وبعد العشاء اعتذر دايمون منهما وتوجه الى غرفة المكتب.رفعت لويزا رأسها وقالت لايما ضاحكة :
"أعتقد ان وجودنا لم يكن مفيداً على الاطلاق. الا تشعرين معي بذلك ؟".
ثم ابتسمت واضافت قائلة قبل ان تنتظر جواباً :
"هيا ، لنقم بنزهة خارج البيت. انهاليلة رائعة ".
وافقتها ايما على ذلك بدون تردد. لقد كانت فعلاً ليلة جميلة جداً وكان من الخطأ البقاء داخل البيت . لفت ايما عنقها بوشاح خفيف ، وسارتا نحو الشاطئ تتمتعان بالنسيم العليل وضوء القمر الساطع وانعكاسه البهيج على سطح الماء وكان واضحاً ان لويزا تريد التحدث بأمور خاصة. وقفت فجأة وقالت لايما بجدية قائلة :
"أريد تقديم اعتذاري الخالص لك فقد تصرفت معك في اليومين الأولين لوصولك بطريقة سيئة وفظة للغاية ، ولكني سأحاول الشرح....".
" اعرف ،ولكني ساخبرك.عندما اتيت الى هذه الجزيرة قبل عامين لأعطي انابيل دروساً تمهيدية ثم ننتقل الى أسلوب برايل في الحروف النافرة، تورطت عاطفياً مع كريس ثورن. كانت خطوة سخيفة....أعرف ذلك ،وكان علي بعد ان تجاوزت الثلاثين ان اتصرف بحكمة وروية. ولكنه جذاب للغاية، واعتقد انني بدأت اشعر باليأس ".
وتنهدت لويزا ثم مضت الى القول :
"أقمنا علاقة اتسمت بالعنف. كنت اعلم بوجود زوجته هيلين، على العكس منك كما تبين في وقت لاحق ،الا انني لم اهتم او اكترثز تعرفت اليها...انها باردة وقلبها قد من حجر، بينما كان كريس دافئاً وحنوناً...ويحبني ".
وعبست ثم قالت :
"كم كنت سخيفة وغبية ورعناء !كريس كان يلعب معي ،لعدم وجود فتيات اخريات . برندا بالتأكيد لم تكن من الطراز الذي يعجبه. لم تدم علاقتنا طويلاً.فبعد حوالى تسعة أشهر تعب مني وبدأ يتطلع الى ضحية جديدة وانتصار جديدز هذه هي القصة الفاسدة بحذافيرها ! أعتقد انك تظنين ان ما فعلته بهلين يدل على الانانية وحب الذات ".
تنهدت ايما وقالت بنعومة وهدوء :
" انا لست في موقف لاصدار احكام. ولكني آمل في ان نصبح الآن صديقتين مخلصتين ".
ابتسمت لويزا بحرارة ومودة وقالت :
" طبعاً، طبعاً. لقد لاحظت منذ بعض الوقت انك انسانة طيبة جداً. ما رأيك في العودة الآن ، ايتها الصديقة ؟ ".منتديات ليلاس
عادت الفتاتان الى البيت ، كما عادت اليه الحياة العادية والنمط اليومي المعتاد. دايمون يمضي معظم وقته اما في مكتبه يراجع التقارير والوثائق التي تصله يومياً ، واما على اليخت مع بول ، او في زيارة ابن عمه في سانت كاترين وكانت انابيل تراه لفترة قصيرة مساء كل يوم قبل ذهابها الى النوم .
ولكن ايما كانت تشعر بأن عليه تمضية المزيد من الوقت مع ابنته. ومع ان انابيل لم تتذمر كثيراً، الا ان ايما احست بأن الطفلة الصغيرة مصابة بخيبة أمل كبيرة لانه لم يظهر اي أهتمام يذكر بتعلمها السباحة. كما انه لم يسبح معها ولا مرة في البركة .
وفي مساء اليوم الخامس ، شعرت ايما بأن عليها التحدث مع دايمون قبل فوات الأوان . لم تكن تعرف طول الفترة التي ينوي تمضيتها في الجزيرة .وبالاضافة الى احتياجات انابيل ، فإن ايما تريد التحدث معه بشان المواضيع النفسية المتعلقة بالطفلة وفقدانها النظر . وبعد العشاء تلك الليلة ، توجه دايمون الى مكتبه فلحقت به ودقت الباب المغلق . مرت بضع لحظات قبل ان تسمعه يقول :
" نـعم ؟ ".
فتحت الباب ودخلت ثم اقفلته وراءها بعزم وثبلت . كان دايمون يجلس وراء مكتبه يدرس بعض الوثائق . وبدا عليه الاستغراب عندما رفع رأسه وشاهد ايما امامه .