لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-10, 09:01 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149019
المشاركات: 2,028
الجنس أنثى
معدل التقييم: HEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 263

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HEART WHITE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HEART WHITE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3-الرجل الثاني
اكتشفت ايما ان الترتيبات المعدة لرحلتها الى ناسو لم تكن قاسية ومرهقة كما تصورتها.
وعندما حطت الطائرة الضخمة في مطار نيوبروفيدانس الدولي وأنهت ايما جميع معاملاتها،ودّعت الأشخاص الذين تعرّفت اليهم اثناء الرحلة ثم توجهت بمفردها الى خارج المبنى الرئيسي.كان الطقس رائعاً والسماء زرقاء صافية،والارتياح بادياً على وجوه العاملين في المطار الذين يرتدون ثياباً خفيفة بيضاء،بعكس ايما التي كانت لا تزال مرتدية ثياباً شتوية سميكة لا تناسب الأجواء الدافئة.


وقفت تتطلع حولها علها تشاهد احداً يشبه دايمون ثورن.فاذا كانت هذه الفتاة كريس احدى قريبات دايمون فانه سيكون بينهما بعض أوجه الشبه.الا انه لم تكن هناك قرب المدخل اي فتاة سوداء الشعر،بل كان شاب طويل القامة شعره نحاسي اللون ينظر اليها متأملا وفاحصاً.


خجلت من كثرة تحديقه بها،فاستدارت الى الناحية الأخرى،وهي تتساءل ما اذا كان من الأفضل ان تذهب لشرب فنجان من القهوة بعد ابلاغ مكتب الاستعلامات عن اسمها ومكان وجودها.لم يكن من الحكمة مطلقاً ان تستقل سيارة اجرة وتذهب الى المدينة،لأنه لم تكن لديها ادنى فكرة عن عنوان البيت الذي ستتوجه اليه.
حملت حقيبتها واستدارت نحو المبنى الرئيسي.تحرك الشاب فجأة وسار نحوها بسرعة.وفيما كان يقترب منها تساءلت ايما من يكون هذا الشاب الوسيم والجذاب الذي لا يتجاوز الثلاثين من عمره!


"أنا آسف لانك بدأت تشعرين بالازدراءنتيجة تأملي لك.ولكنني قدّرت في نهاية الأمر انك لابد ان تكوني ايما هاردينغ.هل أنا على حق؟".

نظرت اليه ايما بارتياح ،وقالت :

"نعم،أنا هي بعينها.هل جئت لملاقاتي؟".

وعندما اومأ برأسه علامة الايجاب،تابعت حديثها قائلة:

"أوه،شكراً.كنت قد بدأت اشعر بشيء من الخوف والارتباك...يبدو ان ابنة عم السيد ثورن نسيتني تماماً".

"الم يقل لك دايمون انني سأكون في استقبالك؟اعني انني كنت على وشك الاصابة بخيبة أمل كبيرة لانك لم تنظري ابداً تجاهي".

"هل أنت كريس ثورن".

" طبعاً ".
ضحكت وقالت :www.liilas.com/vb3

"لا تسألني لماذا اتوقع فتاة بانتظاري!منذ ان ذكر الاسم امامي للمرة الاولى اعتبرت ان كريس هو تصغير لاسم كريستين".

أخد حقيبتها وسار نحو سيارة بيضاء رائعة ووضعها في صندوقها ،وفيما كان يفتح الباب لايما،قال بهدوء وبابتسامة رقيقة:
منتديات ليلاس
"كريس تصغير ايضا لاسم كريستوفر.وبكل صراحة أقول لك انك لم تكوني كما توقعتك.فأنت اكثر شباباً...وأكثر جاذبية وجمالاً".

احمرّت وجنتاها خجلا وقالت بحياء وسرور:
"شكراً لك على الاطراء.لقد عوّضت عن خوفي وترقبي".www.liilas.com/vb
3
كانت رحلة السيارة مع كريستوفر ثورن الى ناسو ممتعة للغاية ولا تنسى.فقد اختار الطريق الساحلي لتشاهد اكبر قدر من المناظر الطبيعية الخلابة. وقالت ايما لنفسها انها لن تتمكن ابداًمن وصف هذا المكان لشقيقها او صديقاتهافي لندن بدون استخدام الكلمات الشاعرية الرنانة والتي توجد عادةفي الكتيبات السياحية الدعائية.ومع انها ظلّت تؤكد لنفسها ان جزر البهاما ليست المكان المفضل لاقامتها،فانها لم تتمكن الا من ابداء الاعجاب الشديد بالشواطئ التي تبهر الأنظار بجمالها وروعتها.كما ان الأسماء التي اطلقت عليها جذابة وناعمة....شاطئ الحب،شاطئ العشاق،شاطئ النعيم.....


التفت كريس نحوها وأشار الى أحد ملاعب الغولف الشهيرة الى يمينها قائلاً بتكاسل:

"هناك أوجه نشاط متعددة للغاية.سباحة،تزلّج على الماء،غطس في الأعماق،هل تمارسين السباحة؟".

