التفت دايمون نحوها متململاً فشاهد امرأة رائعة الجمال تزين عنقها بعقد من اللؤلؤ يلفه ثلاث مرات.وقال دايمون لنفسه: اذا كان هذا العقد حقيقياً وليس مزيفاً ،فإن اهتمام المرأة به ليس لماله.اجابها بتكاسل:
"اذكر.هل تشربين فنجاناً من القهوة ؟".
هزت رأسها واجابت:
"مع القليل من السكر،شكراً.ولكن،ارجوك، أنا أدفع".
ثم استدعى النادل وطلب منه فنجانين من القهوة.ولما ذهب سألها ببرودة:
" ولمن اطلب القهوة ؟".
بدا أنها ترددت قليلاً ثم قالت:
" تساي بن لونغ ".
تأمل الخواتم التي تزين عدداً كبيراً من اصابعها وردد بتعجب:
" السيدة تساي بن لونغ ؟".
" نعم .وأنت ؟".
" ثورن . دايمون ثورن ".
" وماذا تفعل في سان فرانسيسكو يا سيد ثورن ؟".
" أعمالي ".
سألته بهدوء:
"أنت تملك تلك المصانع الكيماوية الضخمة في ثورنفيل".
قطب دايمون جبينه قليلاً وقال:
" لا ،ليس بالضبط. فأنا املك قسماً منها".
واستغرب الكيفية التي عرفت بها هذه السيدة تلك المعلومات،فإن لم تكن تعرف اسمه،فكيف ربطت بينه وبين المعامل؟ثورن ليس اسماً غير اعتيادي،فلماذا هو بالذات؟كانت عيناها تستكشفان ارجاء المطعم ،وقرر دايمون تحويل انتبا هها اليه فسألها:
"لماذا اتيت الى سان فرانسيسكو ؟".
هزت كتفيها ببرودة واجابت بهدوء ونعومة:
" اني اعيش هنا ".
لم تعلق بشيء اخر فأثارت حفيظة دايمن ضدها.كانت تبدو مهتمة بتحركاته واعماله،الا انها من الواضح لا تنوي الدخول في تفاصيل شؤونها الخاصة.كانت بلا شك تدرك بأنه يريد سؤالها عما كانت تفعله في هونغ كونغ ولكنها لم تتبرع بأي معلومات،كما لم تشجعه على توجيه اي سؤال في هذا الصدد.وعوضاً عن ذلك،ابتسمت له وسألته بتهذيب:
"هل ستغادر سان فرانسيسكو قريباً".
اغضبه سؤالها المباشر .فابتسم وقال لها بخبث مماثل:
" ربمـا....وربمـا لا !".
"ولكنك أميركي.لهجتك لا تخطئ".
"ولدت في الولايات المتحدة. هل ولدت هنا؟".
" لا ".
كلمة واحدة فقط وانزلت مرة اخرى الجدار السميك في وجه المزيد من الاسئلة او التفاصيل المتعلقة بهازوفجأة سمعها تقول له وكأنها ندمت على سكوتها:
"ولدت في بكين. عائلتي لا تزال تعيش هناك".
ودار بينهما حديث سياسي،اتبعته بالسؤال التالي:
"هل تؤمن بالقضاء والقدر ،يا سيد ثورن؟".
"ربما ولكني أعتقد ان من الغرابة بمكان اجراء احاديث كهذه بيننا".
ثم وقف وراح يتطلع حوله بتململ وتبرم،الى ان وقع نظره على بول متنهد بارتياح.ورفع مساعده حاجبيه عندما لاحظ من تكون رفيقة دايمون وعندما انضم اليهما لم يزعج دايمون نفسه بتقديمهما الى بعضهما،بل اعتذر من السيدة واخرج بول الى القاعة قبل ان يسأله عما فعله بالنسبة الى سفرهما.تنهد بول وقال:
"نتوجه الى المطار خلال اربعين دقيقة تقريباً.الغى مسافران رحلتهما فحجزت المكانين على الفور.هل يعجبك ذلك ؟".
هز دايمون رأسه علامة الموافقة والارتياح،اما بول فابتسم وسأله:
"وماذا عن الصينية الساحرة ؟".
"تساي بن لونغ.لا أعرف".
ثم ضحك وقال ساخراً :
"اعتقد انها شاهدت لتوها وجهاً مألوفاً".
بدأالتشكك على وجه بول،ثم قال:
"من المحتمل جداً انها تبحث عنك في جميع الفنادق والمطاعم الراقية في سان فرانسيسكو.كان واضحاً لها انك ستكون في مكان كهذا ".
منتديات ليلاس
هز دايمون كتفيه العريصتين بلا مبالاة قائلاً:
"وما هي المشكلة؟القانون لا يمنع ذلك ".
" هل أنت مهتم بها ؟".
"ماذا تـظن ؟".
"لا أعرف،لا أعرف. انها جذابة للغاية ".
سار دايمون نحو الباب الخارجي فيما كان بول يلحق به.ثم توقف واستدار نحوه ليقول بهدوء:
"نعم ،انها جذابة للغاية.....شأنها في ذلك شأن الملايين من النساء ".