كاتب الموضوع :
HEART WHITE
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
واضطرت في المستشفي الى ابلاغ الموظفين الذين عرفوا باستقالتها،ان السبب في ذلك هو قبولها عرضاًمن دايمون ثورن للعمل لديه في جزر البهاما كمربية لابنته.وفي احدى المرات التي كانت تكرر فيها جملتها هذه أمام البعض،سألتها صديقتها جوانا دنهم بتعجب :
"ولكن يا ايما،الم تكن بينكما في السابق علاقة حميمة الى حد ما؟اعني ان أسمه مألوف جداً!اليس هو ذلك الثري الاميركي الذي...؟".
وتعمدت جوانا عدم اتمام جملتها خشية احراج صديقتها.
"انه في الحقيقة نصف اميركي،فوالدته بريطانية! والجواب على الشق الأول من سؤالك هو نعم.كنت اعرفه...ولكن ليس الى الدرجة التي تتصورين".www.liilas.com/vb3
"في اي حال يا حبيبتي،اعتقد انك تقومين بخطوة جيدة.العمل في المستشفي رائع من جميع جوانبه،ولكني مستعدة للتضحية بالكثير للتمتع بحرارة الشمس ودفئها".
تظاهرت ايما امام الجميع بأن الاستقالة صادرة عنها بمحض ارادتها وبناء على قرار مدروس،وليس نتيجة اكراه او ابتزاز كما حدث فعلاً.وكان ندمها الوحيد ان رئيسة المستشفي،التي منحتها ثقتها وساعدتها وافسحت امامها مجال الترقية،قد تشعر الآن بأن ايما تخلت عنها بمثل هذه السرعة واللامبالاة،ولكنه يستحيل عليها شرح الموضوع للرئيسة بدون ان تتحدث عما جرى لشقيقها...وهذا امر غير وارد بالنسبة اليها.بالرغم من انانيته واتكاليته وضعف شخصيته،فانه لا يزال شقيقها الذي تحبه وتسعي لانقاذه ومساعدته بشتى الوسائل.
في الليلة الأخيرة لوجودها في المستشفي،اقامت الممرضات حفلة وداع لها.ثم توجهت خمس ممرضات معها الى شقتها،وانضم اليهن طالبان من كلية الطب وخطيبا اثنتين من الممرضات،بالاضافة الى جوني وصديقه مارتن وبستر،واقام الجميع حفلة اتسمت بالمرح والصخب.ولاحظت ايما بانقباض ان وقتاًطويلاً جداًسوف يمر قبل ان تتمكن مرة اخرى من التمتع بحفلة كهذه. رقصوا...لعبوا...مازحوها حول طريقة الحياة التي ستعيشها،وكان يبدو الجميع انهم يحسدونها على حياتها الجديدة.حتى ان ايما نفسها بدأت تفكر جدياًبأن الأمور لن تكون سيئة الى الحد الذي تتصوره.فدايمون ثورن لن يمضي وقتاً طويلاًفي ناسو.فاعماله كثيرة جداً،وأهتمامه البالغ بقوة امبرطوريته واتساع رقعة انتشارها في العالم سيضطره الى السفر معظم أيام السنة.كما انه لن يفضل الجزيرة،بالرغم من جميع حسناتها ووجود ابنته فيها،على العواصم والمدن الكبيرة التي تتركز فيها شركاته ومعظم اعماله ونشاطاته.
توجهت ايما الى المطبخ لاعداد القهوة.خلال وجودها هناك،رن جرس الباب فذهب جوني لفتحه وهويظن ان احد الجيران سوف يتذمر من الضجيج.الا ان الدهشة أصابته وعقدت لسانه عندما وقع نظره على اخر انسان يتوقع حضوره....دايمون ثورن .
ولما اطلت ايما وشاهدت دايمون،احست بأن قلبها توقف عن الخفقان.
تراجع جوني خطوة الى الوراء وهز بكتفيه ثم قال بشيء من السخرية :
"هل تريد الدخول، يا سيد ثورن ؟".
لم يجبه دايمون بل حتى لم ينظر اليه.تجاهله كلية،ودخل الى القاعة فتوقف الجميع عن الرقص.اقتربت منه ايما فسألها وهو يتفحص الفوضى التي تعم الشقة:
"هل يمكن ان اتحدث معك قليلاً ".
أجابته بتردد :
"انا...أوه...كما ترى...اننا...الا يمكن الانتظار حتى الصباح؟".
"لا ،لا يمكن الانتظار.يمكننا التحدث في المطبخ".