"نعم بالتأكيد.ولكني لم أجرب ابداً الرياضتين الاخيرتين".

رد مبتسماً بمرح وزهو واضحين:

"سوف تجربينهما.سأعلمك أنا نفسي".

كانت ناسو تعج بالناس في مثل ذلك الوقت،ولكن كريستوفر تمكن ان يشقّ طريقه بين مئات من راكبي الدراجات وسيارات الأجرة وعربات الخيل ليصل بعدقليل الى باحة فندق ضخم.

"هيا،غرفتك محجوزة سلفاً.أعتقد انك بحاجة الى حمام بارد وثياب صيفية خفيفة".

هزّت برأسها موافقة.www.liilas.com/vb3

تركته في القاعة الرئيسية وصعدت الى غرفتها يرافقها الحمّال الصغير،الذي أوصل لها الحقيبتين وقبض بقشيشه ثم حيّاها باحترام وغادر الغرفة.واستغربت ايما لماذا أزعج كريستوفر نفسه وحجزلها غرفة مع حمام داخلي في دومينيك. استحمت وارتدت ثياباً خفيفة ثم نزلت الى القاعة الرئيسية وهي تشعر بأنها مستعدة لمواجهة العالم.كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بمجرد خروجها من المصعد وهو يقول لها مبتسماً:

"هيّا،هيّا!اني اتضوّر جوعاً!".

"وأنا كذللك !".

وسمحت له بامساك يدها فيما كانا يسيران نحو المطعم. وكانت طاولتهما التي حجزها كريستوفر في وقت سابق تطل على المرفأ. وطلبت ايما ان يقترح عليها ما يجب ان تأكله.فطلب غداء شهياًاختتماه بفنجانين من القهوة لكل منهما.

"هل اعجبك الغداء ؟".www.liilas.com/vb
3
ابتسمت واجابته بارتياح ظاهر :

"أنت تعرف انه أعجبني ".

"ماذا كنت تفعلين في لندن؟ أعني...أعرف انك كنت ممرضة،ولكن ماذا كانت هواياتك؟هل كنت تسهرين كثيراًاو بالاحرى تمضين وقتاً طويلا خارج المنزل؟".

هزّت ايما راسها وقالت :

"لا،ليس كثيراًكنت احضر بعض المحاضرات...وعدداً من المسرحيات الجيدة بين الحين والآخر.احب الحفلات الموسيقية ومعظم أنواع الموسيقى،كما أنني اهوى المطالعة الى اقصى الحدود".

بدا الاهتمام على وجه كريستوفر وفي عينيه،وسألها:

"ماهي كتبك او موضوعاتك المفضلة ؟".

"اني أقراكل شيء تقريباً. تعجبني القصص البوليسية والعاطفية....".

"هل قرات قصص كريسمس هولي؟".

"كريسمس هولي؟ أوه،طبعاً! انه ذلك المحقق الخاص الذي يكتب عنه مايكل جفريز.انها قصص لا باس بها على الاطلاق.اعتقد انني قرأت اثنتين او ثلاثاًمنها ".

ابتسم كريستوفر بمكر وقال بتعجب :

"قرأت اثنتين او ثلا ثاً فقط! الم تعرفي انني كتبت سبعاً وعشرين من هذه القصص التي...".

قاطعته بدهشة وسرور بالغين:

"أنت مايكل جفريز!ما أروع ذلك! انني الآن بصحبة الرجل الذي خلق الشخصية الذكية المحببة،كريسمس هولي!انه أسمر جميل جداً.كيف اخترت هذا الاسم بالذات؟".

"كريسمس اسم لا يختلف كثيراًعن كريستوفر وهولي نبات شوكي مما يتفق مع اسم عائلتي ثورن، اي الشوكة.انه تلاعب في الأسماء والمعاني.وحتى اسم التأليف المستعار ليس في الحقيقة مستعاراً، فاسمي الكامل هو كريستوفر مايكل جفري ثورن".

علقت ايما بحماس ظاهر:www.liilas.com/vb3
"أعتقد ان الأمر مثير للغاية.فالكتابة اساس القراءة، وأنا لم التق كاتباًاو مؤلفاًفي حياتي. هل تسكن في سانت دومينيك؟"
.
" لا ".

وهز رأسه ثم تابع حديثه عندما لاحظ عليها الانزعاج وخيبة الأمل:

"اني اسكن في سانت كاترين القريبة جدا من مكان اقامتك.انها في الحقيقة لا تبعد اكثر من أربعة كيلومترات تقريبا،مما يعني انك ستصبحين جارتي. وسيكون من دواعي سروري التحدث الى شخص يعجبه عملي".

"عظيم،اوه بالمناسبة...من يسكن في سانت دومينيك،بالاضافة الى انابيل طبعاً؟".

هزّ كتفيه وقال:www.liilas.com/vb3

"هناك تانزي المربية العجوز التي اعتقد انك ستحبينها. كانت مربية دايمون في صغره.وهناك المعلمة لويزا مريديث،وبالطبع بعض الخدم".

"يبدو بالتأكيد ان انابيل ليست بحاجة لي على الاطلاق. فلديها مربية ولديها معلمة وحاضنة".

نظر اليها كريستوفر بجدية وقال وهو يهز رأسه معترضاً:

"أظن انك على خطأ.فتانزي طاعنة جداً في السن ولم تعد بالتالي قادرة على الاهتمام كثيراًبطفلة في السادسة من عمرها،وخاصة في وضع انابيل.اما لويزافانها...الى حد ما...من غير فائدة.أوه،انها تعلم انابيل القراءة مستخدمة اسلوب برايل للأحرف النافرة، كما انها تتحدث اليها ومعها،واعتقد ان انابيل تتعلم منها الكثير.ولكنها من الناحية الأخرى ليست الرفيقة الصحيحة لها.فالطفل يجب ان يعامل كندّلا ان تنظر اليه كمخلوق تافه يتعلم كالببغاء وينفّد الأوامر بدون حق في المنلقشة او الاستفسار المنطقي.لويزا لا يمكنها ابداًان تنسى نفسها بما فيه الكفاية لتلعب مع الطفلة. انها متزمتة ومتحجرة ".

تنهدت ايما بعد سماعها هذا الشرح الوافي وسألته بهدوء :

" ومن كان يهتم بأنابيل فعلياً حتى الآن ؟".

"برندا لوسن،شابة في الثلاثينات من عمرها تزوجت رجل اعمال اميركياً متقاعداً، قرر ان ينقل مكان اقامته الى منطقة أقل صخباً وضجيجاً ".

ثم وقف وسألها :

"هل أنت مستعدة ؟".

اومأت ايما برأسها ايجاباًوسمحت له بأن يساعدها على النهوض ثم خرجا من المطعم. وفي القاعة الرئيسية توقف لحظة وسألها:

" كيف وجدت غرفتك ؟".

"جيدة جدأ، شكراً ".

ثم انتبهت الى انه يعني شيئا آخر، فعقدت جبينها قليلاً وسألته:

"هل ستمضي الليلة في هذا الفندق؟ ".

ابتسم كريستوفر وأجابها بدماثة:

"هذه هي الفكرة. هل من اعتراض لديك ؟".

دهشت ايما وردّت عليه باستغراب ظاهر:

"من المؤكد انك تمزح!اعني انني فهمت من التعليمات المعطاة لي بأننا سنتوجه الى سانت دومينيك بعد الغداء مباشرة!".

علّق كريستوفر ببرودة قائلا:

"تعليمات دايمون!اسمحي، قد يكون دايمون الرجل الكبير وصاحب الكلمة النافذة في بريطانيا والولايات المتحدة ولكنه هنا ليس اكثر من ابن عم لي، وأنا الذي أقرر كافة الخطوات والتفاصيل .ألا تريدين البقاء؟".

تنهّدت ايما واجابته بهدوء:

"ان المسألة لا تتعلق بالتأكيد بما أشعر به او أريده".

"حسناّ! قرري !".

أحنت ايما رأسها قليلاًكي تتفادى نظراته وقالت:
"أرجوك،لا أريد التسبب بأي مشاكل...".

"اذن،نبقي.ما من احد سيحصي عليك تحركاتك هنا...فأنت لست في مستشفي كما تعلمين.الحياة هنا تسير بخطوات معقولة،اذ لا احد يرغب في الركض نحو حتفه".

ثم ابتسم وأضاف قائلا بهدوء ملحوظ:

"كفانا فلسفة ومحاضرات.اريدك ان تبقي كي تشاهدي الجزيرة مع دليل سياحي تعجبك قصصه.نيو بروفيدانس منطقة رائعة ".

كانت ناسو المحطّ الأول في جولتها.وأخدها كريستوفر الى سوق القش،حيت أشترى لها قبعة كبيرة تحمي راسها وعينيها من حرارة الشمس القوية.ثم انتقل بها الى شارع مكتظ بالمحال التجارية التي تغص بالسياح من كل حدب وصوب.الا انهما لم يبتاعا شيئا، اذ انه لم تكن لديها اي رغبة في الوصول الى سانت دومينيك وهي تحمل كميات ضخمة من الهدايا التي ستعود بها الى لندن بعد فترة طويلة.

وتجولا في الميناء حيث شاهدت ايما جميع أنواع الزوارق والمراكب الشراعية واليخوت،ثم استأجر كريستوفر عربة تجرها الجياد وتجولا في جميع انحاء المدينة كسائحين يمضيان عطلة في تلك الجزر الخلابة.وكانت بعض الطرائف التي اخبرها اياها رفيقها ودليلها المثقف،اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة.واهتمت ايما كثيراً بتاريخ الجزيرة لدرجة انها عزمت على شراء بعض الكتب التي تتحدث عنها،وذلك في اول مناسبة متاحة لها.www.liilas.com/vb3
بعد فترة من الزمن ذهبا الى الشاطئ حيث سبحا في مياه دافئة ونظيفة أغرت ايما بالبقاء فيها طوال فترة ما بعد الظهر.وكان كريستوفر يتعمد اغاظتها مازحاً بدفعها تحت الماء باستمرار.ولما خرجت من المياه المنعشة وألقت بنفسها على المنشفة الكبيرة التي أحضرها لها كريستوفر،شعرت بلذة وارتياح عظيمين.وكادت ان تصدق تصورها بأنها حضرت الى جزر البهاما بمحض ارادتها وليس لأن دايمون ثورن لم يترك لها مجالا آخر.

اثبت كريستوفر انه رفيق ممتع للغاية.ومعرفته الوثيقة بالمنطقة وسعة اطلاعه في الحقلين التاريخي والاجتماعي،كانتا مثار اعجابها واهتمامها.

وكانت ايما تصغي اليه بانتباه بالغ فيما كان يحدثها عن العبيد الذين احضروا الى جزر الهند الغربية.

"المساكين التعساء!تحرروا من نوع من العبودية ووقعوا فيآخر.في الولايات الجنوبية يضمنون لأنفسهم على الأقل الغذاء والمأوى.اما هنا فكان البعض منهم في بادئ الأمر يموت من شدة التعب والارهاق".

وتنهد كريستوفر ثم تابع حديثه قائلاً :

"كان البيض في تلك الأيام يعتبرون الافارقة شعباً يحتاج الى الزعامة والنظام القاسي كي يتمكن من العيش.لم يكونوا يصدقون ان ابناء هذا الشعب قادرون على تأمين الاكتفاء الذاتي والعيش بكرامة بدون حاجة للاستعباد والسيطرة ".

حركت ايما رأسها تحت قبعة القش الكبيرة وقالت بهدوء:

"أني اعجب لماذا لا تكتب عن الجزر أو تتناول بعض عاداتها وتقاليدها في قصصك!كتبك تدور حول موضوعات اميركية بحثة".

ابتسم كريستوفر ورفع نفسه غلى مرفقه مقترباًبذلك الى حد كبير منها،ثم قال بمرح:

"أساليب يا عزيزتي،أساليب!كتبي ناجحة جداًفي الولايات المتحدة، وهي مورد رزقي الوحيد.فمن أكون انا لأخيب ىمال قرائي؟".

"مرتزق استغلالي !".

قالتها مبيسمة ثم استلقت مرة اخرى على ظهرها وقد بدأت تشعر بالنعاس بسبب الحر والتعب.اقترب منها كريستوفر وسألها بهدوء ومودة :

"ألست مسرورة لأننا لم نذهب اى سانت دومينيك اليوم؟".

فتحت ايما عينيها وأجابته بارتياح :

"اذا كنت تسألني عما اذا كنت أمضي وقتاً ممتعاً،فأنت تعرف ان الجواب هو نعم.ولكني اشعر بالذنب كلما فكرت بالموضوع".

"اذن،لا تفكري! فما من احد يتوقع وصولنازأخبرت انابيل انني لن اعود اليوم".

شعرت ايما بالاستياءوسألته بشيء من الحدة:

"هل فعلت ذلك حقاً؟هل كنت متأكداًالى هذا الحد من أن جاذبيتك وسحرك سيحملاني على البقاء مهما كنت وكانت عليه آرائي ومبادئي؟".

ضحك كريستوفر بمكر وقال:

"يا عزيزتي، لو كنت لويزا مريديث أخرى لكنّا عدنا اليوم بكل تأكيد".

ابتسمت ايما وقالت:

"أوه،حسناً!اعتقد ان يوماً اضافياً لن يؤثر كثيراًعلى احد".

عاد الى الفندق بعد السادسة بقليل،وأبلغها كريستوفر بأن غرفته تقع في طابق أسفل.وقال لها وهو يهم بمغادرة المصعد انه سينتظرها على الشرفة الغربية لتناول بعض المرطبات والفاكهة قبل ذهابهما الى العشاء.تابعت ايما طريقها الى غرفتها حيث استحمت وارتدت فستاناً طويلاً خاطته بنفسها لحضور حفلة راقصة قبل عيد الميلاد. وفرحت كثيراً لأنها احضرت فستان السهرة هذا،اذ ان كريستوفر كان يستقبلها وقد ارتدى سترة بيضاء رسمية فوق قميص حريري جميل وربطة عنق انيقة.نظر اليها باعجاب قائلاً:

"تبدين رائعة !هل قلت لك ان طريقتك في اختيار الملابس تعجبني كثيراً؟".

"سيد ثورن،انك تغازاني مرة أخري!".


ابتسم وردّ عليها بمرح ظاهر :

"لا،أنا لاأغازلك...وأعني ما أقول.ثم...لا تنسي ان الاسم هو كريس!".

اجابته بهدوء وهي تقبل منه بامتنان أحدى سكائره التي أشعلها لها بتهذيب :

"لم أنس.وبالمناسبة،أريد أن أشكرك جداًعلى كل شيء.كان يوماً رائعاً".

"لا تشكريني،أنا الذي يجب أن أشكرك".

ثم نظر اليها بجدية ومضى الى القول:

"مهما كنت تظنين، فأنا لا أجد كل امرأة التقي بها جذابة مثلك يا ايما".

"شكراً لك مرة أخرى"

بعد العشاء، توجها الى قاعة الرقص ورقصا على انغام فريق العازفين المحليين الذين برعوا الى حد كبير في المقطوعات الايقاعية والتقليدية الهادئة.ورقصت ايما مع كريستوفر عدة مرات كما انها رقصت مرتين مع رجلين في الخمسينات من عمرهما
أعجبها رقصه كثيراً...فخطواته خفيفة ومدروسة،وأسلوبه رفيع وراق،ورائحته عطرة ونظيفة،و....

"انك تجيدين الرقص الى حد كبير".
ردت عليه باسمة:www.liilas.com/vb3

"لاتعتقد ان الممارسة هي السبب،فأنا لم أرفص كثيراًفي لندن".

لم يصدّقها على ما يبدو.ماذا سيقول يا ترى لو انها قررت اطلاعه على حقيقة علاقتها مع دايمون؟ من الواضح ان أفراد عائلته واقرباءه نسوا تلك العلاقةزكيف لا،وهم لم يلتقوا بها أبداً!كانت بالنسبة اليهم مجرد اسم...اختفى...منذ عدة سنوات!
منتديات ليلاس

في الحادية عشرة والنصف، خرجا الى الشرفة لتنشق الهواء العليل والتمتع بضوء القمر الساطع.كانت السماء صافية جداً تملأها النجوم المتلا لئة التي تتألق بزهو واعتزاز.انها حقا أمسية رائعة و.....

"ما رأيك في أن نستأجر عربة ونقومبجولة ليلية في المدينة؟".

تطلعت نحوه فشاهدته ينظر اليها بحماس وترقب.ترددت قليلاًثم هزت رأسها قائلة:

"شكراًعلى الدعوة ولكنني مضطرة لرفضها.فالوقت متأخر، وغداً سيكون يوماً حافلاًاليّزاعتقد انني سأذهب الى النوم،ان لم يكن لديك أي مانع".

شعرت بخيبة أمله واضحة وجلية عندما قال لها:

"أوه،ايما!هذا يعني انك ذاهبة ان قبلت او اعترضت".

ثم هزّ كتفيه مستسلماً للواقع وأضاف:

"حسناً، سأوصلك الى غرفتك".

اجابته بتهذيب وهدوء:

"ليس من الضروري ان تفعل ذلك".

"اعرف،ومع ذلك فاني سأرفقك حتى الغرفة".

أحرجها اصراره قليلاً وأحس هو بذلك، فقال لها وهما يدخلان المصعد :

"لا تقلقي،فأنا لاأتوقع تجاوز باب الغرفة.كل ما في الأمر انني أريد الاطمئنان على وصولك بسلام.فالمصاعد والممرات تعج بالاشقياء والاشرار".

ضحكت ايما بمرح وارتياح حقيقيين،وقالت :

"حقاًيا كريس؟ انك حارس امين!".

ولما وصلا الى الغرفة وفتحت ايما بابها، وضع كريس يديه على كتفيها وسألها:

"تمتعت بيومك هذا،اليس كذلك؟".

هزّت ايما رأسها واجابته باسمة:

" الى اقصى الحدود".

"عظيم. تصبحين على خير يا ايما".

ثم احنى رأسه وعانقها،فاستجابت له بصورة عفوية.تراجع فجأءة الى الوراء وقد ازدادت سرعة تنفسه واصفر وجهه قليلاً.ثم شدّعلى يديها وقال لها متمتماً :

"سأذهب على الفور".

راقبته ايما وهو يسير بسرعة نحو المصعد ويختفي بداخله دون ان يلتفت الى الوراء.

دخلت غرفتها وأقفلت الباب وهي تشعر بالرضى والارتياح،على الرغم من الارهاق الجسدي.


يتبع......










 
 

 

عرض البوم صور HEART WHITE   رد مع اقتباس
قديم 19-04-10, 08:54 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149019
المشاركات: 2,028
الجنس أنثى
معدل التقييم: HEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 263

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HEART WHITE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HEART WHITE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4-عينـان بـاردتـان
سانت دومينيك جزيرة صغيرة هادئة تقع على بعد بضعة كيلومترات من ناسو. وذلك الصباح فيما كان كريس وايما يتوجهان اليها بزورق سريع،راحت الممرضة الشابة تتأمل باعجاب عشرات الجزر الصغيرة المنتشرة هنا وهناك.

أوقف البحار زورقه قبل بضعة أمتار من الشاطئ مخافة ان يغرز المحرك في الرمال.ارتدى كل من الرجلين سروالاً خاصاًبالخوض في الماء ونزلا من الزورق وفيما حمل كريستوفر ايما الى الرمال الجافة،تولى صاحب الزورق حمل حقيبتيها ووضعهما قربها حماهما كريس واومأبرأسه شرقاً،ثم قال:

"هيا بنا!كنت اعتقد أن الآنسة مريديث التي يمكن الاتكال عليها سوف تحضر انابيل لملاقاتك هنا"

تنهدت ايما وسارت معه عبر حزم من اشجار النخيل الوارفة وخلال دقائق وصلا الى فسحة كبيرة بين الشجر حيث توجد عدة اكواخ من القش يعيش فيها الخدم الذين في منزل دايمون.وشاهدت ايما بعد تجاوزها القرية الصغيرة مجموعة اخرى من الاشجار التي تخفي وراءها البيت نفسه.

منزل جميل حقاً!منخفض وحديث البناء،ولكنه ليس غريباًاوغير مألوف بالنسبة الى المنطقة ككل،والى الجزيرة بشكل خاص.انه منسجم جداً مع محيطه...والحديقة المحيطة به اخاّة تبهر الانظار،زهوراً وهندسة.بضع درجات عريضة تؤدي الى باب ابيض ضخم كان مفتوحاًعلى مصراعيه. تطلع كريستوفر نحو ايما وأوما برأسه الى القاعة قائلاً:

"هيا،ادخلي !لن يعضك احد!".
منتديات ليلاس
فوردخولهما،نزلت نحوهما من على درج داخلي متعرج سيدة طويلة القد نحيلة القوام اخذت على الفور تتفحص ايما بعينين باردتين ونظرات متحفظة.وضع كريستوفر حقيبتي ايما على الأرض وابتسم الى السيدة قائلاً:
"ياللصدفة الرائعة! لويزا التي لا تقدر بثمن!كيف حالك يا حبي القديم؟".

تجاهلته لويزا تماماً وتقدمت نحو ايما وهي تسأل ببرودة:

"انت بلا شك الآنسة هاردينغ.كنا نتوقعك أمس".

احمرت وجنتا ايما خجلاً،وارتبكت!ثم قالت لها بتعلثم:

"أوه!ولكني فهمت...أعني...السيد ثورن على ما أعتقد...يبدو....".

سيطرت على اعصابها ورفعت رأسها نحو تلك السيدة القاسية وسألتها:

"وانت معلمة انابيل ومربيتها،اليس كذلك؟".

حركت لويزا رأسها قليلاًاشارة الى الايجاب،وقالت بشيء من الحدة وهي تشير بيدها الى كريس:

"من الواضح ان...السيد ثورن لم يكن يفكر الابنفسه.لسوء الحظ كانت لتصرفه نتائج ومضاعفات غير سارة".

حدقت بها ايما وسألتها بكلمة واحدة:

"كيف؟".www.liilas.com/vb3

"منذ ثلاثة أيام تركتنا الممرضة التي كانت تهتم بانابيل.وامس،عندما لم يكن هنا احد يتحدث معها او يسليها،خرجت تتجول بمفردها.ولسوءالحظ،وقعت في بركة السباحة.ولو لم يكن الخادم هندي في مكان قريب،لكانت الطفلة غرقت...لأنها لا تعرف السباحة".

اطلقت كلماتها تلك بلهجة قاسية خالية من الشعور او الاحساس وكأنها تقرأ نشرة الأحوال الجوية.صعقت ايما ولم تعرف ماذا تقول سوى كلمات قليلة جداً ولكنها نابعة من القلب:

"اني آسفة جداً"

ونظرت الى كريستوفر الذي تمتم بكلمات مفهومة ثم سأل لويزا:

"متى وقعت هذه الحادثة؟".

"بعد ظهر امس.وكما قلت،كان من حسن الحظ وجود هندي في مكان قريب مما مكنه من سماع صراخها.رأينا من الأفضل اليوم ان نبقيها في سريرها خوفاًمن اي مضاعفات غير مستحبة".

"وانت،ماذا كنت تفعلين في ذلك الوقت؟تقلمين اظافرك؟".

ردت عليه لويزا بغضب واستغراب،قائلة:

"لم تكن ضرورية ابداًهذه الملاحظة!".

وقالت ايما لنفسهاانها فعلاً بداية مشؤومة.وتأملت تلك المعلمة التي تبدو في اواخر الاربعينات أو بداية الخمسينات من عمرها،مع انها في الحقيقة لم تتجاوزالخامسة والثلاثين.وسمعت كريستوفر يرد عليها قائلاً:

"في اي حال،فإن ايما لم تكن لتصل قبل الخامسة بكثير حتى لوعدنا أمس ولذلك،فليس بامكانك ان تلقي اللوم عليها".

"وهل قلت في اي وقت من الأوقات انني الوم الآنسة هاردينغ؟".

"أوحيت بذلك ضمناً.أوه،حسناً!يكفيك ثرثرة الآن حول هذا الموضوع.هل انابيل في غرفتها؟سأراها قبل ان أعود".

وسار نحو الدرج ثم التفت نحو ايما قائلاً:

"تعالي يا ايما،سأعرفكما على بعضكما.اتركي حقيبتك هنا.لويزا،استدعي احد لينقل الحقيبتين الى غرفة ايما.واذا اخبرتني ايها ستكون غرفتها فسوف ادلها اليها ايضاً".

استدارت لويزا الى الناحية الاخرى وهي تقول بجفاف:

"انالست مدبرة المنزل هنا".
منتديات ليلاس
"لا يا سيدتي،لست مدبرة المنزل.ولكن إما أن تفعلي ما اقوله لك واما سأرفع عنك تقريراًالى السيد ثورن".

لم تظهر اي بوادر قلق او انزعاج على وجه لويزا،بل ربما دلت ملامحها على الاستهزاء وعدم الاكتراث.ردت عليه ببرودة قائلة:

"ان الأمر ليس في الصعوبة التي تتصورها.من الطبيعي انني أبرقت للسيد ثورن حول حادثة ابنته.ارسلت البرقية صباح اليوم وقلت له فيها بالطبع ان الآنسة هاردينغ لم تصل بعد".

"ايتها....."www.liilas.com/vb3

 
 

 

عرض البوم صور HEART WHITE   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 12:26 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86405
المشاركات: 0
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة الماس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة الماس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HEART WHITE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلموووووووووووووووووووووووووو

 
 

 

عرض البوم صور زهرة الماس   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 12:33 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149019
المشاركات: 2,028
الجنس أنثى
معدل التقييم: HEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 263

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HEART WHITE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HEART WHITE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وخنق كريستوفر الكلمة البذيئة التي كان ينوي توجيهها الى لويزا،ثم التفت نحو ايما وقال لها:

"تعالي يا ايما.لا يمكنني تحمل المزيد من هذه التفاهات".

لحقت به ايما وهي تشعر بأن رأسها في دوامة مزعجة.فلديها بالتأكيد شعور بالذنب،مهما حاول كريستوفر الدفاع عنها او اقناعها هي شخصياً بعكس ذلكزوتمنت الا يكون بقية الموظفين والخدم عدائيين معها كما هي لويزا بكل وضوح.وانتبهت الى انهما وصلا الى اخر الممر،حيث فتح كريستوفر الباب وحيا الطفلة الموجودة في الداخل قائلاً ببساطة:

"مرحباً يا انابيل!".

وسمعت ايما ضحكة طفلة هتف لها قلبها فيما كانت تلحق بكريستوفر الى داخل الغرفة.كانت انابيل ثورن تجلس في منتصف سرير ضخم يهيمن على غرفةمؤثثة ومزينة خصيصاً لطفلة صغيرة.ولاحظت ايما ان انابيل تتطلع نحو ابن عم والدها بملامح سارة ومحبة واضحة.وقالت ايما لنفسها ان الفتاة الصغيرة حولت الكثير من عاطفتها ومحبتها الى كريستوفر ربما بسبب تغيب والدها باستمرارزولكنها احست ايضاً بشعور من الارتياح.

فبعد مطالب دايمون النهائية والحاسمة اقنعت ايما نفسها بأن ابنته طفلة مريضة وبحاجة لخدمات ممرضة قانونية ومتمرسة وسمعت الصغيرة تنادي عمها بلهفة وحماس:

"كريس،كريس،عدت الينا!ما اروع ذلك!هل احضرت معك الآنسة هاردينغ؟".

امسك كريس بيد ايما واشار اليها بالجلوس على حافة السرير،فيما رد على قريبته قائلاً:

"نعم يا حبيبتي،انها هنا.وهي ايصاًفتاة طيبة جداً،فلا تسيئي معاملتها وتدفعيها الى الاستقالة".

ضحكت انابيل بمرح ومدت يدها باتجاه ايما قائلة:

"اهلاً بك ".www.liilas.com/vb3

"اهلابك انت يا انابيل.كيف حالك الآن بعد غطسك في البركة؟".

تحولت ملامح الفتاة فجأة الى الجدية وقالت:

"الم تكن تلك حقاً خطوة سخيفة ورعناء من جانبي؟كادت الآنسة مريديثان تصاب بنوبة عصبية.تانزي تضايقت وخافت ايضاً،ولكنها لم تغضب لدرجة كبيرة تدفعها الى ارسال برقية الى والدي.انه سيغضب كثيراً وسوف يؤنبني كثيراً على هذل التصرف".

رد عليها كريس بشيء من الحدة:

"سيكون له كل الحق.انابيل،بحق السماء،كدت تقتلين نفسك غرقاً!".

"اعرف،اعرف.الآنسة مريديت أخبرتني كل شيءزفي اي حال،انها تبقيني الآن في البيت طوال الوقت،لأن برندا لم تعد معنا.برندا طيبة وحنونة...كانت تدعني اذهب اينما اريد".

