كانا سعيدين جداً ، كما توقع ان يكونا .وكانت هي كل ما تمناه واراده في زوجته وشريكة حياته . لم تعد تشعر بتلك العصبية الخفيفة الي الخفيفة التي احست بها في الليلة الأولى لزواجهما ...عندما كانت خائفة الى حد ما من اظهار عواطفها بالقدر الذي تريد . ولكنه علمها بصورة تدريجية كيف تسعده وتبهجه، وفتح لها بذلك آفاقاً جديدة ومثيرة لم تكن تحلم بها من قبل .
وضعت الشاي قربه وسألته بهدوء وحنان :
" هل ايقظتك ؟ " .
" كم الساعة الآن ؟ ".
" الثامنة الا خمس دقائق . هل تريد فنجاناً من الشاي؟" .
" وصبت فنجانين من الشاي وجلست على مقعد مجاور تشرب فنجانها وتتأمله بعطف وحنان .
انهى فنجانه بسرعة وقال :
" ها قد انتهيت . شكرا ً " .
" يبدو انك كنت بحاجة اليه " .
" تعالي الى هنا " .
ظلت تشرب فنجانها متجاهلة طلبه ورغبته .فكرر طلبه بلهجة الأمر .
ابتسمت وقالت له :
" لم اشرب حاجتي بعد " .
كانت تشعر بلذة مثيرة عندما تعذبه وتغيظه على هذا النحو، لأنها تعرف الكيفية التي سيقاصصها بها .انها تحبه وتعشقه ...تحبه كانسان ،وكرجل ،وتشعر بانها لن تتحمل العيش بعيدة عنه او بدونه .شربت الشاي ووقفت بتكاسل متعمد . اخفى رأسه تحت الوسادة ،فعضت على شفتها وصرخت به :
" دايمون ، دايمون ! " .
لم يجبها ،فاقتربت منه ورفعت رأسه نحوها . لم يمد يده اليها بل تركها تفعل ما تريد . قطبت جبينها قليلاً وناشدته قائلة :
" دايمون ، لا تغضب مني ! " .
ابتسم بمكر وقال لها :
" انا لست غاضباً . اذهبي وارتدي ثيابك فسوف اظل بعض الوقت في سريري " .
غضبت وهزت رأسها وبدأت تتمتم :
" انك ، انك ... " .
علق على ثورتها البريئة ضاحكاً :
" العصبية ، العصبية !" .
وشعر بأنه لم يعد قادراً على اغاظتها اكثر من ذلك . فرمى الغطاء الحريري واخذها بين ذراعيه .
" دايمون ! ماذا لو دخل احد الآن ؟ " .
" انك زوجتي ، اليس كذلك ؟ " .
وعانقها مانعاً اياها من مواصلة الاحتجاج والتذمر .وبعد فترة طويلة جداً ن نهضت ايما رغماً عنها واخذت تتأمله بعينين عاشقتين . ابتسم وامسك يدها ثم قبلها بوداعة وحنان وسألها :
" هل انت سعيدة يا حبيبتي ؟ " .
اجابته بهدوء وهي ترتدي العباءة الحريرية بتردد ملحوظ :
" وهل يجب ان تسأل ؟ انني لم اشعر بجزء من هذه السعادة في اي وقت من حياتي...وانت تعلم ذلك " .
" وجوني ؟ " .