وتوجه فوراً نحوالمطبخ وقفت ايما عابسة ومضطربة في ذلك المطبخ الصغير فيما أستند دايمون الى الباب كي لا يتمكن أحدمن فتحه.وفور ذخولهما،عاد الهرج والضحك الى اجواء الغرفة المجاورة فشعرت ايما بشيء من الارتياح وزال عنها بعض انقباضها.
" ماذا تريد ؟ ".www.liilas.com/vb3
تأملها دايمون من رأسها حتى اخمص قدميها ثم عادت نظرته لتتركز على شفتيها مما ضايقها واثار مشاعرها.فعلى الرغم من سنه، يبدو قوياً وحيوياً اكثر من الشباب الموجودين في قاعة الجلوس. فهم صغار بالمقارنة معه....من حيث الشخصية والخبرة ....الجاذبية الحقيقية.
"جئت لأتأكد بنفسي انك ستحافظين على الشق المتعلق بك من الصفقة.اخبرك جوني طبعاً،ان جميع مشاكله سويت بطريقة نهائية".
"لم يذكر لي شيئاً من هذا القبيل.في اي حال،أنا متأكدة من انك احتفظت باثباتات كافية لادانته فيما لو تجرأت انا على الانسحاب في هذه المرحلة".
"كم انت على حق يا ايما".
ثم اشار الى الغرفة المجاورة ومضى الى القول:
"أعتقد انها حفلة وداعية، اليس كذلك ".
"نعم .هل هذا كل شيء ".
"لا، ليس تماماً.اني متوجه الى هونغ كونغ غداً صباحاً،وهذا هو السبب الفعلي لمجيئي الليلة. لن اتمكن من رؤيتك قبل سفرك الأنسة ولدن ابلغتني بأن جميع أوراقك جاهزة.كذلك ستجدين كريس ثورن في استقبالك هناك".
ردت عليه بكلمة واحدة:
" نعم ".
" عظيم ".
ثم هز رأسه وابتسم قائلاً :
"لماذا تبدو عليك هذه التعاسة كلها يا ايما؟ اني اضمن لك بأنك لن تجدي الحياة هناك مملة على الاطلاق.فسانت دومينيك قريبة بما فيه الكفاية من مكان أقامتنا،كي توفر لك جميع أسباب التسلية والترفيه عن النفس التي تجدينها في اي مكان هنا".
برقت عيناها غضباً وقالت له بعصبية:
"انك لن ترضى بأن اقول لك أني افضل بلادي الباردة والفاترة،على اي مكان اخر في العالم.لندن بالنسبة الي هي موطني ولا اريد الذهاب الى جزر في المحيط الاطلسي مهما كانت جميلة ورائعة".
"هذا يظهر جهلك لمثل هذه الأمور.ففي هذا الموضوع،كما في غيره،تظنين انك اكثر اطلاعاًمن غيرك.هل لا زلت تعتقدين ذلك يا ايما ؟".
"اذهب ، ارجوك !".
"بكل سرور".
هز رأسه محيياً وغادر الشقة دون الالتفات الى الآخرين.اقتربت منها جوانا وسألتها بتعجب ودهشة:
"هل هذا هو رب عملك الجديد ؟".
اومأت برأسها علامة الايجاب،فشهقت جوانا قائلة:
"ايتها المحظوظة!انه رائع،اليس كذلك؟رباه،لو كنت في مكانك لرقصت فرحاً وابتهاجاً!".
"اوه ،جوانا،ان الأمر ليس كما تتصورين على الاطلاق".
بدا التشكك على وجه الصديقة التي قالت :
"اسمعي يا عزيزتي!اذا كان صحيحاًما يقولون من انكما كنتما على علاقة وثيقة قبل بضع سنوات،فما عليك ال ان تحاولي جهدك لاعادة المياه الى مجاريها".
ثم ابتسمت وأضافت:www.liilas.com/vb3
"انك في الخامسة والعشرين،ومعظم من هن في سنك متزوجات منذ بعض الوقت".
ارغمت ايما نفسها على الابتسام وقالت:
"انا أنسانة تهتم بعملهاقبل اي شيء اخر،الاتعلمين ذلك".
منتديات ليلاس
ولكنها عندما استلقت في سريرها تلك الليلة ،لاحظت ايما بحزن وأسي أن الدموع تنهمر من عينيها رغما عنها.فلو ان جوانا تعرف حقاًماذا كانت تقول لها....لو انها كانت تدرك ماذا رفضت قبل بضع سنوات،لما كانت عذبتها وآلمتها بتوبيخها على عدم زواجها! آه لو ان صديقتها تعرف كم من فرصة اتيحت لها قبل سبع سنوات لتكون اسعد امرأة في العالم.....ولكنها لم تتمكن من انتهاز اي منها......
|