ذكرها كريس بمعلومات بسيطة غابت عن بالها وهي ان برندا كانت ترافقها دائماً ولا تدعها تذهب بمفردها.ثم اضاف قائلاً:

"لا تقلقي بعد الآن يا صغيرتي.فالآنسة هاردينغ ستهتم بك من الأن وصاعداًوتأخذك اينما تريدين.اما بالنسبة الى ابيك،فإنه حالياًفي هونغ كونغ وأشك كثيراً في أنه سيطير الاف الاميال لمجرد رغبته في تأنيبك وتأديبك".

تنهدت انابيل وقالت:
"آمل ذلك"
www.liilas.com/vb3
"الآن يا عصفورتي الحلوة،يجب ان اذهب.فأنا مضطر للقاء هيلين وأبلاغها بعودتي.سأعود قريباًلزيارتك.سوف تهتمين بالآنسة هاردينغ،أليس كذلك؟".

بعد ذهابه أخدت ايما تفكر بهيلين ومن تكون.فهو لم يذكرها اويتحدث عنها من قبل.هل هي أخته،او ربما مدبرة منزله؟وهزت رأسها...ستعرف من هي في الوقت الماسب،فلماذا اضاعة الوقت بالتكهن؟كل ما كانت تأمل به في تلك اللحظة هو الايقرر دايمون ثورن العودة الى سانت دومينيك قريباً.كانت تأمل ايضاًفي ان تتمكن من الاستقرار قليلاًفي هذه الجزيرة قبل ان تضطر لملاقاته مرة اخرى.فوجوده قريباًيثير شجونها وذكريلتها بشكل مزعج،كما انها تخاف من مشاعرها وعواطفها...بالرغم مما حدث في الماضي.

قطعت عليها انابيل تفكيرها عندما رفعت لعبة كبيرة قربها وقالت:

"انها باتريشيا.الا تعتقدين انها جميلة جداً؟".

خنقت ايما الكلمات التي كادت تتفوه بها.فاللعبة قبيحة المنظر ممزقة الرجلين واليدين،محترقة الشعر.نظرت اليها بحنان وشفقة،وقالت:

"طبعاً...طبعاً يا انابيل،انها جميلة ".
وأخذت اللعبة التي أعطتها اياها الفتاة الصغيرة،ثم اضافت:
"ما اجمل ثيابها! هل باتريشيا هي لعبتك المفضلة؟".
"نعم،انها معي منذ ان كنت في الثالثة من عمري.كانت معي ايضاً عندما...عندما....".

وتوقفت عن اتمام جملتها،فعرفت ايما السببزمسكينة انابيل!لا عجب ان كان يبدو عليها الحزن والانقباض،فالحادثة المؤسفة التي حصلت لها ولوالدتها لا تزال تؤثر عليها الى حد كبيرزثم سمعتها تسأل بتهذيب:
"هل سأتمكن من الخروج غداً؟قالت الآنسة مريديث يجب ان امضي هذا اليوم في غرفتي بسبب الصدمة التي حدثت لي أمس.ولكنني لست مضطرة للبقاء غداً،اليس كذلك...خاصة وقد اتيت انت ؟".

"طبعاً لازغداً صباحاً سنقوم سوية بنزهة في بعض انحاء الجزيرة وتخبريني عنها بالتفصيل".

"عظيم كنت اعرف الجزيرة تمام المعرفة.قبل...قبل الحادثة،كنا انا ووالدي نأتي اليها كثيراً".

سمعت ايما صوتاً في الممر المؤدي الى غرفة الطفلة فالتفتت لتشاهد امرأة مسنة تدخل الغرفة وهي تتكىء باجهاد على عصا.الا ان وجهها كان مضيئاًومشرقاً،حتى بتجاعيده الكبيرة والمتعددة وابتسمت بحرارة لايما التي وقفت لاستقبالها واحست الطفلة بوجود المربية العجوز فسألت بلهفة:

"هل هذه أنت يا تانزي؟ ".

"نعم يا حبيبتي.اتيت لأدل الممرضة الجديدة على الغرفة المخصصة لها.أتصور أنها قد ترغب بالاستحمام قبل تناول طعام الغداء".

هزت ايما برأسها امتناناً،أما الطفلة فعادت الى السؤال:

"هل بامكانها ان تأكل هنا ،معي؟هل بأمكانها ،يا تانزي؟".




 
 

 

عرض البوم صور HEART WHITE   رد مع اقتباس
قديم 20-04-10, 09:34 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149019
المشاركات: 2,028
الجنس أنثى
معدل التقييم: HEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداعHEART WHITE عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 263

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HEART WHITE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HEART WHITE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الماس مشاهدة المشاركة
   يسلموووووووووووووووووووووووووو

شكراًعلي مرورك الذي عطر صفحتي


تحياتي...

 
 

 

عرض البوم صور HEART WHITE   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, dangerous rhapsody, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رويات عبير القديمة, طال انتظاري, طال إنتظاري
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t139787.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-04-15 04:20 PM


الساعة الآن 12:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية