما يقلقك , فهل تصدقي يل صغيرتي إذا قلت لك إنني لم أنظر إلي امرأة أخري منذ حضورك إلي هنا- هل تصدقينني؟"
فردت هامسة :
"أصدقك وأحبك كثيرا ولن أجعل شيئا من الماضي يثنيني عنك."
"كان في عزمي أن أطلب منك الزواج ليلة وجدتك مع نيكولاس هنا ,ولكنك كنت غاضبة مني ,وكان من العسير أن تصدقي نيتي حينئذ يا حبيبتي ."
فتنهدت كاترين وأسفت علي ذلك الوقت الذي أضاعاه ,وقالت له:
"ليتك فعلت ذلك إذ كان من السهل عليك إقناعي تلك الليلة ."
ثم طوقها بذراعيه ثانية وقربها منه وأحني رأسه وشعرت بأنفاسه, وقال لها:
"سوف أتذكر عندما تبدين لي العناد في المستقبل ,والآن اعطني جوابك فورا,هل تتزوجينني ؟أم يتعين علي أقنعك حتي أحظي بردك؟"
فردت هامسة :
"أتمني أن تفعل ."
وضحكت ضحكة ناعمة أسكتها بعدها بعناق طويل .

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 26-04-10, 09:58 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

النهـــآيه

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اصابع القمر, ريبيكا ستراتون, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, rebecca stratton, عبير, عبير القديمة, yellow moon
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية